بات من الواضح أن الأندية اليوم لم يعد لها دور واضح في المشاركة المجتمعية ، فبمجرد توقف أجندة الاتحادات العامة توقفت الحياة فيها وأصبحت خاوية على عروشها ، بالإضافة إلى الالتزامات المالية المطالبة بها اليوم من قبل أجهزتها الفنية ولاعبيها المحترفين أو المدربين لبقية الألعاب . الوضع الذي تمر به الأندية هو جزء من الوضع العام في البلد ، وبالتالي فما يحدث من امور وصراع سياسي سينعكس على الكل بدون شك . ومن المعروف أن الصراعات السياسية عمرها ما جمعت القلوب ، وعمرها ما ألفت الرؤى ، وعمرها ما وثقت الصلة بين الناس ، بل على العكس فأن السياسة بما فيها من خبث ودهاء وبما فيها كره وحقد، وبما فيها من بغضاء وشحناء ، وبما فيها من مكر وخديعة ، وبما فيها من وحل وقذارة ولأنها كذلك فلا ننتظر أن تظهر الصورة الجميلة للسياسة اليوم في اليمن بصورة عكس ما ذكر . وأمام تلك المواقف المقززة للسياسة فإن المجتمع بحاجة إلى من يعيد له الأمل في التعافي من الجروح التى خلفتها السياسة في جسده وروحه وزرعت القلق في النفوس وبات الخوف يساور الكل وضيق العيش يرافق الكل أمام كل تلك فإن الناس بحاجة إلى من يعيد اليهم الامل في السلام والمحبة والتئام القلوب والتقاء الأرواح تحت سماء وطن كبير ويمن أغلى . الكل بحاجة لخوض طريق التعايش والسلام والمحبة ، والكل ينبغي أن يعود لرشده ويحكم عقله ومنطق الواقع ، وبالتالي فإنه مادام والأندية تعيش اليوم حالة ركود وعطل رياضي فإننا نقترح أن تفعل فيها جوانب التوعية للشباب ونشر ثقافة التعايش والتسامح ونشر ثقافة الحب والوئام بين الجميع . مطلوب أن تتحول الأندية في مشهد اليوم والظرف الحالي الى منابر تنوير وتثقيف ومحو كثير من السلبيات التى الصقت بالعقول، فالشباب ليس فقط همهم كرة فالشباب اليوم هم بحاجة لنشر مفاهيم الولاء للوطن ومفاهيم التعايش حتى يعيش الجميع على أرض اليمن الكبير سواء . عمق الهامش : عندما تجهل الأندية دورها طبيعي أن تتعرض للاستغلال السياسي وتصبح متنازعة من اطراف الصراع ، وحتى نقطع الطريق على من يريد استغلالها يجب على مكاتب الشباب والرياضة في المحافظات أن تبادر إلى عمل برامج تثقيفية وتوعوية للشباب في أنديتهم وللبيئات المحيطة بها ، فدور الأندية أكبر من اللهث وراء الرياضة فحسب . [email protected]