أقيمت الورشة الثانية في ملتقى السلام والرياضة تحت عنوان"معاً لنبني السلام المستدام"، وتحدث فيها معالي ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي، وريم أسعد الخبيرة الاقتصادية وناشطة في حقوق المرأة بالسعودية، د. سيف الحجري عضو مؤسسة قطر، وأدارها كيفن روبرت، وبدأ معالي ضاحي خلفان الحديث قائلًا: مدخلي في معنى السلام مغاير عن البعض، والرياضة تسهم في تحقيق الأمن النفسي لمن يمارسها. ولهذا نجد الرياضي سعيداً يتمتع بصحة عالية ولياقة بدنية كبيرة ومنتظماً في مواعيده وأوقاته ولديه رغبة في تحقيق إنجاز سواء على المستوى البدني أو الفني وتحقق له السلام النفسي ولو انتقلنا إلى المجتمع من خلال المناسبات والمؤتمرات التي يسبق وان حضرتها تولدت لدي قناعة في استخدام النشاط الرياضي في منع الجريمة وبدأنا في شرطة دبي نناشد الناس ممارسة الرياضة منذ أكثر من 6 سنوات لأن الإنسان الذي لا يمارس الرياضة قد يهدر وقته فيما لا يفيد خاصة أنها تدفع للمخدرات. ابتكار وأضاف: ابتكرنا برنامجاً منذ 15 عاماً من أجل ممارسة الرياضة، "برنامج الشيخ محمد لممارسة الرياضة البدنية"، لتشجيع الجميع على ممارسة الرياضة، ولو انتقلنا إلى ما هو أعم وأشمل سنجد أن الرياضة تلعب دوراً كبيراً في تحقيق الغايات السامية والأهداف للرياضيين لأنها تجعلنا كبشر بعيدين عن التمييز العنصري. وجميع الألوان تختلط في ممارسة رياضة معينة وهذه الفوارق التي ربما تكون رواسب الماضي قد رسختها في بعض المجتمعات فقد جاء الرياضة لتزول هذه الفوارق، وأبناء الشرق والغرب يجتمعون في لقاءات رياضية ومع كل الاختلافات في المعتقدات والأفكار السياسية، والرياضيون يجتمعون على شيء واحد أنهم يتجمعون في ملعب واحد وبطولة واحدة. نبذ السياسات وأشار إلى أن من ينادي أن تكون الرياضة سبيلًا لتقريب السبيل نقول إنه يسعى لتحقيق ما يتمناه بني البشر من نبذ السياسات التي تفرق ولا تجمع وتعزيز الأنشطة الرياضية. وأوضح أن الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر حاجة لمثل هذه المناسبات لأننا نعيش في منطقة بها الكثير من الخلافات والصدامات وأتمنى أن يخرج الملتقى بتوصيات تعزز إقامة البطولات العربية في الوطن العربي، وعندما تبتعد البطولات عنا فإننا نخسر تعميق مفاهيم وهي الرياضة من أجل السلام. أمنية أكد معالي ضاحي خلفان أمنيته ألا يدخل في الساحة الرياضة من يشوش ويعكر صفو العلاقات بين الدول وهو ما حدث في الماضي بين الدول، مؤكداً أن الصحافة الرياضية كانت سبباً في تعكير صفو هذه العلاقات، وعليها يجب ألا يفسر السلوك الفردي على انه سلوك مجتمع. أفضل التجارب اختتم اليوم الأول للملتقى بجلسة خاصة تناولت "أفضل التجارب الرياضية للترويج للسلام" تحدث فيها كاشيف صادقي القائد السابق لمنتخب باكستان لكرة القدم وستورت بوري الأمين العام للاتحاد الدولي للريشة الطائرة وجون لونج من الاتحاد الدولي للكريكت. 3 مبادرات طرح د. سيف الحجري عضو مؤسسة قطر خلال الجلسة الثانية 3 مبادرات يأتي في مقدمتها مقترح إنشاء صندوق الرياضة والسلام لتمويل البرامج الرياضية التي تدعم القيم، وقال: استثمار كبير في الرياضة ينفق سنويا، وهؤلاء المستثمرون يمكن أن يعيد جزءاً من الأرباح لوضع 2.5 % لصندوق الرياضة والسلام لخدمة الرياضة في الكثير من الصراعات في أماكن كثيرة. وأضاف إن المبادرة الثانية هو جعل 2014 عام السلام والرياضة وتنطلق المبادرة من الإمارات التي تستضيف الملتقى وأن يدعم قيم الرياضة من خلال مباريات ومناسبات وأن تقدم المبادرة إلى اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا والاتحادات الرياضية والإقليمية، والمبادرة الثالثة هي دعوة الأممالمتحدة لتبني المبادرات المنبثقة عن ملتقى السلام والرياضة، تلك المسؤولية المبنية على روح العدل والمساواة ونبذ العنف والتفرقة. وعلق معالي ضاحي خلفان على مقترح دفع نسبة من الأرباح إلى صندوق الرياضة والسلام وقال: لا أعتقد أن المستفيدين سيدفعون هذه النسبة ولو أقل من ذلك ولا أنصح بالتوجه للحكومات، وفي عالمنا العربي تتواجد صناديق التبرعات الخيرية وحصيلتها كبيرة ولو استطعنا أن نقنع الأشخاص أن درهم التبرع سيفيد أولادهم ويحميهم من المخاطر. الهاملي: الرياضة تعبر عن حضارة المجتمع تناولت الورشة الثالثة موضوع "رصد التحديات" من خلال تحديد المبادرات والبرامج المناسبة لترسيخ قيم السلام والرياضية، وتحدثت فيها 3 شخصيات رياضية عربية بارزة تتقدمها رانيا علواني بطلة منظمة السلام والرياضة، ومحش سيف الهاملي رئيس المركز الدولي لمكافحة التطرف العنفي، وهني ثلجية سفير السلام والرياضة وقائد منتخب فلسطين لكرة القدم سابقاً، وعبد الرحمن هادي وزير مفوض بوزارة الخارجية. واستهل محش سيف الهاملي رئيس المركز الدولي لمكافحة التطرف العنفي الجلسة بقوله: الرياضة والثقافة أصبحا يعبران عن وجهة وحضارة أي مجتمع، حيث أن حضارة المجتمع ترتبط بالأنشطة الرياضية فيه. وأضاف : لم تعد الرياضة وسيلة ترفيه مثلما كانت في الماضي، بل تخطت لما هو أبعد من ذلك بكثير، حيث باتت من الوسائل الدبلوماسية التي تعزز من علاقات الشعوب ببعضها البعض، والدليل على ذلك ما حدث من توافق بين دولتي كوريا الشمالية والجنوبية خلال استضافة الأولمبياد عام 88 للمرة الأولى بين الدوليتين بما يعكس قيمة ودور الرياضة في صناعة السلام". وتابع كانت الإمارات سباقة في استخدام الدبلوماسية الرياضية عندما قامت بالتعاون مع نادي مانشستر سيتي الانجليزي ببناء ملعب لكرة القدم في أحد الاحياء الفقيرة في واشنطن، ولدينا العديد من المشروعات التي نعتزم القيام بها في أماكن أخرى". تحديات أكدت المصرية رانيا علواني أن هناك تحديات كبيرة تواجه المنطقة العربية تفرض ضرورة زيادة ثقافة الشباب وتوعيتهم من المخاطر التي قد تقف عائقاً أمام تحقيق السلام سواء داخل الدولة الواحدة أو بين الشعوب بعضها البعض. وقالت في كلمتها بالمؤتمر " لقد بدأنا في مصر إنشاء أكثر من منظمة يقوم عملها على توعية الأطفال الصغار بضرورة ممارسة الرياضة، وتوفير احتياجاتهم من أجل هذا الغرض، شعوراً بقيمة رياضة في ضبط سلوك الإنسان بشكل عام، لقد تعلمنا من الرياضة سلوكيات أثرت إيجابياً في حياتنا، لقد كانت وسيلة مهمة لنتعارف على رياضيين من دول اخرى ما ساعدنا على أن نكون وسطاء للتقارب بين شعوبنا". وزادت " الرياضة تساعد الشخص على تقبل الرأي والرأي الآخر وهذا هو قمة الديمقراطية التي تصل بنا في النهاية إلى تطبيق السلام والتعايش في سلام". وقالت الفلسطينية هنى الثلجية : يسعدني أن أكون هنا وبينكم سفيرة سلام لبلد يفتقد السلام، ربما يكون لعدم شعور دولة فلسطين بالسلام السبب هو الذي دفعني لممارسة نشاط الرياضة، ليس لشغف وحب الرياضة ولكن لشعوري بأنها قد تكون وسيلة لصناعة السلام وتغيير أنماط فكرية متجمدة. وأضافت : لعبت كرة القدم في الحارة، وبعد انتفاضة 2003 بدأت محاولة اقناع صديقاتي بضرورة أن نواجه الدمار الذي حل بفلسطين بممارسة الرياضة ليصل صوتنا الى العالم، لقد بدأت الفكرة بثلاثة من صديقاتي وتوسعن حتى صار لدى فلسطين منتخب لكرة القدم للسيدات، لقى وجوده إقناع " فيفا " فدعمنا بشكل مقبول، وتميزت فلسطين بأن أصبح لها منتخب سيدات يستطيع أن يسمع العالم كله بأوجاعها ومشاكلها. الهادي: مؤشر ازدهار الشعوب أكد الوزير المفوض عبد الرحمن الهادي، أن الرياضة أصبحت مؤشراً على ازدهار الشعوب، والسلام هو مطلب كافة الأديان السماوية، والتوافق بين الرياضة والسلام أصبح جزء من البيئة التي نعيش فيها. وقال: أصبح العاملون في الرياضة جزءا من صناعة السلام، وعمدت الأممالمتحدة وبعض المنظمات العالمية في استغلالهم بصورة جيدة كأدوات دبلوماسية لنشر السلام والمحبة بين شعوب المنطقة". ودعا الهادي، الى ضرورة دعم حقوق الأطفال في ممارسة الرياضة من البداية، لتنشئة منذ الصغر على السلوك الحسن الذي يخدم في النهاية مجتمعه. وأضاف: اذا كنا هنا في تظاهرة رياضية من أجل السلام فهذا يدفع باقي الأفراد للعمل على نفس الخط لتعزيز الجهود الرامية لنشر السلام. ريم أسعد: الأمن الاقتصادي ثمرة ممارسة الرياضة تطرقت ريم أسعد الخبيرة الاقتصادية وناشطة في حقوق المرأة بالسعودية في حديثها بالجلسة الثانية بالملتقى إلى الجانب الاقتصادي للرياضة، وأشارت إلى أن الأمن الاقتصادي ثمرة مباشرة لممارسة الرياضة. وحاولت ريم اسعد الربط بين محورين، الأول حقائق وتجارب بين بعض الدول ،والمحور الثاني حول تجارب ومبادرات شبابية في السعودية. وأوصت ريم أسعد بتوسيع قنوات التواصل مع الشباب واحتضان المبادرات الشبابية وإدراج الرياضة المدرسية للفتيات، وأهمية مشاركة القطاع الخاص بإنشاء الأندية منخفضة التكلفة بجانب أهمية تهيئة المواهب المتميزة وتيسير حصولهم على الدعم المالي في التعليم عند تفوقهم الرياضي بجانب الدعم الإعلامي لمختلف أنواع الرياضات . قالت : يبرز مساهمة قطاع الرياضة في الاقتصاد المحلي في سويسرا وأميركا، حيث اعتمدت سويسرا على السياحة الرياضية والذي يمثل الجزء الأكبر من قطاع الرياضة حيث انتجت فعاليات الرياضة والإشغال الفندقي حوالي (2.1) مليار فرنك، وساعدت على توظيف 26 ألف شخص. وأضافت: في أمريكا كان متوسط الدخل السنوي لكرة القدم والسلة والهوكي والبيسبول 24 مليار دولار وبلغت مبيعات المعدات والأدوات الرياضية سنويا 41 مليار دولار ووصل دخل الرياضة 400 مليار دولار. وأكدت على المحور الثاني في السعودية حيث ظهرت مبادرات شبابية في المملكة وقالت : قطعت المملكة شوطا طويلاً في قطاع الرياضة بالنسبة لعمرها كدولةوتعتبر الكرة والفروسية من الرياضات الأساسية. قصة نجاح وأكدت ان قصة نجاح بدأت عام 2006 في فريق جدة يونايتد، لتشجيع رياضة الفريق مثل السلة وكرة القدم والطائرة وقالت : المميز أن مؤسسة النادي سيدة هي لينا آل معينا، وكان هدفها دعم وتنشيط أنواع رياضة الفريق وباتت تضم حاليا أكثر من 500 عضو مشارك وقائمة انتظار طويلة. وتطرقت ريم اسعد إلى عراقيل المبادرات، وقالت: توجد العديد من العراقيل من بينها البيروقراطية في الأنظمة وندرة الاستثمارات للقطاع الرياضي في المشروعات الرياضية المتميزة بالإضافة إلى أن بعض فئات المجتمع المتشددة فكريا ضد رياضة المرأة.