من المسلم به أن الكوارث والحروب تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة، وهذه الأخطار لا يمكن تجنبها أو الحد من الخسائر التي تنجم عنها، إلا إذا اتخذت الاستعدادات لمواجهتها مسبقاً. ومع كل ذلك يجب أن لا نغفل أن التوعية بالأخطار المترتبة عليها ووسائل تجنبها لها أهمية قصوى، تتمثل في معرفة أهم إجراءات السلامة الواجب اتباعها في حالات معينة مثل حالات القصف وما هو التصرف الأمثل الذي يجب اتخاذه من قبل المواطنين لكي لا يكونوا عرضة للإصابة سواء أكان في المنزل أو الشارع أو السيارة.. فكل موقف له إجراءات خاصة للحفاظ على النفس والممتلكات. فالكارثة هي حدث مفاجئ بسبب تغيرات طبيعية (الفيضانات، الزلازل، البراكين، والتسونامي) أو اصطناعية من صنع البشر (الحروب، والحرائق، والتسمم),تهدد المصالح القومية للبلاد وتخل بالتوازن الطبيعي للأمور, وتشارك في مواجهته كافة أجهزة الدولة المختلفة. وتحدّث الإصابات والتدمير الشامل للممتلكات وتشريد أعداد هائلة من الناس, والتي تتجاوز في مواجهتها الإمكانيات والجهود العادية لخدمات الدفاع المدني والشرطة والإسعاف الأمر الذي يتطلب معونات خارجية، تفوق قدرة وإمكانيات أجهزة الطوارئ المختصة والسلطات المحلية حين التعامل معها في الحالات العادية.. لكن مفهوم الكارثة تغير في السنوات الأخيرة عن المفهوم السابق نتيجة لحدوث العديد من الكوارث الطبيعية والصناعية والحروب راح ضحيتها العديد من الأرواح في الكثير من البلدان. وهي تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة تعيق التنمية وتعرض المجتمع لأخطار كبيرة والاسباب والعوامل التي أدت إلى زيادة الكوارث في العالم سببها في الحقيقه هو الإنسان، والتغييرات في الديموغرافية الاجتماعية والتكنولوجية التي حدثت خلال الأعوام الماضية .. كما أن الحروب والنزاعات سبب من أسباب الخسائر في الأرواح والممتلكات. وكما نعلم إن إمكانيات الدفاع المدني كجهة معنية بمواجهة مثل هذه الأخطار محدودة، ولن تستطيع التدخل في الوقت المناسب إذا اتسعت دائرة المخاطر، لذلك لابد من تكاتف الجهود على الصعيدين الرسمي والشعبي لتحقيق فعالية بالدرجة المطلوبة وسرعة استجابة كافية، بإعداد القوى البشرية والرسمية والشعبية إعداداً سليماً.. وتنظيم الخدمات التطوعية في مجال الدفاع المدني، لتدعيم وتأكيد الخدمات الحيوية العاجلة والحماية الذاتية للمواطنين، بحيث يتم التنسيق بين مكونات المجتمع المدني ومصلحة الدفاع المدني والسلطة المحلية لتشكيل فرق طوارئ مساندة للدفاع المدني على مستوى الأحياء لنشر التوعية اللازمة والتطوع في تقديم خدمات طارئة في المناطق المتضررة من الكوارث والحروب.. وفق مجالات متخصصة تتمثل في الإطفاء، الإنقاذ، الإسعاف، التوعية، الدعم النفسي، والدعم اللوجيستي. وهناك إجراءات وقائية تتطلب من الإخوة المواطنين اتباعها قبل القصف الجوي أو المدفعية لمساعدتهم في تخفيف الأضرار، وذلك في حالات ما قبل القصف ، أثناء القصف، بعد القصف، وأهمها: عدم التجمهر والابتعاد عن الأماكن المكشوفة، المحافظة على الهدوء ورباطة الجأش لأنها بداية التصرف السليم في مثل هذه الأحوال، ضرورة غلق محابس الغاز وخاصة في ساعات الليل، غلق محابس المياه، فتح الأبواب والشبابيك، إنزال المواد الثقيلة عن سطح الخزانات (الدواليب)، توفير مصباح يدوي يعمل بالبطارية، جمع الأوراق والأشياء الثمينة ووضعها في مكان قريب وآمن لأخذها عند الحاجة، النزول إلى الأدوار السفلية أو البدروم إن وجد، عدم اعتماد المصاعد الكهربائية في التنقل واللجوء إلى درج المبنى، وتوفير راديو بالبطارية لمتابعة التعليمات الصادرة من الجهات المختصة. وفي أثناء القصف، هناك بعض الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها مثل،عدم التجمهر في أماكن القصف، المحافظة على الأطفال وعدم تركهم مطلقاً، ضرورة المحافظة على الهدوء النفسي وعدم الارتباك عند النزول إلى الطوابق السفلية أو البدروم، ويفضل عدم التحرك بالسيارات أثناء عملية القصف. ومن الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها بعد القصف: عدم التجمهر في أماكن القصف وأنقاض البنايات، التدخل الفوري لإخماد أي حريق قد يحدث باستخدام أجهزة أو أدوات الإطفاء المتوفرة، العمل على إخلاء ما يمكن إخلاؤه دون المخاطرة بذلك، الابتعاد عن المباني وخاصة المباني القديمة، عدم مغادرة أماكن الاحتماء إلا بعد زوال الخطر، المحافظة على الهدوء وعدم الارتباك والفزع والخوف وطمأنة وتهدئة الأطفال، عدم تشغيل الهاتف والمحمول إلا عند الحاجة الماسة والضرورية جداً، إذا كنت تركب حافلة أو سيارة توقف على الفور بجانب الطريق وقم بفتح النوافذ وإيقاف محرك الحافلة أو السيارة وتوجه لمكان آمن، عدم استخدام المصعد الكهربائي واستخدام السلالم، والاستعانة بالله سبحانه وتعالى وذكر الله كثيراً. ومن الإرشادات للأهالي للتعامل مع الأطفال في حالات الحرب: احتضان الطفل في حال حدوث أي حالات قصف حتى يشعر بالأمان، توعية الأطفال بالأحداث الجارية كحالات القصف والحرب بما يتناسب مع قدراتهم العمرية، مساعدة الأطفال في التعبير عن أنفسهم من خلال الحوار والرسم وبعض الألعاب التربوية المفيدة، جلوس الأهل وأطفالهم في مكان آمن بعيدا عن مرمى القصف، على الأهل تمالك أنفسهم في حالات القصف وعدم إظهار خوفهم أمام الأطفال لأنها ستنعكس على نفسيات الأطفال ومن ثم الشعور بالخوف والرعب، عدم رؤية الأطفال للمشاهد المرعبة والمخيفة كالإصابات وجثث الشهداء وهدم البيوت حتى لا ينعكس سلبا على نفسيتهم فيصابوا بأحلام وكوابيس مزعجة، عمل أنشطة جماعية بين أفراد الأسرة لإشغال وقت الأطفال أثناء القصف مثل مشاهدة التلفاز واللعب الجماعي، مساعدة الأطفال وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أنفسهم حول الأحداث الجارية، والإرشاد والوعظ الديني من خلال الأهل كالإيمان بالقضاء والقدر واحتساب الأجر من الله.