لو أن فقهاءنا أنشغلوا بتجديد فقه الطهارة وفقه الزكاة وفقه المعاملات وفقه العلاقات العامة للمسلمين بغيرهم في ظل الاتفاقيات الدولية المعاصرة،وتوضيح المقبول والمرفوض في هذه الاتفاقيات، بدلاً من الرفض الطفولي لهذه الاتفاقيات جملة وتفصيلاً. لو أنهم انشغلوا بهذه المهمات الضرورية لأفادوا واستفادوا. زيّن الحزمي للعلماء أن ملحق أفكار ينشر الفاحشة بعد نشر الملحق لفتاوى ابن عثيمين وتوضيحه لتلبيس الحزمي فتأملوا كيف يختلط الحق بالباطل و تتلبس الدوافع الشخصية بالغيرة الدينية؟ باستثناء سكان بعض الأرياف النائية التي تتكدس بالأميين، فقد صار المعلوم من الدين بالضرورة واضحاً لا يجهله اليوم أي خريج من المرحلة الأساسية فضلاً عن الثانوية العامة، بعد إلزامية التعليم النسبية وتعميمه في سياسة الدولة المعاصرة، ولهذا تراجعت الحاجة التقليدية إلى الفقهاء في المجتمعات المعاصرة وهذه نعمة نحمد الله عليها وأصبح واجب الفقيه المتخصص هو تقديم «الاستشارية» الفقهية في بعض مسائل الفروع الخلافية، و صارت الحاجة مسيسة إلى التخصص في جوانب جزئية، والحاجة الأكثر إلحاحاً تتمثل في تجديد الفقه الموروث لتلبية بعض متغيرات العصر، فحتى الآن لم يدخل فقه الطهارة إلى أروقة ودهاليز الحمامات المعاصرة، ولا يزال الحديث عن آداب قضاء الحاجة متعلقاً بقضائها في الخلاء كما كان الحال في تاريخنا البدوي، حتى أن بعض المراكز العلمية المعاصرة في اليمن أغلقت الحمامات بعد أن أمتلأت مراحيضها بأحجار الاستجمار. مزيداً من التفاصيل . الصفحات اكروبات