أكد اليمن تتويج المناضل والشاعر و الصحفي عبدالله عبدالوهاب نعمان ( الفضول) عميداً للاغنية الوطنية تقديراً لدور تجربته الشعرية و النضالية في خدمة القضية اليمنية ، و التعريف بها صحافة و شعراً ، قدم من خلالهما انموذجين للعمل الوطني المتميز. و أكدت الكلمات التي القيت اليوم في احيائية ذكرى رحيله الخامسة والعشرين على رواق (بيت الثقافة) أن الفضول قد وهب الوطن اغلى ما لديه ، و منح القضية الوطنية سواءً عبر عمله الصحفي أو السياسي أو الشعري أعمالاً كان تأثيرها اقوى المدافع ، و اسهمت في التعريف بهذه القضية ، و تقديمها للاخر و النضال في سبيلها ، وهو نضال ما يزال مستمراً حتى اليوم عبر اعماله التي خلدتها الاغنية ، و ترددها الاجيال و اختزلها النشيد الوطني . و قال وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي إن احياء الذكرى الخامسة و العشرين لرحيل الشاعر و الصحافي و الكاتب عبدالله عبد الوهاب نعمان الذي صادف اليوم الخامس من يوليو من عام 1982م يتأتي تخليداً لاسهاماته الادبية في مختلف جوانب الحياه و تتويجاً في نفوس اليمنيين شعراً وطنياً يملاء الوطن و اغاني عاطفية ًتشرح الوجدان .. مشيرا الى ان الشاعر الفضول اصبح اليوم يسكن الذكرى و يطل علينا بفضوله الجميل مع اشراقة صباح كل يوم مع كل ترنيمة حب يرددها الفنان أيوب طارش و يشدو بها الآلاف من بسطاء الناس . وقال المفلحي " لاغرابة ان تسكن تلك الكلمات نفوس الناس و عقولهم ، و لاغرابة أن تكون قصيدته الرائعة "رددي أيتها الدنيا نشيدي " ، نشيداً وطنياً للجمهورية اليمنية " . و أضاف :" لقد تغنى الفضول بتفاصيل حياة الإنسان اليمني حيث كتب أروع اغاني الحب و الحنين و تحولت قصيدتة الجميلة الى سيل دمع ينسكب في ليال الغربة و السفر و الحب و الوجدان و إلى رسالة شوق للوطن تكتب بدم القلب " . فيما اشار الدكتور فارس السقاف رئيس الهيئة العامة للكتاب إلى ان احياء الهيئة لهذه الذكرى يأتي امتداداً لتكريم الراحل قبل وفاته من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية .. منوهاً بأسهامات الفقيد الابداعية التي جسدت قيم الحب و العاطفة ، و ارسى قواعد الشعر لتحريض الشعوب على النهوض و عمرانها بالقيم و المعارف و العلوم ، و تنمية الحس الوجداني لدنيا جميعاً " . و أعلن السقاف أن الهيئة العام للكتاب بصدد طباعة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل تخليداً لذاكره ، و اصدار انتاجه الفكري كونه شاعرا و صحفيا و مناضلا افنى عمره في تنمية و تطوير هذا الوطن وتحرره ، و قال السقاف " نطلق اليوم بهذه المناسبة الموقع الإلكتروني الخاص بالفضول " www.alfudhool.com" والذي يتضمن سيرته الذاتية , واغانية و قصائد لم تنشر, و اعداد من صحيفة الفضول الصادرة في ديسمبر 1948م , و عدد من الوثائق البريطانية التي تناولت الدور الوطني للراحل في عدن , و ما كتب عن الراحل من كتابات و دراسات ". و فيما استعرض لطفي فؤاد نعمان السيره الذاتية للراحل تناول نجل الراحل السفير مروان عبدالله عبد الوهاب نعمان الجهود التي بذلت في البحث عن اثار الراحل في الصحف والمجلات والمراجع و الوثائق البريطانية و جمعها و تقديمها كهدية في هذه الاحتفائية من خلال اطلاق موقعه الالكتروني الذي يتضمن بجانب قصائده و اغانيه والكتابات والدراسات التي كتبت عنه اعداد من صحيفة الفضول الصادرة من عدن و التي تم ايقافها بتآمر من الحكم الامامي البائد و الاحتلال البريطاني .. منوها بان القارئ سيجد كل ما يتعلق بابداعات الراحل في الموقع المشار اليه و الذي دُشِّن اطلاقه في مستهل الفعالية . و أعرب نجل الراحل السفير مروان نعمان في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن رضا اسرته عما لقيه والده من تكريم قائلا: "نحن راضون عن مسألة تكريم الفضول ؛ فالفضول مُكَرَّم من قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، و يكفي تكريم الوطن له باختيار نشيد" رددي ايتها الدنيا نشيدي " نشيداً وطنيا للجمهورية اليمنية .. يُعد هذا بالنسبة لنا أكبر تكريم ، و لهذا نشعر أن اليمن قد كرَّم الفضول بما يليق به ". وفيما يخص اسباب تأخير اطلاق هذا الموقع ونشر اعمال الراحل بعد خمس وعشرين سنة من رحيله قال مروان : لقد تطرقت الى هذه الاسباب في مقدمة الموقع لانني كنت على يقين بان هذا التساؤل سيتم اثارته لكننا في الاسباب التي اوردتها في مقدمة الموقع لا نحاول إطلاقاً أن نتخلى عن مسؤوليتنا الأدبية لعدم نشر قصائد الفضول غير المنشورة، و إنما أردنا فقط إيضاح أسبابٍ لعلها تغفر لنا التأخير.ونعتقد أن إطلاق هذا الموقع الآن هو خير اعتذار للراحل العزيز والدنا عبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول ولكل محبيه وعشاقه ولكل من سيحبه وسيعشقه ". * الفضول .. الشاعر و الصحفي و الوزير .. تلقى مبادئ القراءة والكتابة على يد أبيه، وعلى يد ابن عمه الأستاذ (أحمد محمد نعمان)، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء، مواصلاً دراسته فيها، كما درس العلوم الدينية و اللغوية في مدينة زبيد.عمل مدرسًا في المدرسة (الأحمدية) في مدينة تعزّ إلى عام 1363ه/1944م، وعُرف كأبيه بمعارضته لحكم الإمامة، وقد ألقي القبض عليه بعد فشل ثورة الدستور سنة 1367ه/1948م، وسجن مع أبيه، ثم أعدم أبوه واستطاع هو الفرار إلى مدينة عدن؛ حيث التحق بالعمل مدرسًا في مدرسة (بازرعة)، ثم انفصل عن التدريس,وعمل في مجال الصحافة، محررًا في صحيفة (صوت اليمن)، وكان يكتب لصحيفة (فتاة الجزيرة)، تحت اسم مستعار (يمني بلا مأوى)، وعندما أسست (الجمعية اليمنية الكبرى) مطبعة عُرفت بمطبعة (النهضة اليمانية)؛ عمل فيها في رصف حروف صحيفة (صوت اليمن)، وتشغيل المطبعة وإدارتها، إلى جانب كونه كاتبًا في الصحيفة المذكورة، ثم أصدر صحيفة (الفضول)، وهي صحيفة ساخرة ناقدة، اشتهرت كثيرًا حتى مُزج بين اسمها واسم صاحب الترجمة؛ فعرف من يومها ب(الفضول)، غير أن هذه الصحيفة لم تستمر كثيرًا؛ فقد أغلقتها السلطات البريطانية في مدينة عدن؛ فانتقل صاحب الترجمة إلى جريدة (الكفاح)، مشرفًا عليها، وساهم أثناء عمله هذه بالدعوة إلى إنشاء كلية (بلقيس) في مدينة عدن، وفي عدن ازدادت صلته بالثوّار على حكم الإمامة حتى قامت الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي سنة 1382ه/1962م. وفي عام 1389ه/1969م، عين وزيرًا للإعلام وشؤون الوحدة، ثم تفرغ للشعر والأدب، وكوّن مع الفنان (أيوب طارش عبسي) ثنائيًّا فنيًّا قدم الكثير من الأعمال الغنائية التي تمثل حضورًا واسعًا في وجدان الإنسان اليمني. من مؤلفاته: 1- الفيروزة. ديوان شعر فصيح، صدر عام 1406ه/1986م، ويحتوي على جزء ضئيل من مجموعه الشعري الفصيح، ولا تزال أشعاره الغنائية مخطوطة. 2- المعرفة سلاح المعركة. كتيب، صدر أثناء دعوته إلى إنشاء كلية (بلقيس)، غير أنه لم ينشر باسمه. يتميز شعره الفصيح برشاقة العبارة، وغزارة الأسلوب، وتدفق الصور الشعرية، شأنه في ذلك شأن أعلام المدرسة (الرومانسية)، أما شعره الغنائي؛ فقد استطاع (الفضول) أن يزاوج بين العامية وبين الفصحى بلغة سهلة تمثل وسطًا بين العامية المعروفة والفصحى المألوفة، وغنى له عدد من الفنانين، يأتي في مقدمتهم (أيوب طارش عبسي)، و(عبدالباسط عبسي)، وغيرهما. وهو مؤلف النشيد الوطني لدولة الوحدة ، الذي مطلعه:ردِّدي أيتها الدنيا نشيديردِّديه وأعيدي وأعيدي ..