“كلما صفت غيمت” هذه العبارة الغنائية هي أكثر ما يمكنه أن يلخص المشهد السياسي اليمني، والذي يتحرك على كل مربعاته الثنائي المؤتمر الشعبي العام وأحزاب “تحالف المشترك”. الأربعاء الماضي عاد ودعا رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الى الحوار تحت قبة مجلس الشورى أو النواب في إطار المرتكزات الأساسية لاتفاق فبراير الموقع بين المؤتمر الشعبي العام والتحالف الوطني وأحزاب اللقاء المشترك والمتمثلة في التعديلات الدستورية وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والتحضير للانتخابات النيابية، وكذلك تعديل قانون السلطة المحلية بما يضمن صلاحيات أكثر وأوسع للسلطة المحلية، مؤكداً في حديثه إلى أن هذه هي مرتكزات الحوار وأي حوار خارج عن هذه المرتكزات فهو مرفوض جملة وتفصيلاً، وأضاف فخامته في حديثه حول الانتخابات “بأن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها المحدد دون أي تأخير”، وهو ما كان أكده المؤتمر الشعبي العام في خبر نشرته أسبوعية 26 سبتمبر إلى أنه سيمضي للتحضير للانتخابات القادمة وحيداً ما لم تتراجع أحزاب المشترك وتدخل في حوار عاد ودعا له المؤتمر في رسالة بعثها الخميس الماضي للمشترك، لكن المؤتمر طالب فيها المشترك بتحديد مكان وموعد اجتماع جديد لمواصلة الحوار الهادف إلى تنفيذ اتفاق فبراير 2009م، وكانت الرسالة التي وجهها النائب الثاني لرئيس المؤتمر الدكتور عبدالكريم الارياني إلى رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك الدكتور عبدالوهاب محمود قد تضمنت دعوة أحزاب المشترك إلى تحديد موعد ومقر اجتماع جديد بين الطرفين لمواصلة الحوار، كما أبلغت الرسالة المشترك بممثليه في اللقاءات القادمة وهم بحسبها صادق أمين أبو راس، وسلطان سعيد البركاني، والدكتور أحمد عبيد بن دغر. الرئيس الذي اعتبر توقيع اتفاق فبراير خطأً فادحاً لتأجيل الانتخابات، حمّل مسئولياتها أحزاب اللقاء المشترك، مبدياً تعجبه من الديمقراطية في دول العالم الثالث التي من المفترض أن أحزاب المعارضة هي التي تطالب بانتخابات مبكرة وسريعة وكان من المفترض أن الاحزاب في المعارضة تطالب الحكومة بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد مالم تدعُ الى انتخابات مبكرة ولكن احزابنا تطالب بالتأجيل” متسائلاً عن مخاوفها من إجراء الانتخابات في موعدها.. داعياً في الوقت نفسه الجميع إلى الاحتكام إلى صندوق الاقتراع لا إلى الفوضى وقطع الطرق ونشر ثقافة العنف والكراهية وقطع الاذان ونهب الممتلكات. لكن أحزاب المشترك لم تبد أي تفاعل إزاء دعوة المؤتمر ورئيسه، وحسب بيان صادر عنها سيعقد المجلس الأعلى للقاء المشترك صباح اليوم مؤتمراً صحفياً مشتركاً لتسليط الضوء على آخر المستجدات في الساحة الوطنية، وحسب - مصدر مسئول في هذه الأحزاب- أن المؤتمر سيعقد بمقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بصنعاء.