تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية صباح اليوم    بالصور.. الهلال السعودي يعلن تجديد عقد جيسوس    الدوسري يتفوق على رونالدو في سباق الأفضل بالدوري السعودي    الحوثيون يفرضوا ضرائب باهظة على مصانع المياه للحد من منافستها للمصانع التابعة لقياداتها    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    تهامة: مائة عام من الظلم وحلم الاستقلال المنتظر    "البحر الأحمر يشتعل: صواريخ حوثية تهدد الملاحة الدولية والقوات الأمريكية تتدخل وتكشف ماجرى في بيان لها"    شباب الغضب بوادي وصحراء حضرموت يؤيدون مخرجات اجتماع المجلس الانتقالي    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    وهن "المجلس" هو المعضلة    الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    قوات الأمن تداهم حي الطويلة في عدن وسط إطلاق نار كثيف    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي ماهر وأسرته تعتبره حكماً سياسياً    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    "الوجوه تآكلت والأطفال بلا رؤوس": الصحافة الامريكية تسلط الضوء على صرخات رفح المدوية    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    الرئيس الزُبيدي : المجلس الانتقالي لن ينتظر إلى مالانهاية تجاه فشل الحكومة واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    العكفة.. زنوج المنزل    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إن التغيير يأتي من الفكر لا من السياسة..
رؤوفة حسن :العلمانية لاتصلح لليمن
نشر في الجمهورية يوم 28 - 07 - 2010

- هناك مفهوم ضيق لحقوق النساء في الدستور وهذا أمر سيئ
- لا يوجد في اليمن حزب علماني وإسلامي هناك أحزاب سياسية تسعى للسلطة بطوابع مختلفة
تتأمل هذه المرأة كثيراً في القادم إلى مكتبها وتدون في دفاترها الخاصة عنك بما يكفي للتعرف عليك لتبني معك جسراً جديداً من الصداقة التي قد يحتاجها كلاكما في قادم الأيام . تجيب عن الأسئلة بعناية وحذر شديد وكأنها تستذكر الحملات الظالمة والتي تقول إنها لم تعرف لها سبباً حتى اليوم سوى إساءة الفهم وسوء الظن وما أكثرها وما أشد مرارتها في نظرها.. إنها رؤوفة حسن التي أعطت الكثير من وقتها وجهدها وصحتها لمجتمعها وهي في هذه المقابلة تبدو يائسة من السياسة وتحاول أن تسدي نصيحة للجميع مفادها الفكر أولاً..
^^.. الدكتورة رؤوفة حسن مرحباً بك في ملحق أفكار ونود منك في البداية أن تعددي لنا ما الذي تحقق للمرأة اليمنية بعد عشرين سنة من الوحدة .؟
الوحدة جمعت الناس مع بعضهم البعض والتعددية سمحت بوجود أحزاب والمرأة كمكون في هذه القصة لا أجد أن هناك علاقة، والسبب أن مصطلح المرأة مصطلح اختزالي يؤدي بالتفكير بشخص واحد. والقرآن الكريم لم يقل سورة المرأة بل قال سورة النساء ومصطلح النساء هو المصطلح الصحيح والنساء معناها مجموعة من البشر المتنوعين والمتعددين فيهم المتعلمون والأميون والعاملون فيهم السكان المدنيون وفيهم السكان الريفيون، وهنا ينطبق عليهم ما ينطبق على الرجال.. أما مصطلح المرأة فيدخلنا في حدود الرؤى المتصارعة والقضايا المطروحة وكأنه دخيل على واقعنا أو كأننا لا نتحدث عن أناس يشكلون خمسين في المئة من السكان.
^^.. أقصد من السؤال ما الذي أضافته الوحدة والتعددية للمرأة هل هناك فرق قبل وبعد؟
الآن هذا سؤال مختلف تماماً ماذا أضافت الوحدة للنساء خلال عشرين عاماً خلال العشرين العام أعتقد أنها أنتجت ثلاثة تيارات تيار يعيش الحياة كما هو معتاد عليها لا يتدخل في حياة أحد وتزداد حياته صعوبة وهو تيار من الرجال والنساء ويمثل أغلبية يعيشون مبعدين لأنهم ريفيون أو مهمشون أو لأنهم حول المدن أو لأنهم من شرائح اجتماعية ليست هي الفضلى وليس لها متاح كبير .وهذا التيار نسبة كبيرة منه لا يتاح للنساء دخول المدارس فهو محروم بسبب أن خدمات التعليم والطرق غير متاحة ولا متوفرة السكن والحياة داخل الأسرة تحتاج إلى اللجوء إلى أيد عاملة لكل شخص داخل البيت أيد عاملة من ست إلى سبع سنوات يعملون من أجل البيت ومن أجل ما تبقى من مزارع إن وجدت وكذلك العلم في الرعي أو أي شيء يوفر لهم حياة كريمة.
^^.. مقاطعاً.. في هذه النقطة تحديداً أنت سردت عوائق اقتصادية هل هناك عوائق اجتماعية أو دينية تقف أمام تعليم ورقي النساء في المجتمع اليمني؟
دائماً الحكومات يعجبها هذا الكلام أن العوائق هي اجتماعية ودينية، والحقيقة هي أن العوائق هي سياسية وخدمية ، فعندما لا توفر المدرسة ولا توفر للناس حياة سليمة من السهل أن تقول إن الناس أنفسهم يمنعون التعليم ولكن عندما تعمل المدرسة لمجموعة من الناس ليس لهم مصدر آخر للرزق غير أن يعملوا هم وأبناؤهم ، وهنا على أي أساس سوف يذهبون إلى المدرسة.! ثم تكون المدرسة في مكان وسط وغالباً ما يكون في السوق والسوق مكان لتبادل السلع وهو كذلك مكان ليس فيه نظام للسيطرة الاجتماعية وهو نظام أمان وهنا لا يمكن أن ترسل ابنتك إلى المدرسة التي توجد في السوق فتلجأ إلى منعها حماية لها .
^^.. هذا بعد اجتماعي؟
لا ليس اجتماعياً..! الخطأ هو في اختيار المكان هو أنك لم تحاسب على شروط الأمان.
^^.. أنت هنا كذلك لا تشيرين إلى أن هناك ثقافة لها بعد ديني ترى أن النساء ليس لها حظ من التعليم سوى ما تتعلم به جانب العبادات فقط ولا تتعدى ذلك تحت مبررات واهية ولا أعتقد أن هذا يخفى عليك.؟
إذا تكرمت لا تستبق وسؤالك كان حول موضوع غير ما تطرحه الآن وعليك أن ترجع إليه وهذا كلام يكتب في صحيفة والسؤال الأول هو ما الذي أضفته التعددية للنساء وعلينا أولاً أن نلتزم بهذا السؤال لكي نعطيه الإجابة الكاملة ولا نتسلسل مع الجزئيات ، وقلنا إنها أضافت ثلاثة تيارات هذا التيار هو تيار الأغلبية المحروم من الذهاب إلى المدرسة والمحروم من خدمات صحية والذي يحدث أن النساء يتزوجن مبكراً ويلدن مبكراً ويمتن أثناء تعسرات الولادة ونتيجة عدم توفر خدمات صحية وقد حاولت أن أشرح لك أنها مسئولية سياسية وخدمية واجتماعية وليست القصة مسئولية المجتمع نفسه.
^^.. أين يقف الدين أو التدين في هذه النقطة؟
الدين لا يزال وهنا نتكلم عن الدين الإسلامي الموجود في اليمن وقليل من اليهود وبالتالي لا في الدين اليهودي ولا في الدين الإسلامي يوجد ما يمنع من تعليم النساء وتطوير مستواهن المعرفي والعلمي وهذا حاصل في كل المجتمعات الإسلامية .وإذا كانت تقصد المتشددين باسم الدين فهذه قصة أخرى فهم ليسوا الدين . والدين الإسلامي في أصلة ليس ضد تعليم النساء.
^^.. هذا الذي أقصده في السؤال؟
في كل الأحوال ما أضافته هو واحد من التيارات وتياران آخران فهناك تيار يخضع لمؤثرات حزبية ويسكن في الأغلب في المدينة ويتم تحريكه عن الانفعالات أو التفاعلات الحزبية السياسية لغرض الوصول إلى السلطة ، ويتم استخدامه تحت دعوى دفع مظلمة أو شر أو فساد أو بمعنى استخدام مفسدة صغيرة لدفع مفسدة كبرى وبالتالي يتم تنشيط هؤلاء في الانتخابات ويتم تنشيطهم خلال النزاعات، وهذه جماعات تعبأ تعبئة غير خادمة لمصالح تلك النساء وهو تيار قائم وموجود ولا ينظر إلى نفسه وإنما يظن أنه ينظر إلى قضايا المجتمع والأمة الإسلامية .والتيار الثالث وهو ينشط لأغراض حزبية وأغراض انتخابية يطرح أطروحات تبدو وكأنها في اتجاه جعل النساء يتمكن من رؤية أنفسهن بشكل مغاير ومساهم في عملية التنمية بالذات والنشاط السياسي للدولة.
^^.. ممكن يكون هذا التيار منضوياً تحت تكتلات المجتمع المدني؟
مؤسسات المجتمع المدني مقسم تحت الأطر السياسية بحسب ألوان الطيف وهو ليس قادراً إلى الآن واقف بحد ذاته .وهذه التيارات الثلاثة متواجدة والتيار الثالث في الأغلب نخبوي ولأنه نخبوي فقدرته على التغلغل في أعماق الناس وفي الوصول إلى الناس محدود.
^^.. والسبب؟
لأنه نخبوي والنخب عادة لا تفهم احتياجات الجماهير لأنها لا تعيش همومهم .
^^.. ومن هو القريب من الجماهير ويعيش همومها؟
هذه قصة ثانية وهذا تسلسل خبري عبارة نحن نتكلم عن موضوع ثم نتفرع إلى قضايا جزئية وهنا سوف تضيع القصة.
^^.. هناك من يرى أن منظمات المجتمع المدني لم تقم بمسؤوليتها تجاه الناس وكثير منها هي للابتزاز سواء للداخل أو الخارج؟
منظمات المجتمع المدني هي وليدة وجديدة ولا تزال في طور النشأة ويتم إعاقتها وعرقلة مسيرتها وهي متنفس لبعض التنظيمات السياسية التي تجد حبساً على اعمالها فتجد متنفساً عبرها وهي متنفس للناس الذين لا يجدون فرص عمل. فيبحثون عن نشاط ليجدوا فرصة عمل وهي أيضاً متنفس لأشخاص عندهم أفكار يريدون نشرها وتطبيقها وهي ممكن تكون انعكاساً لحياة فساد قائمة وممكن تكون وبنسبة قليلة منها رافضاً للفساد.
^^.. فكرة المؤسسات هي لخدمة الناس غير أن المتابع لسيرها سيجد العكس هو الصحيح أنها تهتم بالقائمين عليها فقط؟
هذا لا يعني أن الأحزاب لا تخدم الجماهير وبالتالي لا يوجد ضرر في ذلك ومن هنا توجد أحزاب وتوجد منظمات تؤطرها الأحزاب، والمنظمات لم تؤد الدور الذي عليها والسبب أنها لا زالت وليدة ومن هنا لا تطلب من الأطفال أن يؤدوا دور الكبار وعشرون سنة وقت غير كاف..وأنت تعلم أنه لم يصدر قانون ينظم للجمعيات إلا في 2001م وخلال الفترة من عام 90 حتى 2001م كان المعمول به هو قانون الجمعيات الخيرية في الأغلب وبالتالي كان هناك إعاقة قانونية وعلى ذلك لم تسمح لنمو سليم وصحي لمنظمات المجتمع المدني بشكل عام ثم هناك منظمات في مصطلح المجتمع المدني تدخل الأحزاب السياسية وبعضها جديد وبعضها قديم وخلال العشر السنوات الذي حصل هو ترسيخ الراسخ والذي كان تطلعاته ماضويه وخبراته ماضويه هو الذي استمر في السيطرة وهنا فالمجتمع المدني لا يزال حديثاً وعشرين سنة لا تساوي شيئاً في سن المجتمع ، واليمنيون عجولون وحركة التغيير والتمدن والتنمية وإحداث الأثر في المجتمع يحتاج من جيل إلى جيلين والذي نحتاجه أو تحتاجه هذه المؤسسات هو وضوح رؤيا وأن يمر الناس على خط واحد ويراكموا عليه بدل من نسف كل ما يفعله السابق بالنسبة للاحق ولو أن بلادنا لا تمر بحروب أو أزمات صعبة ولا توقف عملية التفكير المتنامي والبناء المتراكم سيكون هناك أمل.
^^.. هل هذه المنظمات يمكن أن يعول عليها في تحقق شيء لهذا المجتمع؟
بالتأكيد وهي بالنسبة لي بقايا المحتمل الوحيد لتحقيق التغيير .والذي يحصل هو انتكاسات وهناك مثل شعبي يمني دائماً يؤكد أن كثيراً من اليمنيين حالهم حال هذا المثل يقول «في النار ويتحاجروا» في النار وكل واحد يسب الآخر ويسيء إلى الآخر وهذا نتاج طبيعي نتاج تخلف.
^^.. ما هي المؤشرات التي تبنى عليها؟
هي أساساً هكذا تاريخياً وهي هكذا في كل العالم وهي القوى الفاعلة الحية والتي قد تعكس في بعض الأحيان الواقع كما هو غير أنها في النهاية تفرز ما يغير هذا الواقع لأنه يوجد بعد ذلك الناس الذين يملكون الأفكار فيحاولوا غربلة هذه الأفكار للتغير وقادة التغيير تأتي غالباً من هذه الأماكن والأمل ما زال حاضراً وأنا هنا لست مع النظرة السوداوية بأن الدنيا مقفلة بل على العكس فهي منفذ نحو التغيير بالنسبة لليمنيين.
^^.. كثير من المجتمعات تكون مشكلتها إما في السياسي أو في الديني وعندنا اجتمعت ثلاث وهي غالباً لا تجتمع وهي التحالف المريب بين السياسي والقبيلي والديني؟
الحقيقة أن مشكلتنا في الأصل هي الفقر وبالتالي فإن الاقتصاد هو المشكلة الجوهرية وعندك على سبيل المثال الدول المجاورة لديها القبيلة ولديها القصة الدينية ولديها مثقف السلطة السياسية المشتركة وبسبب إمكاناتها المالية والنفطية استطاعت أن تقضي على القبيلة بمعونة الدين فمثلاً استخدام المذهب الوهابي في السعودية للقضاء على القبيلة قوة ليست سهلة والشراكة التي حصلت بين أسرة آل عبد العزيز وبين الوهابيين خلقت قدرة سيطرت على الديني وعلى القبلي ولكن الدين خاضع للسياسي وقامت دولة واحدة وكما تراها دولة قوية ومركزية ودولة مسيطرة بغض النظر إن كنت تقبل أو لا تقبل طريقة التفكير الموجودة فيها وهنا من الذي منحها هذا الحل هو القوة الاقتصادية.
تعال إلى أي دولة خليجية ثانية سوف تجد نفس التجربة وهذه الدول هي في الأصل مشيخات إذاً فهي قبيلة وهي جميعها تتحدث باسم الإسلام وهي قد تكون متعاقدة مع أمريكا لحمايتها ولكن هي في النهاية ثبتت نظاماً وأوجدت داخل مجتمعاتها حالة من الأمن والاستقرار وهي في الاساس نابعة من الإمكانات المالية وعندنا في اليمن فإن الإمكانات محدودة ويجب أن تتذكر أن %2 من الأرض اليمنية هي الأرض الصالحة للزراعة فعندنا أراض شاسعة ضخمة جبلية مقفرة ليس فيها قطرة مطر أو ترابية صحراوية وبالتالي فالمشكلة هي في الزراعة مثل المناطق التي تبدو جميلة مثل تعز وإب وهي الأماكن التي تبدو مزروعة.
^^.. الحل من وجهة نظرك؟
الحل يبدأ من كل هذه القضايا ولا تقدر أن تفصل بين واحدة وأخرى فمثلاً نريد دفعة إقتصادية ومثلاً كان هناك واحد من الحلول هو أن اليمنيين يشتغلون خارج البلاد فيرسلون فلوساً إلى البلاد وهنا يحصل تثبيت للريال والعملة داخل البلاد ويثبتوا واقع أهاليهم بالمصروفات التي يرسلوها ويخففوا من عدد السكان بسبب غيابهم والذي حصل الآن هو أنهم منعوا من السفر وصاروا مستقرين داخل البلد والذي حصل هو تزايد عدد السكان وظهرت مشاكل منها عدم الحصول على وظيفة وكانوا عبئاً على الدولة ومن هنا فمعدل البطالة يزيد كل عام والسوق يرفد إليه كل عام بمليون عاطل وهنا ماذا ستفعل وهنا نحن أمام كارثة متوقعة تزداد كل يوم وما لم يساعدنا جيراننا من الدولة المحيطة بنا على حلها فإن العواقب وخيمة وكارثية.
^^.. لو عدنا إلى جانب الأفكار قليلاً اليوم يطرح مفهوم الدولة المدنية وأنها خيار مناسب لحل كثير من التعقيدات التي تواجه البلاد هل توافقين من يرى ذلك؟
ما الذي تعنيه علمانية أم تقصد دولة تفصل ما بين السياسي والديني وهنا أسألك هل هذا متاح وممكن بالنسبة لليمن هل الناس عندهم القدرة والتهيؤ على مثل هذا العمل بحيث نحترم قناعات الناس وكل الاختلافات اليوم هي مذهبية في الأصل .
^^.. السؤال هل أنت مع مفهوم الدولة المدنية؟
أنا أريد تسمية الأشياء بأسمائها إذا كنت تتكلم عن الدولة العلمانية فهي تمثل حلاً غير... هذا الحل هو لمجتمعات أخرى غير اليمن وأنا أقول: على اليمنيين أن يواجهوا صعوبات أشد من الصعوبات التي يواجهونها الآن بسبب مشاكلهم المذهبية ووقتها قد يعودوا إلى هذا الخيار والصراعات التي بينهم اليوم هي قليلة ولم يحصل صراع مذهبي إلا عندما دخل الحوثيون وقبل ذلك كانت كل الخلافات حتى بين الشافعية والزيدية هي قليلة جداً.
^^.. الذي نقصده أن فهم طبيعة الدولة المدنية والتي تعني التعايش والتعدد واحترام الآخر وتنافس برامج وأفكاراً على الساحة بلغة الرأي والرأي الآخر ويتم فصل ما هو ديني عن ما هو سياسي كما وضحت قبل قليل وننتقل إلى دولة تحترم القانون؟
يفترض أن يتم ذلك وهذا ليس بالضرورة عن طريق فصل الدين عن الدولة.
^^.. (مقاطعاًُ) هناك ثلاثة فروض للعلمانية فصل الدين عن المجتمع وهذا قامت به الشيوعية وفصل الدين عن الدولة وهذا ما قامت به أوروبا وفصل ما هو ديني عن ما هو سياسي.. ما الذي نحتاجه في البلاد العربية واليمن على وجه الخصوص أو ما الذي يناسب وضعنا في اليمن؟
ذكرت كل هذه الأبعاد ويفترض أن تكون نسبة الأمية صفراً أو معدومة وأن قدرة الناس على الوعي عالية وأن استيعابهم للفروق واضحة بينما المسألة بعيدة من وجهة نظري فعندنا اليوم حالة غياب وعي ونسبة كبيرة من الناس لا تعي هذه الفروق .والدولة العلمانية تحتاج إلى واقع مختلف أو سيطرة من قبل قوة كبيرة مثل تركيا وكان فيها ولا يزال قوة الجيش وهو المسيطر على الوضع وبالتالي يستطيع الناس أن يحكموا كيفما يشاءون وعندما يخرجون عن الخط الذي رسمه أتاتورك تكون مهمة الجيش هي تحديد موقف من ذلك . وجيشنا في اليمن ليس له إي علاقة بالموضوع وهو يسير حسب النظام الذي يسيطر عليه .وليس لنا قوة تعمل على فرض لأي حالة من الخيارات.
^^.. تتحدثين عن الفرض والقوة وكل هذه منافية للدولة المدنية فهناك التعايش والتعدد واحترام الآخر ومبادئ وقيم لا ترى القوى سبيلاً إلى فرضها أو استخدامها؟
ليست هذه مشكلة واليمن موقعة على كل الاتفاقيات الدولية والتوقيع هذا شيء جميل وبعد ذلك تنتخب الناس وتأتي بواحد وخمسين في المائة من الأعضاء إلى مجلس النواب لا يجيدون القراءة ولا الكتابة وتتوقع منهم أن يفهموا البعد الإنساني في الاتفاقيات التي وقعت عليها اليمن علي أي أساس ومن هنا فيجب على الناس أن لا يكونوا حالمين وهذه القضايا تحتاج إلى وقت كبير.
^^.. هناك من يبدي تخوفاً شديداً من استمرار الخطاب الديني على هذا النحو والذي يعيق أي انفتاح أو تقدم ويعرقل أي جهد لنقل البلاد إلى وضع آخر؟
هناك خطاب سائد يرتدي أقنعة مختلفة ولكن في جوهره واحد سواء كان الخطاب اشتراكياً أم مؤتمرياً أم إصلاحياً وكلها باسم الدين وبإمكانك أن تكون من تنظيم القاعدة أو معتدلاً أو مؤتمرياً أو اشتراكياً وكلها باسم الدين فهو خطاب في الجملة واحد وهو يتراوح ما بين ضيق جداً وواسع جداً فهناك واسع يسع كثيراً من الأفكار وبين ضيق بحيث يصبح الدين لم ينزل إلا من أجل النساء كيف تلبس وكيف تخرج وأين تسير وأين تأتي.
^^.. من خلال حوارات سابقة مع عدد من أساتذة الجامعات وغيرهم من المهتمين بالشأن اليمني يرون أن الخطاب السائد والمسيطر اليوم هو الخطاب السلفي المتشدد والقادم من الخارج وبعضهم يرى أنه لا يقل خطورة عن ما حصل في صعدة فهو ينحو نفس الاتجاه في الأحادية ورفض الآخر وعدم الاعتراف بالتعددية وفرض رأيه بالقوة والتلبس باسم الدين؟
أنا أعتقد أن الحياة تعيش في إطار الفجائع وكأن الذي سيأتي أشد من الذي هو موجود وهذا الخطاب ليس جديداً ولا يخيفني وهو نفسه يرتفع أحياناً وينخفض تارة أخرى وهو كما تقول في السؤال فهو ليس جديداً ولا توجد أي إضافة إلى الساحة لم تكن في الأصل قائمة والذي حصل هو فقط مسميات جديدة وهي نفس القصة وقضية الناس الذين ينزعجون من التعديلات التي حصلت على الدستور وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء وحقوق الإنسان وظريف لو أنهم فكروا أن نفس القصة هذه حصلت في بداية دولة الجمهورية عندما قامت الثورة وكان لها دستور يشبه دستور دولة الوحدة فالذين خرجوا على دستور الوحدة سبع مئة ألف من الناس يقولون لا للدستور ونعم للوحدة وهو هذا الدستور نفسه الذي عورض عند قيام الجمهورية مع الفارق أن الأول لم يخرج الناس إلى الشارع والسبب أنهم لم يكونوا عارفين ما هو الدستور والذي حصل أن ثلاث سنوات وتم تعديل الدستور وبنفس الطريقة حق دولة الوحدة وتم تعديل نفس النقاط تماماً بتمام وكلها متعلقة بحقوق الإنسان وبحقوق النساء بالذات.
^^.. التعديل كان إيجابياً أم سلبياً من وجهة نظرك؟
لا طبعاً كان سلبياً وأنا كإنسانة متطلعة في حقوق الإنسان والنساء والرسالة المحمدية التي قامت من أجل البشرية جمعاء ويسوؤني أن يكون هناك مفهوم ضيق لحقوق الإنسان وحقوق النساء..
^^.. أفهم من كلامك أنه تم الانقلاب عند التعديل على قضايا كانت مصاغة في الدستور؟
نعم بالتأكيد وكما قلت لك تم الانقلاب عليها من قبل وتم الانقلاب عليها من جديد والذي أريد أن أقوله لك هو لا جديد في الساحة اليوم ونحن ندور في القصة والمشكلة أنه لا جديد ودوران في نفس الدوائر السابقة والذي يحصل هو التسمية بأسماء جيدة فتخدعنا أو أن البعض لا يقرأ التاريخ وهنا لا يدرك أن هؤلاء الناس الذين قادوا الحملات اليوم هم أنفسهم الذين قادوا من قبل .
^^.. اليوم لا يمثلون أي خطورة؟
هذا الذي هو حاصل وهذا نتاج عملهم واليمن لم تتقدم ولم تتغير ولم تتحسن وما بقي أسوأ من الذي نحن الآن فيه وهنا من السبب في هذا الذي يحصل لنا هو أننا جالسون نعك كما قلت لك في المثال الشعبي السابق في النار ونتحاجر كل واحد منا يشغل الثاني بدل أن نقوم جميعاً بإطفاء النار التي تكوي أجسادنا جميعاً ..
^^.. في مشكلة التعديلات التي قلت أنها لا تكون إلا في جانب حقوق الإنسان وحقوق النساء لماذا التركيز على هاتين النقطتين بالذات وترك بقية مواد الدستور تمر بسلام؟
لأنها قضية جوهرية بالنسبة لهم ولو أنك رجعت إلى المشكلات الكبرى فمثلاً من أيام الفتنة الكبرى التي حصلت في التاريخ الإسلامي سوف تجد أن الموؤدة الأولى في الجاهلية فقط لم يتم وأدها بعد ذلك أي بعد فترة الخلافة الراشدة عاد الأمر فيما يخص النساء إلى الطريقة الأولى فالنساء التي كن عندما يؤذن المؤذن يذهبن إلى الصلاة في المساجد العامة أصبحن يمنعن من مساجد الله وبيوت الله وأنها أصبحت بيوت الرجال فقط.
^^.. هذا التحول في قضية صلاة المرأة في المسجد والبيت هناك أحاديث تحسم هذه المسألة؟
سهلة قضية الأحاديث ونحن نتكلم عن الممارسات.
^^.. الممارسات التي حصلت هي انعكاس طبيعي للأحاديث التي يتم ترويجها أليس كذلك؟
أين هذه الأحاديث أيام الرسول والخلافة الراشدة وظل الأمر حتى الدولة الأموية وكان يسمح للنساء بالذهاب إلى المساجد للصلاة في مساجد تجمع الجميع رجالاً ونساء.
^^.. أين المشكلة هل في الدين الإسلامي أم في التدين أم المشكلة بعيدة عن الاثنين؟
الدين الإسلامي ليس له أي علاقة بهذا الذي يحصل والدين الإسلامي هو يحشر من أجل أن يستخدم واليمنيون كلهم متدينون.
^^.. السؤال ما هو الحل للخروج من هذا الواقع أو أين نجد الحل؟
من يملك أنه يعطي الحل والقضية ليست سهلة بحيث تذهب إلى الصيدلية ومعك الوصفة لتأخذ العلاج . فمثلاً إرادة سياسية ممكن تحل المشكلة أو البعض يقول حراك مثل الذي بدأ في منطقة في اليمن يجب أن يتحرج إلى مستوى البلاد بالكامل فيعمل تغييراً أو تقول واحد من الأحزاب السياسية الذي له قواعد كبيرة وتغلغل بين الناس يجب أن يحكم أو تقول يجب أن تلغى كل هذه الأحزاب ويجب أن ينشأ حزب طليعي كما فعل الجنوبيون سابقاً .بإمكانك أن تضع كل هذه المقترحات وقد جربت في اليمن .
^^.. في قضية غريبة عند الكثير وممكن تكون عندك نفس الشعور وهي أن كل الأحزاب تتغنى بحقوق المرأة ويصدق فيها قول الشاعر (كل يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك” هل هذا يصدق على الأحزاب عندنا في البلاد؟
لو تأملت ستجد أن جميعهم يقول إن قضية النساء هي قضيتهم الأولى وكل واحد حسب الأجندة التي ينطلق منها وكل هذا الخطاب بلسان خشبية وأعني له لعاب وهو غير مبلوع وهو خطاب يتم قوله من ناحية لتهدئة العضوات المتفاعلات وثانية من أجل الاستقطاب وثالثة من أجل أن هناك تصوراً أن المانحين والجهات الخارجية عندها هاجس في قضية النساء نفس الشكل الذي موجود عند الأحزاب ومن هنا فإن على الأحزاب هذه أن تنفي عن نفسها تهمة عدم الاهتمام بقضايا النساء.
^^.. الذي أعرفه هو أن هناك أحزاباً تنظر لقضية النساء من بُعد سياسي وأحزاب تنظر لها من بد ديني أيديولوجي فهل هذا صحيح وحاصل في واقع الأحزاب تجاه النساء وبالتفصيل مثلاً النظر لقضية النساء عند حزب مثل الإصلاح له بعد ديني يختلف عن المؤتمر الشعبي العام وهكذا في بقية الأحزاب؟
أنا لا أرى أن حزب الإصلاح هو حزب ديني وأنا أراه حزباً سياسياً فقط وأنا لا أفهم ما تراه بعد ديني والآخر سياسي أو دنيوي وأنا أرى أن الكل ينظر لها من موقف سياسي والموقف السياسي هنا له طابع الديني..
^^.. مقاطعاً ..الذي أقصده أن حزب الإصلاح مثلاً في قضية النساء ينطلق من بعد ديني وليس سياسياً كما أشرت وهناك خلاف شديد بين قيادات الإصلاح حول النساء ينطلق هذا الخلاف من المنظور الديني فقط؟
هو معطى له طابع الدين والاشتراكي يعطى له طابع الدنيا أو الأمر الواقع كالمؤتمر الشعبي العام وهذا في النهاية ليس مهماً الكل هدفهم سياسي فهم أحزاب وهي سياسة في الأصل للوصول نحو السلطة وتكون هنا مستخدمة للرجال أو للنساء الجميع أهدافهم واحدة هو الوصول إلى السلطة وتصبح في الحكم وهذا في المحصلة عمل سياسي وهو عمل لا يبحث عن وجه الله وليس عملاً يتم من أجل الدخول إلى الجنة وإنما هو عمل من أجل الدخول إلى الدنيا كما قلت لك من أجل الحكم فهي قصة سياسية . فلا يوجد اليوم من يقول هذا حزب قام من أجل اعادة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وقضية الإسلام في جوهرها وهنا لم يعد قصته انتخابية ولا سياسية ولا بحثاً عن السلطة وإنما عمل يشبه ما تقوم به بعض جماعات الإخوان المسلمين وهو عمل لا يذهب بالسياسة إلى أقصى مداها.
^^.. أنت الآن أتيتِ بكلام جديد والواقع يقول إن هناك أحزاباً علمانية وأحزاباً إسلامية؟
أنا لا أعرف أن هناك حزباً علمانياً في اليمن والذي أعرفه انها كلها أحزاب سياسية وجميعها تسعى إلى السلطة ولأنها تسعى إلى السلطة فهي مستعدة أن تستخدم كل شيء .
^^.. حزب الإصلاح الإسلامي يسعى للوصول إلى السلطة ليس من أجل السلطة وإنما لإدارة شؤون الناس وقف منهج الإسلام وقيمه العليا التي نفتقدها الآن؟
أنا لا أعرف ومعرفتي عنه أنه عندما كان موجوداً في الحكم لم يقم بشيء ولم يرد حتى الكهرباء (تضحك).. السياسة حلوة وهي ممارسة سياسية جميلة ويمكن أن تحتاج إلى جمهور وناخبين وأصوات وما عليك سوى استخدام الخطاب السياسي الملائم للأغلبية العامة وإذا كانت الغالبية الكبيرة في المجتمع اليمني رؤيتها تتقبل الخطاب الديني فإذا وجهت لها الخطاب الديني وإذا كان حلمها بالدنيا ومتع الحياة أكثر فخاطبها بهذا الخطاب وهكذا والقصة في النهاية والبداية سياسة ..
^^.. يظل وضع النساء في الأحزاب السياسية في الإطار العام؟
يظل مستخدماً مثل القضايا الثانية مثل الدين فهو مستخدم والنساء هنا نفس الاستخدام.
^^.. أين المشكلة هل في النساء أم في الأحزاب أم في الواقع اليمني؟
في الاثنين معاً والنساء ما يزال مرحلة وصولهن إلى معرفة الدفاع عن قضياهن لا زال محدوداً ووجودهن في المجال العام محدود وفرص الترقية في المناصب السياسية قليل والحراك داخل الأحزاب لهن لا زال محجوباً وقليلاً سواء إصلاحي أو اشتراكي وأنا عندما أتكلم عن الاشتراكي اقصد ما بعد الوحدة فهو كان قبل الوحدة شيئاً مختلفاً عما بعد الوحدة .والقطاعات النسائية هذه الموجودة هو لحشد النساء وحشد العضوات في الانتخابات والتصويت وهي لا تسمح لإنتاج فكر شراكة رجالي نسائي في التأثير على صناعة القرار العام إلا في الشأن النسوي ..
^^.. الأحزاب السياسية تقول دائماً هذا هو الوضع الطبيعي للنساء داخل الأحزاب؟
كلمة طبيعي من أصلها خطأ وهي من طبيعة يعني الشيء الذي ولد الإنسان عليه رجل أو أمرأة مثل الطبيعة وهنا لماذا الإنسان هنا مختلف عن الإنسان الذي في الدنمرك.القصة مكانية أكثر مما هي وضع طبيعي لأي حد.
^^.. لو كنت رئيسة حزب سياسي كم ستعطي الرجال من المواقع القيادية داخل الحزب ..؟
مثل ما نحن في الوقع %50 رجال و%50 نساء وأنا في كل الأنشطة التي اشتغل عليها أقول يجب أن يكون هناك رجال ويجب أن يكون هناك نساء والمجتمع السوي هو المجتمع الذي يوجد فيه نشاط متساو بين الرجال مع النساء ويكون فيه تقدير فيه لاختلاف الأدوار فكل واحد منا له أدوار يختلف عن الآخر فنحن نقوم بأعمال في المجتمع لا يستطيع أن يقوم بها الرجال والعكس هناك أدوار لا تقوى عليها النساء وهي من مهمة الرجال وهكذا .فمثلاً نحن ننجب وبالتالي يجب أن يكون هنا وضع خاص في حالة الإنجاب ولكن نحن نستطيع أن نشارك في الحياة العامة الاجتماعية والسياسية والإنسانية ونساهم بمساهمة إيجابية وكثير من التركيب الطبيعي لجسم المرأة يجعلنا نفكر بشكل ندمج فيه الإدراك الحسي مع الإدراج العاطفي مع النظري فنحن نشعر بالقضايا وليس نفهم فقط. وعملنا مع الرجال يصبح ضرورة وتصبح مجتمعاتنا قوية إذا لم ننعزل أو حصل لهذا المجتمع أن يعزل خيرة القدرات الموجودة فيه والتي خلقها الله عن عملية الإنتاج الذي تتم فيه عن عملية التطور الذي فيه فعندما نشترك مع بعض لازم نشترك على نحو متقارب.
^^.. لنفترض أن الأحزاب أعطت النساء نصف ما تعطي للرجال هل الأمر سيتغير والواقع سيختلف؟
بالتأكيد وسيكون المجتمع يسير بشكل إيجابي والحاصل أن المجتمع ينظر إلى النساء بنظرة دنيا وبالتالي عندما تعطى النساء حقها في المشاركة مع الرجل سوف يفكر الناس بالأقليات والمهمشين فإذا حضرت النساء سوف يحضر المهمشون (الأخدام) سيحضر أناس يتم تهميشهم لسبب أو لآخر لأن إدخال النساء يعني إدخال المهمشين ويعني أنك تتكلم عن مواطنة متساوية وأنت لا تتكلم عن أناس متساوين فنحن مختلفون لكن يجب أن تكون المواطنة متساوية وهي التي سوف تجعل أي مواطن داخل الأرض أبيض اسود من قرية أو مدينة من جوف أو صعدة من أي مكان متساوياً مع الإنسان في الحقوق والواجبات لا تصبح اسم عائلته أو اللقب أو الموقع الاجتماعي الذي يؤطره.
^^.. كيف سنتعامل مع الموروث الديني الذي يجعل الرجال مواطنين من الدرجة الأولى والنساء مواطنات من الدرجة الثانية والمسلم من الدرجة الأولى وغير المسلم مواطن من الدرجة الثانية ومثله كثير؟
بما أن الموروث الديني هو اجتهاد فإن هناك مجتهدين مسلمين شاركوا في صناعة البيان العالمي لحقوق الإنسان فهم يعتبرون أن الدعوة الإسلامية هي دعوة إلى كل البشر وأنك عندما تصبح مواطناً لا تصبح أقل لمجرد أن عندك دين تعتنقه بشكل آخر الاجتهاد في هذا المجال لم يتم التراكم عليه والبناء عليه وإنما مدارس أخرى مع الأسف هي التي تم تغليبها وهي تنحو نحو العنصرية . الفكر الذي ينتج بيت بشر منهم بقيمة وبشر منهم بغير قيمة وعز الله أن يخلق أناس بغير قيمة وتكون هؤلاء أمهات فالذي يكون لديه قدرة على احتقار من أنجبه ويكون فكراً يحتقر هذا الإنسان داخل بيته لا تستغرب عد ذلك أن يحتقر الجار ويحتقر الشارع والبعيد عنه وحتى الذي لا يعرفه.
^^.. نحن بحاجة إلى مراجعة لهذا التراث وفي هذه القضايا؟
نحن طوال عمرنا في مراجعات والذي نريده ونحتاجه هو فقط كيف ننظف تراثنا الإسلامي وتكون الجهود الرائعة الموجودة فيه نقدرها ونبني عليها وليس صحيحاً أن نحاول تشويه ديننا أو محاولة البعض تشويه ديننا بالنظر إلى احتقار الآخرين فهذا فكر ليس من الإسلام ولا يرضى به الله ولا يرضى به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا أنبياء الله السابقون، وهنا فإن الفكر الإنساني هو نتاج بعضه مستمد من الدين وبعضه من الدنيا والدين جاء لهداية الناس ولحل مشكلات الإنسان ولخدمة هذا الإنسان، فالدين لم يأت من أجل مزيد من تشويه..! بل من أجل حل مشاكل الإنسان فنظام التوريث في العائلة مثلاً كان ممكن أن يفتت القبيلة تفتيتاً كاملاً، ويحول المجتمعات إلى مجتمعات الذي نقصد به النظام الإسلامي الصحيح إلى مجتمعات لا تقوم على أساس الملكية وبالتالي لا يصبح هناك غلبة أو سيطرة أو قبلية في العلاقات.
لكن القبيلة هي التي رفضت أن تورث بناتها قامت وحجزت حقاً إسلامياً لكي تستمر بنفس الشكل الذي هو سابق للإسلام ولذلك لم تتفتت الملكية بالشكل الذي يجعل الناس متساوين وأحراراً من الربط الذي يتم الأرض بالعرض.
^^.. التغيير يأتي من الفكر؟
نعم يأتي من الفكر فلا يأتي من السياسة فهي آتية من الفكر العام.
^^.. لماذا يعد الفكر عندنا ضيفاً ولا زال ضحلاً إلى درجة كبيرة؟
السبب ان هناك خوفاً مرعباً الخوف من ردة الفعل الخوف من الرفاق الإخوان إذا كنت مع الإخوان الخوف من التيار المعارض الخوف من الاتهام الخوف من الرعب الخوف من سوء الفهم وهو معشعش على الناس وعلى حياتهم يأكلوه ويشربوه في حياتهم اليومية
^^.. كلمة أخيرة؟
أتمنى لملحق أفكار الخير شريطة أن يبلور فكرة واحدة واضحة ويطرح حولها نقاشاً تكون في نفس الوقت من الوضوح مثلاً لو تكلمت عن العشرين السنة.
فكرة واحدة في العشرين السنة ممكن الناس يتكلمون عنها كذلك مثل قصة اليمني ومن هو اليمني وما الذي حدث لمثل هذا التعريف من تغييرات وأخيراً أتمنى لأفكار الخير وأتمنى لك على المستوى الشخصي الخير وإن شاء الله يكون القراء استفادوا بشيء ولو بسيط من هذا الكلام.
الصفحة أكروبات...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.