مديرية ميفعة التابعة لمحافظة شبوة من المديريات الحيوية ذات المساحة الواسعة والتاريخ العريق تتنوع في عاداتها وتقاليدها بتنوع تضاريسها الموزعة بين الساحلية والصحراوية والجبلية وقد قطعت في الجانب التنموي شوطاً تحسد عليه لولا عجز في الطاقة الكهربائية وتعثر في مشاريع بعض الطرقات.. صحيفة الجمهورية زارت هذه المديرية الهامة والتقت مدير عام المديرية الأخ عبدالكريم أحمد جار الله الذي بدأ حديثه بالقول: قبل الخوض في الحديث لابد من إعطاء القارىء نبذة تعريفية عن مديرية ميفعة التابعة لمحافظة شبوة حيث تعد من أهم المديريات في المحافظة وذات المساحة الكبيرة فيما يصل عدد سكانها إلى خمسة وأربعين ألف نسمة وهي ذات طبيعة متنوعة بين الساحلية والجبلية والصحراوية الأمر الذي خلق فيها تبايناً واضحاً في العادات والتقاليد والموروث الشعبي والرقصات والمواويل السواحلية والجبلية مع العلم أنها مديرية أثرية من الدرجة الأولى وأهم مافيها نقب الهجر عاصمة الدولة الحضرمية بالإضافة إلى مدينة الحوطة الغناء ومدينة عزان وكذلك جول الريدة عاصمة المديرية ويعمل غالبية أهلها في الزراعة والإغتراب والرعي ..والتماهي في أعماق هذه المدينة الأسطورية لايكفيه يوماً واحداً لمعرفة أسرارها وكنوزها السياحية وجبالها وهضابها وتلالها أو الاستحمام في مياهها العذبة وأزقتها المعبقة بالبخور العتيق، إذ لابد من أيام متوالية للترنم بلحن المدينة الجميل وصمودها التأريخي المميز. مشاريع متعثرة وانتقل الأخ عبدالكريم إلى الجانب التنموي متفاخراً بالقول: كرمت هذه المديرية من قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ وبدعم من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صانع المنجزات ولاينكر منجزات المديرية الكثيرة إلا جاحد مع العلم أن هناك بعض المشاريع المتعثرة في الطرقات خاصة كخط محيد الراكه وخط الصعيد باقادر جول الشيخ. نتمنى انجازها وبالنسبة لإنارة شوارع عزان فإن هناك دراسة ومقاولون نزلوا خلال العام الحالي لغرض الإنارة في هذه المدينة وزفلتة شوارعها واقامة خط الدائري لجول الريدة عاصمة المديرية وتوسعة الخط وانارته وهناك ثلاثة ميجا وات أعلن عنها المحافظ قبل فترة قصيرة لتوسعة الخطوط وإعطاء طاقة كهربائية للمديرية كونها من المناطق الساحلية ذات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف. جانب صحي راق وعن الجانب الصحي أوضح بالقول: تمتاز مديرية ميفعة بارتقاء الجانب الصحي حيث لدينا مستشفى مركزي في عزان مجهز بكافة كوادره الطبية ومعداته وهو قديم جداً يصل عمره إلى الأربعين عاماً وقد قمنا بترميمه وبناء دوره الثاني وعندنا ثلاث بعثات طبية هي البعثة الصينية والبعثة الباكستانية والبعثة الروسية، كما أن فيه وحدة تتبع العمل الخيري وتزار من مختلف المحافظات وتعمل على مدار الساعة، كما تتوزع في انحاء المديرية أكثر من عشر وحدات صحية وتم استحداث مركز صحي جديد في الحوطة وآخر في جول الريدة مازال قيد الإنشاء ونحن على استعداد لمتابعة توجيهات الدكتور.علي مجور رئيس الوزراء في اعتماد مستشفى في جول الريدة عاصمة المديرية اثناء زيارته الأخيرة خلال شهر رمضان حيث تعد هذه المدينة أكثر ازدحاماً بالسكان الذين قدموا من السواحل والصحارى والوديان مع العلم أن ميفعة لديها كادر طبي متخصص وكذلك في القطاع النسائي. تعليم متطور ويستطرد جار الله في سياق حديثه منتقلاً إلى الجانب التربوي قائلاً: لدينا أكثر من ثلاث وثلاثين مدرسة، ومدرستين ثانوية للبنات في مدينتي عزان وجول الريدة وتعد ميفعة مركزاً إشعاعياً علمياً لبقية المديريات وفي الوقت الحالي لدينا مدرسة نموذجية بدعم من قبل صندوق التنمية في حضرموت وتتكون من ثلاثة أدوار بتكلفة 800 ألف دولار وسوف يتم فتح المظاريف في الخامس من شهر ابريل 2009م بإذن الله تعالى. شبكة كهربائية متهالكة وعن المياه وتوفرها في مديرية ميفعة أوضح المدير العام قائلاً: في ظل برنامج فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الانتخابي فقد أعطيت مديرية ميفعة أولوية في هذا الجانب الهام وقد تم استلام أربع مضخات قبل حوالي شهر لجول الريدة وكورة أحمد وجول الشيخ وقرية باحرام والحمد لله المياه متوافرة على مستوى المديرية فقد عمت خيرات الوحدة المباركة كل سهل وبقعة من بقاع بلادنا المترامية الأطراف بشكل عام وميفعة بشكل خاص ونشكر المكاتب التنفيذية في المحافظة التي أعطت لمديريتنا جل اهتمامها في شتى الجوانب ويأخذنا الحديث إلى الكهرباء كونها ذات أهمية كبيرة في ظل فصل الصيف القائض وغوبات رماله الحارقة، فيتحدث عن هذا الجانب الهام بالقول: نحن نعاني من شبكة الكهرباء لقدمها حيث أوشكت على الانتهاء وعند دخول فصل الصيف الحار تحصل مشاكل كبيرة جداً تؤدي إلى تفجر المحولات وتقطع الأسلاك بسبب قدم الشبكة والمحولات التي يتجاوز عمرها العشرين عاماً . وقد سعينا جاهدين وبكل ما أوتينا من جهد ونزل المحافظ لتفقد هموم المديرية عن كثب وبمعية إدارة الكهرباء لتفقد أوضاعها الكهربائية ووعدنا بثلاثة ميجاوات لتحسين أوضاع الكهرباء في المديرية وإلى الآن لم يتم تنفيذ ذلك وأنني أتمنى رفدنا بذلك لتغطية العجز الكبير في المديرية التي لم تدخل بعض عزلها الكهرباء حتى اللحظة كمنطقة محيد الصحراوية. وعن السعي لتحسين مستوى دخل المواطن أكد أن مديرية ميفعة تنقسم إلى ثلاثة أقسام أولها الزراعي بمحاصيله كالموز والحبحب والحمضيات والطماطم والكوسة وغيرها ولدينا أسواق كبيرة لذلك كسوق الخضار في عزان وسوق السمك والخضار في جول الريدة وسوق سمك وخضروات في مدينة الحوطة. أما القسم الثاني فهو التجاري ومعظم سكان المديرية يعملون في الجانب التجاري ويعد مركز عزان من أهم المناطق التجارية الحيوية على مستوى المحافظة أما القسم الثالث فهم أولئك الملتحقون بالعمل في القطاع العام والخاص. اهتمام بالمرأة وتستمر عجلة الحديث بين الأخذ والرد فيما يرتفع ضجيج المدينة حتى تكاد أن تكون السواد الأعظم من الناس فيأخذ حديثنا منعطفاً آخر عن المرأة في مديرية ميفعة ويجيب الأخ عبدالكريم قائلاً: لقد أعطيت المرأة جل اهتمامنا كونها لاتقل شأناً عن الرجل وهناك الكثير من الجمعيات النسوية التي نقوم بدعمها على الدوام حيث يوجد أكثر من ثماني جمعيات بمافيها جمعية تنمية المرأة وجمعية 26 سبتمبر وجمعية الوحدة وجمعية 27 ابريل وجمعية أمل عزان وجمعية الرحمة وتحتوي هذه الجمعيات على أكثر من ثمانمائة امرأة وقد افتتحنا مركزين خياطة وحياكة ومعارض شعبية للقطاع النسوي والمنتج السنوي من مختلف المناطق وقبل حوالي النصف عام فتحنا في الحوطة مركز تدريبياً لمحو الأمية في عزان ومعرضاً يضم كل ماتنتجه المرأة النشيطة في المديرية وأنني أؤكد أن القطاع النسائي واسع جداً ويحتاج إلى اهتمام كبير من قبل قيادة المحافظة وكذلك مؤسسة الصالح والجمعيات الخيرية الأخرى. عراقيل شائكة وعن الصعوبات والعراقيل التي يواجهونها أوضح أن كل عمل مهما كان لابد أن تواجهه عقبات لابد من تخطيها لقطف ثمرات النجاح .. ويضيف في سياق حديثه قائلاً: الأمور القبلية هي ماتواجهنا والعادات والتقاليد المجحفة أحياناً التي تحرم عمل المرأة أو حتى خروجها من المنزل وهذا لايحدث سوى في المناطق الريفية باستثناء المدن الرئيسية الثلاث جول الريدة، عزان، الحوطة كما أن تملك الأراضي أثناء تنفيذ المشاريع واستبعاد هذه المشاريع يحرم المديرية من أشياء هامة مصالح عامة هي في أمس الحاجة إليها وطبعاً فإن مشاكل الأرض هي السبب الرئيسي في عرقلة المشاريع. دعاء وتمنٍ واختتم جار الله حديثه بالقول: أتمنى لقيادة المحافظة ولرمز هذه الأمة وقائد الوحدة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح التوفيق والنجاح وأتمنى لشعبنا اليمني التقدم والازدهار.