التعليم أساس تقدم الشعوب والأوطان..وانطلاقاً من هذه الأهمية فقد أعطيت الأولوية لقطاع التربية والتعليم في ظل دولة الوحدة المباركة..ماذا تحقق لمحافظة عدن، خلال 20عاما،ً ما أوجه هذا الدعم، وهل يتواكب ذلك الاهتمام مع النمو السكاني المرتفع وزيادة عدد الملتحقين بالمدارس، وماهي الأنشطة التي سيسهم بها مكتب التربية في عدن لاستقبال خليجي20. هذه التساؤلات وغيرها من المواضيع تطرقنا إليها في لقائنا مع الدكتور عبدالله النهاري- مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن ..وكانت حصيلته ما يلي: ضرورة التكامل ^.. باعتباركم شخصية أكاديمية وقيادية...كيف تصفون مسار العملية التربوية والتعليمية؟ يجيب الدكتور عبدالله النهاري بالقول:على اعتبار أن التربية والتعليم تمثل هاجساً عاماً لا ترتبط واجباته ومسئولياته بالدولة والحكومة فقط..بل إنه هاجس المجتمع بأسره...وبالضرورة فإن أي نجاح للعملية التربوية والتعليمية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى العمل التكاملي والشراكة الحقيقية في الدفع بسير العملية التعليمية وتطويرها بين الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم والمجتمع؛ نظراً لخطورة وحساسية ميدان العمل التربوي والتعليمي باعتباره ميداناً لصناعة وتشكيل شخصية الطالب والطالبة..ميداناً لصناعة وبناء الإنسان الجديد القادر على مواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل وبالتالي يصبح الطالب قادرا على الإسهام الفاعل في عملية البناء الاقتصادي والاجتماعي بآفاقها المزدهرة والمشرقة؛ كون التعليم يعد من أهم العوامل الأساسية للتنمية البشرية بل إنه المورد الاستراتيجي الذي يمد المجتمع بكافة احتياجاته من الكوادر. ما بوادر هذا الاهتمام من الدولة لقطاع التعليم؟ حظي مجال التعليم بمكانة متميزة في كل خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ليس في محافظة عدن فحسب، ولكن على مستوى محافظة الوطن اليمني، وذلك يهدف إلى خلق العنصر البشري القادر على قيادة المراحل اللاحقة، لتطور المجتمع وتنميته، فالمعرفة والفكر هو نتاج للعملية التعليمية الدائمة وترجمة لذلك الاهتمام فقد تم إعطاء الأولوية لقطاع التربية والتعليم وتم تخصيص واعتماد الموازنات الكبيرة والمخصصات المالية اللازمة لهذا الجانب خصوصاً بعد قيام دولة الوحدة المباركة عام 1990م وذلك بما يواكب معدل النمو السكاني السنوي المرتفع في محافظة عدن، وأيضاً بما يتلاءم وكبر حجم الشريحة السكانية في سن الدراسة، وأيضاً لتلبية الضغوط المجتمعية لتوسيع خدمات التعليم، فالزيادة في الطلب الاجتماعي على التعليم، تعني الزيادة في عدد الفصول الدراسية والمدارس والمتعلمين والتجهيزات المدرسية، وغيرها من المستلزمات الضرورية لتسيير العملية التعليمية.. إعداد خطة ^.. ماهو جديدكم لضمان دقة سير العملية التعليمية خلال العام الدراسي الجاري؟ نحن في مكتب التربية والتعليم نضطلع بمهامنا وواجباتنا العملية والإشرافية على سلامة سير العملية التعليمية والتربوية في جميع مدارس محافظة عدن هذه المحافظة التي تعد واحدة من أهم المحافظات التي تتميز بتاريخها الحضاري والثقافي والتربوي العريق، وهو ما يضيف علينا أعباء أخرى، ويضعنا أمام تحديات ومسئوليات جسيمة لنطلب بالضرورة مضاعفة الجهود والارتقاء بأشكال وطرائق عملنا إلى مستوى تلك المهمات والواجبات ومن هنا فإن مكتب التربية، يحرص على البدء بعملية الإعداد والتحضير للعام الدراسي منذ الانتهاء من الامتحانات النهائية السنوية في الأسبوع الأول من يوليو الماضي حيث شهدت الفترة التي سبقت بدء العام الدراسي أي خلال عطلة الإجازة للمدارس..نشاطاً مكثفاً وعملاً دؤوباً بهدف التحضير والإعداد اللائقين للعام الدراسي الحالي ففي هذا الاتجاه تم استنفار جهود كافة الجهات التربوية بدءاً بالإدارات المدرسية ومروراً بإدارات التربية والتعليم بالمديريات وانتهاء بشُعب وإدارة المكتب..وعقدت جملة من اللقاءات والاجتماعات التقييمية لسير العملية التربوية والتعليمية خلال العام الدراسي الماضي. وتمخضت تلك الاجتماعات جملة من الاستنتاجات والمؤشرات التي شكلت في مجملها أساساً صلباً لعملية التحضير والإعداد للعام الدراسي الحالي ومن خلالها عملنا على توفير كافة المقومات والشروط والظروف المناسبة لسلامة انطلاق عام دراسي جديد يتسم بمزيد من التطور النوعي في العملية التربوية والتعليمية وبمزيد من التحصيل العلمي بين أوساط طلاب وطالبات مدارس محافظة عدن، ولعل أهم هذه المقومات تتمثل في العمل على إعداد وتهيئة المبنى المدرسي.. وتوفير الأثاث والتجهيزات المدرسية بصورة كافية لجميع مدارس التعليم العام، وتوفير الكتب والمناهج المدرسية وبكميات كافية وفي مختلف التخصصات وصفوف المراحل الدراسية، بالإضافة إلى تهيئة المختبرات العلمية، وتزويد معظم المدارس بمعامل وأجهزة الحاسوب، وإعداد الخطط التعليمية والدراسية.. ^.. ماذا عن توزيع الدرجات الوظيفية الجديدة؟ حظيت محافظة عدن بنصيبها من الدرجات الوظيفية المعتمدة للمعلمين حيث تم توظيف “100” مدرس جديد ضمن وظائف الإحلال فيما تم اعتماد “300” درجة وظيفية في التخصصات التربوية المطلوبة وتم توزيعهم على مدارس المديريات وفق احتياجات مدارس مديريات المحافظة وللتخصصات العلمية المختلفة، والتزاماً وحرصاً من مكتب التربية والتعليم في محافظة عدن وكل القائمين على العملية التربوية والتعليمية فقد بدأ العام الدراسي الحالي في موعده والأمور تسير بدقة متناهية وفق خطة العام الدراسي للوزارة. منجزات تعليمية ^.. التوسع الكبير لمدينة عدن هل واكبه توسع في المرافق التعليمية؟ وما حجم هذا التوسع؟ لاشك أن محافظة عدن وعلى اعتبارها العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن فقد شهدت توسعاً عمرانياً وزيادة في معدل النمو السكاني قابله في ذلك توسع كبير في الخارطة المدرسية وتوسيع رقعة التعليم من خلال الازدياد المستمر لعدد المدارس والتي أصبحت تمثل صروحاً تربوية وتعليمية في مختلف أحياء المحافظة. فخلال ال20 عاماً من عمر دولة الوحدة المباركة ارتفع عدد المدارس الجديدة ضعفي ماكان قائماً قبل عام 1990م حيث وصل عدد مدارس التعليم العام في محافظة عدن “2010م” إلى “123” مدرسة تحتضن في صفوفها أكثر من “130.000” طالب وطالبة، منها أكثر من 90 مدرسة أساسية يدرس فيها حوالي مائة ألف طالب وطالبة، وحوالي “33” مدرسة ثانوية فيما وصل عدد الطلاب الملتحقين في الثانوية العامة إلى حوالي “30” ألف طالب وطالبة، وبالنظر إلى التوسع العمراني الذي تشهده محافظة عدن فقد تم التوسع في إنشاء المرافق التعليمية والتربوية لمواكبة ذلك التوسع والزيادة في عدد الطلاب الملتحقين بمدارس المحافظة. وفي هذا الإطار فقد بلغ إجمالي تكلفة المشاريع المعتمدة في البرنامج الاستثماري لمحافظة عدن خلال العام الجاري 2010م “789.380.000” ريال تشمل نحو 27 مشروعاً تربوياً يجري العمل في تنفيذها حالياً منها حوالي سبعة مشاريع إعادة تأهيل وترميم لعدد من المدارس بالإضافة إلى تسعة مشاريع العمل جار فيها تشمل هدم وإعادة بناء مدارس قديمة وحوالي 11 مشروعاً بناء مدارس جديدة مع بناء فصول إضافية لمدارس أخرى في عموم مديريات محافظة عدن.. خليجي 20 ^.. من وجهة نظركم ماهي الأهمية التي تكتسبها استضافة عدن لخليجي20؟ في واقع الأمر فإن استضافة بلادنا ومدينة عدن على وجه التحديد لفعاليات خليجي 20 يمثل حدثاً تاريخياً هاماً، يعكس المكانة المرموقة التي تتبوأها اليمن على المستوى الإقليمي والعربي والدولي .. كما تعكس أهمية دور اليمن في المساهمة بصياغة مستقبل مزدهر على الصعيد المحلي والإقليمي باعتبارها جزءا لايتجزأ من دول المنطقة والأمة العربية، وهو الأمر الذي يضع بلادنا أمام مسئوليات تاريخية في التهيئة والتحضير والاستعداد والإعداد اللائق لهذا الحدث الرياضي الإقليمي الهام، ومن أجل تأكيد ما تتميز به اليمن باعتبارها يمن الإيمان والحكم ووطن الخير والعطاء وبلد الكرم كبلد مضياف، له مكانة دولية رفيعة بفضل من الله والمواقف اليمنية الأصيلة والثابتة تجاه مختلف القضايا الدولية في ظل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله، وفي عهد دولة الوحدة المباركة، التي فتحت آفاقاً أوسع للعلاقات اليمنية مع الأشقاء والأصدقاء خليجياً وعربياً ودولياً.. لوحة فنية ^.. ماهي مساهمتكم في التربية لإنجاح خليجي20؟ نحن في مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن حددت مهماتنا في إطار المساهمة بإعداد اللوحة الفنية الخاصة بافتتاح فعاليات خليجي”20” من خلال مشاركة “317” طالبا وطالبة باشروا تدريباتهم لتقديم عروض للوحة الفنية باسم طلاب وطالبات محافظة عدن وتقنيات أن مهمات أخرى ستفرضها هذه المناسبة ونحن على استعداد كامل وبثقة ليس لها حدود، لتنفيذ أية مهمات تناط بنا في مكتب التربية، انطلاقاً من مسؤولياتنا التاريخية والوطنية وما يمليه علينا الواجب الوطني في المساهمة وبفاعلية في كل ما من شأنه إنجاح فعاليات هذا الحدث الرياضي الكبير الذي يعد الأول من نوعه الذي تستضيفه بلادنا، وعلى أرض محافظة عدن وأبين بعد أن تم استكمال كافة الاستعدادات لاستقبال يوم ال 22 من نوفمبر يوم افتتاح هذا العرس الكروي الكبير في مدينة عدن..