جريمة قتل حدثت في محافظة المحويت، هزت المشاعر، واستنكرها الخاص والعام، كونها وقعت داخل المسجد، الذي يعدُّ بيت الله، حيث الطهارة والنقاء ونقطة الوصل بين الخالق والمخلوق وبدلاً من أن يكون المتهمان بالقتل أقرب إلى ربهما صارا أقرب إلى الشيطان، المتهمان (أ،ص) مزقا ثوب التقاليد الاجتماعية وهتكا حرمة الدين، ولم يستمعا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم مسلم”.. ملحق "الإنسان" رصد تفاصيل الجريمة، التي حدثت بعزلة حماطة بالمحويت.. شرارتها الأولى كانت “مشادة كلامية بسبب تعارك الأطفال في يوم الجمعة خلال الثلاثة الأشهر الفائتة بين المتهم (ص) وأخي المجني عليه (أص) واللذين يعتبران أبناء عمومه لكن القرابة والأخوة انمحت خلال وقوع الجريمة، ودخل المتهم الأول (ص) وأخو المجني عليه الجامع للاستماع إلى خطبة الجمعة وأداء الصلاة، وبينما هما يقرآن القرآن حدثت مشادة كلامية أخرى أفضت إلى قيامهما بالاعتراك داخل الجامع، مما أدى إلى تدخل المجنى عليه بحسب محاضر الشرطة لفض النزاع، لكن نظرات المتهم الثاني كانت له بالمرصاد، وكان يراقب المشهد عن بُعد فأسرع بالتدخل رافعاً سلاحه الأبيض "الجنبية" وبلمحة بصر لم يدر كل من كان حاضراً إلا والمجنى عليه الشاب (ع-أ) البالغ من العمر ما يقارب (23) عاماً مضرجاً بدمائه، بعد أن وجهت له طعنة في الخلف أفضت إلى القلب، ووسط ذهول الجميع من هول الموقف فرّ أغلب من كان في الجامع ليعلوا أصواتهم (قُتل داخل بيت الله) ليسرع بعض العقلاء من أهالي القرية ليسعفوا المجني عليه إلى منطقة “المراوح” القريبة من عزلتهم، لكن لعدم وجود إمكانيات طبية بالمستشفى الريفي لاستقبال مثل هكذا حالات تم تحويله إلى المستشفى الجمهوري بالمحافظة فقام المسعفون بالإسراع لنقله إلى مستشفى المحافظة، لكن أنفاس المجنى عليه كانت أسرع من سرعة السيارة ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله مركز المحافظة بعد 5 كيلومترات لكن المسعفين لم يتيقنوا من موته، وظنوا أنه ربما قد يكون في حالة إغماء، فتم إيصاله إلى المستشفى، ليؤكد الأطباء وفاته، ويودع المجنى عليه ثلاجة المستشفى الجمهوري، بعد إبلاغ الجهات الأمنية بمديرية "حفاش" حيث تحرك مدير البحث الجنائي بالمديرية حمود مانع، إلى مسرح الجريمة، وتم القبض على المتهمين “ص” و”م” ويتم بعدها إجراء تحقيقات أولية وجمع محاضر الاستدلال، وتم إيداع المتهمين بالقتل في السجن المركزي بالمحافظة ليتم بعدها تحويلهما إلى النيابة العامة، وما زالت القضية منظورة أمام المحكمة الجزائية بالمحويت، وسط إنكار المتهمين واللذين يعتبرا شقيقين، كل منهما ينفي التهمة عن نفسه ولا يحملها على أحد منهما.. الجدير ذكره أن جريمة القتل أحياناً تحدث لأسباب غريبة وأبسط من البساطة للدرجة، التي تجعل القاتل نفسه حينما يهدأ يندهش من الأمر الذي جعله يرتكب هذه الجريمة، ولازال كل من كان حاضراً في المسجد يتناقلون حادثة الجريمة.. أسئلة كثيرة وعلامات تعجب واستفهام، ما سبب وقوع جريمة قتل داخل المسجد؟ كون ما حدث خارج حدود المنطق وفوق الخيال والمتوقع.