في ظل رفض بعض المدارس الحكومية لفكرة استقبال فصول خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ، كان بعض المدارس يفخر بوجود العديد من المعاقين في فصولها الخاصة. الخوف من استقبال طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، يعود ربما لقصور إمكانيات التعامل مع هذه الشريحة والفئة الموجودة في المجتمع ، كما إنه يعود إلى ضعف الأساليب التعليمية الخاصة بالمعاقين. ونضيف إن ذلك الخوف يعود في منطلقه إلى غياب مؤسسات تأهيلية وتعليمية متخصصة كما هو الموجود في بلاد الله الأخرى...ورغم أنف هذا الواقع – الذي يروح ضحيته الكثير من المعاقين – تبرز أمامنا نماذج لمدارس سعت نحو هذا الشرف في تعليم وتثقيف وتأهيل المعاقين ، عرضنا لبعضها على هذه الصفحة ، وهاهنا الآن نعرض نموذجاً آخر. إنهم متميزون مجمع صينة التربوي يعتبر من أوائل المدارس الحكومية التي رحبت واستعدت لاستقبال طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ، بل وقامت بعمل تحدٍ لمدى استمرارية عملها وتعاملها مع هؤلاء الطلبة. مغزى هذا الترحيب والقبول والاستعداد والتحدي تحدثنا عنه مديرة المجمع التربوية وفاء الصوفي التي أكدت إن المعاقين متميزون ، وإنهم أفضل من غيرهم من الأصحاء ، رغم معاناتهم. إثبات الذات وأرجعت مديرة المجمع ذلك التميز إلى التحدي المتأصل في نفوس هؤلاء الطلبة ، وقدرتهم على العمل والاجتهاد في سبيل إثبات الذات ، ففتيات المجمع من المعاقات متميزات وناجحات حقاً في أنواع الرياضات البدنية ويحققن المراكز الأولى في ألعاب الشطرنج والكرة الطائرة ، والرسوم والفنون الأخرى ، ودائماً ما يتفوقن على الناطقات والطالبات السليمات. إمكانيات محدودة وتشير المديرة إلى إن تلك النتائج يتم تحقيقها رغم العجز الشديد في مدرسي الصم والبكم ، بالإضافة إلى عدم توفر أي أجهزة فنية كأجهزة العرض ( الداتا شو ) ، ولذلك يتم استخدام إمكانيات محدودة يوفرها المدرس أو المدرسة من الواقع والبيئة المحاطة. معاناة وتؤكد التربوية وفاء الصوفي إن معاناة فصول الدمج كبيرة ، وتقول : إن المعاق “ والحمد لله مهمش” ، في: ظل عدم تعاون منظمات المجتمع المدني المعنية بالمعاقين ، وتضيف كمثال للمعاناة التي تعيشها مدارس الدمج .. تم إدماج الكفيفات مؤخراً في المجمع دون أن يتم توفير الإمكانيات الخاصة بالتعامل معهن. استثمار وما يدفع مدارس الدمج بالاستمرار بحسب مديرة المجمع هو رغبة القائمين عليها في تعليم وتأهيل المعاقين والمعاقات ومعاملتهم كأشخاص طبيعيين ، وهم كذلك إذا تم استيعابهم واستثمار إمكانياتهم. ما نرجوه تجربة مدارس الدمج رائعة ومطلوبة ، باعتبار المعاقين جزءاً لا يتجزأ من بنية المجتمع ، غير أن مجرد وجودها على شكل مبان بلا معانٍ لا يجدي إذا لم يتم توفير الإمكانيات والوسائل الكفيلة التي تخاطب عقل وحالة المعاق ، وهو ما نرجو تواجده في مدارس الدمج والفصول الخاصة بالمعاقين.