المواطنة هي الحب المبصر الذي تمتد جسوره للعابرين إلى ميادين أداء الواجب الوطني بإخلاص وبه تتأجج إرادة الإنسان في نيل حقوقه على قاعدة الولاء للوطن كواجب ديني ووطني..فكيف يمكن للفرد أن يتحاشى فتور الشعور بالولاء...عبدالباسط الصبيحي رئيس فرع اتحاد شباب اليمن بمحافظة لحج تحدث قائلاً: وطني اليمن برقعته الممتدة من عدن إلى صعدة ومن الحديدة إلى المهرة يمن الحضارة والتاريخ يمن 22مايو، وطني التواق إلى الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار وأحلم أن يظل محصناً من كل شائبة قد تسمح في جزء منه أو ناحية من نواحيه بالفوضى.. منبع الحب وأضاف الصبيحي: الوطن الذي ننتمي إليه ونعتز بوحدته وتلاحم أبنائه هو منبع الحب ويستحق التضحية من أجل سلامته ووحدة أراضيه وتكون فيه مؤسسات الدولة محط ولاء الجميع والعمل على توفير مناخات التطور مسئولية كل أبنائه بحيث تنتفي فيه الممارسات الزائفة ويكون البذل والعطاء من الأفراد والجماعات نتاج حب وولاء وانتماء حقيقي وليس من أجل الوصول إلى السلطة والتآمر على الآخرين، إن الانتماء الصادق للوطن يعني العمل بلا كلل من أجل غرس قيم المحبة والإخاء والتعاون على البر والتقوى وهذا يعني أن يسود الخلق القويم. الإخلاص وأضاف الصبيحي قائلاً: الولاء الوطني أن يكون الفرد مخلصاً لربه لأن حب الوطن من الإيمان والإخلاص تجاه الوطن يبدأ من واجب الإنسان كأب في أسرته والمعلم في مدرسته والموجه في مكانه والمسئول في موقعه والأفراد فيما أوكل إليهم.. الوطنية ليست مجرد شعار إنما هي سلوكيات حسنة في السلوك ومسئولية في المواقف وإخلاص في العمل فأداء الواجب أمانة تجاه الوطن وأهله وما عليه وكل حق يقابله واجب علينا أن نؤديه بإخلاص فهو أمانة تؤديها بقدر استطاعتك وإن زدت عطاء بدون مقابل فأنت من الأبرار وهناك فترات تقتضي أن نكون بهذا المستوى لأنها تتطلب العطاء والبذل دون طلب المكافأة وتلك أيضاً مسئولية تجاه المجتمع وحق للوطن عندما ينادينا وحين يمتحن الناس في صدق ولائهم وعلو هامتهم. وما أحوجنا اليوم إلى النهوض كشخص واحد لبناء مجتمعنا بقضية شعور بأن الله يراقب ويثيب من يدرك مسئوليته أمام الله فيما يجب عليه من أجل وطنه ليكون أحسن حالاً، وهو ما لابد أن يقوم على الحكمة والجهد البناء من أجل تعزيز المواطنة المتساوية والانتصار للعدالة والحرية كحقوق عامة للمجتمع وحق لكل فرد وذلك ما يجعل المطالبة بالحقوق تجسيداً لمستوى الشعور بالمواطنة وبدون أن يخالط هذا الشعور أنانية أو رغبة في إعاقة الآخرين الذين يسعون لنفس الحقوق.. اليمنيون شعب للأخلاق تأثير في حياتهم وبها سينتصرون على واقعهم وهذا شأن الأمة العربية والإسلامية التي قال فيها نبينا عليه الصلاة والسلام «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ذلك قدوتنا وكي نبلغ بالوطن مكانته المنشودة بين الشعوب والأمم علينا أن نحب الوطن ووحدته ونعمل على تطويره انطلاقاً من كون الأخلاق أساس بناء المجتمع السليم وأن تكون المصالح العليا للوطن دائماً فوق المصالح الشخصية والأنانية الفردية والحزبية وفي ظل الأخلاق يغير الناس ما بأنفسهم ويسود الصدق وشجاعة الموقف والتمسك بالحق وإنصاف الآخرين واحترامهم وسيلة للقضاء على تراكمات الثقافة الاجتماعية التي يوجد في ظلها الفساد والممارسات الخاطئة التي تصل حد إضعاف النسيج الاجتماعي وتوليد البغض والكراهية بما يساعد على هذا وذاك في مكان ما. تفاعل الصبيحي استطرد قائلاً: إن الولاء الوطني يفرض على كل يمني أن يكون جزءاً من رافعة التغيير نحو الأفضل فذلك حق للوطن وواجب على أبنائه، والانتماء للوطن مسئولية تجاه طموح الشعب في تجاوز الأزمات والتحديات والأصل أن نحافظ على الوطن آمناً مستقراً موحداً لأنه الوعاء الذي تتفاعل فيه الآراء والطموحات وهو السفينة الذي إن تحملنا مسئوليتنا وصلت إلى بر الأمان ونجونا معها وتمكنا من صياغة مشروع المستقبل بعيداً عن التعصبات والولاءات الضيقة فالوطن مادام يسوده الحب والرشد لابد أن يجد طريقة إلى الازدهار بإذن الله وهذا الطريق الذي ينعم بالأمن الحقيقي والسائرون فيه يقدرون كل ما أعطى ويعون تماماً أن إنكار جهود أمثالهم شيء لايرضي الله ورسوله.