تأخرت عاماً كاملاً عن مخاطبة أعزائي وأصدقائي ورفاقي في المؤتمر الشعبي العام ، وتقديم رؤيتي الخاصة عن الأحداث الجسام التي شهدها الوطن منذ مارس 2011 م حتى الآن ، وعن موقفي الذي اتخذته منذ ذلك التاريخ بالانحياز إلى صفوف ثورة الشباب اليمني المطالبة بالتغيير والحرية والكرامة .. لقد كان لموقفي هذا تداعيات عدة ؛ حيث عابني بعض الأصدقاء عليه ، وقالوا بأني تبرأت من المؤتمر في وقت صعب وفي أحلك الظروف ؛ بينما كنت أتبوأ فيه موقعاً قيادياً رئيساً لدائرة الثقافة وعضوا بالأمانة العامة .وقد رددت على بعضهم آنذاك ، بأن موقفي ورأيي جاءا من قناعة كاملة نابعة من ضميري ومن الشعور بالمسؤولية تجاه وطني وأهلي ، وليس لي فيه أي حساب آخر في أي اتجاه كان . ولم يكن بوسعي عمل أكثر مما عملته لإراحة ضميري وتبرئة ذمتي من المفاسد التي أشاهدها يومياً على امتداد ساحة الوطن في الماضي القريب ، وفي الحاضر الراهن ، والتي يقوم بها طرف في المؤتمر انبرى أخيراً لفرض خياراته على الجميع دون مراعاة لما تسببه من تداعيات خطيرة على مستقبل الوطن وعلى المؤتمر نفسه . فهل يمكن لأي عاقل أن يقول فيما جرى في العام المنصرم من قتل المتظاهرين السلميين في الشوارع وميادين الاعتصام أن هذا واجب وأنه عمل مشروع ودستوري ؟ ، وقبل هذا هل يمكن أن نقول أو ندافع بأن تشدد المؤتمر ممثلاً بهذا الفريق المتطرف أثناء الحوار مع المعارضة ، ونقضه لكل اتفاق يتم ، ورفضه لجميع الحلول الوسط التي كانت مطروحة للخروج من الأزمة ؛ بدءاً بلجنة المئتين والمائة ، ثم لجنة الأربعة ، ثم الخمس النقاط التي اقترحها العلماء ووافقت عليها المعارضة أنه عين الصواب ، وأن ذلك هو فن الحوار الوطني ومقاصده النبيلة...الخ . مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات