أعتبر نفسي مهتماً ومؤرخاً للتاريخ اليمني ومتخصصاً أكثر في تاريخ الزيدية في اليمن إمامة وفكراً ومذهباً وما توجهت إليه في الفترة الأخيرة هو نتاج التوجه الإيراني ونشوء الحوثية عبدالفتاح البتول في حوار مع «الجمهورية» - في البداية أسألك: أنا وعدد من زملائي تتلمذ على أبحاثكم وكتاباتكم الفكرية الرائعة منذ سنوات مضت، الآن بدا البحاثة الكبير الأستاذ عبد الفتاح البتول ينتحي زاوية محددة في الكتابة عن الشيعة مهاجما وبصورة حادة كما يقول الكثير، ما هذه الحدة؟ بداية أشكر صحيفة الجمهورية وأشكرك على هذه الزيارة، وقد ذكرت أنني كتبت في مجالات متعددة ومارست العمل الكتابي والبحثي من قبل عشرين عاما تقريبا، ومعظمها في الاتجاه الفكرية والنقدي التأصيلي، وما يقال عني إني توجهت في الفترة الأخيرة باتجاه معين، أقول: نعم، هناك تركيز على هذا الجانب لكنني لم أترك الجوانب الأخرى، وعندي الكثير من الكتابات في مجالات شتى، أنا أعتبر نفسي مهتما ومؤرخا للتاريخ اليمني، ومتخصص أكثر في تاريخ الزيدية في اليمن، الزيدية إمامة وفكرا ومذهبا، وبالتالي فليس هذا عيباً، عندي كتاب عن تاريخ الإمامة في اليمن، وبحث آخر عن التشيع في اليمن، عندي دراسات كثيرة على الحالة الفكرية في اليمن، ولي اهتمامات كبيرة في دراسة الفرق القديمة، وكما تعلم ويعلم الذين تابعوا مقالاتي في التسعينيات فقد كتبت عن المعتزلة، وكتبت عن السلفية وفي الفترة الأخيرة ما توجهت إليه هو نتاج التوجه الإيراني، نتاج نشوء الحوثية، هذا دفعنا للاهتمام أكثر والتركيز أكثر، وما أكتبه هو من منطلقات فكرية تأصيلية، أكثر منها صحفية، والدليل على ذلك أني كتبت في هذا الجانب قبل اندلاع المسألة الحوثية، جهزت كتابي عن الإمامة الزيدية في اليمن من قبل، أنا كتبت عن السلفية بحثا بعنوان السلفية المعاصرة بين التجديد والتبديد، ونشر في صحيفة الوسطية قبل سنتين تقريبا، وانتقدت الجانب التقليدي المتشدد فيها مثلما أشدت وتكلمت عن الجانب التجديدي فيها.. - إنما كما يقول البعض تبدو حادا على هذه الجماعة وتكتب بطريقة هجومية..؟ بعض الناس كانوا يلومونني كثيرا في السنوات السابقة أن هناك حدة وشدة في ما نكتب وفي الطرح ضد الزيدية، وكنت أتناول بعض الجوانب والقصور التي فيها، أما الحوثية فإضافة إلى كونها ثقافة منحرفة، هي أيضا جماعة متمردة، وقد كان الناس إلى وقت قريب يقولون إنهم مظلومون من النظام لكن الآن الناس فهموا وأصبح من كان يلومني بالأمس يقول لي اليوم إنني كنت على حق، اكتشف الناس الآن أن الحوثيين هم الظلمة وهم المعتدون، وهم المهاجمون، وبذا يصبح التصدي لهم ومواجهتهم في اعتقادي واجبا دينيا ووطنيا، وفي إطار منهجية علمية، أنا أرد عليهم بالقلم وهم يعتدون على الناس بالسلاح، باستباحة الأموال والأعراض وهدم البيوت.. مزيداً من التفاصيل الصفحة اكروبات