في خطوة تكشف وجود خلافات عميقة داخل حكومة الوفاق الوطني, نفى مصدر مسؤول في وزارة النفط والمعادن أمس الجمعة استقالة مدير عام شركة النفط اليمنية عمر الأرحبي من منصبه, بعد يومين من إعلان مصدر حكومي رسمي قبول استقالته التي قدّمها إلى الرئيس عبدربه منصور هادي. وقال المصدر في رسالة رسمية - حصلت “الجمهورية” على نسخة منها - إن ما أشيع عن استقالة المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية عمر الأرحبي “عار عن الصحة”. وفي تبرير مرتبك لأسباب مغادرة مدير شركة النفط اليمن, قال المصدر: إن الأرحبي “غادر إلى الأردن في زيارة علاجية وسيعود لمزاولة عمله فور انتهاء إجازته” ليخلط الأوراق بين حقيقة المرض أو “المغادرة النهائية”. وقال مصدر في وزارة النفط: إن الأرحبي “قدّم استقالة رسمية” إلى الرئيس هادي, وإن قرار عودته يكشف أن ضغوطات عليا مورست على وزير النفط هشام شرف من أجل نفي خبر استقالته. وأشار المصدر إلى أن مراكز النفوذ تريد بهذه التدخلات عدم الاعتراف أن ثورة المؤسسات في شركة النفط قد أطاحت بأحد أبرز المقربين من عائلة الرئيس السابق حتى لا تُحدث الاستقالة بانهيار نفسي أوسع. وأكد المصدر أن شخصاً مثل عمر الأرحبي من المفترض “أن تتم إقالته” من قبل الحكومة ومحاسبته, لا تكتفي بقبول استقالة منه وهروبه إلى خارج البلد!. وكانت مصادر رسمية قد أكدت أن مجلس الوزراء كلّف وزير النفط هشام شرف باختيار مدير جديد للشركة خلفاً للأرحبي، في محاولة لإيقاف الاحتجاجات التي نظمها الموظفون ضد إدارة شركة النفط. ويتوقع أن يستأنف موظفو شركة النفط بصنعاء تنظيم احتجاجاتهم في الأيام القادمة للمطالبة برحيل رموز الفساد من الشركة, خاصة بعد الأخبار التي نفت استقالة الأرحبي. وهدد الموظفون في بيان لهم بتنفيذ إضراب شامل عن العمل ابتداءً من ال16 من شهر مارس الحالي في حال لم يكلّف مدير جديد للشركة بديلاً للأرحبي، وإقالة بقية مجلس الإدارة.