يخيّم التوتر على مدينة لودر بعد أن قامت عناصر “القاعدة” بضرب خزانات الوقود التابعة لمحطة الكهرباء؛ ما أدّى إلى إحراق المحطة الكهربائية بالكامل عند تمام الساعة الثالثة من عصر يوم أمس الخميس الذي شهد معارك دامية بين الشباب واللجان الشعبية من جهة وبين عناصر “القاعدة” حيث سيطر الشباب على أحد المواقع المهمة التي كان يتمركز فيها مسلحو “القاعدة” والتي تقع على طريق القاع. وأوضح قائد ميداني في اللجان الشعبية ل«الجمهورية» أنه استشهد من اللجان الشعبية ثلاثة أشخاص؛ بينما لم تُعرف الحصيلة بين مسلحي “القاعدة” ولكنه أكد أن هناك قتلى وجرحى, وقال: إن مسلحي تنظيم “القاعدة” قاموا بقصف مناطق متفرقة في لودر بالدبابات وقذائف الهاون, وإنهم يقومون بالضرب العشوائي على المنازل بهدف ترويع الساكنين هناك, موضحاً أنهم يستخدمون الدبابات والمدافع في قصفهم المدينة, كما يستخدمون القناصات المتطورة والتي تصل إلى مسافة ألف متر تقريباً, موضحاً أن اللجان الشعبية كلما دمّرت دبابة لمسلحي “القاعدة” تفاجأوا بدبابة تأتيهم من زنجبار أو جعار, متسائلين: من أين لهم كل تلك القوة؟!. وتركّزت أغلب مواجهات الأمس في منطقة القاع والأطراف الغربية للمدينة بالقرب من جبل شروان وكذلك في منطقتي أم بطر وزارة, وشن الطيران الحربي أمس غارات مكثفة عند الصباح وبعد العصر على مواقع المسلحين؛ ما أدّى إلى تقهقر عناصر “القاعدة” في أكثر من مكان. وفي مدينة مودية شنّت عناصر “القاعدة” هجوماً عنيفاً على إحدى النقاط المستحدثة لرجال القبائل شرقي مدينة مودية، وتعد هذه النقطة لقبائل الحسنة وتقع بالقرب من منطقة “امقوز” بعد أن استولوا على طقم عسكري وقتلوا من على متنه. إلى ذلك ذكرت مصادر عسكرية ل “الخليج” الإماراتية أن الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر توجيهات إلى وزارة الدفاع بسرعة إرسال تعزيزات عسكرية تشمل وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب, حيث كان عدد من أهالي أبين قد تساءلوا عن دور قوات مكافحة الإرهاب في ظل تمدد “القاعدة” وانتشارها في بعض المحافظات الجنوبية.. وتحدّثت المصادر عن أن الوحدات المتخصصة بمكافحة الإرهاب التي سيتم إرسالها من قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري خلال اليومين القادمين ستخوض حرب شوارع مع “أنصار الشريعة”. وفي سياق متصل شارك الآلاف من أبناء الضالع صباح أمس في مسيرة “يوم الأسير” الأسبوعية معلنين تضامنهم مع أبناء أبين ومشيدين في الوقت ذاته بصمود أبناء لودر في وجه الجماعات المسلحة التي وصفوها بالإرهابية, كما خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة البيضاء تطالب بسرعة هيكلة الجيش وتهتف لأبين وتحيّي صمود أبناء لودر الذين وقفوا سداً منيعاً أمام من يريد أن يخرّب أرضهم ويهجّر أبناءهم.