أغلقت أبواب المتحف الوطني بتعز أمام الزوار إلى أجل غير مسمى؛ بسبب إضراب موظفي مكتب الآثار منذ أكثر من عام احتجاجاً على عدم تغيير مدير المتحف. في الوقت الذي يحاول البعض تبرير الإغلاق بأنه بسبب أعمال الترميم والصيانة للمبنى، والتي توقفت أصلاً منذ فترة، بالإضافة إلى عدم وجود دلائل تشير إلى وجود تلك الأعمال في المتحف الذي يعرف أيضاً بقصر العرضي، والذى كان ذات يوم مقراً لحكم اليمن. فى زيارتنا إلى المتحف.. التقينا بالموظفين الذين أكدوا على مواصلة إضرابهم المفتوح حتى تحقيق مطالبهم وتعيين مدير متخصص في علم الآثار ذي كفاءة بدلاً عن المديرة الحالية، والتي تم تعيينها، رغم أنها غير متخصصة في مجال الآثار، كما لم يمر على توظيفها في المكتب سوى سنوات، فى الوقت الذى يوجد من هو أقدم وأكثر كفاءة وخبرة واستحقاقاً. مدير مكتب الآثار السابق العزى مصلح أكد ل(الجمهورية) أن أعمال الترميم الآن متوقفة بسبب عجز في الموازنة، وأن المتحف سوف يظل مغلقاً إلى أجل غير مسمى، وقد يستمر الإغلاق سنوات. مشيراً إلى أن جميع مقتنيات المتحف تم حصرها وحفظها ولم يتم تسليمها إلا إلى لجنة متخصصة، ودعا العزي محافظ المحافظة إلى سرعة حل مشكلة مكتب الآثار ووضع حد لاعتصام الموظفين والاهتمام بقطاع الآثار بالمحافظة. والمتحف الوطني في تعز هو عبارة عن قصر للإمام أحمد بن حميد الدين الذي حكم اليمن ما بين عامي 1948 - 1962م، حيث كان القصر مقر حكمه، بعد أن قام بالاستقرار في تعز بدلاً من صنعاء التي كانت عاصمةً للأئمة السابقين.. وافتتح القصر كمتحف بشكل رسمي في العام 1967م، ويحتوي على معروضات تراثية ومقتنيات الإمام أحمد وأسرته، بالإضافة إلى الأسلحة القديمة، والصور التذكارية. وتظهر بشكل جلي على المتحف الهالة العتيقة التي يكتسي بها، والتي تبوح بزمن طويل مر عليه، حيث تبدو علامات القدم باديةً بكل وضوح. ويقع المتحف في منطقة النقطة الرابعة بجانب إدارة أمن تعز الحالي، والمبنى يطل على ساحة كان الإمام يقتل فيها معارضيه السياسيين والخارجين عن طوعه، والتي تحولت اليوم إلى ملعب رياضي يسمى بملعب الشهداء؛ تيمّناً بمن قضى في هذه الساحة من الشهداء المعارضين للإمام، الحالمين بانجلاء عهد الاستبداد والجور الذي جسده حكم الأئمة. وعلى مدى أكثر من خمسة وأربعين عاماً منذ افتتاح القصر كمتحف شعبي وتراثي لم يحظ بأي ترميم فعلي يحفظ القيمة العتيقة والتاريخية والسياسية للمبنى الذي كانت تدار منه ذات يوم شئون اليمن حتى وإن كانت تلك الطريقة ظالمة ومستبدة.