مع بداية الثمانينيات حجزت الدولة مساحة أرض واسعة أسفل السوق المركزي بعصيفرة الواقعة أسفل مدينة تعز وحسب التخطيط الكاروكي من وزارة الأشغال لوحدة الجوار “331” فالمساحة مخصصة لمركز ثقافي لمدينة تعز يشمل “مكتبة ومسرحاً وقاعة احتفالات” كما ويعلوه فندق كبير ويدنوه مركز للشرطة. وحسب المعنيين فقد ظل المشروع حبرا على ورق لأسباب عدة من ضمنها تأخر سفلتة الطريق المجاورة له من جهة الغرب، لكن الطريق اكتمل وإن بمواصفات رديئة قبل أكثر من “3” أعوام دون أدنى إشاعات عن قرب البدء في الاستفادة من تلك الأرض المحجوزة.. غير أن المهندسين المعنيين في الأشغال والطرقات حرصوا على حماية المنازل الخاصة بالمواطنين بما فيها محطة الوقود الواقعة أسفل تلك الأرض الحكومية من خلال مد ماسورة خرسانية كبيرة أسفل تلك الأرض لتسمح بخروج السيول المتدفقة منها إلى الجهة المقابلة من الوادي عبر قناة خرسانية، أو “عبارة” لتمرير السيول تحت الطريق الاسفلتي العريض لخروجه إلى الجهة المقابلة. وحسب حيثيات الحكم الصادر من محكمة شرق مدينة تعز والوثائق الرسمية من مكتب أشغال محافظة تعز وأشغال مديرية المظفر فإن أحد ضباط إدارة أمن المحافظة قام بردم مدخل عبارة السيول تلك مدعياً ملكيته لها، وحسب الصورة المرفقة والوثائق الرسمية من تلك الجهات فالواضح أن ردم مدخل العبارة كون حفرة كبيرة لركود مياه الأمطار تقع بين الشارع الاسفلتي ومنزل المواطن محمد الصغير فرحان المهدد بالانهيار والمعرض ساكنوه وجيرانه للأوبئة.. فضلاً عن تقارير المهندسين في أشغال مديرية القاهرة المؤكدة إمكانية انهيار الجدار الساند للطريق الاسفلتي الموضح المؤدي إلى العدين وشرعب السلام وبالتالي قطع الطريق الاسفلتي برمته، كما وتشير الصورة ونزولنا الميداني ومذكرات أشغال مديرية المظفر أن عبارة السيول تلك تم سدها من المخرج أيضاً بالتراب وبناء صندقة عليها؛ ولأن جدار الطريق لم توشك ساعة انهياره تماماً كالمشروع الثقافي المشار إليه سلفاً الذي لم تحن بداية إنشائه، فلن يحرك المعنيون في أشغال تعز والمجلس المحلي ساكناً لا لحماية الأرض الحكومية المحجوزة ولا الطريق الاسفلتي المهدد بالعبارة المغلقة ولا لإنقاذ أكبر المتضررين حالياً من سد العبارة التعيسة، ذلك الرجل الخمسيني اللاهث وراء عدالة المعنيين في إنقاذ منزله من الغرق. فلا الحجري أنصفه ولا الصوفي من بعده؛ لكنه لايزال لديه بصيص أمل في المحافظ الذي أعقبهم شوقي أحمد هائل، وما يجدر الإشارة إليه أننا في الصحيفة سبق أن نشرنا القضية باختصار قبل “3” أعوام أي قبل بداية ثورة الشباب بعام إثر اعتراض عدد من المسلحين التابعين لضباط أمن محافظة تعز لتنفيذ قرار إزالة تلك الحفرة؛ لكن ذلك كان قبل صدور الحكم الابتدائي ضد المذكور أما الآن وبعد صدور الحكم بعدم ملكية المذكور لأرضية مساحة سد العبارة فلا تبدو الأعذار مقبولة لأي من المعنيين لا لإنقاذ منزل “الصغير” والطريق الاسفلتي و “حلم” المركز الثقافي الموعود فحسب بقدر ما ينبغي أولاً إعادة الاعتبار للدولة والقانون من فتونة المتنفذين المزروعين بين جوانبه، ولن نتعجل بمطالبة المحافظ شوقي في أقل من عام على تعيينه بالإسراع في بدء تنفيذ المشروع الثقافي “مسرح ومكتبة و..و.. أسفل المدينة فلا يزال في المركز الثقافي القديم في أعلاها صلابة ومتسع للتشييد والتجديد.. فقط الحاجة ماسة لمنع الاستيلاء على أراضي الدولة بمطية الادعاءات المزعومة بالملكية الشخصية لأطرافها وصون ممتلكات الناس البسطاء من بطش الأقوياء.