تحت عنوان «سجينات على حافة الضياع » دشنت صباح أمس الخميس بفندق إيجل فعاليات الفيلم الوثائقي الذي يناقش وضع المرأة السجينة والذي نظمته ثلاث من طالبات السنة الأخيرة بقسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء .. الفعالية التي نظمتها كل من «رؤى أحمد الصوفي ،رقية محمد الحداء، سمية محمد الطويل» كأحد متطلبات التخرج من قسم العلوم السياسية والتي أشرف عليها الدكتور عبدالله الفقيه كانت محل تقدير من الجميع لما تملكته الطالبات من إرادة صممن فيها على طرق موضوع اجتماعي شائك وحساس. وبعد كلمة الافتتاح التي ألقتها الأخت رقية الحداء تم عرض الفيلم الوثائقي وألقى العقيد مطهر الشعيبي مدير السجن المركزي كلمة أوضح فيها التطورات التي حدثت في السجن على امتداد السنوات الماضية وشرح الصعوبات التي تواجهها إدارة السجن خاصة فيما يتعلق بوضع المرأة السجينة والناتجة في أغلبها عن أسباب مالية ومجتمعية ..مشيراً في خضم حديثه إلى أن السجن فية أكثر من ستين امرأة، البعض منهن مع أولادهن وهذه مشكلة ، فما ذنب الأولاد بأن يسجنوا مع أمهاتهم ولكن هذه حقيقة قائمة ينبغي تسليط الضوء عليها .. كما ألقت الأخت رمزية الإرياني ، رئيسة اتحاد نساء اليمن كلمة أشارت فيها إلى خصوصية المجتمع اليمني ونظرته للمرأة عموماً وللمرأة السجينة على وجه الخصوص وتحدثت عن تجربة اتحاد نساء اليمن في التخفيف من معاناة المرأة السجينة وقالت:إن أول من اقتحم هذا المجال هي الأستاذة فوزية نعمان التي زارت قسم السجينات في السجن المركزي بصنعاء عام 1985م وهي أول من سلط الضوء على وضع السجينات وتحدثت عن دور عدد من النساء الرائدات في هذا المجال منهن نادية السقاف وفوزية نعمان وغيرهن ، كما تحدثت عن تجارب اتحاد نساء اليمن في تأهيل المرأة السجينة في مجالات الخياطة والتطريز ومحو الأمية وتعلم اللغات واستخدام الحاسوب ، كما تحدثت عن قيام اللجنة بعقد أكثر من صلح أسري بين السجينة وأسرتها خارج السجن بالاستعانة بعلماء نفس وعلماء دين بالإضافة إلى تقديمها نبذة مختصرة عن دور «دار الأمان» الذي يحتضن عدداً من السجينات التي لم يجدن من يستقبلهن بعد انقضاء فترة محكوميتهن.. أما الأخ شوقي القاضي، عضو مجلس النواب البارز ورئيس المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع فشكر في بداية كلمته الظاهرة التي يؤسس لها قسم العلوم السياسية مضيفاً أنها خطوة في الاتجاه الصحيح وقال ما معناه:إن المرأة عموماً في مجتمعنا تعاني الأمرين ولا زالت تتلمس طريقها في الحصول على أقل حقوقها ،فما بالكم بالظلم الواقع على المرأة السجينة في مجتمع مثل مجتمعنا ذي الثقافة الذكورية والذي يجعل السجن للرجال وبمجرد أن تدخل المرأة السجن تنتهي حياتها إلى سابع ولد..كما علق أن مشكلة المرأة السجينة مشكلة مجتمعية لا تنحصر بجهة بعينها و أننا كلنا كأعضاء في المجتمع نتحمل جزءاً من المسؤولية تجاه المرأة السجينة كما أن الجهات المسؤولة تتحمل الجزء الآخر. وقال ما نصه :«إننا كلنا متهمون من أخمص أقدامنا إلى قمم رؤوسنا »..لافتاً إلى أن وجود الشرطة النسائية خفف الكثير من المآسي التي تعانيها المرأة السجينة مؤكدا أن الشرطة النسائية ظاهرة صحية وايجابية مئة بالمئة.