صرخة ألم أطلقتها الرضيعة راما (بنت الستين يوماً)، ووالدتها تضع في فمها الرضاعة، أثناء تواجدها في قسم الرقود بالمستشفى اليمني السويدي. رضيعة شمير منذ ولادتها لم تحصل على رضاعة طبيعية حتى الآن، نتيجة استشارة طبية خاطئة من طبيبة أجنبية تعمل في مركز صحي بإحدى القرى المجاورة لمنطقتها - حسب ما قالت والدتها. والدة الطفلة تحدثت بحسرة وهي تقول: منذ اليوم الأول وهي تسقي طفلتها حليب الأغنام لعدم وجود الحليب الطبيعي في ثدييها، وعند إصابة الطفلة بحمى شديدة نقلتها إلى المركز الصحي ونصحتها الطبيبة الأجنبية بأن تعطيها حليب الأغنام. والدة الطفلة رغم تلقيها نصائح من الطبيب المتابع لحالتها بعدم إعطاء الطفلة رضاعة إلا أنها لم تلتزم بتلك التعليمات، واستمرت بإعطائها الرضاعة، وتساءلت الأم: ما الذي سيسكت صراخ الطفلة عدا الرضاعة؟ الطبيب خالد النهاري – المشرف على الطفلة أكد أن والدة الطفلة لا تلتزم بالتعليمات وتظل ترضع طفلتها بالرضاعة، مشيراً إلى أن شحة الكادر التمريضي بالمستشفى يحول دون رعاية الطفلة وإعطائها رضعتها عبر الكوب. وبين النهاري أن كثيراً من الأطفال يقعون ضحايا أخطاء الأطباء، الذين يطلقون نصائح بترك الرضاعة الطبيعية واستخدام الرضاعة الصناعة، ومن تلك الضحايا، الطفلة راما ذات الستين يوماً. تقارير صادرة عن منظمة اليونيسيف حذرت من مخاطر تفاقم انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية الخالصة للأطفال في بلادنا خلال ال(6) الأشهر الأولى من أعمارهم.. وأشارت إلى أن معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة للأطفال في اليمن انخفض من 15 % عام 1990م إلى 12 % عام 2003م خلال الستة الأشهر الأولى من عمر الأطفال. وقالت اليونيسف في بيان صحفي إنه بالرغم من وجود أدلة دامغة على أن الرضاعة الطبيعية تحول دون الإصابة بأمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي التي تقتل ملايين الأطفال كل عام، إلا أن المعدلات العالمية للرضاعة الطبيعية ظلت راكدة نسبياً في الدول النامية، حيث ارتفعت من 32 % في عام 1995 إلى 39 % في عام 2010م.