أكد المشاركون في الندوة الفكرية (الحوار الوطني طريقنا لبناء اليمن الجديد) أن نجاح الحوار مرهون بالوصول إلى حلولٍ حقيقية وجذرية للقضية الجنوبية ومشكلة صعدة من خلال البحث في الأسباب والعوامل التي أدت إلى استفحالهما على ذلك النحو المهدد لحاضر ومستقبل اليمن. لافتين في ختام الندوة امس الأول إلى ضرورة استكمال توحيد وهيكلة وبناء المؤسسة الدفاعية والأمنية على أسس علمية تمكنها من القيام بواجباتها ومهامها الوطنية وفقاً للدستور والقانون اللذين يضمنان حيادتيهما. وطالب المشاركون في توصياتهم رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني باتخاذ كل ما يراه ضرورياً ومناسباً لنجاح سير فعاليات مؤتمر الحوار الوطني.. داعين مكونات الحوار للعمل باتجاه بناء دولة مدنية تتأسس على مبدأ المواطنة المتساوية وتكون فوق التكوينات القبلية والمذهبية والطائفية، والأحزاب. وأوصت الندوة بالاهتمام بمنتسبي القوات المسلحة والأمن والعمل على تأهيلهم تأهيلاً علمياً عسكرياً عالياً بما يتوافق مع مسؤولياتهم ومهماتهم العسكرية والأمنية ودورهم في ترسيخ قيم الأمن والاستقرار.. داعية المؤسسة الدفاعية والأمنية الاضطلاع بدورها ومسؤولياتها في تهيئة الأجواء والمناخات الآمنة لإنجاح اجتماعات لجنة الحوار الوطني في المدن المحددة لاحتضان فعاليات الحوار الوطني. ودعت الندوة المتحاورين أن يضعوا نصب أعينهم أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وبما يحقق آمالهم وتطلعاتهم في التغيير وبناء يمن جديد خالٍ من الظلم والفساد، يمن تسوده الحرية والعدالة.. وأوصى المشاركون بإنهاء كافة أشكال وأساليب الإلحاق والإقصاء والتهميش والنهب الذي طال اليمن والمحافظات الجنوبية بصفة خاصة ، مشيدين بدور الحراك الجنوبي السلمي في إذكاء روح الثورة والتغيير في نفوس اليمنيين جميعاً بخروجه إلى الشارع منذ العام 2007م، رافضاً ومقاوماً لكافة تلك المظالم. ويرى المشاركون ضرورة أن يسهم الإعلام والصحافة بواجباتهم لنجاح مؤتمر الحوار الوطني.. وأن تحظى المرأة بحقها في المشاركة في الحوار بفاعلية.. وأوصى المشاركون باتخاذ كل ما من شأنه النأي بالقوات المسلحة والأمن عن المماحكات والمكايدات السياسية والاستقطابات الحزبية، مؤكدين على جدية حياديتها ومهنيتها العسكرية- الأمنية. وأكدوا على الأهمية القصوى لحيادية الإعلام الرسمي وضرورة أن يكون على مسافة واحدة من جميع الشركاء والفرقاء.. وأن يصان من مخاطر الاستفراد والاستحواذ أو الانحياز إلى الحزب أو الجماعة أو الفرد. ويرى المشاركون ضرورة أن يتم إيلاء اهتمام كبير لمنظمات المجتمع المدني بوصفها أداة فعالة وشريكة مهمة في تنمية وتطوير المجتمعات المحلية.. كما اكد المشاركون أهمية أن تحظى المرأة بالدعم الكافي والمساندة لكي تنال حقوقها الكاملة كعنصر فاعل ومساهم في القرارات التنموية والسياسية والاجتماعية. وأوصى المشاركون بضرورة ترشيد الخطاب الإعلامي وتحديداً الإعلام الرسمي بحيث يقف على مسافة واحدة من جميع المكونات السياسية والاجتماعية. وكانت الندوة قد انعقدت على مدى ثلاثة أيام شارك فيها نخبة من المفكرين والسياسيين والباحثين والاكاديميين.. استعرضوا وناقشوا في (24) ورقة عمل انتظمت في خمسة محاور.