يحق لنا أن نشيد بنساء عظيمات دفعت بهن العزيمة والإصرار إلى صدارة العمل الطوعي.. كثيرات هن أولئك النسوة، والأكثر ألقاً من تحدّت الإعاقة وناضلت وكافحت لإسعاد غيرها من بنات جنسها.. الأستاذة أشواق المقطري، رئيسة جمعية عبد الله بن أم مكتوم لرعاية وتأهيل الكفيفات، إحدى رائدات العمل الخيري بتعز، هي بالفعل فاقدة للبصر، لكنها ثاقبة البصيرة، أقدامها في الثرى وهامة همّتها في الثريا، استطاعت، رغم الإعاقة وقلة ذات اليد وقساوة الظروف أن تجمع فتيات الأرياف من الكفيفات في محضن تربوي وتعليمي محفوف بالرعاية والاهتمام.. .. متى تأسست الجمعية وما أبرز أهدافها ؟ وكم يبلغ عدد المنتسبات للجمعية؟ - تأسست الجمعية في 2011م ومن أهداف الجمعية: تحسين أوضاع الكفيفات الاجتماعية والتعليمية وإتاحة الفرصة للكفيفات الانخراط في المجتمع وإخراجهن من عزلتهن وتقديم الخدمات التعليمية والطبية، وإقامة الأنشطة الثقافية والترفيهية، ومساعدة الكفيفات على اكتشاف قدراتهن وتنميتها، كما تسعى الجمعية إلى التخفيف من عزل الكفيفات من خلال: تفعيل الدورات التنموية في مختلف المجالات، وتوعية المجتمع بحقوق الكفيفات في القوانين المحلية والمواثيق الدولية، أما عن عدد المنتسبات فلدينا في الجمعية 120 كفيفة.. .. متى تم افتتاح الدار( السكن ) وما الهدف من إقامته ؟ وكيف جاءت الفكرة ؟ - افتتح السكن عام 2012 ،وذلك لعدم وجود سكن للكفيفات في المحافظة، والفكرة جاءت بعد توقف السكن السابق، فقد كان هناك سكن داخلي أيام المرحومة الأستاذة فاطمة، ونتيجة للأحداث التي مرت بها تعز أيام الثورة أغلق السكن وهذا ما حزّ في أنفسنا أن تعود الفتيات إلى قراهن في الأرياف وقد قطعن شوطاً في التعليم واضطررنا أن نتكفل بإيجاد سكن للطالبات حتى لا تتسرب الكفيفات من التعليم، فكانت فكرة السكن تكملة للمشوار التي بدأته الأستاذة فاطمة رحمها الله. .. من هي قدوتك في العمل الخيري ؟ - قدوتي في العمل الخيري الأستاذة فاطمة العاقل «رحمها الله» وقد تشرفت بلقائها وقمنا بزيارتها إلى الجمعية في صنعاء وتفاعلت مع قضايانا وقدمت لنا مساعدات لا ننكر فضلها رحمة الله عليها. .. كم عدد الكفيفات المشمولات بالرعاية في الدار ؟ وفئاتهن العمرية؟ وأبرز الخدمات التي تقدم لهن؟ - بالنسبة للدار يحتضن 40 كفيفة بين فئات عمرية مختلفة من 5 سنوات إلى 25 سنة، كما أن الجمعية ترعى الكفيفات من خارج السكن بتقديم الخدمات التي تتوفر من ضمان اجتماعي وكفالات وبعض المواد الغذائية والمساعدات المادية وخصوصاً في شهر رمضان، وأبرز الخدمات التي تقدم لمن في الدار خدمات صحية وتعليمية واجتماعية وثقافية بالإضافة إلى السكن والإعاشة.. .. ما هو البرنامج اليومي للدار وهل هناك أنشطة ترفيهية تصاحب البرنامج ؟ - برنامجنا اليومي.. في فترة الصباح تذهب الملتحقات في التعليم إلى مدرستهن لتلقي التعليم، ومن بعد الظهر تبدأ المذاكرة ومراجعة الدروس، فلديهن مسؤولة تعليمية تقوم بعملية المراجعة للدروس والمساعدة في حل الواجبات، ومن بعد صلاة العصر حلقات قرآنية إلى المغرب، ولدينا حلقتان للمبتدئات وحلقة للكبار ثم يتناولن وجبة العشاء والخلود إلى النوم، وبالنسبة للأنشطة الترفيهية أقمنا العديد من الأنشطة المصاحبة للبرنامج وبإمكاناتنا البسيطة منها الرحلات إلى حديقة «دريم لاند» و«وادي عرفه» و «حمام الشفاء». .. منتسبات الدار.. من الذي يقوم على شؤونهن اليومية وأمور معيشتهن؟ وهل تستعينون بأخريات ؟ - لدينا أم تسمى بالأم البديلة هي من تقوم بأمور الطباخة وتقديم الأكل، وتقوم خالة أخرى بأمور النظافة للسكن والملابس، ونحن أيضاً نعيش معهم، كما إننا نكلف كل شابة برعاية زميلاتها من صغار السن من باب تحمل المسؤولية. .. هؤلاء العاملات هل يتقاضين أجراً أم متطوعا ت؟ - هن موظفات يتقاضين أجراً رمزياً بل لا يعد أجراً، لكن نعتبرها مكافأة، ومن هذا المنبر أتقدم عبركم بالشكر الجزيل لما يقمن به من جهود نظير أجر زهيد، فلهن الشكر ومن الله عظيم الأجر. .. مَنْ تستهدفون من الكفيفات بالنسبة للدار ؟ وماذا يُقدم لهن من رعاية وتأهيل ؟ - نستهدف الكفيفات من الأرياف المجاورة لمحافظة تعز، ونحن الآن فوق طاقتنا الاستيعابية رغم وجود طلبات كثيرة، وهناك على سبيل المثال قرية فيها عدد 45 كفيفة في مديرية المعافر لكن لا نستطيع استيعابهن، وقد ألحوا علينا في صندوق المعاقين بزيارتهن ولم نجد وسيلة للوصول إليهن لعدم توفر المواصلات ولبعد المنطقة كما أن سعة الدار لا تفي بالغرض. .. هل هناك إدماج للطالبات المتعلمات في التعليم العام ؟ وكيف يتم إيصالهن إلى المدارس؟ - نعم.. ولدينا عدد 12 طالبة في المرحلتين الأساسية والثانوية ضمن التعليم العام ويتم إيصالهن إلى المدرسة ( أسماء) بواسطة باص بالأجرة وهذا ما نحمل همه، حيث يكلف الدار 30000 ريال شهرياً. .. ما أبرز الصعوبات التي تواجه الدار على وجه الخصوص والجمعية عموماً ؟ الصعوبات كثيرة لا حصر لها، ومن أبرزها المتطلبات اليومية من تغذية ومنظفات وغيرها بالإضافة إلى المعضلة الكبرى إيجار السكن الذي يكلفنا 120000 ريال في الشهر وإيجار الباص كذلك بالإضافة إلى مشكلة العلاج اذا حدث أن مرضت كفيفة ولدينا اليوم ثلاث كفيفات مريضات إحداهن لديها شحنات كهربائية زائدة وأخرى تعاني من ضرسها وثالثة طريحة الفراش. .. هل لديكم تنسيق مع مستشفيات للعلاج المجاني مثلاً؟ لدينا تنسيق مع بعض المستشفيات لكن بتخفيض 50 % ماعدا مستشفى الجبلي، ورغم ذلك إلا أننا نعاني، لأنه أحياناً لا نستطيع الإيفاء ب 50% وأحياناً تصادفك مريضة بحاجة لفحوصات وأجهزة مثلاً التخطيط المحوري فإذا كنا نعجز عن قيمة تذكرة المعاينة فما بالك بالعلاج والفحوصات وأجهزة تخطيط وأشياء أخرى، ومن الصعوبات أيضا للجمعية المواصلات، فلا نستطيع الدخول أو الخروج أو المتابعة لعدم وجود وسيلة نقل تخص الجمعية أو الدار. .. مَنْ الداعم الأساسي لأنشطتكم ؟ وهل يصلكم دعم من جهات رسمية ؟ - في الحقيقة لا يوجد داعم أساسي لا حكومي ولا خاص، لكن هناك أحياناً من يدعم بمواد عينية «فول، فاصوليا» وهذا ليس دورياً إنما موسمياً وبعض أهل الخير ما يقصروا، وبعض الزوار الذين يزورون الدار ويقدمون مساعدات مادية وعينية نشكرهم على ذلك ونسأل الله لهم الأجر، لكن كل ذلك لا يفي بحاجة الدار اليومية وتغطية ما يسمى النفقة التشغيلية. .. ماهي طموحاتكم المستقبلية؟ - طموحاتي كبيرة وثقتي بالله أكبر أن تكبر الجمعية ويتسع السكن ويصبح يستوعب أكبر قدر ممكن، ولا نطمح أن نكون على مستوى اليمن فقط بل على مستوى الوطن العربي ونقدم كافة الخدمات للكفيفات ونجعل منهن عضوات فاعلات في المجتمع قادرات على نفع أنفسهن وغيرهن. .. ما المشروع الذي ترغبين بتسويقه للآخرين لدعمه؟ - إننا نطمح أن يكون لنا مبنى خاص بالجمعية والدار وكذا الحصول على وسيلة مواصلات للدار بالإضافة إلى إيجاد معمل للحاسوب وطباعة المناهج الدراسية، فلدينا الآلة الطابعة لكن لم نتدرب عليها ونريد دورة تدريبية لمنتسبات للدار، ثم نحن نعلمها للآخرين، وهي فرصة عبر هذا المنبر أدعو رجال الخير وأصحاب المؤسسات الخيرية إلى كفالة اليتيمات من الكفيفات وهي دعوة أيضا للميسورين بزيارة الدار والتعرف عن قرب عن معاناتنا. .. رسالة أخيرة تحبين إيصالها ولمن ؟ - رسالتي أولاً لصندوق رعاية المعاقين للوقوف بجانبنا ومساعدتنا كي نصبح أعضاء فاعلين وقادرين ومنتجين ولا نكون عالة على الآخرين ورسالتنا للأخ شوقي أحمد هائل محافظ المحافظة أن يقف بجانبنا ويتلمس مشاكلنا وهمومنا، ونحن لا نريد أشياء نقدية نحن نريد منهم أن يتكفلوا باحتياجاتنا اليومية من إيجار السكن والتغذية والمواصلات.