يعتبر المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية في محافظة الحديدة أحد الصروح الطبية المهمة التي تسعى إلى تقديم الخدمات الطبية للمرضى رغم شحة الإمكانيات، حيث وهو المسؤول الأول عن تشخيص الأمراض وتحديد مسبباتها.. وبمجرد زيارتك إلى المركز الوطني للمختبرات في محافظة الحديدة تشعر أنك سوف تعرّض حالتك المرضية بين أيدٍ أمينة؛ حيث تجد الخدمات الطبية الراقية وبخدمات عالية الجودة، سواء من حيث الكادر العامل أم الأجهزة الحديثة، حيث يعتبر مركزاً صحياً نموذجياً يجب أن يقتدى به، فما تلمسه من نظام ونظافة وانضباط وجدية في العمل ودقة في المواعيد وجودة في الأداء بالإضافة إلى رمزية الأسعار يجعلك بحق تتمنّى لو أن كل المراكز الصحية والخدماتية بهذا المستوى.. ولكن المركز بدأ حالياً يدخل طور العديد من الإشكاليات التي أثرت وقد تؤثر على عمله، ولمعرفة المزيد عن المركز والأنشطة والخدمات التي يقدمها للموطنين في المحافظة وإبراز الصعوبات التي تواجهه صحيفة «الجمهورية» التقت الدكتور عادل عبدالقوي العبسي، مدير المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية في محافظة الحديدة، وإليكم حصيلة ما جاء فيه: .. في البداية نود من خلالكم أن نتعرّف عن نشأة المركز في المحافظة، والمراحل التي مرّ بها عند تأسيسه؟. في البداية أشكر صحيفة (الجمهورية) على زيارتها للمركز وتلمس أوضاعه، أما بالنسبة للمركز فقد أنشئ المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية بمحافظة الحديدة في السابق، حيث كان عبارة عن قسم مدمج مع مختبر مستشفى العلفي تحت اسم المختبر المركزي وبنك الدم وفي عام 1996م تم نقل المختبر إلى هذا المقر والذي كان مبنى قديماً، حيث كان يستخدم كصيدلية مركزية للمحافظة، وتم العمل به إلى إن انهار جزء كبير منه سنة 2007 وتم انتقالنا إلى شارع الميناء في مبنى مستأجر بعد أن تم اعتماد بناء مبنى جديد في نفس هذا المكان في شارع التحرير، حيث بقينا في ممارسة مهامنا كمختبر مركزي بكامل مهامه الأساسية في المبنى المستأجر بشارع الميناء إلى عام 2012م وتم انتقالنا إلى المبنى الجديد في شارع التحرير والمكون من 3 طوابق ونص في فبراير 2012 على نفقة وزارة الصحة بتكلفة 120.000000 ريال يمني. وبموجب القرار الجمهوري رقم (246) لسنة 2005م تم إنشاء المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية ليحل محل مختبر الصحة العامة وبنك الدم، وتلك كانت نقطة مهمة في تحوّل عملية الأداء وتغير نوع الخدمات المقدمة للمواطن وأيضاً في مسار تحديث المركز، حيث أصبح المركز يتمتع باستقلال مالي وإداري ويخضع لإشراف وزير الصحة العامة والسكان. .. حدّثنا عن الأقسام والمراكز الموجودة في المركز وأبرزها. يتكون المركز من (10) أقسام؛ قسم الطفيليات ويختص بالكشف عن الطفيليات الشائعة والمنتشرة في المحافظة مثل الملاريا وغيرها وقسم الكيمياء الحيوية والسريرية والذي تجرى فيه جميع الفحوصات الكيميائية للوظائف الحيوية لأجزاء الجسم مثل وظائف الكلى والكبد والقلب والدهون والمعادن إلى جانب قسم الجراثيم والذي يتميّز وينفرد به المركز، حيث لا يوجد في أي مركز آخر في المحافظة والذي يقوم بزراعة الجراثيم للكشف عن الأمراض الوبائية والجراثيم، وقسم الهرمونات ودلالات الأورام والذي يقوم بإجراء التحاليل لهرمونات الجسم والكشف عن دلالات الأورام السرطانية والذي بواسطته يمكن الكشف عن الخلايا السرطانية في بداية المراحل الأولى؛ وبذلك يكون طرق المعالجة سهلة وذات كفاءة عالية، وهناك قسم الترصد الوبائي والذي يعنى ويهتم بالتشخيص والكشف عن الأمراض الوبائية التي بُليت بها محافظة الحديدة مثل: أنفلونزا الطيور. حمّى الضنك والتشكونوجونيا. حمّى الوادي المتصدع. أمراض الإسهالات. ولا يوجد هذا القسم إلا لدينا في المركز، وهناك أيضاً قسم خاص بالفيروسات؛ وذلك للكشف عن جميع أنواع الفيروسات مثل فيروس الإيدز وفيروس الالتهاب الكبدي بأنواعه، وقسم الدم وأبحاثه والذي يعنى بتشخيص حالات الملاريا وفقر الدم وسوء التغذية، وقسم الأمصال والأمراض المناعية، والذي يقوم بتحليل أمراض التيفوئيد والتهابات العظام والمفاصل، وهناك قسم آخر للتدريب والتأهيل حيث يقوم بمساهمة فاعلة في تطوير وتدريب طلاب الكليات والمعاهد الصحية، وقسم ضمان وضبط والجودة والسلامة الحيوية، حيث يقوم هذا القسم بوضع جميع أقسام المركز تحت إجراءات لضبط الجودة في المركز. .. ماذا عن الطموحات المستقبلية التي تطمحون الوصول إليها من أجل تطوير المركز في المحافظة؟. نسعى حالياً بجهود الجميع إلى افتتاح بعض الأقسام المهمة والحيوية والتي ستؤدي إلى خدمة المحافظة بشكل فاعل مثل: قسم المياه والأغذية، والذي بدوره سوف يقوم بالإشراف وفحص المياه المستخدمة في المحطات والآبار وغيرها من المصادر؛ وذلك للحد من أمراض الفشل الكلوي وأيضاً الأغذية التي تؤدي إلى الحد من انتشار الأمراض الخبيثة، إلى جانب افتتاح قسم البيولوجيا الجزئية والذي يعتبر من أحدث الأقسام عالمياً؛ حيث يتم الفحص عن طريق الحمض النووي والذي سيرفع مستوى التشخيص المختبري في المحافظة ويعتبر نقلة نوعيه في هذا المجال، كما نطمح إلى إعادة تأهيل وتحديث المركز من خلال تزويده بأهم وأحدث الأجهزة الحديثة والمتطورة، وطموحنا في افتتاح المكتبة التابعة للمركز وتزويدها بالكتب والمراجع العالمية الحديثة والنشرات الدورية العالمية الحديثة، والسعي إلى إنشاء المكتبة الإلكترونية وتوسيع دوائر التدريب والتأهيل لأعضاء المركز في أفضل المراكز والدول المتخصصة، وربط جميع أقسام وإدارات المركز بشبكة كمبيوتر داخلية. .. ماذا عن الأنشطة والفعاليات التي يقيمها المركز الوطني للصحة المركزية في المحافظة؟. بصراحة هناك الكثير من الأنشطة المختلفة التي ينفّذها المركز منها تنظيم الحملات، فمنذ حوالي عام تقريباً قمنا بأربع حملات وطنية مجانية على مستوى المحافظة وتمثّلت في مجال الأمومة والطفولة، وهدفت إلى الكشف عن مسببات الإجهاض لدى الأم الحامل واستمرت لمدة شهر، والحملة الوطنية المجانية الأولى للكشف عن فيروس الكبد الوبائي واستمرت هي الأخرى لمدة شهر، والحملة الوطنية المجانية الثانية للكشف المبكر عن سرطان المعدة والقولون ونظمت لمدة أسبوعين، والحملة الوطنية المجانية الثالثة للكشف عن فيروس الكبد (A) لجميع أطفال محافظة الحديدة أقيمت على مدى أسبوعين، والحملة الوطنية المجانية الرابعة للكشف عن الأمراض المناعية (الذائبة الحمراء - الهربس) واستهدفت جميع المواطنين في المحافظة لمدة أسبوعين، إضافة إلى المشاركة مع مكتب الصحة والسكان ونقابة الأطباء وكلية طب جامعة الحديدة في القافلة الطبية التي تم تجهيزها للتوجه إلى مديرية زبيد وذلك للكشف عن الأمراض الوبائية والإسهالات المتفشية التي اجتاحتها أواخر العام الماضي؛ وجميع هذه الحملات مجانية تمّت تحت رعاية محافظ المحافظة، رئيس المجلس المحلي ممثلةً بالأخ أكرم عبدالله عطية وبدعم من المركز الرئيس في صنعاء. .. ما الهدف من إقامة تلك الحملات المجانية في المحافظة؟. هذه الحملات المجانية التي استهدفت عدداً من المديريات كان الهدف منها: المساهمة في رفع المستوى الصحي في المحافظة، والتعريف بدور المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية في المحافظة، والتوجه إلى إعداد الكتاب والوبائية الرقمية للمحافظة. أما عن بقية الفعاليات فكانت بالتواصل بشكل دائم ومستمر مع المنظمات العالمية في مجال تزويد المختبر بأحدث الأجهزة العالمية في مجال التشخيص والترصد للأمراض الوبائية مثل منظمة CDC Namro3 مركز السيطرة على الأمراض في أمريكا ومركز الأبحاث البحرية الأمريكية في القاهرة والذي يتبع الخارجية الأمريكية، ونتيجة لهذا التواصل فقد تم دعم المركز بأحدث جهاز ويسمى (PCR) والذي سيكون الأول على مستوى محافظة الحديدة والثالث على مستوى الجمهورية وهو موجود حالياً في مطار صنعاء لاستكمال بعض إجراءات الإفراج عنه وسيتم شحنه إلى فرع الحديدة مع بعض الأجهزة الحديثة، حيث تكلفة هذه الأجهزة (200.000) دولار بإشراف خاص من وزير الصحة العامة والسكان بالإضافة إلى عمل بعض الدورات الخارجية التخصصية للتعامل مع هذه الأجهزة الحديثة في كل من الأردن وجمهورية مصر أو الداخلية في صنعاء أو حضور الخبراء إلى اليمن لعمل هذه الدورات. الصعوبات والمعوقات .. ما أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجهونها في أداء مهامكم الإنسانية؟. أهمها على الإطلاق شحة الموازنة التشغيلية للمركز التي لا تغطي (20 %) من احتياجات المركز الفعلية، وإغفال باقي البنود المرصودة لما هو محتاج إلى توفيره، وعدم توظيف المتعاقدين في المركز منذ أكثر من (7) سنوات، وعدم استكمال واعتماد الهيكل الوظيفي للمركز الرئيس وفروعه، وعدم وجود توصيف وظيفي، وعدم القدرة على إعادة تأهيل المعدّات والأجهزة الحديثة والمحاليل الطبية، وتوقف إمداد المركز بالمحاليل الطبية من المركز الرئيس في صنعاء الذي أضاف بدوره عبئاً آخر على المركز وأثقل كاهله . .. كلمة أخيرة تودون إيصالها في ختام هذا اللقاء إلى المسؤولين بالدولة؟. نناشد معالي وزير الصحة العامة والسكان ومعالي وزير المالية في حكومة الوفاق الوطني اعتماد وإقرار الموازنة المقترحة الخاصة بفرع المركز لمحافظة الحديدة للعام 2013م، كما نناشد قيادة السلطة المحلية في المحافظة تقديم الدعم والمشاركة في تأثيث وتجهيز ما تبقّى من أقسام المركز والإقبال على هذه الخطوة التي تم تنفيذها في فرعي المركز في محافظتي حضرموت وتعز. والتحية موصولة لكم على نزولكم الميداني وإتاحة هذه الفرصة لتسليط الضوء على أنشطة المركز والدور الذي يلعبه في المحافظة وما يقدّمه من خدمات إنسانية في المحافظة. واسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة كذلك لأوجه الدعوة إلى كافة شرائح المجتمع بالإقبال على المركز، فيما إذا تطلبت حالاتهم إجراء الفحوصات الطبية التي سيجدونها في متناول أيديهم بكل يسر وسهولة وزمن قياسي وبأسعار رمزية.