كشفت البلاغات المرفوعة من مراكز وفروع المؤسسة العامة للطرق والجسور وصندوق صيانة الطرق في بعض المحافظات عن حدوث العديد من الانهيارات الصخرية التي تعرّضت لها شبكات الطرق خلال العشرة الأيام الأخيرة من مارس الماضي جراء سقوط الأمطار الغزيرة فضلاً عن متغيرات مناخية متعددة. وأكدت البلاغات أن المخاطر الناجمة عن تلك الانهيارات تعدّت مسألة إيقاف الحركة المرورية بين المحافظات وتوقف الكثير من الزنشطة، لتغدو تهديداً كبيراً على حياة المسافرين وممتلكاتهم. وبحسب البلاغات التي حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منها فإن نسبة كبيرة من شبكات الطرق في البلاد ونتيجة لطبيعة التضاريس التي تتميز بها الكثير من المحافظات إلى جانب العوامل البيئية والمناخية فضلاً عن ارتفاع كميات منسوب مياه الأمطار، واختلال شبكات تصريف مياه السيول وخاصة خلال موسم الأمطار. قد أضحت معرضة لمخاطر السيول والجرف والانهيارات الصخرية وانسداد قنوات تصريف السيول جراء جرف الأشجار، الأمر الذي يتطلّب من الجهات المعنية بذل جهود جبارة لتفادي تلك الانهيارات التي قد ينتج عنها عواقب وخيمة لا تحمد عقباها. وأشارت البلاغات إلى أن من أهم شبكات الطرق التي تعرّضت لتلك الانهيارات خلال مارس الماضي كانت في طرق صنعاء – الحديدة و مأرب – صنعاء ، و ذمار – تعز وتحديداً في نقيلي السياني وسمارة، وكذا طرق النقوب – نصاب بشبوة ، و سيئون – حورة وسيئون – تريم في حضرموت و طريق تريم – ثمود في مديرية السوم، إضافة إلى الطريق ما بين مأرب – حضرموت، و حجة – عمران والطرق التي تربط مدينة صعدة بمديريتي سفيان ورازح وطريق الغيضة – شحت والغيضة – نشطون. ومن تلك الطرق التي تعرضت للاختلالات أيضاً طريق معبر - باجل ما بين ذماروالحديدة وطرق بن عيفان – المعبر في منطقة الخشعة بسيئون وطريق البيضاء – عبرة وطريق المحويت – الحديدة... وكثيرة هي الخطوط والطرق التي تضمنتها تلك البلاغات. وفي هذا الصدد أوضح المدير العام للمؤسسة العامة للطرق والجسور المهندس عبدالجليل أسد الهيج أن مهام المؤسسة تتمثّل في القيام بفتح الطرق التي تتعرض بعض للانقطاعات جراء الانهيارات الصخرية أو غيرها وإعادتها إلى حركتها الطبيعية من خلال فروعها في المحافظات. وأشار إلى أن المؤسسة أنشأت غرفة عمليات لتلقّي البلاغات المتعلقة بانقطاعات الطرق بين المحافظات فور حدوثها. وأضاف: فور تلقينا أي بلاغ فإننا نقوم بتوجيه فرعنا بأية محافظة كان العمل على تسخير كل إمكاناته لسرعة فتح الطريق. وبيّن الهيج أنه ورغم الجهود التي تبذلها فرق الصيانة لفتح شبكات الطرق كمهمة وواجب إنساني ووطني؛ إلا أن تلك الجهود تقابل أحياناً بنهب معدات المؤسسة العامة للطرق والجسور وقد حدث ذلك الأمر مراراً، مشدداً على ضرورة حماية معدات وممتلكات المؤسسة أثناء قيامها بمهامها. و قال مدير عام المؤسسة “مهامنا تقتصر على فتح الطرقات في حال حدوث أي أشكاليات تتسبب في قطعها، أما بالنسبة لتفادي حدوث أي اختلالات فهو من مهام صندوق صيانة الطرق الذي بدوره يرسم الخطط ويحدد الأعمال الملائمة والتي قد تتضمن إيجاد خطوط بديلة زو استحداثات خرسانية أو معالجة الانهيارات الصخرية من خلال تفتيت الصخور، أما دورنا فينحصر في القيام بتنفيذ تلك الخطط. من جانبه أشار مدير إدارة الصيانة في صندوق صيانة الطرق المهندس عبدالله النعماني إلى أن الصندوق يقوم بتمويل الأعمال الإنشائية اللازمة للحد من مشكلة انقطاع شبكات الطرق جراء الانهيارات الصخرية؛ وذلك من خلال بناء الجدران الساندة وتنفيذ سلاسل الجابيون لحجز التساقطات التي تحدث أثناء سقوط الأمطار. وأوضح النعماني أن المشكلة الكبيرة تكمن في أن بعض الطرق التي تم تنفيذها مؤخراً قد أنجزت دون المواصفات المرسومة بما في ذلك تجاهل القيام بأعمال القطع أثناء شق الطرق بالميول الجانبية المناسبة وبحسب نوعية ونسبة الصخور ومدى ثباتها. وبيّن أن الانهيارات الصخرية التي تتعرض لها شبكات الطرق يعود سببها إلى عملية الشق التي تتم بشكل رأسي حاد نظراً للتكاليف الكبيرة التي يتطلبها الشق بالميول الجانبية، وهو ما يؤدّي إلى تلك التساقطات على مدار السنة خاصة أثناء هطول موسم الأمطار. ولفت إلى أن صندوق صيانة الطرق وخلال المراحل القادمة بصدد توفير عدد أكبر من المعدّات المتخصصة للأعمال الطارئة وكذا أعمال الصيانة الروتينية لمراكز الصيانة التابعة للمؤسسة في عموم محافظات الجمهورية. منوّهاً إلى أن تأمين حركة السير في بعض الطرق لا يمكن السيطرة عليها أو التنبؤ بمواقع حدوث تلك الأضرار كونها تعود إلى أسباب طبيعية ومتغيرة لا يعلمها إلا الله وحده.