للعام الثاني على التوالي يتوقف العمل في مدرسة 13 يونيو بمديرية خدير محافظة تعز، وللأسف الشديد، فالجهات المعنية لم تحرك ساكناً، لا في عهد مدير المركز التعليمي السابق، ولا في عهد المدير الجديد الذي أمل أهالي المديرية عليه خيراً في توفير المدرسين للمدرسة التي توقف العمل بها العام الماضي واقتصر على الصفوف الأولى فقط. كما اضطر الكثير من الطلاب والطالبات على ترك المدرسة والمشي أكثر من عشرة كيلومترات في طريق جبلي إلى أكثر من مدرسة في الوادي المحاذي للمنطقة الجبلية التي يسكنونها والتي تسمى جبل (حنواب) وهي المنطقة الجبلية والنائية الوحيدة في مديرية خدير التي تجاور مديرية سامع وجبالها الشامخة. أهالي المنطقة أكثر من مرة نظموا مسيرات واعتصامات أمام مبنى مديرية خدير، كانت تقابل بوعود عرقوب وبحلول مؤقتة وحقن مسكنة، وعود من قبل مدير المركز التعليمي بإرسال مدرسين، وإذا وصل بعضهم للمدرسة لايلتزم بالدوام سوى يوم أو يومين وبعدها يرحل، دون أي محاسب أو رقيب، لأن رواتبهم يستلموها بالكامل، وبحجة أنهم لايرغبون الإقامة بالمدرسة لأنها تقع في منطقة جبلية. أبناء المنطقة طرحوا استغاثتهم عبر «صحيفة الجمهورية» في عريضة موقعين عليها، وموجهة إلى محافظ تعز شوقي أحمد هائل ومدير عام مديرية خدير بإيجاد حل لمشكلة أبنائهم، وذلك باعتماد أقل ما يمكن عشر درجات وظيفية من أبناء وبنات المنطقة الساكنين فيها لتغطية العمل في المدرسة، خاصة أن المدرسة تقع في منطقة جبلية ونائية ودائما ما يتهرب المدرسون القادمون من مناطق أخرى، وكون المنطقة محرومة من أبسط الخدمات بما في ذلك الحرمان من حصولها على نصيبها في اعتماد الدرجات الوظيفية رغم تقديم ملفات العديد من أبنائها وبناتها لهذا الغرض. المواطنون أفادوا بأن مدير عام المديرية كان قد زار المدرسة مؤخراً واطلع على التسيب الحاصل فيها ووعدهم باعتماد بناء أربع فصول دراسية جديدة وحوش للمدرسة ومعالجة قضية المدرسين، وحتى الآن لايوجد مدرس واحد، وحتى إجراءات تسجيل الطلاب لم تتم، ولم يتم التعاقد مع أحد من أبناء وبنات القرية الذين قدموا ملفاتهم ومعظمهم أصحاب تخصص بكالوريوس، ودبلوم وغيره. المواطنون لم يجدوا بداً من أن يناشدوا المحافظ شوقي ومدير عام مديرية خدير شائف الدكام الذي له مواقف جيدة على مستوى المديرية،ِ في إعادة الحياة للمدرسة وأن أبناءهم أمانة في أعناق المسؤولين والقائمين على العملية التعليمية خاصة، وقد ترك الكثير من أبناء المنطقة الدراسة ولجأوا للعمل في المدن، رغم أنهم مازالوا في سن مبكرة ولم يحصلوا حتى على شهادة سادس ابتدائي، أما البنات فمصيرهن ومستقبلهن غامض بسبب حرمانهن من فرص التعليم.