اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    اليمن: حرب أم حوار؟ " البيض" يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة!    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    وفاة نجل محافظ لحج: حشود غفيرة تشيع جثمان شائع التركي    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    شبوة تتوحد: حلف أبناء القبائل يشرع برامج 2024    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    24 أبريل.. نصر تاريخي جنوبي متجدد بالمآثر والبطولات    الرياض.. أمين عام الإصلاح يستقبل العزاء في وفاة الشيخ الزنداني    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد مرور «51» عاماً على اندلاعها..
ماذا يقول أعضاء مؤتمر الحوار الوطني عن ثورة ال26 من سبتمبر..؟!
نشر في الجمهورية يوم 26 - 09 - 2013

بعد 51 عاماً على اندلاع أول شرارة لها مازالت وجهات النظر لمختلف مكوّنات الشعب اليمني؛ تتباين وتختلف في بعض الأحيان بالرؤى والاتجاهات والتفسيرات حيال ثورة ال26من سبتمبر التي نقلت اليمنيين من حال إلى حال, وغيّرت مجرى التاريخ اليمني المعاصر, فعلى الرغم من وجود أصوات مازالت تعارض قيام ثورة سبتمبر حتى يومنا هذا؛ إلا أن هناك إجماعاً وطنياً وتفاخراً بين “الناصريين والاشتراكيين والإخوان المسلمين وبقية مكوّنات المجتمع اليمني” وذلك لمشاركتهم في تلك الثورة, وجميعهم يؤكدون أهمية الحدث العظيم الذي أظهر اسم اليمن في خارطة العالم.. صحيفة «الجمهورية» أجرت لقاءات مقتضبة مع شخصيات سياسية وأكاديمية واجتماعية من تيارات متعدّدة مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ليعبّروا عن وجهة نظرهم بكل صراحة وشفافية وحرية حول ثورة سبتمبر 1962م, التاريخ والحدث..ثورة وليست انقلاباً
البداية كانت مع اللواء علي عبدالله السلال، عضو مؤتمر الحوار الوطني، ونجل قائد ثورة ال26 من سبتمبر، يقول: بعض الإخوان في الحوار خليط من الأميين والمتعلمين، وطرف ثالث ميولهم ملكية وحوثيون يقولون: إن ما حدث في ال26 من سبتمبر ليس ثورة وإنما انقلاب, لأنه انقلاب على بيت حميد الدين الذين كانوا الحكام وكانوا يعتبرون أنه حقهم الإلهي، ونحن نعتبرها ثورة لأنها غيّرت النظام أولاً من نظام ملكي إلى جمهوري.
- وأضاف: لو كنتم موجودين معنا في وقت ثورة سبتمبر وما عانيناه من جهل وتستطيح للثورة السبتمبرية لضحكتم كثيراً، كانوا يقولون: إن النظام الجمهوري هو امرأة، وكانوا يقولون: إن الدستور هو زوج هذه المرأة؛ كان يخيّم عليهم جهل مطبق, وكان بيت حميد الدين معتمداً على هذا الجهل طيلة فترة حكمهم، وحكموا باسم الدين وبالجهل، أعتقد أنه لم يكن لدينا أمل في أن تستمر ثورة سبتمبر هذا الاستمرار الكبير؛ ولكن مع الأسف الشديد لم نحقّق في هذه الفترة ما كان يتمّناه الشباب من تطور اجتماعي وسياسي.
أما بالنسبة لما قبل ثورة سبتمبر؛ فلا توجد أية مقارنة، من يحلم بعودة الإمامة هو مرتد؛ لأن شعبنا الآن يحكمه الإنسان البسيط، الآن المواطن من حقه أن يحكم، صدقني عندما يطالبون بعودة حكم الإمامة سيقاومهم الشعب اليمني العظيم.
وأردف: أعتقد أن الإخوة الحوثيين مازالوا مؤمنين بما يسمى «الحق في الإمامة والحق في الخلافة» ونحن نقول لا يوجد حق لأحد، فالحكم للإنسان الكفء والمتعلم الذي يريد أن ينهض بالوطن، وثورة سبتمبر لم تقص أحداً ولا تريد إقصاء أحد, ولم نحكم نحن الثوار حتى نقصي أحداً, وقد رفضنا في دخول أول وزارة، وأحب أن أذكر الجميع أن بيت حميد الدين ماتوا وانتهوا ولا يمكن أن نحييهم أو نحيي من يسير على نهجهم أو من سيأتي بعدهم.
نقول: قد دفنا الإمامة في اليمن، فالمواطن اليمني أصبح الحاكم؛ كان المواطن اليمني عندهم محتقراً؛ وكانت فئات مثل أصحاب بعض المهن محتقرين، والرئيس عبدالله السلال ألغى الطبقية بقرارات جمهورية في تلك الحقبة، وقال: كل مواطن في اليمن له الحق أن يمتهن أية مهنة, والآن ضباط كبار في الجيش ممن كانوا يعملون في هذه المهن؛ الآن هم موجودون في الجيش، وأنهت ثورة سبتمبر هذا الشيء, وأحب أن أنوّه هنا إلى أن الثوار لم يستطيعوا الصمود إلا بالحرس الوطني الذي كان لهم الدور الكبير في إنجاح الثورة السبتمبرية والذين استشهد منهم الكثيرون ولا أحد يذكرهم ولا أحد يعطيهم مرتبات؛ هم الشريحة المظلومة في البلد أحب أن أذكّر بدورهم, وكذلك أشيد بالدور المصري العظيم تجاه الثورة اليمنية.
وعن تزامن ذكرى سبتمبر مع قرب انتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، يقول اللواء السلال:
جميل جداً أن يتزامن موعد انتهاء مؤتمر الحوار مع الذكرى ال51 لثورة سبتمبر، ونحن لن نحقّق أهداف الحوار إلا بعد تحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر الستة, فالشارع اليمني يعتبر أن آخر أمله هو هذا الحوار بعد الثورة الشبابية، ونحن نطالب الرئيس عبدربه منصور هادي أن ينزل ويرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة ونحن سندعمه لأننا نراه الشخصية المناسبة لأنه نزيه، وهو معروف عندما كان نائباً للرئيس علي عبدالله صالح، وللأسف هناك محاولات لتشويه صورة الرئيس هادي، وتصدّقوا أن الرئيس هادي أقسم بالله أنه لم يطلب منا أن ندعم التمديد له، نحن نطالبه وننصحه أن يرشّح نفسه للانتخابات مع مرشّحين آخرين, وقد أعلن شقيق الرئيس ابراهيم الحمدي أنه ينوي أن يترشّح في الانتخابات الرئاسية القادمة؛ لكننا سندعم الرئيس هادي، لأن أغلب من يمثلون القوى الوطنية يرغبون في أن يكون الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيساً لليمن في الفترة القادمة, فالرجل جنّب اليمن الفتن أربع مرات لمن لا يعرفون الأشياء الغامضة التي تحدث في البلاد.
ختاماً أقول: إن الشعب دعمنا في الحوار، والآن نطلب منه أن يعيننا في دعم مخرجات الحوار، ونطلب من إخواننا في المحافظات الجنوبية أن ينسجموا معنا ويغلّبوا مصلحة اليمن الواحد على المصالح الأنانية الضيّقة، فثورة اكتوبر هي امتداد طبيعي لثورة سبتمبر، والشعب اليمني شعب واحد.
تعني الحياة
ومن القوى الوطنية المتعدّدة والتي شاركت في صنع ثورة ال26 من سبتمبر 1962م الناصريون الذين استلهمت ثورة سبتمبر من فكر مؤسس تيارهم, وكان لنا لقاء مع الأستاذ عبد الملك المخلافي، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري سابقاً الذي تحدّث عن ثورة سبتمبر بإسهاب حيث قال:
إذا أردنا أن نقيّم ثورة 26 سبتمبر بشكل صحيح؛ علينا أن ندرك الواقع الذي كان قبل تلك الثورة المباركة, وليس فقط تقييم الانحراف الذي حدث بها بعد ذلك, ثورة 26 سبتمبر كانت تعني للإنسان اليمني الحياة, وهي إنقاذ وضع عاش فيه اليمنيون لأكثر من ألف عام, لم يسمح لهذا الشعب أن يتطوّر كما الشعوب الأخرى وظل في التخلف, ولولا ثورة 26 سبتمبر لما حقّقنا الكثير من الإنجازات ومنها ثورة 14اكتوبر في الجنوب وتحقيق الوحدة والاستقلال الوطني قبل ذلك, حتى الأحلام التي نراها اليوم في مؤتمر الحوار والمتمثلة ببناء دولة مدنية ديمقراطية لا مركزية حديثة؛ كل ذلك بفضل ثورة 26 سبتمبر التي كانت أهم ثورات الوطن العربي, والثورة العربية الناصرية التي قادها الزعيم جمال عبدالناصر والتي هزّت العروش والاستعمار على امتداد الوطن العربي.
صحيح أن هناك محاولات للرجعية من القوى المتخلّفة في الداخل لحرف ثورة 26 سبتمبر عن مسارها ومنعها من التطور بدأ ذلك بانقلاب 5 نوفمبر عام 67م, ثم الانقلاب الدموي على الشهيد الحمدي عام 77م, لكن مواصلة تحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر على الواقع لم يتحقّق، وفي النهاية جاءت كل الحركات الإيجابية باتجاه تحقيق بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تستمد أفكارها من ثورة 26 سبتمبر أعظم حدث في اليمن، التي لا أحد يستطيع التشكيك فيها أو التقليل من أهميتها، فلولاها لما كنا الآن في مؤتمر الحوار.
وأضاف: وبالتأكيد نحن في التنظيم الناصري نفخر بثورة سبتمبر، وهذا هو عطاؤنا لهذا الشعب, حيث استلهمت الثورة أفكار جمال عبدالناصر، ودافع عنها عبد الناصر بآلاف الشهداء, كما دافع عنها الناصريون في اليمن مع غيرهم على مدى فترة طويلة, ومازالت أفكارها ومبادئها وأهدافها الستة هي الملهمة لهذا الشعب.
وفي ردّه على سؤالنا حول اعتراض بعض القوى السياسية على حصر ثورة سبتمبر على الناصريين؛ فقط يقول المخلافي:
نحن نقول: إن ثورة سبتمبر المجيدة هي ثورة كل الشعب اليمني؛ لكن هذا لا يمنع من أن الناصرية كفكر وقيادة ممثلة في جمال عبدالناصر, والناصرية كجماهير وكتنظيم كان لهم الدور الأساس في هذه الثورة, نحن لا نقول: إن الناصريين هم من احتكروا الثورة؛ لأن الثورة هي ثورة الشعب اليمني كله, ولا يمكن أيضاً إنكار حقائق التاريخ, فالناصرية فكر وقيادة وجماهير هي من أشعلت الثورة، وكثير من الجيل الجديد لا يعي دور الناصريين في ثورة سبتمبر، وأعتقد أن السبب في ذلك أنه كانت هناك جهود حاربت وحجبت الناصريين عن المشهد على مدى 33 عاماً من قبل الرجعيين أدّت إلى قتل قياداتهم وتشريدهم ومنعهم من الوصول إلى أي مكان قيادي في الدولة وغيرها من الوسائل القمعية, لكن الآن سوف يُستعاد الدور الناصري وفي مقدمته التوعية, ونتوقع أن دور الناصريين سيكون أكبر في الفترة القادمة.
وعندما نتحدث عن «الرجعية» نعني بها القوى التي مازالت من حولنا وموجودة في بلادنا, وبعضهم موجودون في قاعات مؤتمر الحوار الوطني الشامل؛ ولكن دعني أقول: إن كل يوم تتضح المؤامرات كلما ازداد الوعي وازدادت المشاركة المجتمعية, ودخول المرأة والشباب في الحياة السياسية, ينحسر دور القوى الرجعية والمتمثلة بالقوى التقليدية والقبيلة والقوى المناهضة للتقدم وللمرأة, والتي تناهض الديمقراطية وتستغل الدين؛ هذه هي القوى الرجعية والتي تخاف المواطنة المتساوية وعلى أساس حقوق المواطنين بغض النظر عن مسألة الأصل والفصل والعرق, هذه القوى موجودة في مؤتمر الحوار، وأعتقد أنها أقلّية, والأغلبية هي التي تسعى إلى التقدم وتمثّل قوى الثورة؛ ثورة 26 سبتمبر وثورة 11 فبراير 2011م.
صحيح أن بعض الأمور الحاصلة تخلق نوعاً من التخوف حول عودة أفكار الملكية في اليمن, لكنني أعتقد أن الجمهورية التي كانت أغلى جمهورية في الوطن العربي دفع في سبيلها أكثر من 200 ألف شهيد أصبحت حقيقة راسخة، ولا يمكن أن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء, نحن نريد أن تكون جمهورية ديمقراطية تقدمية ومجسدة للثورة, وفكرة عودة الملكية هي من الماضي، وكانت موجودة في رؤوس بعض الفئات التي تعرف أنها ستصطدم على صخرة الواقع وصخرة التضحيات العظيمة التي قدّمها الشعب اليمني.
ثورة شعب
كما كان لنا لقاء مع القاضي الدكتور أحمد زبين عطية، عضو مؤتمر الحوار الوطني عن قائمة التجمع اليمني للإصلاح، الذي قال:
نهنئ ونبارك للشعب اليمن بأعياده المتجدّدة والذكرى ال51 لثورة 26 سبتمبر، هذ الثورة العظيمة المجيدة التي كانت باكورة الثورات 14 أكتوبر وما تبعتها من ثورات ضد الاستبداد, وكانت ثورة سبتمبر هي النموذج الأروع للقضاء على حكم العائلة والفرد في ذلك الزمن، وأعتقد أن دُرس ورضع اللبن أطفالنا وهم يرون أن سبتمبر ثورة ولم تكن انقلاباً كما يسمّيه البعض, فإذا كانت ثورة سبتمبر انقلاباً؛ فإن النظام الجمهوري يعتبر نظاماً باطلاً.
ونقول: من الذي يضع المقاييس بين الثورة والانقلاب؟, الانقلاب لا يسمّى «انقلاباً» إلا إذا كان الحاكم عادلاً ولا يوجد منه ظلم واختير من الأمة برضا، ولم يغتصب السلطة اغتصاباً وتنقلب عليه، وإذا اغتصب السلطة ولا يحكم الحاكم بالعدل تسمّى «انقلاباً» فإذا انقلبت عليه سمي هذا العمل ثورة.
واختيار الحاكم في الشريعة الإسلامية لا يتم إلا بطريق واحد أقرّها الشرع «الانتخاب» أما الوراثة فهي غير جائزة، وهي تكرّس التسلُّط، وقال المؤرخون: إن أول ملك هو معاوية بن ابي سفيان، وكان حكم بنو أمية ملكياً؛ والله عزّ وجل يقول: «ولا ينال عهدي الظالمين» فلا يوجد في الإسلام ولي عهد, أيضاً هناك مخاطر على الانقلاب.
أما الانتخاب كان موجوداً في صدر الإسلام؛ تم الانتخاب في سقيفة بني ساعدة, وتم انتخاب أبي بكر، والدليل أن اختيار الحاكم ليس فيه نص قطعي أن كل خليفة من الأربعة الخلفاء الراشدين كانت له طريقة في اختياره للحكم، ولو كان هناك نص قطعي لاختيروا على وتيرة معينة, وأنا ضد من يقول: إن الحاكم معيّن من الله, الحاكم معيّن من الشعب.
وأضاف: وحتى من يقول على ثورة سبتمبر إنها انقلاب، أنا متأكد أنه من صميم قلبه يعلم أنها ثورة، وأنا لست غبياً بعد 51 عاماً اتربّى على أنها لم تكن ثورة, أنا استغرب على مثل هذا الكلام، وأعتقد الآن أن المسألة هي ردود أفعال سياسية لا أكثر، المد الإمامي بعد ثورة سبتمبر انقطع كفكر سياسي, لكن كفكر مذهبي لم ينقطع لأن الإماميين كانوا يعتنقون المذهب الزيدي، والمذهب الزيدي لا يمكن أن يطمس لأنه واحد من المذاهب الإسلامية المعتبرة مع الحنفي والشافعي والحنبلي, أنا لست مع من يقول: إن المذهب الزيدي ضد السنّة, المذهب الزيدي أقرب المذاهب إلى السنّة؛ ونؤكد أنه لابد أن يبقى المذهب الزيدي زيدياً، ولا ينحرف ويكون على مبادئ وأسس الإمام زيد رحمه الله لأنه قد تدخل على المذهب الزيدي آراء غير صائبة، وألا يدخلوا مع الرافضة والاثني عشرية التي يتقزّز منها الشعب اليمني, فلا يوجد فرق أبداً بين الزيدية والسنّة على الإطلاق، ولا ينبغى ربط الزيدية بالفكر الرافضي.
وفي ردّه على سؤالنا حول خشيته من عودة النظام الملكي، يقول القاضي أحمد عطية:
نحن عشنا في الملكية 33 سنة نظام ملكي رئاسي مزدوج وهو نظام علي عبدالله صالح, وإذا كان المقصود بها الملكية الإمامية فهذا مستحيل؛ لكن أي إنسان يحمل أي فكر ملكي إمامي عليه ان يتفضّل، ويكون ذلك في إطار التعددية الحزبية، وأنا مرتاح جداً من الإخوة الحوثيين الذين طرأ عليهم تطور غير عادي، الحوثيون اليوم عليهم أن يتقدموا إلى لجنة شؤون الأحزاب لتشكيل حزب سياسي؛ لأن حركة «أنصار الله» ليست حزباً سياسياً, وحتى يتعامل الحوثيون مع بقية الأحزاب، الآن الحوثيون لديهم روح الانفتاح؛ وبيننا وبينهم تقارب كبير في وجهات النظر، ونحن نتعامل مع الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أساس سياسي وليس على أساس مذهبي وفكري, فقط على أساس سياسي بحت.
وعلى من يقول: إن ثورة سبتمبر قامت بها فئة محدّدة من الشعب أكانوا ناصريين أو غيرهم؛ أقول: هذا كلام عارٍ عن الصحة؛ الشعب اليمني كله شارك في الثورة، الزبيري واللقية والوزير ومن بيت حميد الدين لم يكونوا ناصريين، والصحيح أنها ثورة شعب، والدليل أن بعدها اشتعلت ثورة 14 اكتوبر واشتعلت في جبال ردفان.
كذلك ردّاً على سؤالك، فالإخوان المسلمون كانوا موجودين في ثورة سبتمبر، وجماعة الإخوان المسلمين أسّسها الإمام البناء رحمة الله عليه عام 1928, وقطعاً أن الامتداد الإخواني قد وصل إلى اليمن في ثورة سبتمبر, وفي الخمسينيات تواجدوا، ومن رموز الإخوان محمد محمود الزبيرى وغيره كثيرون, لكن لم يكن لهم ظهور قوي بسبب الخوف والملاحقة من قبل الإمام الذي كان يستخدم السجون والعنف والبطش والقوة؛ فكانت المسألة نادرة جداً.
وعن الفرق بين الحوارات التي أعقبت ثورة سبتمبر والحوار الوطني الشامل الذي يحدث الآن؛ يقول القاضي عطية:
الحوارات السابقة كانت بين نُخب ولم تكن بين شعب، وأفضت إلى حروب؛ لأن الشعب لم يشارك فيها, أما حوار اليوم فكل الطوائف والفئات شاركت فيه، ولا يستطيع أحد أن يقول: إنه لم يشارك في الحوار, هناك نسبة تختلف من مكون أو فصيل وآخر لكن أصواتهم موجودة سواء حزبية أم غير حزبية, كانت تعقب تلك الحوارات التي جاءت بعد ثورة سبتمبر حروب, ونأمل أن يعقب هذا الحوار السلم والأمن والدولة اليمنية الجديدة.
ونحن نؤكد أن مخرجات الحوار الوطني هي المحافظة على النظام الجمهوري، وهذا يعتبر من الثوابت التي لا يمكن تجاوزها في مؤتمر الحوار الوطني, فثورة سبتمبر الثورة التي أرست النظام الجمهوري كان من ثمارها أن الشعب اليمني اليوم حر لا يستطيع أي فرد أو أسرة أو عائلة أو مذهب أو حزب أو جماعة أن يتصرّف في مقدّرات الشعب وهذا من أسس النظام الجمهوري.
ولا نخفيكم أن وجودنا اليوم في مؤتمر الحوار الوطني هو ثمرة من ثمار ثورة سبتمبر، وأنه لولم يكن هناك نظام جمهوري لما وصلنا إلى هذا الحوار بين كل أطراف العمل السياسي، كان في السابق يتم الحوار بين أطراف النزاع فقط, اليوم الكل مشاركون سواء كانت أحزاباً أم فئات مهمشة أم مستقلين لم يُقصوا من هذا المؤتمر، كان في بداية هذا الحوار ينظر الواحد منا إلى الآخر ب«اشمئزاز» وما أن لبثنا فترة من الزمن حتى تقابلت الوجوه وبدأ هذا الجليد ينصهر وتذوب تلك الأحقاد والتحسسات التي كانت موجودة في الفترة السابقة, وعندما بدأنا مؤتمر الحوار الوطني، كان يقال لن يستمر الحوار إلا أسبوعاً واحداً ولم يتبق الآن إلا أسبوع واحد، المرأة تحمل المولود في 9 أشهر وهذا الحوار عمره 6 أشهر وأرجو ألا يجهض هذا المولود في آخر أيامه ويتم إسقاطه ويكون مولوداً ناضجاً اسمه «اليمن الجديد» أنا متفائل كثيراً جداً بمؤتمر الحوار الذي في أيامه الأخيرة؛ ولابد أن تحصل فيه هذه الشدة في آخر أيامه، وبإذن الله الذي سيجعل مع العسر يسراً، وكل ما اشتدت الأمور فُرجت.
إعادة الاعتبار
وكان لنا لقاء مع الدكتور ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، الذي قال:
ذكرى ثورة ال 26 من سبتمبر؛ هي ذكرى عزيزة وغالية على قلوب كل اليمنيين، وتصادف هذا العام واليمنيون جميعاً يتطلّعون إلى بناء دولة جديدة تستوعب كل أبناء اليمن, وواحدة من أهداف ثورة سبتمبر اليوم كل اليمنيين يلتقون لتحقيق هذا الهدف بعد 51 سنة, لذا هذه الذكرى العظيمة والكريمة والتي صادفت هذا العمل الحواري والسياسي بين كافة الأطراف وبين كافة القوى إنما تعيد الاعتبار لمضمون هذه الثورة التي صُودرت في مراحل الحكم المختلفة, وجرى نهبها من قبل البعض للأسف الحكام المستبدين والفاسدين؛ وجرى العبث بأهدافها.
اليوم نحن في الحوار وبعد ثورة الشباب الشعبية السلمية، وبعد الثور الشعبية في الجنوب بدءاً من 2007م ومروراًَ ب2011م, نقول: كل هذا بمثابة إعادة الاعتبار لهذه الثورة العظيمة إن شاء الله، ولن نستطيع أن نستكمل إعادة الاعتبار إلا بإنجاح الحوار الذي يقوم على أساس بناء الدول المدنية الديمقراطية الوطنية العادلة لكل أبناء اليمن, والآن يجري تصحيح لمسار ثورة سبتمبر, ودعني أقول إننا الآن في مسار محدّد وهو بناء الدولة التي فشلنا في إقامتها طوال الفترة الماضية، والحزب الاشتراكي كان له دور في ثورة سبتمبر من خلال كل القوى التي انتسبت إلى الحزب الاشتراكي؛ كانت تشكّل الرافد الأكبر والأعظم للدفاع عن ثورة سبتمبر وقدّموا قوافل من الشهداء والمعذّبين والمطاردين؛ وبالتالي أستطيع أن أقول: إن حزبنا بمنتسبيه السابقين كان حاضراً في هذه العملية التاريخية، وكثير من الوقائع تشهد على ذلك.
شارك فيها الجميع
كما كان لنا لقاءات مع عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل عن قائمة «أنصار الله» الأخ علي البخيتي، المتحدّث الرسمي ل«أنصار الله» في مؤتمر الحوار الوطني يقول:
بالنسبة لثورة سبتمبر نحن نعتبر أن أهدافها كانت نبيلة وإيجابية، وكانت تهدف إلى تغيير إيجابي؛ لكن للأسف أنه تم حرفها عن مسارها، وتم إنتاج نظام مارس الكثير من الأخطاء ما جعلنا نترحّم على الكثير من الأنظمة التي سبقتها, لأن الأخطاء التي مُورست بعد الثورة، والإعدامات على الهوية، وتهجير الكثير من الأسر بحكم أنها كانت قريبة من السلطة، وكذلك الاستيلاء على أملاكهم وأراضيهم، وإدخال البلد في الكثير من الحروب، ومعاملة مكوّن رئيس من مكوّنات الشعب على اعتبار أنه كان هذا النظام جزءاً منه, تلك كانت إخفاقات كبيرة أدّت إلى هذه المشاكل التي حصلت اليوم بسبب حرف مسار ثورة سبتمبر عن مسارها الحقيقي.
وعلى فكرة أن ثورة سبتمبر لم تقم بها أطراف محدّدة؛ إنما شارك فيها الجميع بما فيهم بعض الجهات التي كانت محسوبة على أنها تحكم وهم "الهاشميون" تحديداً، وبعض الأسر من داخلهم كانوا جزءاً من الثورة، ويجب أن نتذكّر أن الإمام أحمد أعدم أحد أشقائه، وأن هناك الكثير من الأسر الهاشمية أيدت هذه الثورة؛ لكن حرفوها عن مسارها ووجهوها ضد أطراف معينة وأنتجت الكثير من الحروب والمشاكل, واليوم نتمنّى أن يصحّح مؤتمر الحوار الخلل الذي نتج بعد ثورة 26 سبتمبر وحتى الآن, وتعود الحقوق إلى أهلها، وتصحّح الانتهاكات التي حصلت ويعوّض الناس, لا نريد إعدام أحد أو جر أحد إلى المشانق، وعلى الأقل يعوّض الناس الذين ظُلموا من بعد عام 62م, حتى الآن مروراً بكل الأزمات التي مرّت باليمن.
نريد دولة
القاضي أحمد عقبات، أحد أعضاء مؤتمر الحوار، ووزير عدل سابق يقول:
الذي قام بثورة 26 سبتمبر هم «أنصار الله الهاشميون» وهي الحقيقة، وكنا نريد أن يشهد المجتمع اليمني الخير والسلام والصحة والأمان والاستقرار، إلا أنه للأسف ظلت حروب من تاريخه حتى اليوم.
وفي ردّ القاضي عقبات على سؤالنا عن أن: هل الحوثيون يريدون عودة الحكم الإمامي،،؟! يقول عقبات:
إنه ليست هناك إشكالية بالنظام, وإنه شخصياً ضد الملكية مليون في المائة، وأنه ليس العيب في النظام وإنما في من يعمل في النظام؛ فإذا كان القائمون على النظام أناساً يحبون دينهم ووطنهم ويسعون إلى الأمة بالخير والصلاح والفلاح فسيعملون ذلك, فليست الحكاية إمامياً أو جمهورياً أو مدنياً, إنما العيب في الأشخاص وليس في الأنظمة أيما نظام كان, وهنالك رجال يستطيعون أن يبنوا بلداً.. هؤلاء هم الرجال, وأرجو ألا تدخلوا في هذه المماحكة وإثارة النعرات والأسئلة هذه أكل عليها الدهر, نحن اليوم نريد يمناً جديداً ودولة جديدة على أساس أن تضمن للناس الحقوق والدماء والأعراض وتلتزم بالمواطنة المدنية المتساوية التي فيها وضوح وشفافية، وأن يعيش الإنسان آمناً ومستقراً, ويحصل على حقوقه ويأمن في سربه، وتكون هناك دولة تسعى إلى إيجاد اقتصاد حر وقوي, دولة تحقّق للبلد الاستقلالية وعدم التبعية لا للداخل أو الخارج؛ سواء كان الخارج إقليمياً أو دولياً, نريد دولة تحقّق للإنسان اليمني العزّة والكرامة والطموح وجميع ما يصبو إليه من البناء السليم والعقول السليمة من حيث الثقافة والاقتصاد والبناء النفسي والاجتماعي والسياسي؛ هذا هو المطلوب, أما أن يحكم الإمام أو الرئيس فهذه ليست مشكلة؛ المشكلة هي كيف يكون هؤلاء الناس؟.
وفي رد القاضي عقبات على سؤالنا: هل جلبت ثورة سبتمبر الخير لليمنيين..؟!, يقول:
أنا لن أجيبك عن هذا السؤال، اسأل الناس, هناك أناس لا يشتغلون إلا على العنصرية، ولا يحبّون إلا أن يصطادوا في الماء العكر، وإذا أفلسوا لا يستطيعون أبداً أن يجدوا أنفسهم إلا في إثارة النعرات والعصبيات، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «العصبية في الإسلام، دعوها إنها منتنة» الحكم ليس لعبة, الحكم عمل وسلوك وممارسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.