نظراً لما تقتضيه المصلحة الوطنية في هذه المرحلة الهامة من تاريخ اليمن ، حيث تداعت الأحداث وتأججت في الساحة اليمنية تزامناً مع مرحلة الحوار الوطني لكافة أطياف وفئات المجتمع اليمني والذي تجلى في حكمة أبنائه ، لذا ولما تقتضيه مصلحة اليمن بشكل عام أسهمت وزارة الأوقاف والإرشاد في نشر الوعي وبث روح المحبة والإخاء والتوحد في نفوس أبناء البلد الواحد، وهذا يتجلى في إقامتها لعدة ملتقيات توعوية للعلماء والدعاة والمرشدات وتشكيل قوافل إرشادية تم نزولها إلى محافظات الجمهورية والتي تزامنت مع مرحلة الحوار الوطني.. ولمعرفة دور العلماء والدعاة والمرشدات في التوعية المجتمعية وإقناع أبناء اليمن بالتقبل لما سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني وتطبيقه على أرض الواقع لاستتباب الأمن والاستقرار ونبذ العنف والفتنة الطائفية والجنوح إلى السلام والاعتدال والوسطية صحيفة «الجمهورية» التقت عدداًً من العلماء والدعاة والمرشدات وقيادة وزارة الأوقاف والإرشاد لمعرفة ما تقدمه الوزارة في هذه المرحلة الهامة والحساسة والتي يقول عنها البعض بأنها مرحلة مخاض .. فإلى التفاصيل: توعية الرأي العام في مستهل اللقاءات كانت مع وزير الأوقاف والإرشاد حمود محمد عباد الذي قال: إن الوزارة تعمل من خلال إشرافها على العلماء والدعاة الذين يقومون بدور كبير لتوحيد وتوعية الرأي العام، تواكب المسيرة المباركة التي اختارها الشعب اليمني للخروج من أزماته، فهناك مجموعة من الحملات الإرشادية تجوب عدداً من المحافظات لتعزيز الوحدة والفكر المستنير وترسيخ قيم المحبة والسلام والتعايش انطلاقاً من الوحدة الإيمانية بالله تعالى والوحدة اليمنية المباركة ونبذ الشر والتعصب ودعوات الفتنة . وأضاف الوزير عباد أن ما يحدث اليوم في الكثير من مناطق العالم من اقتتال يؤكد صوابية المسار الذي اختطه اليمانيون في هذه الأرض الطيبة انطلاقاً من الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء .. مبيناً أنه لا يوجد خلاف على تحديد هوية المجتمع لأن هوية الشعب اليمني مرتبطة بالتاريخ والوجود وعلاقته بالله تعالى فليس هناك شعب تجمعه مبادئ وحدوية وإيمانية كما هو الشعب اليمني.. لافتاً إلى أن نتائج الحوار الوطني ستعمل على تمتين الوحدة والحفاظ عليها وجمع كلمة وشمل الشعب اليمني وترسيخ السلام وروح التعاون بمعناه الحقيقي. مهام عظيمة الوكيل المساعد لوزارة الأوقاف والإرشاد الدكتور حمود علي السعيدي بدوره قال:إن الوزارة تضطلع بمهام عظيمة منها ما بادرت به في الدعوة والتهيئة للحوار الوطني ودعوة المواطن اليمني لتقبل الحوار والإقبال إليه والتعاون معه بصيغه إيجابية صحيحة ، مضيفاً أن الوزارة عملت عدة ملتقيات منها الملتقى الأول والثاني قبل بضعة أشهر وعندما قارب مؤتمر الحوار على الانتهاء وان هناك مخرجات للحوار سيتلقاها الناس ..سعت جاهدة إلى المساهمة بالتوعية لهذه المخرجات من خلال عمل الملتقى الثالث للعلماء والدعاة والخطباء والمرشدين والمرشدات من جميع محافظات الجمهورية ليتلقى المشاركون في الملتقى هذه المخرجات ويفعلوها ويدعموها ويهيئوا المجتمع كله لقبولها والتفاعل معها والعمل بها. وأشار الوكيل المساعد إلى أن اليمن بأكمله منتظر ما سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني من مخرجات والتي عليها سيكون بناء اليمن وبناء الدولة الحديثة التي يؤمل فيها الصغير والكبير والذكر والأنثى السعادة والمجد والعز والخير الوفير. تقبل وتجاوب كبير من جانبه أوضح مدير التدريب بوزارة الأوقاف والإرشاد الأستاذ عبد الوهاب العلفي ان الوزارة قامت منذ بداية العام الحالي بالإعداد لعقد ملتقيات وقد تم إنجاز ثلاثة ملتقيات للعلماء والدعاة من عموم محافظات الجمهورية إضافة إلى إقامة ملتقيين يختصان بالإرشاد النسوي مستقلين عن الملتقيات الأخرى وتم خلالهما إشراك نسبة لا تقل عن 20 % من النساء ... وأكد العلفي أن التقبل والتجاوب من قبل المواطنين كبير وممتاز وذلك لما تم من دراسة وإعداد الملتقيات والبرامج المتخصصة التي تشمل كافة شرائح المجتمع إضافة إلى إشراك جميع المذاهب الدينية ... وقال العلفي أن الملتقى هدف إلى الإسهام في تجسيد وترسيخ ثقافة المحبة والوئام والتسامح والتوافق ونبذ الكراهية والتعصب والفرقة والصراع وتوظيف الرسالة الدعوية والإرشادية في خدمة القضايا الوطنية الكبرى وترسيخ قيم ومعاني الوحدة الوطنية. نشر الوعي الديني أما الأستاذ منصور أحمد الشرعبي مدير حسابات قطاع التوجيه والإرشاد أوضح أن الدولة خصصت مبالغ مالية لدعم مسار هذه الأنشطة الهامة والمتعلقة بالتدريب وتأهيل الخطباء والمرشدين والمرشدات وكذا مبالغ الإعاشة المخصصة للخطباء والمرشدين والتي يتم صرفها كل ثلاثة أشهر كمعونة، لهؤلاء الخطباء والمرشدين الذين تقع على عاتقهم مسئولية نشر الوعي الديني والوسطية والاعتدال بين أوساط المجتمع ...وقال الشرعبي إن الدولة في هذا الاطار لا تألو جهداً في تقديم الدعم اللازم وفقاً للإمكانيات المتاحة ورغم نسبيتها وعدم استيعابها لخططنا الطموحة والتي تستهدف توظيف وتأهيل كادر الخطباء والمرشدين ودعم برنامج التوعية في هذا الاتجاه، إذ تطالب الحكومة برفع الموازنة التي نستطيع من خلالها مواجهة كل مشاكل القطاع.. وأضاف مدير الحسابات قائلاً: نأمل الاستجابة لمثل هذه المطالب.. المشروعة التي ستكفل لنا تحقيق برامج وأهداف وغايات في نشر الوعي بالاعتدال والوسطية وبث روح التسامح والإخاء بين أوساط المجتمع وتحقيقاً للرسالة السامية التي هي رسالة المسجد. دعم مخرجات الحوار عضو مؤتمر الحوار الوطني والمشارك الشيخ عبد الحميد كرد من أبناء محافظة لحج قال : إن الملتقى اهتم كثيراً بالمسائل الأخلاقية بين الجماعات في إطار اليمن بشكل عام، مضيفاً بأن الملتقى الثالث من الملتقيات التي تأسست في الفترة الماضية والتي آخرها الملتقى الثاني المنعقد بشهر رمضان المنصرم والذي قام فيه المشاركون من العلماء والدعاة في الملتقى بزيارة مؤتمر الحوار الوطني للاطلاع عن كثب على ما يدور بمؤتمر الحوار ومن ثم القيام بدورهم في نقل ما يدور إلى عموم أبناء اليمن من خلال المساجد والمحاضرات والخطب والندوات ..وأشار كرد إلى أن الملتقى قام بالالتقاء بجمع كبير من العلماء والدعاة والمرشدات المشاركات في الملتقى من أجل دعم مخرجات الحوار الوطني التي ستعلن عبر وسائل الإعلام .. والذي سيقوم العلماء والدعاة بدور كبير جدا في إظهار هذه المخرجات لعامة الناس وتوعيتهم لتقبلها، فالعلماء لهم مكانة عظيمة بين الناس بكافة شرائح المجتمع ولهذا مؤتمر الحوار الوطني لم يغفل دور العلماء وخاصة في المسائل المصيرية التي تتعلق بمسائل الشريعة ومسائل دين الدولة..وأوضح عضو مؤتمر الحوار بأنه قدمت العديد من أوراق العمل والعديد من الرسائل التي جاءت من العلماء والدعاة عبر الايميلات ورسائل البريد الإلكتروني إلى الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني والتي أخذت بعين الاعتبار .فالكل ينظر إلى العلماء باحترام وتقدير سواء كانوا في الحوار الوطني أو خارجه. مخرجات عظيمة وقال الشيخ كرد: كوني عضواً بفريق العدالة الانتقالية أرى أن مخرجات الحوار الوطني التي خرج بها المشاركون برغم اختلافهم واختلاف انتماءاتهم وأحزابهم مخرجات عظيمة جدا وإن وجد الخلاف في بعض المسائل إلا أن المخرجات قوية جدا وجيدة وإذا طبقت سوف تحل المشاكل وسوف نخرج من هذه الأزمات وسنواصل المسيرة التي بدأها اليمنيون بتوقيع المبادرة الخليجية التي أخرجت البلاد من شفير الهاوية والحرب الأهلية المتوقعة ..مشيراً إلى أن حكمة اليمنيين تجلت في التوقيع على المبادرة الخليجية والجلوس على طاولة للتحاور وطرح القضايا ولا سقف في مؤتمر الحوار لهذه القضايا فقد نوقشت كل القضايا التي ستسهم في حل مشاكل اليمن.. وأعرب كرد عن أمله في التطبيق وتشكيل اللجان لتطبيق مخرجات الحوار الوطني .. لافتاً إلى أنه لو طبق 70 % من مخرجات الحوار فإن اليمن ستكون في خير كثير. وأضاف بن كرد قائلا: من خلال اختلاطي بعامة الناس فكلهم معلقون آمالهم ومتفائلون خيراً بمؤتمر الحوار الوطني وينظرون إليه بأنه المخرج الوحيد والمنقذ بعد الله سبحانه لإخراج اليمن من هذه الأزمة إلى بر الأمان .. ولفت كرد إلى ان هناك بعض الأطراف تشكك في ذلك نتيجة فقدانها لبعض مصالحها.. الفيدرالية حل للفساد وأشار عضو مؤتمر الحوار كرد إلى أن من يتتبع ويقرأ التاريخ اليمني يجد أن اليمن إما أقاليم أو في إطار دولة اتحادية كبرى.. فإذا كان الكل نظر إلى الوحدة بأنها مكسب للأمة بشكل عام، فأنا أرى أن فكرة الأقاليم هي فكرة للحد من الفساد المالي والإداري المستشري والحد من فكرة المركزية التي أضرت بمصالح الناس كثيراً والتي بسببها خرج الكثير من الناس يطالب بمطالب لا نرتضيها.. واقترح كرد بأن يوضع نص في الدستور يضبط هذه الفكرة ويرتبها .. فهناك عدة دول مكونة من الأقاليم منها دولة الإمارات وباكستان والولايات الأمريكية .. داعياً العلماء والدعاة بأن لا يكونوا طرفاً في النزاعات فهم الحكم وأن يتقوا الله في أقوالهم وأفعالهم وأن ينظروا إلى الكل بمنظار واحد ويقفوا مع المصيب ويقفوا ضد المخطئ وينصحوه ، كما وجه رسالته إلى أعضاء مؤتمر الحوار بأن يتركوا مكوناتهم وأحزابهم وينظروا إلى الشعب اليمني الذي يعلق الأمل فيهم بتلبية تطلعاته , وختم عضو مؤتمر الحوار عبد الحميد كرد حديثه قائلاً : اطمأن الجميع بأن اليمن واحد ولن يستطيع أحد أن يمزق أو يفرق بين الشعب اليمني الواحد ..وإن حدثت بعض الاختلافات فستظل اليمن موحدة مهما روج المروجون ومهما حاولوا زرع الحقد والكراهية بين أبناء اليمن فستظل اليمن واحدة موحدة. الإرشاد النسوي مساهمة فاعلة من جهتها أشارت المرشدة إيناس محمد عبده الطيري إلى الدور الكبير الذي تقوم به المرشدات في توعية وإقناع العنصر النسائي الشريك الأساسي للرجل.. مضيفة أن تفعيل دور الإرشاد النسوي حقق رفع مستوى الوعي بالقضايا الوطنية في الأوساط النسوية ، والمساهمة الفاعلة في التوعية وتهيئة الأذهان للمفهوم الوطني والقومي للتنمية وإقناع الأمة بالتشريعات والإصلاحات الجديدة التي تمليها احتياجات المجتمع المتغيرة والتي تصب في دعم مخرجات الحوار الوطني الشامل ..ودعت الطيري أبناء اليمن إلى التوحد في الشريعة الإسلامية السمحة والعمل على حل المشاكل والقضايا المتعلقة بصعدة والجنوب ، ورد المظالم إلى أهلها ونبذ العنف والفرقة والعصبيات الجاهلية وتغليب مصلحة الوطن وتحقيق مبدأ التعاون على البر والتقوى بين أبناء الوطن الواحد. المماحكات السياسية سبب الدمار الشيخ عبد الفتاح قديش اليافعي المشرف العام لمركز الخيرات العلمي الدعوي الخيري يرى أن واجب العلماء والدعاة تجاه الواقع الموجود في بلادنا وبلاد المسلمين عموما هو الدعوة إلى الألفة والمحبة والتعايش والتسامح ونبذ الطائفية والنعرات والفتن بين المسلمين ويجب عليهم أن يزيلوا المماحكات السياسية والمذهبية لأنها سبب خراب البلاد والعباد فالكثير منها لأجل مصالح حزبية أو شخصية أو قبلية أو مناطقية يراد بها خراب البلاد ، وشدد اليافعي على أنه يجب علينا أن نترفع ونستحضر أن مصلحة الوطن ومصلحة الأمة فوق مصلحة الأفراد والجماعات والأحزاب والمذاهب ..داعياً أبناء اليمن إلى الاجتهاد في الألفة والمحبة وإصلاح أحوال البلاد وإصلاح النفوس. تكوين رأي عام مستنير الدكتور أحمد محمد العجل عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة صنعاء: أكد ان مخرجات الحوار بحاجة إلى ترسيخ ودعم لإنجاحها لأن اليمن تمر بمرحلة صعبة .. وأضاف الدكتور العجل أن إنجاح المخرجات هو إنجاح مؤتمر الحوار الوطني بكل ما يعنيه المضمون من معنى وتفعيل دور العلماء والموجهين والمرشدين والخطباء باعتبارهم قواد رأي في المجتمع اليمني يسهم في بناء وتكوين رأي عام مستنير يولّد لدى الأفراد والمجتمع قناعات متكاملة وهذا بدوره يؤدي إلى إنجاح مخرجات الحوار وتحويلها على أرض الواقع إلى سلوكيات وممارسات عملية ،وإيجاد رأي عام مساند ومدعم وبمستوى كبير ... داعياً العلماء إلى التركيز على ترسيخ الأخوة والمحبة والسلام وفتح صفحة جديدة في ترسيخ مفاهيم التعاون والبر والتقوى والذي من أولوياته محاربة الإرهاب وترسيخ الوسطية والاعتدال وكذلك التركيز على ترسيخ الثقافة الوحدوية في ظل التحولات الإيجابية التي نشهدها اليوم وكيفية ترسيخ هذه الثقافة لتتحول إلى سلوك أخلاقي حضاري.. ولفت الدكتور العجل إلى ضرورة التكامل الإرشادي مع الإعلام والتكامل الإعلامي مع الإرشاد والمؤسسات الثقافية لتشكيل ثقافة وطنية قائمة على مفاهيم الوسطية والاعتدال والمحبة والمرونة والتمسك بالأصالة والتفاعل مع المعاصرة والاجتهادات الإيجابية التي تصب في مصلحة المجتمع ..وشدد الدكتور العجل على أن يضع أبناء اليمن الواحد نصب أعينهم المصلحة العامة وتقديمها للأمة على أي مصلحة حزبية أو فردية أو انتماء ضيق والتحرر من التعصبات الضيقة في رحاب نور الإسلام.