حلم طفولته أن يصير طبيباً يتلمس جراح المرضى وآلامهم، لكن ما لم يكن يخشاه كان حاضراً..«أمير العنتري» الذي قدم من محافظة المحويت لدراسة الطب، شعر بخيبة كبيرة إزاء حلمه الذي بدأ يتلاشى أمام عينيه، حين جاء في الترتيب«111» من بين نسبة المقبولين لكن «100» مقعد كانت مخصصة للطب العام فقط ؛ لا مجال للأحلام إذاً؛ لم يكن أمامه من خيار سوى أن ينتظر عاما آخر ليخوض المنافسة من جديد، «لكنه خيار صعب». هنا يكاد حلمه يختنق لولا وجود أبيه مسانداً. طلب والده الذي يعمل في السعودية منه أن يلتحق بالنظام الموازي، أو ينتظر حتى لا تذهب سنة من مستقبله، وسيتكفل برسوم نفقته، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لإعادة الابتسامة التي سلبت منه. فرصة أخرى خمسون مقعداً تنافسياً تبقى إذن لاستعادة حلمه ، أعلنت الكلية عن فتح نظام النفقة الخاصة الذي يدفع الطالب فيه مبالغ أقل قليلاً من النظام الموازي ،ومع ارتفاع تكاليفه إلا انه يعد فرصة لمن يملك حلماً ك (أمير). سبعمائة ألف ريال يمني إجمالي ما ينفقه خلال عام دراسي واحد ، هذا المبلع كفيل بأن يفتح مشروعاً خاصاً لطالب مثل أمير إلا أن هذه المبالغ تهون أمام تحقيق حلمه ، يقول بألم: «معاناة في المواصلات والسكن ونحن من محافظات بعيدة ، وتصل صرفتنا في السنة مع الرسوم إلى سبعمائة الف ريال». كان يدفع خلال العام الماضي“950” دولاراً ،لكن بعد إعادة العمل باللائحة القديمة الخاصة بالتعليم الموازي مطلوب منه أن يدفع 3000 $ أو 2500 $ لما نسبتهم فوق خمسة وثمانين. - سألته: هل ستدفع أذا اصروا عليك؟ فأجاب:” اذا اصروا على دفع الرسوم سأنسحب والسنة القادمة خير “ قالها والمرارة تملأ فاه. حلمُ في خطر وعما اذا كان زملاؤه قد دفعوا الرسوم.. قال أمير: “حوالي ثلث الطلاب تقدموا للتسجيل، لكن اغلب الطلاب لم يتقدموا لحد الآن ، لا في التمريض ولا في المختبرات، ولا في الطب ولا في الصيدلة، من تقدم هو فقط من اجل يلحقوا السنة وأن تسلم إليهم ملفاتهم مثل الطلاب المستجدين، والبعض الآخر لا يريد أن يبقى في الكلية سنتين أو ثلاثاً إضافية ، أضف إلى ذلك أن الشهادة الثانوية إذا مر عليها اربع سنوات تلغى؛ وهذا ما يجعل الطلاب يدفعون.. يوجه “ أمير” رسالة إلى رئيسه وكأنه يتخوف من المستقبل “أن انظر إلى طلاب الموازي، هذه جامعة حكومية للجميع وليست خاصة ، فمن حق الطالب أن يتعلم وان يلتحق بالتخصص الذي يرغبه، نريد قراراً خطياً ليس لفظياً إلى رئيس الجامعة الدكتورعبد الحكيم الشرجبي، لكي ينظر في موضوعنا». قدرة استيعابية كافية وقال المسئول الإعلامي بالاتحاد العام لطلاب اليمن ب كلية الطب -عبد الله الفقيه: «اذا كانت القدرة الاستيعابية في كلية الطب تستوعب ثلاثمائة طالب فلماذا لم يكونوا كلهم في النظام العام لأنها جامعة حكومية ، ولذلك استوعبوا 100 طالب في الطب البشري في النظام العام وأقل من مئتين في النظام الموازي». وأضاف: لا ندري أين تروح إيرادات النظام الموازي ، ولو كنا نرى تحسناً في المعامل أو القاعات لكان خيراُ لكنا لا نرى أي شيء على الوجود من نفقات النظام الموازي وغيرها من النفقات . يتابع: «نحن في الاتحاد العام لطلاب اليمن نطالب ونكرر مطالبنا لا بد من إلغاء النظام الموازي ، ليس أن نطرد طلاب الموازي ولكن أن تستوعب الكلية القدرة الاستيعابية لثلاثمائة طالب لكل قسم». الغالبية للموازي حوالي30 % نسبة المسجلين بالنظام العام مقابل 70 % بالموازي في كلية طب الأسنان وحدها حسب إحصائية 2013 وهو ما يعني أن أكثر من ثلثي الطلاب يدرسون بنظام الموازي ، ما يعني أيضاً أن هؤلاء الطلاب سيضربون عن دفع هذه المبالغ ،وسيشلون حركة الكليات كلها ، مشكلين مشكلة كبرى لزملائهم في النظام العام الذين لا ذنب لهم في كل ما يحصل . وهو ما يعني تأخير الامتحانات لأسابيع أخرى كما حدث في السابق ألم يتطور هذا الأمر إلى مظاهرات تشل حركة الجامعة بكلها . من السبب؟ تضيق الطاقة الاستيعابية بالنظام العام وفتحه أمام النظام الموازي هو المشكلة بعينها، خلال عام93 /94م كانت الطاقة الاستيعابية في كلية الطب للنظام العام حوالي 629 طالباً ، لكنها وصلت في 2001-2000 م إلى 389 طالباً ، اذاً تم تقليص حوالي 240 طالباً أي حوالي أكثر من الثلث ، هذا العدد يتم إضافته في النظام الموازي ، تعالوا نرى نسبة القبول في النظام العام والموازي في كلية الطب نفسها خلال 2013-2012 ، حيث وصلت إلى 347 طالباً في النظام العام ، وحوالي 515 طالب في النظام الموازي ، ووصلت نسبة الملتحقين في النظام الموازي إلى ثلثين ، ولو رجعنا إلى 2010-2009 فقد وصل عدد المقبولين في النظام العام في كلية الطب إلى 250 طالباً ، وفي النظام الموازي إلى حوالي 320، والفارق واضح؛ وسّع رئيس الجامعة الجديد الطاقة الاستيعابية في النظام العام بزيادة حوالي 97 طالباً لكنه أضاف حوالي 195 طالباً في النظام الموازي، أي ضعف العدد في النظام العام ، كان من المفترض أن يحسن السياسات التعليمية ويجدد المناهج ، ويفتح أقساماً جديدة مقابل هذه الزيادة ، لكن أياً من ذلك لم يحصل . إجمالي النفقات يدفع الطالب الواحد في النظام الموازي في كلية الطب خلال سنة واحدة، في قسم الطب البشري قبل التخفيض حوالي ( 377150) ريالاً تنافسياً ، وحوالي (538400) ريال غير تنافسي، وكان مقرراً على الطالب بعد التخفيض أن يدفع حوالي (248150) ريالاً تنافسياً ، و (344900) ريال غير تنافسي ، والرسوم الجديدة التي تريد رئاسة الجامعة إقرارها على الطالب في العام الحالي 2013 تبلغ حوالي (538400) ريال على الطالب الواحد في كلية الطب قسم الطب العام أي بفارق حوالي (290250)ريالاً تنافسياً ، وحوالي (193500) ريال وغير تنافسي ، هل من المعقول يا رئيس الجامعة أن يدفع الطالب حوالي (290250) ريالاً كمبلغ إضافي على ما دفعه العام الماضي ، هل تدخل في العقل من الذي سيرضى بذلك؟.