في تصريح لفنون «الجمهورية» تحدث المخرج اكرم الراسني عن الفيلم قائلاً: تعز التي اطلقت شرارة الثورة كان لها العديد من المحطات الثورية التي دفع أبناؤها ثمن الحرية غالياً، فقد تشابهت الأحداث في تعز ..ليكون القتل والقصف والاعتقال عنواناً للحقد الدفين على هذه المدينة وأبنائها صباح مساء. من هذا المنطلق جاءت فكرة الإعداد لأفلام وثائقية تتناول قضايا (تاريخية) في أحداث الثورة اليمنية وتوثيق أهم الأحداث التي حصلت في تعز وساحتها التي كانت مسرحاًَ تاريخياً سجل أغرب وأعظم المواقف والمشاهد التاريخية وإخراجها في أفلام وثائقية تروي ما حصل لتشاهده الأجيال ويحملوا أمانة الحرية كما ينبغي وعدم التهاون في دماء سُفِكت وأفلتَ مُرتكبوها من العقاب، وقد تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية المرتبطة بحدث أو بذكرى أو بتفاصيل تلك المجازر التي لن تمحى من ذاكرة الثورة اليمنية في تعز. فِيلم «تعز في مرمى الحقد الأسود» .. هو أحد هذه الأفلام التي جاءت أحداثه بعد استفراغ كل الوسائل لقمع الثوار من اعتقال و قتل وإصابات وإحراق ساحتهم فوصل التحدي إلى قلب ساحة الحرية بالقصف المباشر في يوم له خاصيته بقتل أبناء تعز وقصف منازلهم وأحيائهم، وله ميزته أيضاً في استشهاد خيرة نساء تعز وخيرة أبناء الثورة. في يوم الجمعة الموافق 11/11 /2011م، فقد كان يوماً مرعباً حدثت فيه مشاهد عظيمة وبكل وحشية تعودنا على مشاهدتها في أفلام السينما حيث اعتمد إخراج الفيلم على البحث في حجم المجزرة واختزال المعلومات ليوم كامل من المأساة لإخراجه في فيلم وثائقي والتركيز على الدقة والوضوح واختيار المشاهد الأرشيفية المناسبة بحيث يتم إنتاج مادة يرجع إليها لمعرفة تفاصيل ارتكاب تلك المجزرة حيث أنها تحتوي على كمٍ هائل من الحقائق الموثقة بالصوت والصورة.. يشار في هذا الإطار إلى أن المصورين حينها عملوا على توثيق الصورة بكاميرات عادية بشكل توثيقي لما يحصل فتم جمعها ليتم الإعداد للفيلم من قبل الأستاذ عبد القوي العزاني ومن المهم ذِكره أن هذا الفيلم اعتمد على الحس (الصحفي التحقيقي) بما يناسب طبيعة الموضوع . وتم تصوير مقابلات ميدانية لشخصيات تواجدت في قلب الحدث من اكاديميين وإعلاميين وشباب الثورة والجرحى وأسر الشهداء ومن المتضررين من القصف العشوائي على المدينة. فتم طرح الرؤية الفنية والمونتاج لهذا الفيلم من قبل المخرج أكرم الراسني وطرح سيناريو للفيلم يُعرض بشكل روائي ليستعرض أهم أحداث 11/ 11 في تعز من خلال مُقابلات لشهود عيان مصحوبة مع مقاطع توثيقية تسرد بشكل وثائقي بالاعتماد على الرواية التأملية لشهود العيان في قلب الحدث بعيداً عن النمط الكلاسيكي في الأفلام الوثائقية، بأن يكون الفيلم مصحوباً بصوت المعلق . واتخذ الفيلم النمط الروائي فهذا النوع من الأفلام يستدعي قدراً من التشويق، والبناء المرحلي، ليتطلع المشاهد في النهاية إلى معرفة الحدث من أشخاص عاشوا تفاصيل موثقة بإرشيف فيديو تثبت شهادتهم.. استعرض الفيلم أربعة محاور وهي: قصف الساحة أثناء خطبة الجمعة مع استعراض الثبات للثوار برغم الموت المحقق وسط زخات الرصاص والقذائف وتوثيق الإصابات التي حصلت في قلب الساحة والاستهداف المباشر لمصلى النساء بقذائف الدبابات. القصف على الأحياء السكنية واستعراض أهم المشاهد التوثيقية التي تثبت الانتهاكات بحق المدنيين العزل في بيوتهم وكذلك تطرق الفيلم إلى قصف مستشفى الروضة الذي كان الملاذ الوحيد الذي يرقد فيه جرحى وشهداء ذاك اليوم الدامي من أنحاء متفرقة من المدينة واستعراض تفاصيل استهداف المستشفى وقصفه بالقذائف وتصوير الحالة التي مر بها من كان في المستشفى .. مطالبُ أسر الشهداء والجرحى والثُوار في ذكرى المجزرة الفيلم من إنتاج قناة يمن شباب (مكتب تعز) ويعرض حالياً في القناة .. التصوير الميداني كان للمصور أبوبكر اليوسفي .. أما الأرشيف فكان من مجموعة مصورين هم هشام الجرادي _ نائف الوافي _ عبدالكريم العواضي _ أبوبكر محمد _ أسيد العديني _حذيفة سلطان _ رضوان الحاشدي .. وكذلك بعض اللقطات التي توفرت في إرشيف الثورة على يوتيوب من فيديوهات منسوبة لإعلاميين من الصفحة الرسمية لساحة الحرية بتعز ومنتدى المبدعين في تعز.