مجموعة ضغط شبابية في اليمن تتكون من 16 شابا وشابة من الشباب النشطين والفاعلين في المجتمع اليمني والمنخرطين في العمل الإعلامي والحقوقي، تم اختيارهم من بين اكثر من 560 متقدما لبرنامج تدريبي قام بتصميمه وتنفيذه المركز اليمني لقياس الرأي العام وبالتعاون من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (ميبي) والتي صمم هذا المشروع لإخراج مجموعة ضغط لمساندة ودعم توجهات الحكومة اليمنية والبرلمان في دعم وترسيخ قيم المساواة والدعم الإنساني، وكذا نشر الوعي عن البرلمان في أوساط المواطنين والتأثير بشكل إيجابي في العملية التشريعية. وبعد العمل التأهيلي والتدريبي المكثف في أساليب المناصرة والإدارة والتخطيط الذي تلقته جماعة الضغط الشبابية قامت المجموعة بتنظيم زيارة خاصة لبعض القوى السياسية والمنظمات المانحة العاملة في اليمن من أجل اكتساب المعرفة والتشبيك لتقوية عمل المجموعة في تحقيق أهدافها ورسالتها والمتمثلة في تعزيز وتفعيل دور الشباب اليمني في المساهمة في تطوير وبناء المجتمع اليمني.. وعلى نفس السياق وبدعم من الخارجية الألمانية والمركز اليمني لقياس الرأي العام خصصت لأعضاء جماعة الضغط الشبابية برنامجا لتبادل الثقافي للشباب اليمني والألماني من أجل زيادة المعرفة عن آليات المشاركة السياسية في الديمقراطية واستراتيجيات المناصرة السياسية. وعقدت مجموعة الضغط الشبابية، خلال زيارتها، إلى برلين لقاءات مع منظمات حزبية وسياسية والتي عملت على تمكين جماعة الضغط من التعرف على كيفية مشاركة الشباب في السياسة وفهم الدور الذي يقوم به الشباب في السياسات الحزبية. كما تلقى الناشطون الشباب خلال لقائهم مع مؤسسات سياسية ومراكز أبحاث بعضا من نماذج التأثير السياسي على الجهات الفاعلة غير الحكومية، كما تعرفوا على عمل المؤسسات في الشرق الأوسط والتشبيك مع شركاء المشروع المحتملين. كما قامت مجموعة الضغط الشبابية بزيارة مؤسسات مثل البرلمان الألماني والمجلس الفيدرالي، وفهم عن قرب المزيد عن النظام السياسي الألماني. وتم خلال تلك الزيارات نقل المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن وما توصل إليه مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومراحله الأخيرة ووضع اليمن القادم في مرحلة ما بعد مؤتمر الحوار وأهم القضايا المطروحة على طاولة مؤتمر الحوار ودور المرأة والشباب الإيجابي في نجاح بعض قضايا مؤتمر الحوار الوطني. وقد عملنا جاهدين لتوضيح ونقل نتائج هذه الزيارات خلال لقائنا بعض من أعضاء مجموعة الضغط الشبابية وكيف سيتم ترجمة تلك المهارات المكتسبة خلال برامجهم في المجتمع اليمني. حمل ثقيل الباحث السياسي والمتحدث باسم جماعة الضغط الشبابية عبدالكريم غانم قال: إننا في جماعة الضغط لدينا حمل ثقيل وأمانة عظيمة لهذا الوطن فإيماننا بخلق تغيير إيجابي للأفضل لمجتمعنا اليمني يتطلب علينا المزيد من المعرفة والطاقة الذهنية، وبما أننا قد تلقينا العديد من مهارات المناصرة والتشبيك فكان من المهم جدا أن نرى بعضا من الشواهد والنماذج كدروس نستفيد منها، فجاءت زيارتنا إلى برلين في غاية الأهمية بمعرفتنا عن كيفية عمل بعض الأحزاب السياسية في تغيير بعض القوانين وبشكل مرض بعيدا عن المهاترات الحزبية، وعلى سبيل المثال تحديد سن الانتخاب إلى 16 عاماً، وحملات تخص البيئة والطاقة.. فهذا يعود لنا بالمزيد من القوة والاستفادة من تلك الطرق التي استخدمت لنجاح تلك الحملات الهامة. تجارب ومهارات عضو مجموعة الضغط الصحفي فايز الضبيبي أثناء حديثه والذي كان فيه نوع من الحماسة وحب للعمل قال: رحلتنا إلى برلين كانت جميلة وممتعة ومفيدة جدا، تعلمنا خلالها الكثير والكثير من الدروس والمعارف واطلعنا على العديد من النجاحات والإنجازات التي تميزت بها ألمانيا عن غيرها وأصبحت من الدول الناجحة بل والأولى في العالم اطلعنا على بنية النظام الديمقراطي والسياسي لألمانيا وطبيعة عمل منظمات المجتمع المدني ودور مجموعات الضغط والمناصرة في التأثير على القرارات السياسية في ألمانيا وأهم وسائل واستراتيجيات الضغط والمناصرة، كذلك دور الشباب في صناعة القرارات السياسية ومشاركتهم في عملية التنمية المجتمعية، واكتسبنا العديد من الخبرات والتجارب والمهارات التي أتمنى أن نحصل على الفرصة الكاملة في اليمن لنقل ما تم اكتسابه أثناء زيارتنا، والاستفادة منه في مجال حياتنا العملية والاجتماعية. الالتزام بالنظام مسئول الاتصال في جماعة الضغط الناشط والكاتب رأفت النبهاني وصف الرحلة بالمليئة بالزيارات للأحزاب والمنظمات الدولية والسياسيين والقادة الحاليين والسابقين في الحكومة الفيدرالية الألمانية والمتاحف والمعالم الأثرية التي تروي الكثير عن التاريخ القديم للألمان كإحدى النقلات النوعية في مسيرة الفريق ككل وعلى الصعيد الشخصي، ولكن يبقى تاريخ اليمن مختلفا تماما بعراقته وعروبته والتي زادتنا حبا وعشقا لوطننا وهمة في العمل على بنائه.. وبالرغم من الأهداف التي حققتها المجموعة من الزيارات المتعددة كالنظر في تجارب مختلفة ومتنوعة في الأعمال المجتمعية والضغط على الحكومة لتغيير السياسات والأنظمة مع الأخذ بالخبرات المتراكمة لأكاديميين وبرلمانيين وشباب إلا أن هناك العديد من النقاط الفنية والتكتيكات الجمالية والمظاهر الثقافية المختلفة والمتطورة عن البلدان العربية التي يلتفت إليها المار في شوارع العاصمة الألمانية برلين، وهي تمثل نموذجاً هاماً ولافتاً في التزام النظام الذي يعتبر نموذجاً للحياة المثالية. مؤسسات فاعلة ومجتمع يراقب الناشط طارق بدر الدين تحدث وفي شفتيه ابتسامة حب لليمن قائلاً: كانت زيارتنا لبرلين عاصمة المانيا الاتحادية زيارة ممتعة ومفيدة، حيث تم التعرف على أهم المعالم التاريخية والسياسية والاجتماعية للعاصمة، منها جدار برلين التاريخي وقصة نضال الشعب الألماني حتى تحققت الوحدة الألمانية وكذا وجود مؤسسات ديمقرطية انتخابية مدنية فاعلة في الحية السياسية منها البوندستاج والبوندسرات كأعظم مؤسستين تشريعيتين في النظام السياسي، وكذلك التعرف على المؤسسات الحزبية وتجربتها الديمقراطية وفاعليتها في الحياة السياسية وتحالفاتها مع الأحزاب الأخرى لما فيه خدمة المجتمع.. ووجدنا مؤسسات ديمقراطية فاعلو ومجتمع يراقب سير العملية الديمقراطية من الانحراف عن مسارها، وعلى مستوى الحياة اليومية وجدنا حياة اجتماعية منتظمة ملتزمة بالمواعيد العامة والخاصة ووجدنا بنية تحتيه قوية ومكتملة ونظاماً اقتصادياً حراً ورأسماليا ونظام ضريبي يعتبر من اهم مصادر الدخل القومي، واستطاعت ألمانيا بفضل كل ذلك وعند وجود الإرادة الشعبية البناء والنهوض في كافة المجالات في فتره وجيزة بعد عقود من المعاناة والصراعات الداخلية والحروب العالمية التدميرية. فمن خلال تلك الزيارة التي زادتنا معرفة وتشويقاً وحماسة كبيرة للعودة إلى وطننا ونقل تلك التجارب في واقعنا اليمني. نقل التجربة. الباحث في المجال السياسي عبدالسلام البابلي اختصر حديثه بالقول: إن رحلتنا إلى برلين كانت تحمل معان كثيرة ونتائج مهمة جداً حيث قمنا بزيارة البرلمان الألماني وأيضاً البوست نترات الألماني و بزيارته اهم المؤسسات والمنظمات وعلى رأسها فردرشايبرتو konradadenauer، ونظرنا إلى كيفيه العلاقة القائمة بين الأحزاب وشباب الحزب وكيف يقوم الشباب بالتعامل مع قيادات الأحزاب، وكذا كيف تقوم المنظمات بعمل التشبيك مع المنظمات الأخرى من أجل المناصرة لقضية معينة، وقد قمنا بأخذ ما هو مناسب ومتفق مع المجتمع اليمنى وسنحاول في الفترة القادمة أن ننقل هذه التجربة وان نعمل على تطبيقها وتعديل ما يناسب الوضع في اليمن. مناصرة الشباب الناشط والمدرب حسن صولان قال: ما شدني أثناء زيارتنا إلى برلين اختلاف بعض الأحزاب السياسية في بعض الرؤى السياسية واتفاقهم في بعض القضايا التي تهتم لمصلحة المجتمع الألماني، فمثلاً هناك مبادرة تهتم بشؤون الطاقة في برلين كان لديهم مشروع نزع الطاقة المخصصة في برلين لكي يستفيد منها المجتمع والمواطن البرليني، فقد قاموا بالعديد من الأنشطة لكسب التأييد المجتمعي لهذه القضية فقاموا بجمع اكثر من 170 الف توقيع لكي يتم المصادقة في البرلمان الألماني على منع خصخصة الطاقة في برلين، فأثناء حملتهم قامت بعض الأحزاب السياسية بمناصرة هذه القضية التي لطالما لم تلفت انتباههم كحزب سياسي قاموا بمناصرة هؤلاء الشباب سواء في داخل قبة البرلمان أو خارجه بغض النظر عن الإشكاليات التي سيقع الحزب من بعض وجهات النظر الأخرى التي تقف مع هذه الشركات التي تستولي على الطاقة في برلين. خدمة البيئة الباحث السياسي خالد قاسم يقول: ما لفت انتباهي وإعجابي خلال زيارتنا إلى برلين لقاؤنا بمجموعة من الشباب المتطوعين في حزب يسمى حزب الخضر ويكرس اهتمام هذا الحزب بشكل اكبر على الاهتمام بالبيئة، وما يميز هذا الحزب هو دعوته للربط بين مبادئ اقتصاد السوق وبين الرقابة الصارمة للدولة على حماية الطبيعة والبيئة.. ويمثل الحزب مجموعات الناخبين من أصحاب الدخل الجيد والمستوى الثقافي فوق المتوسط, ويتبع هذا الحزب تأييد شعبي كبيرة وتمثيل كبير في البرلمان الألماني، وهذا ما ينقصنا صراحة في اليمن.. فنحن بحاجة إلى أحزاب سياسية تعمل على الاهتمام بالبيئة والخدمة الإنسانية وتكون برامجها تخاطب الواقع قبل أن تخاطب المواطنين. دور المرأة الناشطة ورئيسة المنظمة التنموية نجلاء الكوري أشادت ببدور المرأة في المجتمع الألماني حين أشارت بقولها: لقد اكتسبت جماعة الضغط الشبابية أعمدةً قوية ومعرفة فريدة ستعود بالفائدة لما سنعمل من أجله في بناء مجتمع واع بالجوانب السياسية وخصوصا البرلمان والأنظمة السياسية، وقد شدني العديد من النجاحات التي تعمل عليها القوى السياسية والتي تصب في خدمة المجتمع ووجود علاقة كبيرة بين المنظمات وبعض الأحزاب تصب كذلك في خدمة المجتمع والبيئة والأمور الاقتصادية والإنسانية. وأكثر ما شدني أن وضع المرأة في بعض الأحزاب السياسية بل أغلبيتها أن للمرأة دورا لا يختلف تماماً عن الرجل وتتمتع المرأة بمساواة تمكنها من الانخراط في العمل المجتمعي والسياسي دون أية عراقيل تواجهها، حيث فوجئت بجواب سألته لإحدى القوى الحزبية عن وضع المرأة في حزبهم وعن نظام الكوتا ففاجأتني بجوابها حيث قالت: نحن لا نؤمن بنظام الكوتا لأنه يعتبر أحد مرتكزات التمييز التي تميز المرأة عن الرجل.