تتعرض السلاحف الخضراء في محمية شرمة الواقعة ضمن مديرية الديس الشرقية بمحافظة حضرموت بشكل شبه يومي لمجازر حقيقية من قبل مرتادي المحمية في الإجازات والعطل الرسمية الوافدين من المكلا والمديريات المجاورة. وتكون تلك السلاحف أكثر عرضة لعمليات الإبادة في أيام العطل الرسمية؛ حيث تطال المجازر المئات من السلاحف التي يتم ذبحها دون رحمة على طول ساحل شرمة دون أن تقوم الجهات المعنية ومنها الهيئة العامة لحماية البيئة بتوفير حماية كاملة للساحل الذي تأوي إليه أعداد كبيرة من تلك السلاحف النادرة المهددة بالانقراض لتضع بيضها بعد أن تقطع آلاف الكيلومترات من سواحل سلطنة عمان بحسب مختصين. وأوضح شهود عيان ل«الجمهورية» قائلين: «لقد فوجئنا بوجود جثث كثيرة لسلاحف عديدة متناثرة في المحمية، فيما بيضها أيضاً مرمية هنا وهناك دون الاستفادة منها، الأمر الذي يعرض السلاحف للانقراض في ظل عدم وجود حراس للمحمية وفي حال وجودهم فهم يسهلون عملية عبور أعداء البيئة من وإلى المحمية»، داعين وزارة المياه والبيئة والجهات الحكومية المختصة إلى سرعة التدخل وحماية المحميات الطبيعية من مثل هذه الأعمال المشينة. وتشتهر حضرموت بوجود أعداد من السلاحف النادرة في مياهها، غير أن العبث المتزايد من مرتادي ساحل شرمة يهدد بتناقص أعدادها بهجرتها إلى أماكن أكثر أماناً وبعيدة عن النشاط السكاني الذي بدأ يزحف على عدد من السواحل الشرقية والغربية بحضرموت. وتقع منطقة «شرمة جثمون» شرق المكلا على مساحة إجمالية تمتد بطول 75 كيلومتراً من خيصة قصيعر وحتى صويبر ثوبان مديرية الديس الشرقية, وتعد مأوى رئيسياً لتعشيش السلاحف البحرية المهددة عالمياً بالانقراض. وبحسب دراسة أعدها رئيس اتحاد الجمعيات البيئية بساحل حضرموت الدكتور سالم ربيع بازار فإن محمية شرمة - جثمون بمديرية الديس الشرقية تعد من أهم الموقع لتعشيش السلاحف، وتحتل الرقم اثني عشر في الترتيب العالمي.