الطقس المتوقع في مختلف المناطق حتى مساء اليوم الجمعة    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تشخيصات دفعت الكثير من اليمنيين إلى البحث عن العلاج في الخارج
الأخطاء الطبية..ملائكة يخطفون أرواح البشر
نشر في الجمهورية يوم 23 - 02 - 2014

تتجه مهنة الطب في بلادنا نحو مزيد من الأخطاء التي تؤدي بدورها إلى العاهات المستديمة أو الموت للمرضى الضحايا بسبب عدم الشعور بالمسؤولية من الطبيب الغير مختص، وفي ظل الإهمال من قبل الجهات المعنية بالرقابة على المستشفيات الخاصة والحكومية… وقد يكون الخطأ بسبب أمراض مستعصية أو أخطاء طبية بالمستشفيات ينتج عنها أمراض أشد خطورة مثل الحالات التي سنقف أمامها في تحقيقنا هذا، وتتزايد شكاوى المواطنين في الآونة الأخيرة من تردي مستوى الخدمات الطبية لبعض المرافق الصحية.. حيث قرر البعض من المواطنين الميسوري الحال السفر إلى الخارج لعرض حالاتهم والعلاج هناك لأنهم أصبحوا لا يثقون بقدرات الكادر الطبي هنا.. معللين ذلك بانعدام المؤهل والكفاءة لدى الدخلاء على مهنة الطب في بلادنا وضعف التشخيص الطبي وتباين نتائج الفحوصات المخبرية بين مختبر وآخر وهو السبب الرئيسي لكثرة الأخطاء الطبية المميتة التي تحدث في بعض المشافي الحكومية والخاصة في مختلف محافظات الجمهورية.. مؤكدين بأن الأخطاء الطبية في اليمن غالباً ما تحدث في غرف العمليات والعناية المركزة بسبب الإهمال في تجهيز الغرفة أو عدم الاحتراز الطبي من قبل القائمين عليه.. (الجمهورية) التقت بعدد من المرضى المتواجدين في جمهورية مصر العربية بغرض تلقي العلاج والذين تحدثوا عن الأسباب التي دفعت بهم إلى السفر للبحث عن مشافي وأطباء متخصصين قادرين على أداء واجبهم على أكمل وجه دون وجود أخطاء طبية وكذا البحث عن التشخيص السليم الذي يعد النواة الأولى للعلاج.
في مطار القاهرة
بمجرد وصول الطائرة اليمنية إلى مطار القاهرة الدولي، فإنه سرعان ما يتبادر إلى ذهن الإخوان المصريين بأن ضيوفهم القادمين من اليمن على متن الطائرة هم من المرضى (العيانين) لذلك لا تستغرب إذا سمعت أحد المصريين يردد القول “طائرة العيانين وصلت”، فهذا قول صحيح إذ إن نسبة الزائرين لمصر من المرضى اليمنيين تقارب ال90 %.
ومن المؤسف أن المرضى اليمنيين عند وصولهم إلى المطار لا يلقون العناية والاهتمام مثل بقية خلق الله، حيث لاحظنا أن السفارات العربية وغيرها تهتم بمواطنيها في بلاد الغربة وتقوم بتوزيع البروشورات التعريفية كدليل لهم، أما المرضى اليمنيون فمجرد وصولهم إلى مطار القاهرة فإنهم يقعون فريسة سهلة لسائقي التاكسي وسماسرة الشقق الذين ينتظرونهم في بوابة المطار؟!! الكل يريد غنيمة من المواطن اليمني المغلوب على أمره.. الكل يريد أن يأخذ اليمني “العيان” الغلبان إلى الشقة المفروشة الباهظة الأسعار.
وبمجرد أن يستقر اليمني في شقة أو غرفة باهظة الثمن يبدأ مرحلة أخرى، إنها رحلة التيه للبحث عن طبيب لمرضه، فالغالب من يوفق في ذلك لكثرة الأطباء الماهرين لكن ذلك لا يمنع أن يتعرض المريض اليمني للنصب والاحتيال من قبل أحد السماسرة التابعين للأطباء وقد يكون هذا السمسار (يمنياً).
وهناك من يذهب إلى مصر، وقد تم تزويده بمعلومات ممن سبقوه بالسفر إلى مصر عند طبيب أو مستشفى أو عيادة، فيصر على الذهاب إليهما حتى وإن كانت سيئة فيبدأ بأخذ العينات والفحوصات الشاملة التي لا داعي لها، والبعض ينصح بسرعة إجراء تدخل جراحي سريع لأن حالته حسب وصف الطبيب في وضع الخطر إذا استمر على تلك الحالة ليوم أو يومين فيسلم المسكين أمره إلى الله ويوافق على إجراء العملية.
حالات
هاجر، علي، ماهر،… وغيرهم كثيرون، من المرضى قدموا إلى مصر تتفاوت أعمارهم بين سن الطفولة، والشباب والكهولة، نظراتهم واحدة، وآمالهم واحدة أيضاً، قد يتساءل سائل عن القاسم المشترك بينهم جميعاً، قبل أن يدركوا أنهم جميعاً يمثلون “ضحايا الأخطاء الطبية”، أشخاص دفعوا من حياتهم حيناً، ومن صحتهم وسلامة أجسادهم حيناً آخر، ثمناً لإهمال طبيب، أو خطأ جراح، أولياء أمور وضحايا أدركوا أن ما وقع بهم قد حصل، وإنه ليس بأيديهم أن يغيروا شيئاً، لكن من حقهم ألا يتعذبوا أكثر، وألا يتكبدوا مزيداً من المعاناة، وألا يضيفوا لآلامهم وأمراضهم آلاماً أخرى فرضت عليهم بأيدي من وضعوا أجسادهم أمانة بين أيديهم.. تكبدوا مشاق السفر رغم ما يسببه لهم من أذى وتعب، ولكنهم صدموا عندما لم يحقق لهم سفرهم المراد المقصود، بل ربما زاد الطين بله، فالأخطاء الطبية في اليمن وفي مصر أو الأردن أو الهند أو غيرها كلها واردة.
عندما يسرد لك مرافق المريض أو حتى المريض نفسه معاناته نتيجة الأخطاء الطبية أو التشخيص الطبي، تتمنى لو أن بيدك القرار فتمحي من الوجود كل من يسيء إلى هذه المهنة المقدسة.. فمرض استئصال اللوزتين يعد أبسط عملية جراحية عرفها الطب، مع ذلك فقد انتهت ب أحمد بإجراء عمليتين جراحيتين في مصر على أساس أنها ورم سرطاني خبيث نتيجة سوء التشخيص الطبي.
معاناة عزيز
لا تذهبوا بعيداً فتعالوا نعش مع الضحايا وقصصهم المأساوية.. بداية التقينا مع الأخ عزيز العمراني، والذي وجدناه في حالة يرثى لها بعد أن توفيت ابنته هاجر ابنة التسع سنوات..
يقول عزيز: ابنتي هاجر كانت تعاني من تشوه خلقي في القلب وكانت حالتها مستقرة تماماً، وقد نصحني بعض الأطباء في اليمن “لا سامحهم الله” بالسفر إلى مصر لأن الإمكانيات بمصر عالية وممتازة، وعليه قمت ببيع قطع أرض وسافرت مع ابنتي إلى مصر ووصلنا إلى مستشفى القصر العيني الفرنساوي الحديث والذي يعد أفضل مستشفى في القاهرة، عرضنا هاجر على طبيب القلب المختص والذي أكد على أهمية التدخل الجراحي وأن نسبة نجاح العملية تفوق 80 % واتفقنا على إجراء العملية، وبالفعل أجريت العملية ودخلت هاجر في غيبوبة لم تفق منها لمدة عشرة أيام.. الطبيب قال إنه أثناء فتح الشريان نتج زيادة في ضخ الدم إلى القلب بصورة غير متوقعة لم يتحمله القلب مما أدى إلى انتكاسة الطفلة.
ويضيف عزيز: استمر وضع الطفلة على ما هو عليه حتى اليوم الحادي والعشرين، وبعدها أخبروني أن هاجر قد فارقت الحياة.. أخذت أتصل بالدكتور ولكن دون جدوى، سألت إدارة المستشفى عنه، فقالوا إنه سافر إلى أمريكا في مهمة عاجلة، عندها أدركت أنه تم إخفاء الدكتور بعد فشله في إجراء العملية، ومع ذلك آمنت بالقضاء والقدر، وطالبت بتصريح لإخراج الجثة وفي صندوق الدفع بالمستشفى تفاجأت أن المبلغ الذي اتفقنا عليه مع الدكتور قد زاد، فقد تم مطالبتي بمبلغ سبعين ألف، ولما سألت عن أسباب هذه الزيادة، قالوا إن البنت ظلت في العناية المركزة واحد وعشرين يوماً وهذا كله بمقابل، وأنه علي تسديد المبلغ كاملاً ما لم سيتم الاحتفاظ بجثة ابنتي.
عندها توجهت إلى السفارة اليمنية لعلي أجد حلاً لهذه المشكلة التي وقعت فيها، ولكنهم تعاملوا معي بلامبالاة حتى أن أحد الموظفين بالسفارة طلب مني ترك جثة ابنتي للمستشفى وهم سيقومون بعد عدة سنوات بدفنها.. فرفضت ذلك وأجريت اتصالاتي إلى اليمن وتم بيع الأرضية الأخيرة التي أملكها واستخرجت جثة ابنتي.
الحبيشي
الشاب علي علي الحبيشي من أبناء مديرية السبرة محافظة إب، ظل لعدة سنوات يتردد على الأطباء للتداوي من الهزل والضعف الذي يعاني منه فكان الأطباء يشخصون حالته مرة بالروماتيزم، ومرة بفيروس المعدة، وأخرى بمشاكل بالقلب.. ومع حضور الفريق السعودي إلى مستشفى الثورة بصنعاء توجه علي إلى هناك وتم الكشف على حالته وكانت المفاجأة بأنه يعاني من تشوه خلقي بالقلب عبارة عن فتحة طولها (5سم) وأنه في مرحلة عمرية لا تسمح له بإجراء عملية ولو أنه تقدم خلال الأعوام الماضية لتم إجراء عملية ناجحة لحالته.
أسرة (علي) عند سماعها لهذا النبأ المفجع بدأت بالتحرك لإنقاذ ابنها، فتم إرسال التقارير الأولية إلى أشهر المستشفيات والأطباء بالسعودية والأردن ومصر إلا أن الرد كان سلبياً، أسرة علي قررت القيام برحلة علاجية إلى مصر للاطلاع على حالة ابنها عن قرب، وبالفعل تم السفر وبدأت رحلة البحث عن طبيب يعطيهم الأمل ويعيد الابتسامة لهذه الأسرة.. عند عرض حالة على الأطباء، أكد الطبيب الأول والثاني والثالث عدم إمكانية إجراء العملية لكون الحالة متأخرة.. أسرة علي لم تيأس فتوجهت صوب معهد القلب القومي بالقاهرة، وهناك كانوا على موعد مع الدكتور الجراح حسني عابد، الذي أكد على أهمية إجراء العملية لإنقاذ حياة علي، مؤكداً نجاح العملية بنسبة تزيد عن 70 %.. الأسرة وافقت على إجراء العملية رغم تكاليفها الباهظة، فتم إجراء العملية بنجاح كبير والآن (علي) يعيش حياة أفضل من تلك، ويتماثل للشفاء نتيجة التزامه بتعليمات الطبيب.
السميري
ماهر وديع السميري، ابن العامين، يعاني من مرض السرطان بالدماغ، يقول والد ماهر: تم تشخيص حالة ماهر في اليمن بأنه يعاني من آلام في الدماغ نتيجة تشوه خلقي، وأنه سوف ينتهي هذا الألم عند وصوله لسن الخمس سنوات.. لكن حالة ماهر كانت تسوء يوماً إثر آخر، فقررت السفر معه إلى الأردن لتشخيص حالته فقط، وبالفعل سافرت إلى الأردن وتم إجراء الفحوصات اللازمة فكانت النتيجة أن ماهر يعاني من ورم سرطاني وأن حالته تعد في مرحلة خطيرة.. هناك قررت السفر إلى مصر من الأردن لكون تكاليف العملية بمصر قليلة مقارنةً بالأردن، وبالفعل تم إجراء عملية ناجحة لماهر حيث تم استئصال الورم وتم تثبيت جهاز بالدماغ للقيام بعمل الجزء المستأصل، بعدها عدنا إلى اليمن إلا أن الجهاز لم يناسبه وبدأت تظهر مضاعفات، فرجعت مرة أخرى إلى الأردن ثم مصر وتم تثبيت جهاز آخر.. ونسأل الله العافية لابني الوحيد، فحالته تعد حرجة.
اللوز
الطفل أحمد سالم من مدينة ذمار، يعاني من ورم في الحلق تم عرضه على الأطباء في ذمار فشخصت الحالة من قبل الأطباء على أنه ورم سرطاني خبيث، الأب لم يتمالك نفسه من هول الصدمة، فسافر إلى صنعاء للكشف عن حالة ابنه أحمد مرة أخرى، وجاءت الفحوصات مؤكدة بأنه مصاب بمرض السرطان الخبيث، ونصحوا باستخدام الجرع الكيميائية بشكل عاجل.. لكنه رفض ذلك وقرر السفر إلى مصر، وهناك تم عرضه على أحد الأطباء الذي قام بتشخيص حالته بإجراء الفحوصات اللازمة، وقد أظهرت الفحوصات خلو أحمد من الداء الخبيث وأن الورم الحلقي يعود إلى اضطراب في اللوزتين أدى إلى تضخمهما، فأجريت لأحمد عملية استئصال اللوزتين وقام سليماً معافى.
الكثير من الحالات التي التقينا بها في مصر الكنانة تتلقى العلاج نتيجة سوء الأدوية التي تم استخدامها في اليمن ونتيجة للتشخيص الخاطئ الذي يؤدي إلى عواقب لا يحمد عقباها.. ولكن نكتفي بضرب الأمثلة السابقة
الخطأ في التشخيص وارد طبياً
ولمناقشة الأخطاء الطبية تحدث د. عبدالسلام البعداني بالقول: تأتي الكثير من الحالات المرضية إلى مصر وقد تم تشخيصها بشكل خاطئ من قبل أطباء يمنيين، ربما غير مشهود لهم بالكفاءة أو يعملون في تخصصات غير تخصصاتهم، فعندما يتم تشخيص طفل بأنه مصاب بورم سرطاني خبيث بينما هو يعاني من تضخم اللوزتين، فأي طبيب هذا وأين درس ومن تركه يعمل دون مراجعة بياناته وسجله الطبي.. حقيقة هناك حالات كثيرة تصل مصر تدعو للوقوف أمامها نتيجة التشخيص الخاطئ من قبل أطباء غير متخصصين، إما طبيب عام أو ممارس أو طبيب متخرج حديثاً صاحب إمكانيات متواضعة ومحدودة.
التأهيل المستمر للكادر
ويرى الدكتور البعداني أنه يجب على القائمين على شؤون الصحة والمرضى في اليمن تأهيل الكادر الطبي باستمرار وإكسابهم الخبرة المعرفية في مجال تخصصهم، لأن الطب في تطور من لحظة إلى أخرى، ويرى أن أكثر حالات التشخيص الخاطئة للأسف هي من الثقة الزائدة أو الزائفة وخاصة من قبل الأطباء المتخرجين حديثاً وعدم تقبلهم للرأي، أي يكون الطبيب دكتاتورياً صغيراً ومتمسكاً برأيه، وهذا خطأ لأن الذين يعملون في مهنة الطب لابد أن يكونوا فريق عمل واحد وبالعكس كل واحد يعطي خبرة للآخر مهما كان السن، وهذا كله في مصلحة المرضى أنفسهم، لكننا وللأسف سواءً في مصر أو اليمن نجد أن أكثر الأطباء يظلون يبحثون عن عيوب زملائهم ولا يحاولون معالجة تلك العيوب وهذا شيء مخالف لأخلاقيات المهنة.
وزاد بالقول: المريض اليمني يعاني من فقدان الثقة من الطبيب اليمني حتى ولو كان متمكناً، فمثلاً يأتي إلينا المريض من اليمن ولديه أكثر من روشتة علاج وأجهزة وتقارير من أطباء مختلفين، وهذا بالطبع ناتج عن عدم الثقة بسبب حالة سبق وإن مر بها المريض أو أحد أقاربه أو أصدقائه.
ويرجع الدكتور البعداني المسئولية في التشخيص الخاطئ إلى ثلاثة أسباب، الكلية التي درس فيها الطبيب وكيفية إعطاءه للمعلومات في سنين دراسته، والثاني دور القائمين على مهنة الطب كوزارة الصحة في جعل الطبيب المناسب في المكان المناسب، أي إن دور الوزارة يتضح في تعيين الأطباء الأكفاء وبالخبرة والشهادة وعدم إخضاع الوساطة أو العرف القبلي أو الاجتماعي في سبيل التعيين. والثالث يتمثل في دور النقابة التي ينتمي إليها الطبيب وكذا القانون، حيث تمثل النقابة نوعاً من الحماية للطبيب والمريض، وليس للطبيب فقط والقانون أيضاً يكون في حماية المريض والطبيب ضمن العدل القائم أي القانون يسري على الكل وبدون أية اعتبارات أخرى، سواءً كانت اجتماعية أم قبلية أم غيرها من الاعتبارات.. ويؤكد أنه إذا توفر التأمين الصحي للمريض والتأمين الوظيفي للطبيب فلن تكون مثل هذه المشاكل وستكون سمعة الطبيب اليمني عالية.
أخطاء لا تنحصر ببلد معين
أما الجراح الدكتور حسني عابد - معهد القلب القومي بمصر، فيؤكد أن الأخطاء الطبية والتشخيص الخاطئ ظاهرة موجودة ليس باليمن فحسب، بل موجودة حتى في بعض الدول الكبرى، وأنهم يتعاملون مع حالات مرضية تأتي من اليمن، ويجدون أن التشخيص كان سليماً وأن الطبيب اليمني لا يقل كفاءة عن الطبيب المصري، إلا أنه يبدو أن الأطباء في اليمن لم يستطيعوا أن يعطوا الثقة الكاملة بهم للمريض .
مضيفاً: لقد وصلتني حالة لمريض من اليمن شخصت بشكل سليم من قبل طبيب يمني، فسألت المريض عن أسباب حضوره إلى مصر مع أن مرضه معروف وقد شخص بشكل سليم، فقال أنا لا أثق بهذا التشخيص.. إذاً فهنا تكمن المشكلة بين الطبيب والمريض وكيف للدولة أن تسهم في إعادة الثقة إلى المواطن بقدرة الأطباء اليمنيون من خلال عدة أساليب ووسائل إعلامية، موضحاً أن الأخطاء الطبية لها أسباب عدة منها والرئيسي منها هو الدخلاء على مهنة الطب، حيث يقوم أطباء غير مؤهلين بالعمل في تخصص آخر غير الذي درسه في الكلية، وهنا تكون الكارثة، أخطاء طبية بالجملة وأخطاء تشخيص بالجملة.
مواصلاً: ولو تلاحظون فإن العالم اليوم بأسره يتابع وراء التخصصات، ولكن للأسف فلدينا بالوطن العربي بصفة عامة تجد أن الطبيب يتعدى حدوده ويقوم بممارسة طبية خارجة عن الاختصاص الذي يعمل به وهذا ما يسبب أخطاء طبية، ، وبشكلً عام فإن الأخطاء التي يجب محاسبة من قام بها هي الأخطاء الجسيمة والتي تسبب عاهة للمريض أو الوفاة وهذه تحدث نتيجة لعدم الخبرة والكفاءة أو عدم تجهيز المستشفى بالتجهيزات المطلوبة، أو عدم خبرة الكادر الطبي، وما هو أهم من ذلك هو ما نوجهه أثناء عملنا من قيام بعض الأطباء الأجانب الغير المرخص لهم بمزاولة مهنة الطب وعادة يخرجون عن المحظور ويتمادون في عملهم، وهناك أطباء أجانب في اليمن يزاولون عملهم دون ترخيص وقد وصل إلينا طفل من إحدى المحافظات اليمنية يعاني من ضيق في التنفس نتيجة إجراء عملية جراحية بسيطة، وبسبب الخطأ الطبي كان الطفل يشعر بالضيق وبالألم من وقت لآخر فكان يزور الطبيب الذي أجرى له العملية وبدوره كان يعطيه أدوية لا تداويه بل تزيد من الآلام لديه، وقد زادت الحالة المرضية للطفل سوءاً ووصل إلينا، وعند الكشف عليه تبين أن العملية أجريت بشكل خاطئ، وأن الشرايين بدأت بالتضخم فعملنا سريعاً على تصحيح هذا الخطأ الطبي القاتل الذي كاد أن يفتك بهذا الطفل.
ومن وجهة نظري فإن المعالجات لهذه الأخطاء هي الرقابة الصارمة من قبل الجهات الحكومية المختصة على كل من يزاولون المهنة سواء الكادر اليمني أو الأجنبي والنزول الميداني المستمر للمنشآت الطبية الحكومية أو الخاطئة، ولا يسمح له الخروج عن تخصصه، إضافة إلى الرقابة الشاملة على المستشفيات وتجهيزها بما يتطلب، وأن تكون قانونية وليس مجرد حوانيت يمارس فيها الطب، حيث شاهدت عند زيارتي لليمن منذ عامين، أن بعض المستشفيات لا ترتقي ولا تصلح أن تكون حتى مركزاً طبياً.
عندك مرض خطير
هناك كثير من المرضى يذهبون إلى الأطباء لمعرفة أسباب آلامهم وأوجاعهم.. فماذا يلقون؟! طبيب يقول عندك مرض خطير جداً، ويتطلب عملية فورية، وآخر يقول إنما هو ألم بسيط وآخر يقول: هو مرض في القلب، فبعد هذه التشخيصات لمرض واحد من يصدق المريض في هذه الحالة.
ويقول الدكتور عبدالغني غابشة– مدير مستشفى النصر رئيس نقابة الأطباء بإب، عن هذه القضية: تشخيص المرضى تعد قضية جوهرية، لأنه لا يمكن أن يكون العلاج صحيح إلا بالتشخيص الصحيح، وهناك عدة أسباب وراء التشخيص الخاطئ من أهمها الوقت، حيث لا يتم منح المريض الوقت الكافي لأخذ تاريخ مرضه والمضاعفات المرضية والعوامل الوراثية لهذا المريض، ويكتفي الطبيب بمعرفة مكان الألم وإجراء الفحوصات دون النظر إلى جوهر المشكلة، والسبب الآخر هو الإمكانات التشخيصية (الأجهزة)، لكنها ليست الأساس بقدر ما يكون الطبيب هو الأساس فقد كان الطبيب قبل عدة سنوات عندما كانت الأجهزة الدقيقة، والكبيرة غير متوفرة، يعتمد على التشخيص السليم بحصوله على التاريخ المرضي الصحيح حتى يلم بحالة المريض فيكون التشخيص بعد ذلك صحيحاً ودقيقاً.
ويضيف غابشة: إن خبرة الطبيب ودقة الأجهزة والإجراءات السليمة للفحص لها دور في تشخيص الحالة المرضية للمريض لأنها قد تكون هناك حالات تشخيصها سهل وبسيط والعكس، فالخبرة والدقة في الأجهزة المستخدمة تعد من الحلول الناجحة لإيقاف التشخيصات الخاطئة للمرضى.. ويؤكد أن الخطأ يحصل عادة في الأمراض الخطيرة أو المحيرة كالأمراض السرطانية والقلب والكبد وغيرها.. ويرى أن عدم الاهتمام بالطبيب المتخرج حديثاً يكون من أسباب الوقوع في الخطأ لأن زملاءه يشعرونه بأنه مقصر ولا يأخذون بيده إلى الصواب بل يتركونه يقع فيه.
ويزيد غابشة: ومن الأسباب التي تؤدي إلى الأخطاء الطبية في بلادنا السرعة، حيث أن المريض يريد كل شيء في ساعة واحدة، يريد أن يشخص ويعالج وينتهي من مشكلته المرضية ومن بعض الأمراض المزمنة والأمراض الخطيرة التي مضى عليها وقت طويل، حيث يريد أن يحل مشكلته بأسرع وقت ممكن في حين أن الإجراءات التشخيصية تأخذ أياماً طويلة لكي تتم المعالجة الصحيحة لها، وبهذا فإن الطبيب يقع في الخطأ حيث لا يعطى المريض وقتاً كافياً، بل ينزل عند رغبة المريض بحجة أنه مستعجل ويريد أن ينهي مشكلته في ساعات ، أضف إلى ذلك أن المريض اليمني لا يثق بالطبيب، فتراه متنقلاً من طبيب إلى آخر ويشد أحزمته ويسافر للعلاج في الخارج، وربما يحصل على نفس النتائج التقييمية التي أظهرتها الفحوصات في اليمن، وكل ذلك ناتج عن ثقافة المرضى اليمنيون بأن الطبيب الأجنبي ماهر ويصنف المرض من النظرة الأولى، وهذا بالطبع غير صحيح، فبلادنا تملك الكثير من الكوادر الطبية المتميزة التي نعتز بها.
تشخيص دون فحص سريري
أما الدكتور أحمد الجماعي طبيب باطنية، فيقول: في الحقيقة نحن نصادف حالات كثيره شخصت بشكل خاطئ من قبل بعض الأطباء الذين يعملون في غير تخصصاتهم ،حيث يكتفي بتشخيص الحالة اعتماداً على الفحوصات، لكننا كأطباء باطنية نعتمد 50 % من تشخيصنا على كلام المريض نفسه، وهذه نقطة مفقودة عند كثير من الأطباء حيث يجب على الطبيب أن يستمع للمريض ويطرح عدة أسئلة عليه مثل تاريخ المرض والأعراض التي تلازمه والعوامل الوراثية، وأيضاً نعمل على فحص المريض سريرياً وهذا باعتقادي غير موجود أيضاً في كثير من الأطباء وخاصة الذين يعملون في الأرياف.
ويؤكد الجماعي: أنه قد لا يكون التشخيص خاطئاً لكن طريقة العلاج هي الخاطئة وهذا يحصل كثيراً.. ويرى أن السبب الرئيس في اختلاف التشخيص من طبيب إلى آخر هو عدم راحة المريض للطبيب فينتقل من طبيب إلى آخر باحثاً عن الشفاء العاجل وهذا بالطبع يؤدي إلى أخطاء في التشخيص، لأن المريض عندما يأتي إلى الطبيب اليمني فإنه يوقن في قرارة نفسه أن هذا الطبيب لا يصلح لشيء، وهذا إما لتجربة سيئة مع طبيب سابق أو لسوء الشحن الزائد حول إمكانيات الطبيب اليمني، وهذه النظرة يجب ألا تعمم على جميع الأطباء، وهناك أيضاً شيء آخر وهو أننا نلاحظ أن المريض يسأل أكثر من الطبيب وفي النهاية يطبق ما يريده هو.
أدوية مهربة
الدكتور عبدالملك الصنعاني - مدير عام مكتب الصحة بإب، تحدث بدوره قائلاً: ما نتابعه أو نسمع عنه من أخطاء طبية متفاوتة المستوى، فمن وجهة نظري إن عدم كفاءة الطبيب والفني، والمريض كل في مجال تخصصه هي وراء هذه الأخطاء التي أدت إلى انتزاع الثقة من المريض وبدء في البحث عن جهات أخرى للعلاج ، كالسفر إلى الخارج رغم التكاليف المالية المهولة أو الاتجاه إلى الطب الشعبي أو عيادة التداوي بالقرآن الكريم أو المشعوذين…إلخ.
وأيضاً هناك الأدوية المهربة والتي لها مفعولها في وقوع الأخطاء الطبية نظراً لدخولها السوق اليمنية عن طريق التهريب عبر المنافذ المجاورة، وأثناء تهريبها تتعرض لدرجة حرارة مرتفعة تتسبب في إتلافها قبل انتهاء صلاحيتها، ويتم صرفها من قبل الصيدلاني على أنها سليمة غير منتهية الصلاحية، إلا أنها قد تودي بالمريض إلى عواقب وخيمة، إما مضاعفات المرض أو إلى الوفاة، وخاصة تلك الأدوية ذات التأثير، وأيضاً عدم الكفاءة التخصصية للصيدلاني، حيث هناك من يزاول المهنة دون شهادة وخبرة وهذا بالطبع ما يجعله قد يقع في خطأ صرف دواء غير المكتوب على روشتة الطبيب، ومن أسباب الأخطاء الطبية تلك التي قد تكون من المريض نفسه وقد يقع فيها أطباء متخصصون وذوو كفاءة إلا أن الصمت من قبل المريض أو المرافق من كشف الأمراض المعضلة التي يعاني منها المريض، حيث يجب أن يعرف الطبيب أن المريض الذي أمامه يعاني من مرض مزمن بحيث يتعامل معه على أنه مريض خاص ولا يترك الطبيب دون علم بها ، فقد يقوم بصرف أدوية تتسبب في مضاعفات للمريض وإدخال الطبيب في مشاكل هو في غنى عنها، ولهذا من الواجب على المريض ذي الأمراض المزمنة إشعار الطبيب المعالج بما يعانيه من أمراض أخرى.
من المحرر
بالعودة إلى ظاهرة الأخطاء الطبية في اليمن ورحلة البحث عن العلاج الصحيح والسليم في دول أخرى كمصر والأردن فإن الحال مازال يحتاج إلى إعادة النظر من قبل القائمين والمعنيين بوزارة الصحة، ونحملهم مسؤولية ما يعانيه المواطن اليمني في الداخل والخارج.. فالمواطن اليمني بطبعه يعشق وطنه ولا يريد أن يسافر من دولة إلى أخرى من أجل العلاج بل يتمنى أن تتحول رحلته إلى نزهة للترفيه، ونحن نختتم تحقيقنا هذا، فيكفي أن نقول إن ظاهرة الأخطاء الطبية أصبحت ثقافة غلفت عن كثير من الأسباب غير المنطقية كالتحجج بأسباب واهية مثل عدم كفاءة الطبيب وقلة خبرة الكادر التمريضي أو نتيجة الجهل والإهمال وعدم المتابعة والمعرفة العلمية وعدم توفر الإمكانات اللازمة للقيام بالمهمة الطبية المحددة، أو شحة الإمكانات، وقد يكون ناتجاً عن جهاز وربما إصابة المريض بمضاعفات، ووصل بالبعض إلقاء الحجج على الكهرباء متكررة الانطفاء.
فيما بعض الأطباء يعزون سبب كثرة الأخطاء إلى الرواتب المتدنية والمعيشة الصعبة التي تعيشها البلد، مع أنه للعلم أن الأطباء أفضل حالاً من كثير من الشرائح العمالية الأخرى، ومسألة التحجج بهذه الجزئية لاشك أنها تحسب ضد الطبيب لأنه قد قبل العمل بهذا المستشفى بذلك الراتب، وعليه أن يؤدي عمله مقابل ما يستلمه طالما أنه لم يكن مجبراً على العمل أو ليترك الفرصة لمن يبحثون عن العمل بشرف وأمانة.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى كثرة الأخطاء الطبية ، العمل في أكثر من مكان من قبل الطبيب بحثاً وراء الكسب السريع، ولعل شيوع الأخطاء في المستشفيات الخاصة وضعف الرقابة الصحيحة وأيضاً عدم وجود لوائح واضحة ومحددة ومطبقة في مستشفيات الدولة وما يصاحب ذلك من ضعف الأداء في المستشفيات الحكومية، بل وصل الأمر إلى الإيعاز للمرضى ترغيباً أو ترهيباً بترك مستشفيات الدولة وضرورة إجراء العمليات في المستشفيات الخاصة.
ولعل من أكبر المفاسد والتي تتم في القطاع الطبي الخاص أن هناك مستشفيات خاصة تستقدم عمالة أجنبية ويتضح فيما بعد أن كثيراً منها تمارس تخصصاً يختلف تماماً عن تخصصها الحقيقي، وأن هناك بعضاً ممن استقدموا يحملون شهادات في التمريض ويقومون بإجراء عمليات في هذه المستشفيات الخاصة وربما ما خفي كان أعظم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.