من حقِ المواطن السكن اللائق والحياة الكريمة، ومن حقه أيضاً أن يتم رفع المخلفات التي تسبب له انتشار الأمراض، وتنميته اجتماعياً، وصحياً، وثقافياً، تلك إحدى مضامين التنمية المستدامة التي هي إحدى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ولأهمية ربط طلاب الإعلام بما يدور في الساحةِ السياسية وما نتج عن مخرجات الحوار، تقيم كلية الإعلام مابين الفينةِ والأخرى سلسلة من الندوات التوعوية والتعريف بمخرجاته وأهميتها لمستقبل اليمن وتطوره، ومناقشة المعوقات التي قد تواجه تلك المخرجات، وكيفية معالجتها إعلاميا وتكوين رؤى مشتركة تجاهها ودعم تنفيذها، والخروج بتصورات ورؤى مستقبلية لوظائف وأدوار وسائل الإعلام المختلفة تجاه القضايا الوطنية.. ذلك ما تهدف إليه سلسلة الندوات وضيوفها على مدرجات الكلية كنشاطٍ لافتٍ للكلية في الآونةِ الأخيرة، ولتسليط الضوء أكثر حول ندوة: التنمية المستدامة ومشاركة أحد أعضاء الفريق في مؤتمر الحوار الذين تم استضافتهم في الكلية تواجدتْ معهم صحيفة الجمهورية على مدى إقامةِ الندوة وخرجت بالاستطلاع التالي.. مفهوم التنمية هي عملية تحسين نوعية الحياة لكلِ الناس، وهي أحد مفاهيم المصلحة العامة، وتهتم بالجانب البيئي والاجتماعي على المدى الطويل والمدى القصير، والتي ستحقق ثلاثة جوانب: رفع المستوى المعيشي للناس ويشمل ذلك مستوى دخلهم وحجم ومستوى استهلاكهم من الأطعمة والخدمات الصحية والتعليم، توفير الظروف التي ستؤدي إلى النمو من خلال إيجاد المؤسسات والأنظمة الاجتماعية التي ستعزّز من وجود الإنسان واحترامه، توسيع الحريات وفرص الاختيار بزيادة أقسام المشاركة وتعدد الخيارات أمام الناس. ذلك ما بدأته في ورقتها المعنونة: أهم محاور التنمية المستدامة وضمانات تنفيذها.. د. الخنساء عبدالرحمن أنور أحد أعضاء فريق التنمية عن مكوّن النساء المستقلات في مؤتمر الحوار، وأضافت: تطرق مؤتمر الحوار الوطني إلى كل أركان التنمية سواءً كانت بيئية، اجتماعية، اقتصادية، وأدخلنا لها مفهوم الحوكمة كأداةٍ لرسم السياسات وتنفيذها، واهتم الفريق بشرح وتضمين مبادئ التنمية من حيث استدامتها وتحقيق متطلبات الأجيال الحاضرة دون المساس بحق الأجيال القادمة.. وتوضح أكثر د. الخنساء: من حيث شموليتها أنها تستجيب لكل جوانب الحياة المختلفة وترتبط هذه الجوانب ببعضها البعض وكأنها حلقات في سلسلة واحدة فلا إنعاش فقرة وإهمال أخرى من حيث تكاملها وإشراك الأجهزة ومنظمات المجتمع المدني، وتتكامل فيها الدولة الفاعلون والاقتصاديون للوصول إلى مبدأ المشاركة والوقاية والمسئولية، وبالتالي نكون قد حصلنا على تنمية مستدامة, شاملة، متكاملة. تمكين المرأة الريفية وفي ردٍ على سؤال وجهته لها صحيفة الجمهورية عن مدى ربط تلك النتائج التي خرج بها الفريق ببرامج تنفذ على أرضِ الواقع للفئاتِ المستهدفة لتؤتي ثمارها قالت د. الخنساء: كل فئة لها جانب معين كالأم والطفل، المهشمين، المرأة الريفية، والتنمية لجميع الفئات، كالعيش الآمن والكريم، تنمية موارد بشرية، وتنمية بيئية لما لها من أهمية وليس على الجميع سوى الانخراط في عمليةِ التنمية، فالمرأة الريفية نمكنها اقتصادياً حسب احتياجاتها مساعدتها بتسهيل القروض لها، وإعطائها البذور لمساعدتها زراعياً، وإشراكها في العملِ النقابي، وفيما يخص الطفل.. تجريم العنف ضد الأطفال، وعمالة الأطفال من خلالِ تكثيفِ تلك البرامج حتى يصل الوعي بأهمية ومخاطر ما يتعرض له الطفل. اقتصاد السوق الاجتماعي جاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل لينتصر بإعادةِ الاعتبار للدولة من خلال دورين أساسين هما: الدور الاقتصادي، والدور الاجتماعي، بتلك المداخلة بدأ ورقته د. طاهر الصالحي باحث اقتصادي بمركز الدراسات والبحوث اليمني، وأضاف الصالحي: مهام الحوار وضعت في مخرجاتها: كالتقطّع في الطرقات، وضرب أبراج الكهرباء، وأزمة المشتقات النفطية، وإعادة البنية التحتية التي تندرج تحتها: المواصلات، الكهرباء، الخدمات الأساسية، تنمية الاقتصاد، وما يهمنا والكلام لا يزال للصالحي: وهذا الهم الاقتصادي وفي تقديري أن أعضاء مؤتمر الحوار لديهم الاستطاعة لبلورة ذلك من خلال تقديم رؤية اقتصاد السوق الاجتماعي الذي سيطور الاقتصادي الوطني وينهض به إذا ما تم تفعيل ذلك. تفعيل النشاط الطلابي في الندواتِ السابقة كان يقتصر دور النقاش وإثرائه من قبل الدكاترة كونهم أكثر وعياً بما يتم طرحه، ومن خلال الندوة التي سبقت هذه الندوة وندوة اليوم، كما رأيتِ كان تفاعلكم كطلاب كبير جداً.. بتلك الكلمات بدأت حديثها للجمهورية د. سامية الأغبري رائدة الشباب بكلية الإعلام ورئيسة اللجنة التحضيرية للندوة، وأضافت: لأن الطالب ليس لديه الخلفية الكافية ليشارك ويطرح رأيه. وفي سؤالٍ وجهته الجمهورية ل د. سامية عن تفعيلِ ذلك مستقبلاً تقول: نحن نؤهل الطلاب من خلال هذه الندوات ليخرجوا إلى بلاط صاحبةِ الجلالة ولديهم خلفية تتواكب مع متطلبات سوقِ العمل بطرقٍ علمية ومعاصرة، وذلك يجعلهم يتسابقون لقراءة مخرجات الحوار، ويتعودن على النقد والوعي بأهميةِ قضايا الوطن، والتغطياتِ الإخبارية وكتابة التقارير، وصياغة الأخبار ليكونوا صحفيين محترفين، ومؤهلين بإذن الله. الجانب التطبيقي مثل هذه الندوات تعد من أهم الفعاليات التي تنظمها الكلية نظراً لارتباطها بجانب التطبيق العملي، إذ يساهم الطلاب بدرجة كبيرة في تنظيمها، هذا ما بدأت به حديثها د. بلقيس محمد علوان أستاذة ورئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون بكليةِ الإعلام، وأضافت د. بلقيس: كما يُكلف الطلاب بدرجة كبيرة بإدارة وتنظيم مثل تلك الفعاليات وتنفيذ العديد من التكاليف لما يضمن حضورهم وتفاعلهم، وتضيف: وهذه الندوات مهمة أيضاً لأنها مرتبطة بنوعية مخرجات الحوار الوطني في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ اليمن المعاصر التي تضعنا على أعتاب مرحلة جديدة واعدة بإذن الله. وتختم د. بلقيس: ويهمنا أن يطّلع طلابنا ويتفاعلون مع مخرجات الحوار الوطني الشامل ويلتقون ويحاورون كبار الشخصيات في فرق الحوار الوطني، أكاديميين وباحثين، كما أننا نسعى لاستثمار المبادرات الشبابية في الكلية لتنظيم فعاليات أخرى في الميدان لتوعية الناس بتلك المخرجات، ولابد أن يكون الشباب على إطلاع مستمر بما يحدث لأن المرحلة القادمة تحتاج من الجميع أن يكونوا على قدر كبير من الوعي والمراقبة أيضاً، لأن من يصيغون الدستور ومن بعده القوانين سيصيغون مستقبلنا والأجيال القادمة من بعدنا. آخر الأوراق في نهاية تجوالنا بين أوراق ومفردات ندوة التنمية المستدامة التي أقيمت بكلية الإعلام، نقول: ليس غريباً أن تأخذ هذه الكلية دورها الطبيعي في التنوير ونشر الوعي بين أوساط طلابها، وطلابها بدورهم ينقلون ذلك إلى الرأي العام وتوعية المجتمع، ولأن كلية الإعلام واجهة البلد والإعلاميين قادة حضارة ورأي، كما أن الإعلام لم يعد السلطة الرابعة فحسب، بل أثبتت الأحداث الأخيرة أنه السلطة الأولى ومايسترو الشعوب والمجتمعات، ومن هنا ندعو رئاسة جامعة صنعاء، والجهات المعنية بدعم ريادة الشباب بكلية الإعلام، لأن تلك الندوات والأنشطة تُقام بجهودٍ ذاتية من أكاديميين، ومعيدين، وطلاب، ونأمل في القريب العاجل أن تجد هذه الفعاليات والأنشطة بكلية الإعلام صدىً يليق بدورها الإعلامي، والاهتمام سواءً من رئاسة الجامعة، أو الجهات المعنية الأخرى.