تنطلق بالعاصمة صنعاء السبت المقبل فعاليات المعرض المشترك للمخطوطات اليمنية - الفرنسية بعنوان «فن الخط والزخرفة في الإسلام» تنظمه وزارة الثقافة وجامعة صنعاء وأمانة العاصمة، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأوروبي والمعهد الفرنسي والسفارة الفرنسية بصنعاء. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بالمعهد الفرنسي بصنعاء حول الترتيبات النهائية لتنظيم المعرض، أشار نائب وزير الثقافة هدى أبلان أن المعرض يجسد عنواناً للذائقة التاريخية المشتركة بين الشعوب، خصوصاً وأن فن الزخرفة والخط في عصر الإسلام يعد واحداً من أرقى العمل الإسلامي والإبداعي التي جسدت عمق الدين الإسلامي. وقالت: نحتفي اليوم بنوع من العرفان والإبداع لفن إسلامي كان لصيقاً لمبادئ وقيم متجذرة، بعيداً عن القراءات السياسية والدينية.. منوهةً بأن المعرض سيمثل رؤية علمية وإبداعية ويبرز جمال حوار الحضارات ليحكي امتزاجاً إنسانياً مشعاً يملأ الأرض حياة. من جانبهما استعرض وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات الدكتور مقبل التام الأحمدي، ورئيس جامعة صنعاء الدكتور عبدالحكيم الشرجبي، أهداف المعرض وطبيعة المشاركة لوزارة الثقافة وجامعة صنعاء، والذي يجسد في محتواه النص القرآني المقدس، من خلال محور الفن والزخرفة لمختلف أنواع الخطوط الإسلامية والنقوش والمنمنمات. وأشارا - بحسب وكالة «سبأ» - إلى أن المعرض يأتي ضمن فرص التبادل الثقافي والعلمي بين الوزارة والجامعة والسفارة الفرنسية والاتحاد الأوروبي في رعاية ودعم وإقامة الأنشطة الثقافية والعلمية المشتركة. مؤكدين على تطوير مجالات التعاون الثنائي بين الوزارة وجامعة صنعاء والسفارة الفرنسية في مختلف المجالات. من جانبه استعرض السفير الفرنسي بصنعاء فرانك جُليه مراحل إعداد المعرض الذي بدأ نهاية 2012م، وفكرته المستوحاة من معرض مماثل أقيم في المكتبة الوطنية بفرنسا عام 2011م حول الزخرفة في الإسلام. وأشار إلى أن النجاح الكبير الذي حققه المعرض بفرنسا جعل السفارة تفكر في نقل المعرض إلى الجمهور اليمني وعرض جزء من محتوياته التي تضم مخطوطات قطع تعبر عن الثقافة الإسلامية منذ مطلع القرن الأول للإسلام وحتى العهد العثماني والمشاركة بواقع 120 مخطوطة مصورة سيتم عرضها بثلاثة مواقع رمزية على الهواء الطلق بالعاصمة صنعاء، إضافة إلى حوالي 30 مخطوطة يمنية بواقع 40 مخطوطة نادرة في كل من ساحة باب اليمن، وأخرى بالجامعة القديمة «كلية الآداب» ومعرض آخر في حديقة السبعين. ولفت إلى أن عملية نقل المخطوطات من فرنسا كانت عملية صعبة وحساسة ولكن تم تصويرها ونقلها ليتم عرضها في الجدران والاستفادة منها في الأبحاث العلمية وللطلاب والباحثين اليمنيين، وهذه المعارض المتنقلة يتم إقامتها في عدد من البلدان الأوروبية. وأكد أن فرنسا تهتم بالتراث الإنساني والحضارة الإسلامية؛ وذلك من خلال الأعمال البحثية والعلمية والحفاظ عليها وصيانتها من الاندثار، حيث توجد مخطوطات تاريخية للتاريخ الإسلامي في المكتبة الوطنية بفرنسا ومعهد العالم العربي في باريس، وكذا تم تخصيص جزء في متحف اللوفر للفنون الإسلامية. واستعرض عدد من الفعاليات والأنشطة المشتركة التي نظمتها السفارة الفرنسية بصنعاء في مقدمتها معرض باريس والفن العربي المعاصر الذي أقيم نهاية 2012م بالمتحف الوطني بصنعاء بمشاركة كوكبة من ألمع التشكيليين اليمنيين والفرنسيين، وكذا معرض الفنان التشكيلي ناصر الأسودي الذي يجسد العلاقة بين الثقافتين اليمنية والفرنسية. بدورها أعربت رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بصنعاء السفيرة بتينا موشايت عن سعادتها بإقامة هذا المعرض في الوقت الراهن الذي طغت فيه السياسة على الجوانب الثقافية والفنية. معربة عن أملها في أن يتم نقل وإقامة هذا المعرض إلى كافة المحافظاتاليمنية للاطلاع على هذه المخطوطات التاريخية النادرة التي تجسد فن النقش والخط الإسلامي عبر التاريخ.