رغم كل ما يقال قبل أية انتخابات لاتحاد كرة القدم، وكذا الجزم أن خيوط اللعبة دائما يمسكها أحمد العيسي مما يجعل الأمور في النهاية تذهب حسب ما تشتهيه رغباته، إلا أن حدوث مفاجآت يظل أمراً وارداً بقوة، كما أن اختراق القائمة المحروسة لم يعد أمراً غريباً، بل أصبح متوقعاً يؤمن به من بيده الحل والربط حتى قبل المتابع العادي طالما أن الاقتراع سري ولا أحد يدري ما الذي يدونه المندوبون داخل ورقة الاقتراع..انتخابات اتحاد كرة القدم للدورة القادمة 2014 2018 والتي جرت صباح الثلاثاء الماضي بقصر الشباب بصنعاء جاءت نتائجها عكس ما كان يتوقع أو ما ظلت تلوكه الألسن خلال الشهرين الماضيين، حيث حدثت تغييرات في الأمتار الأخيرة للسباق أدت الى قلب الطاولة رأسا على عقب في بعض المناصب والمقاعد.. «ماتش» تكشف كواليس الليلة الأخيرة والتي غيّرت المشهد ورسمت السيناريو الجديد.. الصندوق الأسود • في ليلة الاثنين أي قبل ساعات فقط من بدء العملية الانتخابية كان الجميع على موعد مع أكبر مفاجآت هذه الدورة والمتمثلة في انسحاب سالم عزان ابرز المنافسين على منصب النائب الأول وترك السباق للثلاثي جمعان وباشنفر وزهره.. عزان لم يوضح سبب انسحابه وفضل الصمت إلا ان هناك انباء اكدت ان انسحابه يعود الى استبعاده من اللجنة الاشرافية للانتخابات بعد أن تم قبول الطعن على ملف ترشحه المتمثل في عدم امتلاكه لمؤهل علمي، حيث كان استمرار وضع اسمه ضمن قائمة المرشحين حتى آخر يوم مجرد ديكور وتقديرا له بعد الاتفاق معه على الانسحاب قبل الاقتراع.. انسحاب عزان المفاجئ كان بمثابة الصندوق الأسود الذي يفسر كل التغييرات التي طرأت على النتائج، حيث اضطر من يشرف على الطبخة الأخيرة على الاستغناء عن بعض المواد وإضافة مواد أخرى. جمعان .. وحيرة الانسحاب المرشح أحمد جمعان والذي تقدم بالترشح لمنصب النائب الأول في آخر لحظة قبل إغلاق الباب رسميا كان قرار دخوله معمعة التنافس على أهم ثاني منصب في الاتحاد مفاجئا للجميع ومؤشرا جليا ان سباق الانتخابات سوف يزداد سخونة وإثارة.. أحمد جمعان ذلك الاسم الذي لم يكن معروفا في الوسط الرياضي ابدا ارتبط اعلان ترشحه بظهورعدة اسئلة حائرة مثل: ما الذي دفعه للترشح؟ ومن يقف وراءه؟ وهل يعقل ان يجازف رجل اعمال مشهور باسمه دون ان يكون لديه ضوء اخضر؟ والسؤال الاخير جعل الاغلبية تتوقع ان يذهب هذا المنصب له.. ومثلما كان ترشح جمعان في اللحظات الأخيرة مفاجئا كان انسحابه قبل بدء العملية بدقائق محيرا ايضا ولم يجد له الكثيرون تفسيرا حتى هذه اللحظة.. مصادر اكدت ان جمعان اخطأ في الحساب عندما ظن ان ترحيب العيسي بعزمه على الترشح كان بمثابة التزام او عربون لجلوسه على كرسي النائب الأول والفوز به من دون وجع رأس وان الأمر سوف يحسم بالتزكية بعد أن يتم الضغط على كل المرشحين للانسحاب لصالحه.. جمعان حسب ما أكدته مصادر مؤكدة طلب من العيسي في اجتماع مغلق قبل بدء الاجتماع بلحظات الضغط على باشنفر للانسحاب وعندما رأى عدم التجاوب مع طلبه اعلن انسحابه وغادر القاعة بناء على نصيحة من مندوب الصقر زيد النهاري حتى يتفادى السقوط المدوي. المؤتمر يسقط الزنم • منذ البداية كان أغلب التوقعات تصب لصالح المرشح عبدالمنعم شرهان في الفوز بمنصب النائب الثاني نظرا لعدة اسباب اهمها ان العيسي وعد ابن ذمار بالتعويض عن إخفاقه في الانتخابات الماضية وذهاب المنصب لصالح جمال حمدي بعد تدخل قيادات كبيرة في الدولة يومها.. لكن لم يكن احد يتوقع ان يكون الفارق بين شرهان ومنافسه مرشح اتحاد إب علي الزنم بهذا الفارق الكبير من الأصوات والذي وصل الى 54 صوتا.. مصادر خاصة أرجعت هذا الفارق الكبير الى إعلان الزنم مرشحا للمؤتمر الشعبي العام وتبني شخصيات مؤتمرية كبيرة لهذا الأمر والدخول في مواجهة وتحدٍّ مع العيسي الذي رفض دخول الحزبية في الانتخابات ليسقط الزنم في النهاية بالضربة القاضية. قائمة من ستة فقط!! الأخبار المؤكدة تقول انه في ليلة الانتخابات تم الاتفاق النهائي على الدخول بقائمة مكونة من ستة أشخاص فقط على أن يتم منح المندوبين الحرية في اختيار من يريدون للمقعدين المتبقيين.. وقد جاء الاتفاق على ان تمنح المحافظات الشرقية والجنوبيه ثلاثة مقاعد في القائمة حددت في مرشح حضرموت طلال بن حيدرة ومرشح أبين احمد مهدي سالم ومرشح لحج د.حسن عبدربه في حين تذهب الثلاثة المقاعد الأخرى لصالح المحافظات الغربية والشمالية ممثلة في مرشح الأمانة احمد الشرفي ومرشح أب عبدالفتاح لطف ومرشح الحديدة د.ابوعلي غالب.. وفعلا نجحت القائمة كما هي باستثناء سقوط مرشح الحديدة ابوعلي غالب بسبب ما استجد من تربيطات جديدة داخل القاعة بعد ذهاب المنصب الاول والثاني في الاتحاد الجديد لصالح مرشحين من محافظة الحديدة. باشنفر يطيح بابوعلي كان لانسحاب المرشح الأبرز لمنصب النائب الأول أحمد جمعان وتمهيد الطريق أمام حسن باشنفر للفوز بالمنصب بكل أريحية أثر واضح على القائمة المتفق عليها، حيث كان ضحية ذلك مرشح الحديدة للعضوية ابوعلي غالب.. الاخبار المؤكدة تقول ان تحركات قام بها مندوبو بعض المحافظات داخل القاعة بعد اعلان فوز باشنفر هي من اسقطت ابوعلي غالب على اعتبار أن محافظة الحديدة يكفيها منصبي الرئيس والنائب ولا يمكن منحها مقعدا آخر في العضوية فحدثت اتفاقات جانبية بين المندوبين اسفرت عن خروج ابوعلي من القائمة ودخول عضو آخر في اللحظات الأخيرة. مسقط الرأس ينفع الشرفي كانت حظوظ مرشح وحدة صنعاء أحمد الشرفي منذ أن أعلن ترشحه ضئيلة جدا إلا أن انسحاب مرشح البيضاء سالم عزان من سباق التنافس على منصب النائب الأول رفع حظوظ الشرفي الى نسبة الفوز الأكيد وذلك بدخول القائمة المحروسة.. فقد تم الاتفاق على ضرورة منح البيضاء مقعدا في العضوية بعد أن تنازلت عن منصب النائب الأول ليكون احمد الشرفي أكثر المستفيدين من هذا الاتفاق بحكم (مسقط الرأس) حتى وإن كان دخوله السباق جاء عبر بوابة النادي العاصمي وحدة صنعاء.. وفعلا مصائب قوم عند قوم فوائد. الخلقي .. المفاجأة الكبرى المفاجأة الكبرى في نتيجة الانتخابات خلال هذه الدورة هو الفوز الكبير لمرشح محافظة صنعاء سمير الخلقي، حيث لم يكن هذا الاسم ضمن الأسماء المتوقع دخولها مجلس الإدارة نهائيا.. الكثير من القريبين من العملية الانتخابية أرجعوا فوز الخلقي الكاسح الى الأخلاق العالية التي يتمتع بها هذا المرشح الى جانب استفادته من العلاقات التي نسجها مع مندوبي الأندية في انتخابات الدورتين الماضيتين والتي اخفق فيها.. أما بالنسبة للمقعدين الأخيرين اللذين ذهبا لصالح لبيب المهدي وعبدالوهاب الزرقه فتؤكد الأخبار ان فوزهما جاء ثمرة تحركهما مع مندوبي الأندية واقتناع أعضاء الجمعية العموميه انهما الأفضل من بين بقية المرشحين خارج القائمة المتفق عليها.