أكد رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني أن الدستور والقانون قد كفلا لكل فرد وجماعة حق التعبير عن الرأي تجاه أي شأن من الشئون العامة، وقال في افتتاح ندوة المسؤولية الوطنية ودورها في مواجهة العنف والتطرف " من غير المقبول بعد ذلك أن يلجأ البعض إلى العنف والتطرف والإرهاب لتحقيق غاية مكفولة سلمياً". ودعا إلى تضافر جهود الجميع في إطار مسئولية وطنية مشتركة للتغلب على تحديات وتأثيرات ظواهر العنف والتطرف والإرهاب. وقال في الندوة التي نظمها التحالف الوطني لمنظمات المجتمع المدني (تكاتف) ومؤسسة وطن لتعميق الولاء الوطني" الندوة تجسد البعد الأهم للدور الذي يتعين على منظمات المجتمع المدني أن تؤديه، إلى جانب دورها كشريك أساسي وفاعل في تحقيق التنمية المستدامة". واشاد رئيس مجلس الشورى بالتحولات التي شهدها اليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وباعتماده الديمقراطية والتعددية منهج حياة، ومستوى الالتزام الذي أظهرتها بلادنا تجاه مبادئ حقوق الإنسان وحرية الرأي والتداول السلمي للسلطة. وقال" حري بوطننا وقد توفر له كل ذلك أن يظل واحةَ سلامٍ تنتعش فيها قيمُ الحريةِ والديمقراطيةِ والتنميةِ والازدهار". وأشار إلى الخطوة الهامة التي أنجزت مؤخراً، تنفيذا للبرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس، والمتمثلة بإقرار التعديلات القانونية بشأن انتخاب محافظي المحافظات وإقامة حكم محلي واسع الصلاحيات. وأضاف رئيس مجلس الشورى:" إن اليمن ينجز بهذه الخطوة تحولاً آخر مهماً بإقامة نظام حكم محلي واسع الصلاحيات وبهيئات وقيادات منتخبة بالكامل، لافتا إلى إن هذه الخطوة ليست إلا جزء من منظومة إصلاحات شاملة تضمنتها مبادرة فخامة الرئيس وتستهدف إحداث تغيير في بنية النظام السياسي وفي النظام الانتخابي وتستهدف كذلك تمكين المرأة من المشاركة الواسعة في صنع القرار. وقال: إن اليمن يمضي بثبات باتجاه تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة مستنداً إلى خططٍ تنموية مدروسة بعناية، وإلى رؤية واضحة بشأنِ استخدامِ موارده المتاحة، ومستنداً كذلك إلى دعم دولي غير مسبوق تجلى في مؤتمر لندن للمانحين. وخلص إلى التأكيد أن كل تلك الحقائق والمؤشرات الإيجابية ينبغي أن تعزز لدينا جميعاً الثقة بوطننا وبمستقبله الآمن المستقر، المشرق والمزدهر بإذن الله تعالى. ووصف رئيس مجلس الشورى العنف والتطرف والإرهاب، بأنها أفعالٌ وظواهرُ تستهدف الإنسان باعتباره فرداً، وتستهدف معه الوطن والاقتصاد والسلم الاجتماعي. وقال في هذا الخصوص: إن وطننا الذي عانى كثيراً من هذه الظواهر، كان فريداً في أسلوب مواجهته لها، إذ لم يعتمد فقط الإجراءات الحازمة من خلال أجهزة الدولة العسكرية والأمنية، بل اعتمد أيضاً نهج الحوار الذي كان له أثره في انحسار وضعف تأثير وفعالية تلك الظواهر. وأشار إلى أن كُلاً من العنف والتطرف والإرهاب ظواهرُ تتغذى وتنمو بادئ ذي بدئ، في بيئة فكرية متطرفة، لا تقبل بالآخر، بل وتغرس في عقول الشباب وهمَ امتلاك الحقيقة المطلقة، فتدفعهم إلى فعل العنف والتطرف بقناعات مغلوطة بمشروعية ما يفعلون. وأكد على أهمية الندوة " التي ركزت على استدعاء المسئولية الوطنية ودورها لمواجهة العنف والتطرف". ودعا إلى أهمية أن تبدأ المسئولية الوطنية أولاً بفهم ثقافة وفكر العنف والتطرف والإرهاب وتتبع منابعها، وثانياً بإدراك حجم تأثيراتها السلبية على أمن واستقرار الوطن والسلم الاجتماعي، وكذا معرفة الكلفة الاقتصادية والاجتماعية لهذه الظواهر المقيتة والمنافية لقيم الدين الإسلامي الحنيف، ذلك المستوى من الوعي حينما يتوفر. وأكد إن هذا المستوى من الوعي كفيلٌ بأن يحشد قوى المجتمع وكل فرد فيه لمواجهة هذه الظواهر الخطيرة على وطننا وشعبنا. من جانبه ثمن الشيخ جبري إبراهيم في كلمته عن علماء اليمن فكرة قيام تحالف وطني من أجل المبادئ السامية للتسامح والوحدة بين جميع أفراد المجتمع. واعتبر أن أي فكر وسلوك منحرف ومتشدد يحاول الإضرار باليمن وأمنه واستقراره فإنه فكر دخيل على المجتمع والأرض اليمنية التي وصفها الله تبارك وتعالى بالبلد الطيب بطبيعته وأخلاق أهله. وقال: " الذين يحاولون إقلاق الأمن والاعتداء على الأنفس إنما يعتدون على حق الله ورسوله، ويسعون إلى الفساد في الأرض، وأن إكرام الأنفس والإحسان إليها هو الدين بذاته". ودعا منظمات المجتمع المدني ومن يمارسون الخطابة والمدرسين إلى الابتعاد عن الحماس الزائد الذي يخرج عن التوازن في توجيه الناس تجاه مختلف القضايا وأن هذا الأمر مسؤولية وأمانة في أعناق الجميع. وأكد أن من يحاول تشتيت وحدة الأمة والوطني فإن ذلك لا يمت إلى الدين بصلة لأن الإسلام جاء أساسا من أجل توحيد الناس والأمة، وأن على العلماء أن يقوموا بدورهم التنويري للمجتمع بخصوص مختلف المسائل الحياتية والدينية. إلى ذلك أوضح كل من وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الأوقاف الدكتور حميد المطري والدكتور علي العولقي أستاذ القانون الدولي في أكاديمية الشرطة في كلمة وزارة الداخلية، حاجة المجتمع لتعزيز وتكريس قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على التسامح والمحبة ونبذ العنف. وأشارا إلى أهمية الدور الذي يجب أن تقوم به مؤسسات المجتمع من المدرسة إلى المسجد والأسرة والأجهزة الأمنية والمؤسسات الشبابية والثقافية والمنظمات الحزبية والجماهيرية من أجل الحفاظ على مستقبل اليمن والإسهام الفاعل في تقدمه وتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، وتجسيد مبادئ المساواة واحترام حقوق الإنسان وتوثيق الصلة والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع. من جانبهما دعا رئيس التحالف الوطني لمنظمات المجتمع المدني تكاتف إبراهيم شجاع الدين ومهدية الصعدي عن المنظمات لتظافر جهود الجميع لمواجهة الأفكار المشوهة التي تستهدف أمن واستقرار الوطن ووحدته الاجتماعية. ونوها إلى اهتمام الدولة والقيادة السياسية بدعم جهود منظمات المجتمع المدني لتقوم بدورها الوطني تجاه القضايا الوطنية والاقتصادية والاجتماعية وإشراكها في مناقشة هذه القضايا. وأشارا إلى أن من أهداف التحالف الوطني لمنظمات المجتمع المدني الذي يضم أكثر من ستين منظمة العمل على تعزيز ثقافة الولاء الوطني وحماية الثوابت الوطنية والتصدي لثقافة العنف باعتبارها ثقافة دخيلة على المجتمع اليمني والدين الإسلامي الحنيف. هذا وأعلن شجاع الدين عن تأسيس التحالف الوطني لمنظمات المجتمع المدني فروع له في عموم محافظات الجمهورية. وناقشت محاور الندوة مجموعة من أوراق العمل للدكتور عبدالعزيز الشعيبي عميد كلية التجارة والاقتصاد حول رؤية أولية لإستراتيجية وطنية للقضاء على العنف والتطرف، والدكتور خالد الحاج من جامعة صنعاء حول ثقافة التعصب، والشيخ يحيى النجار حول نتائج السلوك الإرهابي في تشويه رسالة الإسلام، بالإضافة إلى ورقة عمل للدكتور قاسم الطويل حول مخاطر الفكر المتطرف على أمن واستقرار الوطني، وأخرى لجابر البواب بخصوص رؤية نقدية لظاهرة الإرهاب والجذور الفكرية والثقافية لهذه الظاهرة.