مرحلة جديدة يقبل عليها اليمنيون وعقد اجتماعي جديد عليه يمضون فيه، كان ذلك نتيجة حوار وطني دام لأشهر استطاع اليمانيون الخروج بوطنهم من التمزق والتشرذم كما دعا إليها البعض.. ففي الآونة الأخيرة علت بعض الصيحات المنادية إلى جر البلاد إلى أتون صراعات واسعة لكن الحكمة اليمانية تجسدت في أحلك ظرف تمر به البلاد . ويأتي عيد 22 مايو ..ذكرى التئام الشطرين في يمن واحد يجسد مدى وعي الإنسان اليمني على ضرورة لحمة الأمة ليكون بذلك الإنسان اليمني سباقاً إلى لم شعث الأمة العربية التي هي اليوم بحاجة إلى التوحد أكثر من أي وقت مضى. لكن الوحدة اليمنية وطيلة عقدين من الزمن كانت قد مرت بمتغيرات وسياسات أدت إلى أصوات نشاز تطالب بالعودة بالوطن إلى ماقبل العام 1990م. دعوات التشظي فشلت غالب السميعي شاعر وكاتب صحفي قال ل«الجمهورية»: تأتي الذكرى الرابعة والعشرون لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ظل ظروف استثنائية تعيشها اليمن وتأتي وقد أنجز اليمنيون مؤتمر الحوار الوطني الذي تمخض عن مخرجات وطنية هي المعول عليها في حل كل المعضلات في البلاد. وأضاف السميعي: إنني هنا أؤكد أن كل الدعوات التي نالت وتنال من وحدة البلاد هي دعوات باطلة، ذلك لأن الوحدة هي رغبة وأمل الشعب اليمني كله جنوبه وشماله وشرقه وغربه وأن ماحدث من أخطاء سابقة لاتتحمله الوحدة بل تتحمله السياسات الخاطئة للأفراد. وأشار إن على اليمنيين اليوم أن يدركوا أن لا مخرج لمشكلاتهم أو لتعميق وحدتهم إلا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني على الواقع والرضا بالصيغة الجديدة عبر الفيدرالية والأقاليم التي يعوّل عليها في إحداث نهضة اقتصادية وتحقيق المواطنة المتساوية والابتعاد عن عودة شبح الحروب والفتن من جديد ويعول عليها أيضاً في تعميق وحدة الشعب بعكس مايقوله المغرضون والمتشائمون. واعتبر السميعي دعوات التشظي والفرقة إنما هي مشاريع فاشلة لأنها لا تنتصر للوطن مطلقاً بل تضر به أيما إضرار، وتنتصر لمصالح الأفراد الضيقة فقط، رغم دعاويهم الزائفة المستندة إلى شعارات عفى عليها الزمن. وقال: إن علينا كيمنيين أن ندرك اليوم أن قوتنا في وحدتنا وأن قادم الأيام ستكون أفضل وأجمل بإذن الله في ظل لحمة وطنية تبني الوطن في إطار أجندة وطنية خالصة بعيداً عن الأجندة الداخلية والخارجية الطامعة التي تستهدف الوطن وتعمل على تقويض أمنه واستقراره. للأسف إلى يومنا هذا نعاني من هذه المتناقضات لعل وعسى قيادتنا الحكيمة تجد الحلول والمخارج، لكننا نعلق أكثر آمالنا على مخرجات الحوار الوطني ليرسم مستقبل الشعب والخروج إلى مستقبل واعد لكل اليمنيين. وحدة الأخوة والمحبة عبدالباسط الصبيحي رئيس اتحاد شباب اليمن فرع لحج تحدث ل«الجمهورية»قائلاً: تمر علينا الذكرى الرابعة والعشرين للوحدة اليمنية ونحن بين مفترق كفتي التفاؤل والشتاؤم ، التفاؤل بمستقبل مشرق يحقق الشراكة الفعلية بالسلطة والثروة أو أن نكون متشائمين من الوضع الذي تمر به البلاد ومن واقع مؤلم مرت عليه الوحدة بسنواتها الماضية. ويشير الصبيحي أن مخرجات الحوار الوطني قد أتت بعقد اجتماعي جديد لدولة يمنية اتحادية جديدة تسهم بشراكة حقيقية في السلطة والمشاركة الشعبية الواسعة من خلال نظام فدرالي جديد قائم على إعادة الثقة لوحدة عظيمه كانت حلم اليمنين عند تأسيسها، وأصبحت مخطوفة بيد شلة من منتفعين وفاسدين من شركاء الحكم في فترة الوحدة والحرب المشؤومة حد قوله. وأشار إلى أن كل تلك القيادات التي تولت السلطة في العام 90 م و94 م وكل الشركاء السياسيين لم يتمكنوا من الحفاظ على وحدة وتلاحم الشعب وتحقيق ما كان يتطلع له المواطن شرقاً وغرباً وكذا النخبة السياسية والمثقفة والمتطلعة للتغيير والبناء التي كان صوتها ضعيفاً وغير مسموعاً أو مقبولاً ؛ كل ذلك أسهم في تعزيز الشرخ الاجتماعي في الانتماء الوطني للشعب اليمني الواحد. وقال رئيس اتحاد شباب اليمن في لحج الصبيحي أن هناك من وصفهم بضعفاء النفوس كانوا قد ساهموا في استغلال مشاعر الناس نتيجة الظلم والتهميش الحاصل والذي طال أبناء المحافظات الجنوبية، وظهور نبرات مناطقية وكراهية لم يشهدها اليمن في مراحل سابقة. فقد كانت النخب السياسية في الشطرين قبل الوحدة مختلفة ، وأشار إلى أن الشعب اليمني موحّد بالإرادة والعزيمة، ولم تستطع البراميل الشطرية والحواجز الأمنية أن تمنع المواطنين في الشمال أو في الجنوب من التعايش والاستقرار. فقد كانت مدينة عدن حاضنة لجميع من يأتي إليها من المحافظات الشمالية حينها بل وتقلّد أبناء المحافظات الشمالية العديد من المناصب القيادية في الدولة دون أي تمييز كما كانت بالمقابل مناطق الشمال حاضنه للعديد من القيادات الجنوبية إلى جانب مواطنين عاديين يعيشون بدون أي فرز عنصري وشكلوا حينها لحمة وطنية واحدة. وقال: إن كل الشباب في لحج وكل محافظات الجمهورية يحدوهم الأمل في سرعة تنفيذ ما توصل إليه مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمتمثلة بصياغة عقد اجتماعي جديد، وضرورة إعادة المظالم وتطبيق كل ما ورد في مفردات الحوار الوطني دون أية اعتبارات سياسية. زمن الصراعات ولّى محمد أحمد صويلح رئيس منتدى الخضيرة الثقافي في لحج تحدث ل«الجمهورية» قائلاً: يهل علينا العيد الرابع والعشرين للوحدة المباركة التي جاءت تتويجاً لمطالبات وبعد صراعات وفرقة وشتات وجاء المصير الذي رسمنا فيه لوحة الأمل وحينها كان مايو عيد الأعياد. وأضاف: إنه وفي ظل الظروف التي واكبت وحدتنا بالرغم من لذة تحقيق المصير وأمل الشعب وطموحه وسعادته وحرية تنقله لكنه واجه عراقيل وتحديات وقلاقل ومن المؤسف أن نرى هذا النقيض الذي عكر صفو الوحدة المباركة..وأشار إلى أن الشعب اليمني في شماله وجنوبه لا سيما أولئك الشرفاء حريصون على وحدة وأمن البلاد ..مضيفاً أن الدعوات إلى العودة باليمن الواحد إلى الماضي لايمكن وأن زمن الصراعات لايمكن العودة إليه.