الرهوي يشيد بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية    نجم مانشستر سيتي في طريقه للدوري التركي    الطوارئ الإيرانية: إصابة 14 من طواقم الإسعاف وتضرر 7 سيارات جراء العدوان الصهيوني    السلطات الإيرانية تقبض على جاسوس أجنبي للموساد في يزد    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    تقرير دولي يحذر من عودة قوات صنعاء لهجماتها البحرية في حال توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي    وزيرالكهرباء ومحافظ المحويت يناقشان أوضاع مشاريع المياه والصرف الصحي    الشغدري يتفقّد مشاريع خدمية في دمت بالضالع    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    إخماد حريق في منزل بمنطقة شملان    عن "حروب الانهاك والتدمير الذاتي واهدافها"    الصهاينة يشكون التكتيكات الإيرانية ويصفونها بحرب استنزاف    تفكيك عبوة ناسفة إلكترونية لشبكة تجسس صهيونية غرب طهران    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    رئيس الوزراء يناقش مع وزير العدل مستوى تنفيذ خطة الأولويات العاجلة    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    نقاط تقطع مسلحة للحرابة ودعوة المتحاربين إلى حضرموت    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    هل أعداء الجنوب يلبسون طاقية الإخفاء    الأرصاد يتوقع هطول امطار على بعض المرتفعات ورياح شديدة على سقطرى ويحذر من الاجواء الحارة    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    ترحيب حكومي بالعقوبات الأمريكية الجديدة على شبكة تمويل وتهريب تابعة للمليشيا    شبكة حقوقية تدين إحراق مليشيا الحوثي مزارع مواطنين شمال الضالع    بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر    علي ناصر يؤكد دوام تآمره على الجنوب    بقيادة كين وأوليسيه.. البايرن يحلق إلى ثمن النهائي    الأحوال الجوية تعطل 4 مواجهات مونديالية    حشوام يستقبل الأولمبي اليمني في معسر مأرب    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    هذا أنا .. وفي اليمن روحي    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    قبل أن يتجاوزنا الآخرون    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    كارثة كهرباء عدن مستمرة.. وعود حكومية تبخرّت مع ارتفاع درجة الحرارة    الذهب في طريقه لتكبد خسائر أسبوعية    المبرّر حرب ايران وإسرائيل.. ارتفاع أسعار الوقود في عدن    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    نتائج الصف التاسع..!    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    كأس العالم للاندية : ميسي يقود انتر ميامي لفوز ثمين على بورتو    فعاليتان للإصلاحية المركزية ومركز الحجز الاحتياطي بإب بيوم الولاية    جماعة الإخوان الوجه الحقيقي للفوضى والتطرف.. مقاولو خراب وتشييد مقابر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسوعة الرياضة اليمنية «عبدالحميد السعيدي» يتذكر في حوار شيّق ل«ماتش»:
الرياضيون «سبقوا الساسة» في إعلان الوحدة، و 8 فبراير شهد ميلاد أول وثيقة رياضية «ليس فيها شمال أو جنوب»
نشر في الجمهورية يوم 24 - 05 - 2014

عبدالحميد السعيدي أحد الشواهد الرياضية التي صاغت التاريخ الرياضي الوحدوي قبل عام 1990.. اسم سيظل خالداً في أذهان الأجيال الرياضية المتعاقبة.. وموسوعة رياضية صيغت بأحرف من ذهب في السجل الرياضي الوحدوي قبل وبعد قيام الوحدة اليمنية المباركة.. الحديث معه له طابع خاص، يقودك إلى استرجاع الذكريات الجملية التي عاشها الرياضيون الوحدويون الذين تمردوا على التشطير ليسبقوا السياسيين في رسم ملامح وحدة الوطن الواحد.. عندما دلفنا مكتبه بوزارة الشباب والرياضة كنا على يقين أننا سنروي أفئدتنا بما ترنو لها بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا.. لم يبخل علينا في سرد أجمل الروايات وأروع التفاصيل عن تلك الفتاة الحسناء ذات الأربعة والعشرين «ربيعاً» التي أسرت القلوب، وخطفت ألباب الرياضيين قبل السياسيين.. الفتاة التي كبرت مع أحلامهم حتى أصبحت اليوم في عنفوان شبابها تتزين بأبهى حللها كإشراقة شمس أضاءت بعد سنوات من الظلام.. إنها الوحدة اليمنية التي يعيش هذه الأيام كل الرياضيين في عموم الوطن الواحد غمرة احتفاليتها..
«ماتش» التقت وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة عبدالحميد السعيدي في حوار وحدوي خالص.. فإلى الحصيلة:
* أستاذ عبدالحميد في البدء ماذا تعني لك الوحدة اليمنية؟
الوحدة اليمنية هي إشراقة الشمس المنيرة التي أنارت الطريق بعد ظلام دامس عاشه أبناء اليمن من التشطير، وهي الحلم الذي ظل يراود أبناء اليمن الواحد داخل شطريه وفي الخارج خلال العقود الماضية.. حتى شاءت إرادة المولى عزّ وجل وتحقق الحلم المستحيل ليصبح حقيقة، تحقق الحلم بعد طول معاناة ومباحثات وطول تردد وبعد حروب بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد والأسرة الواحدة.. حتى جاءت شمس مايو المجيد وأشرقت شمس الجمهورية اليمنية والتقى الأشقاء واجتمع شمل الأسرة، وصار الجميع ينعمون بالأمن والاستقرار والخير في ظل سماء الوحدة.. وها نحن اليوم نحتفل بالعيد الوطني الرابع والعشرين من عمر وحدتنا اليمنية العظيمة وقد أصبحت فتية في عنفوان شبابها تتزيَّن بأبهى الحلل.. وكانت تطلعات وأماني صادقة ونبيلة يختزنها كل إنسان يمني “رجلا وامرأة وطفلا وكهلا وشابا”.. يتطلعون جميعاً إلى اللحظات التاريخية التي يتوحد فيها شعبنا اليمني أرضاً وإنسانا.
* أستاذ عبدالحميد باعتباركم أحد الشواهد الرياضية التي صاغت تاريخ وحدة الوطن.. حدثنا عن الذكريات الجميلة وكيف بادر الرياضيون الى إعلان وحدتهم قبل السياسيين؟
سعيد أن أكون ممن يتحدثون عن هذه المناسبة الغالية على قلوب كل اليمنيين والذي كان للرياضيين الدور السباق والمتميز على درب الوحدة، وباعتباري ممن عايشوا العديد من الشواهد الرياضية المحلية والخارجية التي جسدت الوحدة وإعلان الوحدة الرياضية قبل إعلان الوحدة اليمنية في الثامن من فبراير 1990 في محافظة عدن بدمج اللجنتين الأولمبيتين لتصبح لجنة أولمبية واحدة تسمى اللجنة الأولمبية اليمنية، ومهر محضرها في هذا التاريخ بتوقيع الأخوين العزيزين الأستاذ محمد غالب أحمد رئيس المجلس الأعلى للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية في الشطر الجنوبي والدكتور محمد أحمد الكباب وزير الشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية في الشطر الشمالي، هذا المحضر الذي شهد أول وثيقة رياضية رسمية ليس فيها جنوب أو شمال فهو اليوم التاريخي في حياة الرياضيين اليمنيين في كل أرجاء الوطن اليمني، لأنه اليوم الذي أعلن فيه قيادات العمل الرياضي الأولمبي اليمني نهاية التشطير في مسيرة العمل الرياضي الأولمبي من أجل تحقيق الأماني والتطلعات النبيلة في الوحدة اليمنية الهدف الذي كان الرياضيون في طليعة أصحاب السبق في المبادرات الوحدوية.
* كيف لعبت الرياضة على إذابة الفوارق وقربت المسافات بين أبناء الوطن الواحد؟
الرياضيون كان لهم الدور البارز والهام في وضع الخطوات الأولى نحو تحقيق وحدة اليمن، وقد عملت الرياضة ومنذ وقت مبكر على إذابة الفوارق وقربت المسافات المتباعدة بين أبناء الوطن حيث سعت الى نسج خيوط الترابط والتلاحم واخترقت حواجز التشطير البغيض.. ولمت شمل الأسرة اليمنية الواحدة ووضعت الخطوات الأولى لتحقيق هذا المنجز العظيم، ولم تكن الوحدة اليمنية بالنسبة للرياضيين والشباب وقياداتهم آنذاك مجرد حلم فقط.. بل ترجموا هذا الطموح بالعمل على أرض الواقع.. وكانوا السباقين لوضع اللبنات الأساسية والجادة نحو تنفيذ مشروعهم الوطني العظيم.. وأوجدوا قنوات التواصل من خلال إقامة الفعاليات الرياضية والمسابقات الموحدة على مناسبات مختلفة.. وكانت البداية عامي 1971- 1972 حين نظمت أول بطولة كروية على كأس 26 سبتمبر وشارك فيها منتخبا اليمن وفريق من الجماهيرية الليبية.. ثم واصلوا مساعيهم نحو هذا الهدف العظيم واستمر التواصل والزيارات بين عدن وصنعاء، وفي عام 1980 تمخضت أول اتفاقية عمل مشتركة تهدف إلى تعزيز العلاقات الشبابية والرياضية بين أبناء الوطن الواحد.. وعمدت القيادات الشبابية إلى تنفيذ البرنامج المشترك وأطلق المشروع عام 1981م بتنظيم مسابقات وبطولات للفرق أبطال الدوري في مختلف الألعاب التي تمارس وسميت البطولات باسم كأس اليمن الموحد وأقيمت هذه المسابقات لأبطال الدوري في صنعاء وعدن وشاركت فرق التلال وشمسان والوحدة من عدن والشعب والوحدة من صنعاء, بالإضافة إلى منتخبات صنعاء والحديدة ولحج وحضرموت وأقيمت بعد ذلك بطولة كأس الاستقلال الوطني التقى فيها فرق التلال من عدن والأهلي من صنعاء.
* ماهي أبرز التفاعلات الرياضية في سبيل توحيد اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي؟
التجسيد الحقيقي كان في عام 1988 من خلال تشكيل منتخب اليمن الموحد لملاقاة المنتخب الاثيوبي ذهابا وإيابا في محافظة أبين والمنتخب السوداني في صنعاء عام 1988 وهذه هي أبرز تفاعلات الرياضيين في سبيل توحيد الوطن اليمني الحبيب.. واليوم ونحن في القطاع الشبابي والرياضي نحتفل مع كل أبناء الوطن بعيد وحدتنا في ذكراها ال24 يحق لنا أن نفرح وأن نكون في مقدمة الصفوف مثلما كنا كذلك عند تجسيدنا لوحدة الوطن الغالية.. يحق لنا أن نفخر بما تحقق من منجزات رياضية عملاقة ومن نهضة كبيرة.. وبفضل وحدتنا المجيدة هانحن اليوم نحتفل بالعيد الرابع والعشرين لإعلان قيام وحدتنا وكلنا فخر واعتزاز بلم شمل الوطن الواحد.
* ماهي الشواهد التاريخية الرياضية التي تجسدت قبل إعلان الوحدة اليمنية محلياً وخارجياً؟
بما أنني واحد ممن لهم دور متواضع، وممن عايشوا العديد من الشواهد الرياضية المحلية والخارجية التي جسدت الوحدة اليمنية قبل إعلانها.. في هذا الصعيد أخذ التعاون والتنسيق والتضحية وبدون رسميات وملفات بين قيادات ورواد الحركة الرياضية اليمنية أشكالاً متعددة على المستوى الداخلي والوطني والخارجي العربي والآسيوي وبنفس يمني وطني واستعرض نموذجاً وطنياً وحدوياً لتمثيل اليمن.. وهناك العديد من القيادات والرواد الرياضيين لهم شواهد رياضية وحدوية محلية وخارجية في التنسيق والتجسيد العملي ويمكن اختصار أبرزها على النحو التالي:
أولاً: على صعيد التنسيق والتجسيد والتعاون في الداخل قبل إعلان الوحدة وهي نشاطات رياضية أخذت أشكالاً عدة على النحو التالي:
1 تنظيم دورة كروية عربية مصغرة في صنعاء على كأس 26 سبتمبر للموسم 1970 1971 في لعبة كرة القدم شارك في هذه الدورة فريقا شطري الوطن سابقاً والجماهيرية العربية الليبية.
2 تنظيم مسابقة كأس اليمن في كرة القدم بين فرق شطري الوطن عام 1980 1981م.
3 تنظيم مسابقة كأس الاستقلال في عدن 1981 بين بطلي الكأس للشطرين التلال عدن والأهلي صنعاء.
4 تكوين منتخبات موحدة في كرة القدم للقاء المنتخبات الشقيقة والصديقة بالشطرين 88 89.
5 المشاركات في المناسبات الوطنية للشطرين.
6 التوقيع على برنامج تنفيذي للمعمل المشترك بين قيادتي الشطرين إضافة الى تبادل زيارات الفرق الرياضية للمحافظات والقيادات الرياضية.
7 توقيع محضر وثيقة إعلان دمج اللجنة الأولمبية بالشطرين في 8 فبراير 1990 بعدن وتشكيل الاتحادات الرياضية العامة الموحدة للألعاب الرياضية وتنظيم الموسم الرياضي على مستوى الوطن اليمني وكانت نهاية التشطير في مسيرة العمل الرياضي الأولمبي في اليمن.. وقعها رئيس اللجنة الأولمبية بصنعاء د.محمد أحمد الكباب وزير الشباب والرياضة وعدن محمد غالب أحمد رئيس المجلس الأعلى للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية.. واعلن فيها عن حقيقة الدور السباق والمتميز للرياضيين اليمنيين على درب الوحدة المباركة.
ثانياً: على الصعيد الخارجي شمل الآتي:
1 تنسيق الآراء وتوحيد المواقف في القضايا الرياضية في المحافل عربياً وآسيوياً ودولياً.
2 دعم أي مرشح من كلا الشطرين للحصول على منصب قيادي رياضي في أية منظمة أو اتحاد أو هيئة رياضية.
3 الاتفاق على إلقاء الكلمات باسم اليمن الموحد في الاجتماعات والمؤتمرات والمهرجانات الرياضية العربية والآسيوية والدولية.
4 التمثيل الرياضي الخارجي الموحد.
5 التنسيق وبذل المساعي وإقناع الاتحاد العربي لكرة القدم بإعادة النظر في توزيع فريقي شطري الوطن وعدم وضعهما في مجموعة واحدة مستقبلاً والتى تجاوب معها الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم عام 1988م ووجه لجنة الدورات والمسابقات واللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لكرة القدم وجاء هذا الموقف حرصاً على وحدة الرياضة اليمنية.
* في قطر عام 1981 قدم السعيدي مع الأخ عبده جحيش نموذجا وطنيا وحدويا أبهر الجميع.. حدثنا عما حدث بالضبط؟
نعم صحيح، شاءت الصدفة في عام 1981 بالعاصمة القطرية الدوحة أن نظم الاتحاد العربي للألعاب الرياضية ندوة الرياضة للجميع بإشراف اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية وكنت ممثلاً للشطر الجنوبي من الوطن والأخ عبده جحيش ممثلاً للشطر الشمالي من الوطن وتم التنسيق بيننا بدافع وحدوي خالص أن نشارك في هذه الندوة باسم اليمن وتغيير اللوحتين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي باسم اليمن استجابة لطلبنا من قبل اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية ومندوب الاتحاد العربي للألعاب الرياضية وأن نتحدث عن الرياضة باليمن وليس بالشطرين مما جعل المنظمين والمشرفين على هذه الندوة أن ينبهروا من هذا الموقف الرياضي اليمني الوحدوي لنا واستمرت مشاركتنا منذ الافتتاح والاختتام بهذه الروح والموقف الوحدوي باسم اليمن.. هذه واحدة من الشواهد الرياضية الوحدوية الخارجية قبل إعلان الوحدة اليمنية.
* ما الفرق بين الرياضة اليمنية قبل وبعد الوحدة؟
هناك اهتمام كبير وجاد بعد قيام الوحدة اليمنية في عام 1990، الوحدة عززت البنية التحتية للشباب والرياضيين باعتبار أن اليمن كبرت والإمكانيات وجدت من أجل الرياضيين في اليمن.. إضافة الى أن المشاركات الخارجية بعد الوحدة حققت إنجازات كبيرة وخاصة في الدورات العربية، حيث أصبحنا رقما مهما في هذه الدورات سواء التي أقيمت في سوريا أو الجزائر أو مصر أو آخرها في قطر، فهناك العديد من المواهب التي ظهرت بعد قيام الوحدة وخاصة في المجال الرياضي التي حققنا من خلالها العديد من الميداليات الملونة.. ومن خلالها ظهرت إمكانيات اليمن في هذه الدورات.. في حين في السابق لم يحقق أي إنجاز.. أضف إلى ذلك الإنجازات التي تحققت في الدورات الأولمبية الآسيوية سواء في كوريا بوسان التي حققنا فيها برونزية في التايكواندو 2002 أو قطر 2006 وحققت رياضة الكونغ فو برونزية أو برونزية التايكواندو في جوانزوا بالصين 2010م.. وهي المرة الأولى التي يسجل فيها اسم اليمن في الدورات الآسيوية.
كما ظهرت ثمار الوحدة على الصعيد المحلي من خلال توسعة ممارسة الألعاب وشكلت العديد من المنتخبات في ألعاب أخرى وخاصة الألعاب الفردية لأن هناك بعض الألعاب لم تكن تمارس في الجنوب والعكس، إضافة إلى تطور العديد من الرياضيات في بعض المحافظات التي كانت لا تمارس مثل هذا الألعاب ناهيك أيضا عن انضمام القيادات المحلية لبعض الاتحادات العربية والآسيوية والإقليمية، وكان هذا قبل الوحدة غير متاح ولكن من خلال الوحدة اليمنية عززت مكانة اليمن على المستويات العربية والقارية والإقليمية وحتى على المستوى الخليجي، لأن هناك قيادات تتمتع بإمكانيات جيدة من خلال وعاء الجمهورية اليمنية وتميزت هذه القيادات بالعلاقة الجيدة وبالدعم من خلال قيادات الوزارة أو اللجنة الأولمبية المتعاقبة خلال 24 عاما.
* هناك بعض القيادات الرياضية تتبوأ مناصب في مجلس النواب والحكومة لكنها لم تخدم الحركة الرياضية.. تعليقكم على ذلك؟
رغم أن الرياضة غُيّبت من مؤتمر الحوار الوطني ولكن نحن نتعشم من خلال الدستور اليمني أن يكون هناك اهتمام أكبر بالحركة الرياضية.. وأتفق معك في أن هناك أعضاء في مجلس النواب أو الحكومة يعرف واقع الحركة الرياضية لكنها لم تساند الحركة الرياضية.. نحن لا ننكر أن الحكومات المتعاقبة خدمت الحركة الرياضية سواء من خلال دعم الصندوق أو من خلال حكومة الوفاق الوطني التي استوعبت مهام واستراتيجية العمل الرياضي ولابد أن يكون هناك دعم حكومي، صحيح هناك دعم حكومي، لكن نتمنى أن يظهر الى حيز التنفيذ.. مجلس الوزراء وخاصة في السنوات الاخيرة صادق على كثير من القضايا الرياضة لكن التنفيذ الفعلي لايزال غائبا من قبل وزارة المالية التي لا تتجاوب في تنفيذ مثل هذه القضايا.. اعتمدوا لنا حوالي 60 مليونا في جانب التأمين الصحي التي تخدم لاعبي المنتخبات الوطنية إلا انه لا ينفذ أو فيما يتعلق بصقل وصناعة البطل الأولمبي اعتمدت الحكومة 300 مليون، لكن المالية لم تنفذ هذا القرار.. هناك دعم في الجانب المعنوي لكن نحن نريد دعما في الجانب العملي لأن على وزارة الشباب والرياضة التزامات كثيرة، لأن صناعة البطل الأولمبي على المدى المتوسط او البعيد يتطلب دعما ماليا في هذا الجانب.. الدعم المالي من المالية محدود جدا قد تكون هناك ظروف معينة وفي قضايا أهم.. لكن يجب استثمار الرياضيين في هذا الجانب وعلى الحكومة أن تدرج في خطط التنمية.
* الملاحظ أن مؤتمرالحوار الوطني تجاهل القضية الرياضية تماماً.. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟
هناك قيادات رياضية شاركت في مؤتمر الحوار الوطني وكان ينبغي عليها أن تعطي القضية الرياضية حيزا من الاهتمام.. نحن لم نشارك في المؤتمر وإلا كنا انتزعنا قرارات في مخرجات المؤتمر لصالح الرياضة اليمنية، ومعالي الوزير معمر الارياني فكر بطرق أخرى حتى يوصل القضية الرياضة، وضع قضايا مهمة للحركة الرياضية فيما يتعلق بالمشاركات في هذا الجانب أو فيما يتعلق في ضمان الحياة الاجتماعية للاعبي المنتخبات الوطنية من خلال انتزاع حقوق معينة للرياضيين على أن يتم إدراجها في الدستور الجديد.. بادر في إيصال مثل هذه القضايا ومازال الوقت أمامنا في سبيل رصد أمور تستحقها الحركة الرياضية، خاصة أن الحركة الرياضية لعبت دورا كبيرا في توحيد الرياضيين وتعميق الوحدة اليمنية وهي أحد مخرجات المؤتمر الوطني الشامل يستطيعون إلحاقها من أجل الوفاء للرياضيين في العمل الوطني.. كونهم قدموا تضحيات كبيرة جدا من خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر.. وفي سبيل تعزيز اللحمة الوطنية وتعميق الوحدة اليمنية عمليا في ميادين الرياضة لأن الرياضة هي رسالة نبيلة، وأحيانا تظل علاقات الدول المتقدمة من خلال الرياضة وهي رسالة سياسية.
أضف إلى ذلك أن الأندية كانت عبارة عن تجمع للفدائيين أثناء الكفاح المسلح.. لكن نريد تخليدا حقيقيا لهم من قبل الدولة، وليس تخليدا من الهيئات الرياضية لأن تخليد الدولة لهؤلاء الرياضيين يترك ارتياحا كبيرا في نفوسهم.. لأن الرياضة هي جسر للمحبة وتعريف الآخرين بها.
* رسالتك لأبنائك الشباب والرياضيين بهذه المناسبة الغالية؟
أتمنى من الشباب أن يستمروا في الإسهام في القضايا الوطنية في هذا الجانب على اعتبار أنهم سفراء لأنه مش كل شيء اسمه سياسة لأنه من خلال الرياضية يمكن أن تقرب الناس لك وتخوض في قضايا وطنية.. وأن نقف في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة والاستثنائية في حياة شعبنا اليمني مع القيادة السياسية في العمل الوطني وبناء اليمن الحديث وأن نكون عاملا مساعدا في سبيل الحفاظ على ما وصلنا اليه في الوقت الذي كانت البلد ينتظرها نفق مظلم.. وأنه يتوجب أن نساندها في هذه الظروف من أجل اليمن الجديد.
* ختاماً.. ماذا تبقى في جعبة عبدالحميد السعيدي؟
أجدها مناسبة ونحن نحتفل بالذكرى ال24 لقيام الوحدة اليمنية أن نحيي كل الذي عملوا في الساحة الرياضة الوحدوية قبل إعلان الوحدة وقدموا الجهد والإخلاص والتفاني الصادق لها وللوطن اليمني، وتحية خاصة للقيادات الرياضية والرواد الرياضيين الذين شاركوا في العمل الرياضي الوحدوي وفي مختلف الألعاب والذين شرفوا اليمن في المحافل المحلية والخارجية وخاصة كرة الطاولة والشطرنج وكرة القدم.
واسمح لي أخي علي نيابة عن إخواني الرياضيين الرواد والقيادات الرياضية أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة للأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حفظه الله القائد الوحدوي الفذ الذي يولي قضايا الشباب والرياضة جل اهتمامه ورعايته.. ونأمل أن يحظى الرواد الرياضيون والقيادات الرياضية بالتكريم المناسب وذلك تقديراً لأدوارهم الإيجابية التي جسدت الوحدة اليمنية قبل إعلانها وعرفاناً بما قدموه في مراحل النضال والبناء والتذكير به كسلوك رائع يقتدي به شباب ورياضيو “اليوم” في مرحلة بناء الدولة اليمنية الحديثة والإسهام الجاد والفعال للحفاظ على الوحدة اليمنية من قبل الرياضيين، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي يقوده المناضل الرمز عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في هذه المرحلة، كما نحيي دولة رئيس الوزراء الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوه رئيس حكومة الوفاق الوطني لاهتمامه بقضايا الشباب والرياضيين ودعمه، كما نثمن الشكر لمعالي الأستاذ معمر مطهر الارياني وزير الشباب والرياضة لجهوده وإنجازاته التي تحققت في ظل قيادته للوزارة وتكريمه للعديد من رواد الحركة الرياضية الذين كان لهم الدور في تطوير الرياضة وتوحيد الحركة الرياضية اليمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.