بطلب جزائري.. اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الوضع في رفح    نقل مراكز البنوك إلى عدن (المخاطر والتحديات)؟!    ياوزير الشباب .. "قفل البزبوز"    نائف البكري يجهز لدورات صيفية لحزب الإصلاح في الأراضي الجنوبية    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    بحضور القاسمي ... الاتحاد العربي للدراجات يعقد الاجتماع الأول لمكتبه التنفيذي الجمعة المقبل بالقاهرة    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    إثارة الخلافات وتعميق الصراع.. كيف تعمل مليشيا الحوثي على تفتيت القبيلة اليمنية؟    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    سد مارب يبتلع طفلًا في عمر الزهور .. بعد أسابيع من مصرع فتاة بالطريقة ذاتها    غرامة 50 ألف ريال والترحيل.. الأمن العام السعودي يحذر الوافدين من هذا الفعل    ''بيارة'' تبتلع سيارتين في صنعاء .. ونجاة عدد من المواطنين من موت محقق    هل رضخت الشرعية؟ تفاهمات شفوية تنهي أزمة ''طيران اليمنية'' وبدء تسيير رحلات الحجاج عبر مطار صنعاء    إرسال قوة بريطانية ضخمة لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    باصات كثيرة في منتدى الأحلام    احترموا القضاء والقضاة    بن مبارك في دبي للنزهة والتسوق والمشاركة في ندوة إعلامية فقط    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    الحوثيون يعتدون على مصلى العيد في إب ويحولونه لمنزل لأحد أقاربهم    بوخوم يقلب الطاولة على دوسلدورف ويضمن مكانه في البوندسليغا    خمسة ملايين ريال ولم ترَ النور: قصة معلمة يمنية في سجون الحوثيين    إنجاز غير مسبوق في كرة القدم.. رونالدو لاعب النصر يحطم رقما قياسيا في الدوري السعودي (فيديو)    العكفة.. زنوج المنزل    الاستخبارات الإسرائيلية تُؤهّل جنودًا لفهم اللهجتين اليمنية والعراقية    سقوط صنعاء ونهاية وشيكة للحوثيين وتُفجر تمرد داخلي في صفوف الحوثيين    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الوزير الزعوري يلتقي رئيس هيئة التدريب والتأهيل بالإنتقالي ورئيس الإتحاد الزراعي الجنوبي    المنتخب الوطني للشباب يختار قائمة جديدة من 28 لاعبا استعدادا لبطولة غرب آسيا    استقرار أسعار النفط مع ترقب الأسواق لاجتماع مجموعة "أوبك بلس"    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    معالي وزير الصحة يُشارك في الدورة ال60 لمؤتمر وزراء الصحة العرب بجنيف    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    ''زيارة إلى اليمن'': بوحٌ سينمائي مطلوب    محرقة الخيام.. عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة مروعة للاحتلال في رفح    شيفرة دافنشي.. الفلسفة، الفكر، التاريخ    40 دعاء للزوج بالسعادة.. ردديه ضمن أدعية يوم عرفة المرتقب    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    برشلونة يختتم موسمه بالفوز امام اشبيلية    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    قيادة «كاك بنك» تعزي في وفاة والدة وزير العدل القاضي بدر العارضة    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسوعة الرياضة اليمنية «عبدالحميد السعيدي» يتذكر في حوار شيّق ل«ماتش»:
الرياضيون «سبقوا الساسة» في إعلان الوحدة، و 8 فبراير شهد ميلاد أول وثيقة رياضية «ليس فيها شمال أو جنوب»
نشر في الجمهورية يوم 24 - 05 - 2014

عبدالحميد السعيدي أحد الشواهد الرياضية التي صاغت التاريخ الرياضي الوحدوي قبل عام 1990.. اسم سيظل خالداً في أذهان الأجيال الرياضية المتعاقبة.. وموسوعة رياضية صيغت بأحرف من ذهب في السجل الرياضي الوحدوي قبل وبعد قيام الوحدة اليمنية المباركة.. الحديث معه له طابع خاص، يقودك إلى استرجاع الذكريات الجملية التي عاشها الرياضيون الوحدويون الذين تمردوا على التشطير ليسبقوا السياسيين في رسم ملامح وحدة الوطن الواحد.. عندما دلفنا مكتبه بوزارة الشباب والرياضة كنا على يقين أننا سنروي أفئدتنا بما ترنو لها بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا.. لم يبخل علينا في سرد أجمل الروايات وأروع التفاصيل عن تلك الفتاة الحسناء ذات الأربعة والعشرين «ربيعاً» التي أسرت القلوب، وخطفت ألباب الرياضيين قبل السياسيين.. الفتاة التي كبرت مع أحلامهم حتى أصبحت اليوم في عنفوان شبابها تتزين بأبهى حللها كإشراقة شمس أضاءت بعد سنوات من الظلام.. إنها الوحدة اليمنية التي يعيش هذه الأيام كل الرياضيين في عموم الوطن الواحد غمرة احتفاليتها..
«ماتش» التقت وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة عبدالحميد السعيدي في حوار وحدوي خالص.. فإلى الحصيلة:
* أستاذ عبدالحميد في البدء ماذا تعني لك الوحدة اليمنية؟
الوحدة اليمنية هي إشراقة الشمس المنيرة التي أنارت الطريق بعد ظلام دامس عاشه أبناء اليمن من التشطير، وهي الحلم الذي ظل يراود أبناء اليمن الواحد داخل شطريه وفي الخارج خلال العقود الماضية.. حتى شاءت إرادة المولى عزّ وجل وتحقق الحلم المستحيل ليصبح حقيقة، تحقق الحلم بعد طول معاناة ومباحثات وطول تردد وبعد حروب بين أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد والأسرة الواحدة.. حتى جاءت شمس مايو المجيد وأشرقت شمس الجمهورية اليمنية والتقى الأشقاء واجتمع شمل الأسرة، وصار الجميع ينعمون بالأمن والاستقرار والخير في ظل سماء الوحدة.. وها نحن اليوم نحتفل بالعيد الوطني الرابع والعشرين من عمر وحدتنا اليمنية العظيمة وقد أصبحت فتية في عنفوان شبابها تتزيَّن بأبهى الحلل.. وكانت تطلعات وأماني صادقة ونبيلة يختزنها كل إنسان يمني “رجلا وامرأة وطفلا وكهلا وشابا”.. يتطلعون جميعاً إلى اللحظات التاريخية التي يتوحد فيها شعبنا اليمني أرضاً وإنسانا.
* أستاذ عبدالحميد باعتباركم أحد الشواهد الرياضية التي صاغت تاريخ وحدة الوطن.. حدثنا عن الذكريات الجميلة وكيف بادر الرياضيون الى إعلان وحدتهم قبل السياسيين؟
سعيد أن أكون ممن يتحدثون عن هذه المناسبة الغالية على قلوب كل اليمنيين والذي كان للرياضيين الدور السباق والمتميز على درب الوحدة، وباعتباري ممن عايشوا العديد من الشواهد الرياضية المحلية والخارجية التي جسدت الوحدة وإعلان الوحدة الرياضية قبل إعلان الوحدة اليمنية في الثامن من فبراير 1990 في محافظة عدن بدمج اللجنتين الأولمبيتين لتصبح لجنة أولمبية واحدة تسمى اللجنة الأولمبية اليمنية، ومهر محضرها في هذا التاريخ بتوقيع الأخوين العزيزين الأستاذ محمد غالب أحمد رئيس المجلس الأعلى للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية في الشطر الجنوبي والدكتور محمد أحمد الكباب وزير الشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية في الشطر الشمالي، هذا المحضر الذي شهد أول وثيقة رياضية رسمية ليس فيها جنوب أو شمال فهو اليوم التاريخي في حياة الرياضيين اليمنيين في كل أرجاء الوطن اليمني، لأنه اليوم الذي أعلن فيه قيادات العمل الرياضي الأولمبي اليمني نهاية التشطير في مسيرة العمل الرياضي الأولمبي من أجل تحقيق الأماني والتطلعات النبيلة في الوحدة اليمنية الهدف الذي كان الرياضيون في طليعة أصحاب السبق في المبادرات الوحدوية.
* كيف لعبت الرياضة على إذابة الفوارق وقربت المسافات بين أبناء الوطن الواحد؟
الرياضيون كان لهم الدور البارز والهام في وضع الخطوات الأولى نحو تحقيق وحدة اليمن، وقد عملت الرياضة ومنذ وقت مبكر على إذابة الفوارق وقربت المسافات المتباعدة بين أبناء الوطن حيث سعت الى نسج خيوط الترابط والتلاحم واخترقت حواجز التشطير البغيض.. ولمت شمل الأسرة اليمنية الواحدة ووضعت الخطوات الأولى لتحقيق هذا المنجز العظيم، ولم تكن الوحدة اليمنية بالنسبة للرياضيين والشباب وقياداتهم آنذاك مجرد حلم فقط.. بل ترجموا هذا الطموح بالعمل على أرض الواقع.. وكانوا السباقين لوضع اللبنات الأساسية والجادة نحو تنفيذ مشروعهم الوطني العظيم.. وأوجدوا قنوات التواصل من خلال إقامة الفعاليات الرياضية والمسابقات الموحدة على مناسبات مختلفة.. وكانت البداية عامي 1971- 1972 حين نظمت أول بطولة كروية على كأس 26 سبتمبر وشارك فيها منتخبا اليمن وفريق من الجماهيرية الليبية.. ثم واصلوا مساعيهم نحو هذا الهدف العظيم واستمر التواصل والزيارات بين عدن وصنعاء، وفي عام 1980 تمخضت أول اتفاقية عمل مشتركة تهدف إلى تعزيز العلاقات الشبابية والرياضية بين أبناء الوطن الواحد.. وعمدت القيادات الشبابية إلى تنفيذ البرنامج المشترك وأطلق المشروع عام 1981م بتنظيم مسابقات وبطولات للفرق أبطال الدوري في مختلف الألعاب التي تمارس وسميت البطولات باسم كأس اليمن الموحد وأقيمت هذه المسابقات لأبطال الدوري في صنعاء وعدن وشاركت فرق التلال وشمسان والوحدة من عدن والشعب والوحدة من صنعاء, بالإضافة إلى منتخبات صنعاء والحديدة ولحج وحضرموت وأقيمت بعد ذلك بطولة كأس الاستقلال الوطني التقى فيها فرق التلال من عدن والأهلي من صنعاء.
* ماهي أبرز التفاعلات الرياضية في سبيل توحيد اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي؟
التجسيد الحقيقي كان في عام 1988 من خلال تشكيل منتخب اليمن الموحد لملاقاة المنتخب الاثيوبي ذهابا وإيابا في محافظة أبين والمنتخب السوداني في صنعاء عام 1988 وهذه هي أبرز تفاعلات الرياضيين في سبيل توحيد الوطن اليمني الحبيب.. واليوم ونحن في القطاع الشبابي والرياضي نحتفل مع كل أبناء الوطن بعيد وحدتنا في ذكراها ال24 يحق لنا أن نفرح وأن نكون في مقدمة الصفوف مثلما كنا كذلك عند تجسيدنا لوحدة الوطن الغالية.. يحق لنا أن نفخر بما تحقق من منجزات رياضية عملاقة ومن نهضة كبيرة.. وبفضل وحدتنا المجيدة هانحن اليوم نحتفل بالعيد الرابع والعشرين لإعلان قيام وحدتنا وكلنا فخر واعتزاز بلم شمل الوطن الواحد.
* ماهي الشواهد التاريخية الرياضية التي تجسدت قبل إعلان الوحدة اليمنية محلياً وخارجياً؟
بما أنني واحد ممن لهم دور متواضع، وممن عايشوا العديد من الشواهد الرياضية المحلية والخارجية التي جسدت الوحدة اليمنية قبل إعلانها.. في هذا الصعيد أخذ التعاون والتنسيق والتضحية وبدون رسميات وملفات بين قيادات ورواد الحركة الرياضية اليمنية أشكالاً متعددة على المستوى الداخلي والوطني والخارجي العربي والآسيوي وبنفس يمني وطني واستعرض نموذجاً وطنياً وحدوياً لتمثيل اليمن.. وهناك العديد من القيادات والرواد الرياضيين لهم شواهد رياضية وحدوية محلية وخارجية في التنسيق والتجسيد العملي ويمكن اختصار أبرزها على النحو التالي:
أولاً: على صعيد التنسيق والتجسيد والتعاون في الداخل قبل إعلان الوحدة وهي نشاطات رياضية أخذت أشكالاً عدة على النحو التالي:
1 تنظيم دورة كروية عربية مصغرة في صنعاء على كأس 26 سبتمبر للموسم 1970 1971 في لعبة كرة القدم شارك في هذه الدورة فريقا شطري الوطن سابقاً والجماهيرية العربية الليبية.
2 تنظيم مسابقة كأس اليمن في كرة القدم بين فرق شطري الوطن عام 1980 1981م.
3 تنظيم مسابقة كأس الاستقلال في عدن 1981 بين بطلي الكأس للشطرين التلال عدن والأهلي صنعاء.
4 تكوين منتخبات موحدة في كرة القدم للقاء المنتخبات الشقيقة والصديقة بالشطرين 88 89.
5 المشاركات في المناسبات الوطنية للشطرين.
6 التوقيع على برنامج تنفيذي للمعمل المشترك بين قيادتي الشطرين إضافة الى تبادل زيارات الفرق الرياضية للمحافظات والقيادات الرياضية.
7 توقيع محضر وثيقة إعلان دمج اللجنة الأولمبية بالشطرين في 8 فبراير 1990 بعدن وتشكيل الاتحادات الرياضية العامة الموحدة للألعاب الرياضية وتنظيم الموسم الرياضي على مستوى الوطن اليمني وكانت نهاية التشطير في مسيرة العمل الرياضي الأولمبي في اليمن.. وقعها رئيس اللجنة الأولمبية بصنعاء د.محمد أحمد الكباب وزير الشباب والرياضة وعدن محمد غالب أحمد رئيس المجلس الأعلى للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية.. واعلن فيها عن حقيقة الدور السباق والمتميز للرياضيين اليمنيين على درب الوحدة المباركة.
ثانياً: على الصعيد الخارجي شمل الآتي:
1 تنسيق الآراء وتوحيد المواقف في القضايا الرياضية في المحافل عربياً وآسيوياً ودولياً.
2 دعم أي مرشح من كلا الشطرين للحصول على منصب قيادي رياضي في أية منظمة أو اتحاد أو هيئة رياضية.
3 الاتفاق على إلقاء الكلمات باسم اليمن الموحد في الاجتماعات والمؤتمرات والمهرجانات الرياضية العربية والآسيوية والدولية.
4 التمثيل الرياضي الخارجي الموحد.
5 التنسيق وبذل المساعي وإقناع الاتحاد العربي لكرة القدم بإعادة النظر في توزيع فريقي شطري الوطن وعدم وضعهما في مجموعة واحدة مستقبلاً والتى تجاوب معها الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم عام 1988م ووجه لجنة الدورات والمسابقات واللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لكرة القدم وجاء هذا الموقف حرصاً على وحدة الرياضة اليمنية.
* في قطر عام 1981 قدم السعيدي مع الأخ عبده جحيش نموذجا وطنيا وحدويا أبهر الجميع.. حدثنا عما حدث بالضبط؟
نعم صحيح، شاءت الصدفة في عام 1981 بالعاصمة القطرية الدوحة أن نظم الاتحاد العربي للألعاب الرياضية ندوة الرياضة للجميع بإشراف اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية وكنت ممثلاً للشطر الجنوبي من الوطن والأخ عبده جحيش ممثلاً للشطر الشمالي من الوطن وتم التنسيق بيننا بدافع وحدوي خالص أن نشارك في هذه الندوة باسم اليمن وتغيير اللوحتين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي باسم اليمن استجابة لطلبنا من قبل اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية ومندوب الاتحاد العربي للألعاب الرياضية وأن نتحدث عن الرياضة باليمن وليس بالشطرين مما جعل المنظمين والمشرفين على هذه الندوة أن ينبهروا من هذا الموقف الرياضي اليمني الوحدوي لنا واستمرت مشاركتنا منذ الافتتاح والاختتام بهذه الروح والموقف الوحدوي باسم اليمن.. هذه واحدة من الشواهد الرياضية الوحدوية الخارجية قبل إعلان الوحدة اليمنية.
* ما الفرق بين الرياضة اليمنية قبل وبعد الوحدة؟
هناك اهتمام كبير وجاد بعد قيام الوحدة اليمنية في عام 1990، الوحدة عززت البنية التحتية للشباب والرياضيين باعتبار أن اليمن كبرت والإمكانيات وجدت من أجل الرياضيين في اليمن.. إضافة الى أن المشاركات الخارجية بعد الوحدة حققت إنجازات كبيرة وخاصة في الدورات العربية، حيث أصبحنا رقما مهما في هذه الدورات سواء التي أقيمت في سوريا أو الجزائر أو مصر أو آخرها في قطر، فهناك العديد من المواهب التي ظهرت بعد قيام الوحدة وخاصة في المجال الرياضي التي حققنا من خلالها العديد من الميداليات الملونة.. ومن خلالها ظهرت إمكانيات اليمن في هذه الدورات.. في حين في السابق لم يحقق أي إنجاز.. أضف إلى ذلك الإنجازات التي تحققت في الدورات الأولمبية الآسيوية سواء في كوريا بوسان التي حققنا فيها برونزية في التايكواندو 2002 أو قطر 2006 وحققت رياضة الكونغ فو برونزية أو برونزية التايكواندو في جوانزوا بالصين 2010م.. وهي المرة الأولى التي يسجل فيها اسم اليمن في الدورات الآسيوية.
كما ظهرت ثمار الوحدة على الصعيد المحلي من خلال توسعة ممارسة الألعاب وشكلت العديد من المنتخبات في ألعاب أخرى وخاصة الألعاب الفردية لأن هناك بعض الألعاب لم تكن تمارس في الجنوب والعكس، إضافة إلى تطور العديد من الرياضيات في بعض المحافظات التي كانت لا تمارس مثل هذا الألعاب ناهيك أيضا عن انضمام القيادات المحلية لبعض الاتحادات العربية والآسيوية والإقليمية، وكان هذا قبل الوحدة غير متاح ولكن من خلال الوحدة اليمنية عززت مكانة اليمن على المستويات العربية والقارية والإقليمية وحتى على المستوى الخليجي، لأن هناك قيادات تتمتع بإمكانيات جيدة من خلال وعاء الجمهورية اليمنية وتميزت هذه القيادات بالعلاقة الجيدة وبالدعم من خلال قيادات الوزارة أو اللجنة الأولمبية المتعاقبة خلال 24 عاما.
* هناك بعض القيادات الرياضية تتبوأ مناصب في مجلس النواب والحكومة لكنها لم تخدم الحركة الرياضية.. تعليقكم على ذلك؟
رغم أن الرياضة غُيّبت من مؤتمر الحوار الوطني ولكن نحن نتعشم من خلال الدستور اليمني أن يكون هناك اهتمام أكبر بالحركة الرياضية.. وأتفق معك في أن هناك أعضاء في مجلس النواب أو الحكومة يعرف واقع الحركة الرياضية لكنها لم تساند الحركة الرياضية.. نحن لا ننكر أن الحكومات المتعاقبة خدمت الحركة الرياضية سواء من خلال دعم الصندوق أو من خلال حكومة الوفاق الوطني التي استوعبت مهام واستراتيجية العمل الرياضي ولابد أن يكون هناك دعم حكومي، صحيح هناك دعم حكومي، لكن نتمنى أن يظهر الى حيز التنفيذ.. مجلس الوزراء وخاصة في السنوات الاخيرة صادق على كثير من القضايا الرياضة لكن التنفيذ الفعلي لايزال غائبا من قبل وزارة المالية التي لا تتجاوب في تنفيذ مثل هذه القضايا.. اعتمدوا لنا حوالي 60 مليونا في جانب التأمين الصحي التي تخدم لاعبي المنتخبات الوطنية إلا انه لا ينفذ أو فيما يتعلق بصقل وصناعة البطل الأولمبي اعتمدت الحكومة 300 مليون، لكن المالية لم تنفذ هذا القرار.. هناك دعم في الجانب المعنوي لكن نحن نريد دعما في الجانب العملي لأن على وزارة الشباب والرياضة التزامات كثيرة، لأن صناعة البطل الأولمبي على المدى المتوسط او البعيد يتطلب دعما ماليا في هذا الجانب.. الدعم المالي من المالية محدود جدا قد تكون هناك ظروف معينة وفي قضايا أهم.. لكن يجب استثمار الرياضيين في هذا الجانب وعلى الحكومة أن تدرج في خطط التنمية.
* الملاحظ أن مؤتمرالحوار الوطني تجاهل القضية الرياضية تماماً.. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟
هناك قيادات رياضية شاركت في مؤتمر الحوار الوطني وكان ينبغي عليها أن تعطي القضية الرياضية حيزا من الاهتمام.. نحن لم نشارك في المؤتمر وإلا كنا انتزعنا قرارات في مخرجات المؤتمر لصالح الرياضة اليمنية، ومعالي الوزير معمر الارياني فكر بطرق أخرى حتى يوصل القضية الرياضة، وضع قضايا مهمة للحركة الرياضية فيما يتعلق بالمشاركات في هذا الجانب أو فيما يتعلق في ضمان الحياة الاجتماعية للاعبي المنتخبات الوطنية من خلال انتزاع حقوق معينة للرياضيين على أن يتم إدراجها في الدستور الجديد.. بادر في إيصال مثل هذه القضايا ومازال الوقت أمامنا في سبيل رصد أمور تستحقها الحركة الرياضية، خاصة أن الحركة الرياضية لعبت دورا كبيرا في توحيد الرياضيين وتعميق الوحدة اليمنية وهي أحد مخرجات المؤتمر الوطني الشامل يستطيعون إلحاقها من أجل الوفاء للرياضيين في العمل الوطني.. كونهم قدموا تضحيات كبيرة جدا من خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر.. وفي سبيل تعزيز اللحمة الوطنية وتعميق الوحدة اليمنية عمليا في ميادين الرياضة لأن الرياضة هي رسالة نبيلة، وأحيانا تظل علاقات الدول المتقدمة من خلال الرياضة وهي رسالة سياسية.
أضف إلى ذلك أن الأندية كانت عبارة عن تجمع للفدائيين أثناء الكفاح المسلح.. لكن نريد تخليدا حقيقيا لهم من قبل الدولة، وليس تخليدا من الهيئات الرياضية لأن تخليد الدولة لهؤلاء الرياضيين يترك ارتياحا كبيرا في نفوسهم.. لأن الرياضة هي جسر للمحبة وتعريف الآخرين بها.
* رسالتك لأبنائك الشباب والرياضيين بهذه المناسبة الغالية؟
أتمنى من الشباب أن يستمروا في الإسهام في القضايا الوطنية في هذا الجانب على اعتبار أنهم سفراء لأنه مش كل شيء اسمه سياسة لأنه من خلال الرياضية يمكن أن تقرب الناس لك وتخوض في قضايا وطنية.. وأن نقف في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة والاستثنائية في حياة شعبنا اليمني مع القيادة السياسية في العمل الوطني وبناء اليمن الحديث وأن نكون عاملا مساعدا في سبيل الحفاظ على ما وصلنا اليه في الوقت الذي كانت البلد ينتظرها نفق مظلم.. وأنه يتوجب أن نساندها في هذه الظروف من أجل اليمن الجديد.
* ختاماً.. ماذا تبقى في جعبة عبدالحميد السعيدي؟
أجدها مناسبة ونحن نحتفل بالذكرى ال24 لقيام الوحدة اليمنية أن نحيي كل الذي عملوا في الساحة الرياضة الوحدوية قبل إعلان الوحدة وقدموا الجهد والإخلاص والتفاني الصادق لها وللوطن اليمني، وتحية خاصة للقيادات الرياضية والرواد الرياضيين الذين شاركوا في العمل الرياضي الوحدوي وفي مختلف الألعاب والذين شرفوا اليمن في المحافل المحلية والخارجية وخاصة كرة الطاولة والشطرنج وكرة القدم.
واسمح لي أخي علي نيابة عن إخواني الرياضيين الرواد والقيادات الرياضية أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة للأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حفظه الله القائد الوحدوي الفذ الذي يولي قضايا الشباب والرياضة جل اهتمامه ورعايته.. ونأمل أن يحظى الرواد الرياضيون والقيادات الرياضية بالتكريم المناسب وذلك تقديراً لأدوارهم الإيجابية التي جسدت الوحدة اليمنية قبل إعلانها وعرفاناً بما قدموه في مراحل النضال والبناء والتذكير به كسلوك رائع يقتدي به شباب ورياضيو “اليوم” في مرحلة بناء الدولة اليمنية الحديثة والإسهام الجاد والفعال للحفاظ على الوحدة اليمنية من قبل الرياضيين، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي يقوده المناضل الرمز عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في هذه المرحلة، كما نحيي دولة رئيس الوزراء الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوه رئيس حكومة الوفاق الوطني لاهتمامه بقضايا الشباب والرياضيين ودعمه، كما نثمن الشكر لمعالي الأستاذ معمر مطهر الارياني وزير الشباب والرياضة لجهوده وإنجازاته التي تحققت في ظل قيادته للوزارة وتكريمه للعديد من رواد الحركة الرياضية الذين كان لهم الدور في تطوير الرياضة وتوحيد الحركة الرياضية اليمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.