في السابق كان لدينا معلقون بارعون وظل صوتهم يصدح حتى وصل صداه إلى القنوات والإذاعات العربية والعالمية كعلي العصري ومحمد سعيد سالم والمرحومين سالم بن شعيب وعبدالواحد الخميسي.. أما اليوم فالتعليق مترنح والمعلقون يفتقرون للمعلومة الصحيحة بسبب الإهمال الكبير من القائمين على الرياضة والقنوات المحلية، ورغم وجود مواهب كثيرة إلا أننا نخشى بأن يأتي يوم وتنقرض أصوات المعلقين الوطنيين التي لطالما أمتعتنا وأعطت للمباريات نغماً وزخماً آخر بصوتها الشجي.. في الاستطلاع التالي يوضح عدد من المعلقين الأسباب والمسببات التي تقف حاجزاً أمام تطور صوتهم.. الأحمدي: لا للتقليد * في البدء تحدث إلينا المعلق الرياضي المعروف بقناة معين بندر الأحمدي، فقال: المعلق يجب أن يكون محللاً أيضاً لأنه أكثر دراية بالجوانب الفنية للاعبين وله رأيه الخاص وبالتالي بين المعلق والمحلل ترابط كبير، وهو ما يصب في مصلحة المعلق لأن يكون محللاً. واستطرد الأحمدي: ما يعانيه المعلق الوطني اليوم ليس في تداخل مهنة التعليق بالمحلل بل في عدم وجود دورات واهتمام وتشجيع مادي ومعنوي وعدم وجود بيئة مناسبة ترفع الهمم والمعنويات في هذه المهنة المظلومة كثيراً، أضف إلى ذلك الصعوبات الكبيرة التي تواجهنا فلا نتسلم مستحقاتنا المالية أولاً بأول التي هي أصلاً ضئيلة جداً فكيف سيتطور التعليق والمعلق يظل يركض وراء مستحقاته لفترة طويلة؟ هذا بالإضافة إلى عدم وجود جدول محدد يحدد لكل معلق المباراة التي سيقف خلف الميكرفون للتعليق عليها حتى تستطيع الإلمام بمعلومات الفريقين، وهذا بالطبع يربك حسابات المعلقين وأيضاً عدم وجود كبائن خاصة بالتعليق وامكانيات النقل فيها لا تساعدنا في التطور وللتدليل على ذلك شوفوا حسن العيدورس كيف تألق لأنه وجد عوامل النجاح فتألق وأبدع.. ورغم كل ذلك أفتخر أنني ومن خلال إذاعة إب أتحت الفرصة للعدد من المواهب أمثال أمير مشعل العبدي وياسر عبادي وجمال الحسام وانتظورا مفاجأة جديدة.. وبالطبع أنا ضد التقليد ولست مع تعليق المعلق على أكثر من لعبة فمن الأفضل التخصص. فارع: لولا قناة معين لكان التعليق في خبر كان * عبدالرقيب فارع صحفي بصحيفة الثورة ومعلق رياضي قال: التعليق الرياضي هو في الأصل عشق قبل أن يكون موهبة ولكن يجب على المعلق أن يصب جهده في مهنة واحدة إما بالتعليق أو التحليل ولا يمكن للمعلق أن يعمل محللاً ومعلقاً بنفس الوقت إلا إذا لم يوجد محللون لكني أتمنى من المعلق أن يهتم بمجال التعليق فقط لكي يبدع ويطور نفسه ويترك التحليل لذوي الاختصاص. وأشار فارع: إن التعليق الرياضي اليمني يحتضر وبحاجة ماسة للاهتمام وإعادته إلى الواجهة الرياضية من خلال إقامة الدورات التدريبية لهم وصقل مهاراتهم على المستويين المحلي والخارجي وتوفيرالدعم المادي والمعنوي المناسب لهم وإتاحة الفرصة لهم للتعليق في القنوات الرسمية وعدم تهميشهم ولولا قناة معين التي حافظت على المعلقين لانتهت مهنة التعليق ولكان المعلقون في خبر كان. المعمري: أين القنوات أولاً؟ * لبيب المعمري - وهو الآخر معلق بقناة معين - أدلى بحديثه ولم يختلف كثيراً عن زملائه فقال: هناك خلط بين المعلق والمحلل ولا يستطيع المعلق العمل بهاتين المهنتين في وقت واحد وهو ما يحدث الآن في بعض قنواتنا ومعلقينا للأسف الشديد لأن المعلق اختصاصه يختلف عن التحليل فالتعليق هو التحدث عن الحدث الذي أمامك وماهي البطولة التي يلعب لها الفريقان وأيضاً التصنيف للفرق والمعلومات عن اللاعبين والمدربين وتأريخ الفرق والبطولات والإنجازات التي حصدوها وتأريخ البطولة و... و...إلخ وينبغي أن يكون تعليقه على المباريات بدون تقليد ولازم تكون له نبرة صوت تميزه عن غيره. وأوضح لبيب أن التحليل هو وصف الحالة التي أمامك في أي لعبة وكذا الأمور الفنية التي تلعب بها الفرق.. كيف كانت ولماذا لم يستفد منها هذا أو ذاك الفريق؟ ما سبب ضياع الفرص التي سنحت للتسجيل؟ وكيف تعامل معها الفريق الخصم فالتحليل أمور فنية بحتة. وعلل المعمري أسباب عدم معرفة المعلقين بذلك إلى عدم وجود دورات تدريبة وتثقيفية حقيقية للمعلق فالسبب في ذلك واضح وهو عدم وجود ثقافة أصلا لدى القائمين على الرياضة اليمنية.فالمعلق يحتاج إلى تأهيل ورعاية حتى يستطيع أن يبدع فإذا ما توفر ما ذكرته سوف نجد كل معلق أو محلل أو لاعب يبدع في مجال عمله أكثر فأكثر فالمعلق اليمني قادر على التطور بل والقفز إلى صدارة المعلقين العرب كما لا ننسى أن المستحق المالي الذي يتقاضاه المعلقون حالياً لا يساعد إطلاقاً في العمل وبروز مواهب جديدة في التعليق وقبل كل هذا أتساءل أين القنوات الرياضية أولاً؟ متى ستقام دورات للمعلقين؟ على هامش دورة النقد والتحليل الرياضي التي أقيمت في شهر مارس الفائت قال مدير إدارة التدريب والتأهيل وإعداد الكوادر الشبابية والرياضية بوزارة الشباب والرياضة الأستاذ أحمد السياغي: إن المركز بصدد تنظيم دورات للمعلقين الرياضيين خلال الأيام القادمة. ونحن بدورنا إذ نشد على أيدي القائمين في مركز التأهيل والتدريب على إقامة مثل هكذا دورات ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: متى ستقام هذه الدورات، ومن سيحاضر فيها؟ نتمنى أن يتم استضافة معلقين عرب أو خليجيين لتدريب معلقينا حتى تكون الفائدة كبيرة وهو ما يريده ويطمح إليه المعلقون الوطنيون لكي يكتسبوا الخبرات والمهارات الكافية مع مراعاة الأيام الزمنية بحيث تكون معقولة وأن لا تنحصر في أيام وساعات محددة. الوضع الكروي لا يساعدنا على التطور..! * وتحدث المعلق الشاب عمار شروح فقال: يستطيع المعلق أن يكون محللاً وناقداً في نفس الوقت بشرط أن يخضع لدورات تدريبية عديدة في مجال تحليل المباريات مع العلم أن هناك فرقاً بين التعليق والتحليل، المعلق ينبغي عليه أن يصف أحداث المباراة وأن ينقل أحداثها أما المحلل فهو يقدم تحليلاً فنياً ونفسياً للاعبين قبل وبعد المبارة.. وأضاف عمار: إن هناك كثيراً من الأسباب التي تقف حجر عثرة أمام تطور المعلقين ومنها الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وأيضاً عدم توفر أجواء مناسبة للمعلقين وكذلك عدم الاحتكاك والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال وكذا المعلق اليمني لا يستطيع إظهار إمكاناته بشكل صحيح فالمعلق في اليمن لا يستطيع التعليق على مباريات متنوعة كما في بقية القنوات الفضائية الرياضية العربية لأن التعليق في بلادنا مقتصر على الدوري المحلي ومباريات المنتخب الوطني في الداخل كما أن الدوري اليمني لا يشجع المعلقين على إظهار نجوميتهم بشكل كامل ومميز .وأكد شروح : إذا توفرت الظروف الملائمة فإن معلقينا سيكونون الأفضل في العالم العربي لأن بلدنا مليئة بالمواهب في التعليق لأننا شعب نعشق الكرة ولكن تحتاج إلى الدعم والرعاية والاهتمام وأتوقع أن يكون المعلق أحمد علاو من أفضل المعلقين لما يمتلكه من حنجرة ذهبية وإمكانيات مذهلة. وقال: أتمنى من المعلقين عدم التقليد لأن التقليد عيب وليس عيباً أن تشق طريقة تتميز بها عن الآخرين وبذلك يستطيع أن يعلق المعلق على أكثر من لعبة إذا أجاد التعليق في اللعبة التي أحبها وعشقها والأهم من ذلك أن تضع الجمهور بالصورة بعيداً عن ضجيج الصوت غير المجدي.