حكيمي ينافس صلاح وأوسيمين على جائزة أفضل لاعب أفريقي عام 2025    شباب القطن يجدد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة التنشيطية الثانية للكرة الطائرة لأندية حضرموت    الأكاديميون في مرمى الارهاب الحوثي... موجة جديدة من الاستهداف الممنهج للنخب العلمية    كرواتيا تؤكد التأهل بالفوز السابع.. والتشيك تقسو على جبل طارق    مساء اليوم.. المنتخب الوطني الأول يواجه بوتان في التصفيات الآسيوية    اليوم.. أوروبا تكشف عن آخر المتأهلين إلى المونديال    صفقة إف 35 للسعودية .. التذكير بصفقة "أواكس معصوبة العينين"    اتفاق "تاريخي" بين زيلينسكي وماكرون لشراء 100 طائرة رافال    صحيفة دولية: التوتر في حضرموت ينعكس خلافا داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني    العراق يواجه الإمارات بالأرض والجمهور    عاجل.. مقاوم يمني ضد الحوثي يعيش على بُعد 600 كيلومتر يتعرض لانفجار عبوة في تريم    5 متهمين في واقعة القتل وإطلاق النار على منزل الحجاجي بصنعاء    حجز قضية سفاح الفليحي للنطق في الحكم    مركز أبحاث الدم يحذر من كارثة    وصاية دولية على غزة تخدم أهداف الاحتلال..أبرز بنود الاتفاق    نجاة قائد مقاومة الجوف من محاولة اغتيال في حضرموت    بلومبيرغ: تأخر مد كابلات الإنترنت عبر البحر الأحمر نتيجة التهديدات الأمنية والتوترات السياسية (ترجمة خاصة)    رئيس مجلس القيادة يعود الى العاصمة المؤقتة عدن    37وفاة و203 إصابات بحوادث سير خلال الأسبوعين الماضيين    ضبط قارب تهريب محمّل بكميات كبيرة من المخدرات قبالة سواحل لحج    الهجرة الدولية: استمرار النزوح الداخلي في اليمن وأكثر من 50 أسرة نزحت خلال أسبوع من 4 محافظات    قراءة تحليلية لنص "عدول عن الانتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    المقالح: بعض المؤمنين في صنعاء لم يستوعبوا بعد تغيّر السياسة الإيرانية تجاه محيطها العربي    بيان توضيحي صادر عن المحامي رالف شربل الوكيل القانوني للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشأن التسريب غير القانوني لمستندات محكمة التحكيم الرياضية (كاس)    إضراب شامل لتجار الملابس في صنعاء    وزارة الشؤون الاجتماعية تدشّن الخطة الوطنية لحماية الطفل 2026–2029    جبايات حوثية جديدة تشعل موجة غلاء واسعة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي    الحكومة تشيد بيقظة الأجهزة الأمنية في مأرب وتؤكد أنها خط الدفاع الوطني الأول    نقابة الصرافين الجنوبيين تطالب البنك الدولي بالتدخل لإصلاح البنك المركزي بعدن    الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين قرار مجلس الأمن بتمديد العقوبات على اليمن    دفعتان من الدعم السعودي تدخلان حسابات المركزي بعدن    مقتل حارس ملعب الكبسي في إب    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    محور تعز يتمرد على الدستور ورئيس الوزراء يصدر اوامره بالتحقيق؟!    الجزائية تستكمل محاكمة شبكة التجسس وتعلن موعد النطق بالحكم    القائم بأعمال رئيس الوزراء يتفقد عدداً من المشاريع في أمانة العاصمة    انخفاض نسبة الدين الخارجي لروسيا إلى مستوى قياسي    تدهور صحة رئيس جمعية الأقصى في سجون المليشيا ومطالبات بسرعة إنقاذه    تكريم الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب في دورتها ال14 بلندن    ماذا بعد بيان اللواء فرج البحسني؟    المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025    وادي زبيد: الشريان الحيوي ومنارة الأوقاف (4)    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    نوهت بالإنجازات النوعية للأجهزة الأمنية... رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    الماجستير للباحث النعماني من كلية التجارة بجامعة المستقبل    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    الدكتور بشير بادة ل " 26 سبتمبر ": الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي يُضعف المناعة ويسبب مقاومة بكتيرية    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماضٍ عريق.. وحاضر محزن.. هكذا تبدو الصورة، وهكذا يختزل الوجع..
حصون المحويت.. بحاجة إلى من يُحصّنها من الإهمال..!!
نشر في الجمهورية يوم 08 - 06 - 2014

حصون وقلاع منيعة، تتربع فوق جبال المحويت بشموخ آسر، تتزين بفن معماري يثير الدهشة، يحتضنها الضباب في النهار، وتسامر النجوم في الليل، لتشكل لوحة فنية تجعلك تحلق بلا أجنحة، في جو هادئ أقرب إلى المناجاة، أثبتت براعة الانسان اليمني وقوته، أعادت الزمن بطقوسه وذكرياته، وأثارت في النفوس الأحزان، فالمشهد عن قرب يحوي تفاصيل مؤلمة لبقايا أطلال؛ كانت ذات يوم عامرة بالسكنى.. واليوم لا شيء غير الإهمال!!.
الحصون والقلاع بمجملها بناء دفاعي محصن، الهدف من بنائه تحقيق الأمن لسكانها من جهة، ومن جهة اخرى للغرض عسكري، وبالتالي لعبت هذه الحصون والقلاع أدواراً دفاعية في مختلف العصور, ونلاحظ ان النمط السائد في عمارة حصون المحويت أنها شيدت على صخرة بحيث يصعب الوصول إليها، وتربط بطرق تصاعدية ذات درج بشكل سلم تؤدي إلى مدخل هذه الحصون، ويطوق بأسوار دفاعية يقام عليها عدد من الابراج والنوب المزودة بالمزاغل والسقاطات الدفاعية، وهذه ظاهرة فريدة في الأبنية الحربية لتعزيز التحصينات، وبالتالي يصعب مهاجمتها واختراقها، وتحتوي معظم الحصون على باب واحد يغلق في وقت محدد، إضافة إلى عدد من الملحقات منها المساجد المواجل أو الصهاريج الكبيرة المحفورة في الصخر في الغالب، وتتسع لخزن كميات كبيرة من المياه إضافة الى (مدافن الحبوب) وهي عبارة عن حفرة تصل الى 3 - 4 امتار تحفر في الصخر، وتلبس بمادة القضاض، وتغطى بالكامل عدى فتحة يتم عبرها إدخال الحبوب او نزعها، إضافة إلى ساحة مكشوفة يحيط بها سور جداري سميك بعمارته متقنة.
قلاع مدمرة
مجاهد شاكر (مدير مكتب الثقافة في المحويت) تحدت بقوله: المحويت تكاد تكون منتجع سياحي واثري زاخر بقلاع وحصون كأنها تيجان فوق قمم الجبال، ومن حولها المدرجات الزراعية كأنها أحزمه خضراء، لكن دمرت أجزاء كبيرة منها واندثر البعض الآخر، والسبب عدم وعي المواطنين بأهمية هذه الحصون، أضف إلى ذلك أن الجهات المعنية في المحويت لا تولي هذا الجانب أي اهتمام، فالجانب الحضاري والثقافي يكاد يكون آخر اهتمامات السلطة المحلية؛
موضحاً أن قلعة (بيت شوتر) دمرت تماماً، وأيضاً حصن (قلعة نهاض) في منطقه الريادي وحالتها سيئة للغاية، فالقلعة حصينه شامخة معلقه في الفضاء، وفيها أشياء عجيبة، بحيث لا يدخلها السكان إلا عبر خشبة تزال بعد دخول كل السكان، وعندما تزورها تستغرب لحالتها اليوم بعد أن أنهكها الإهمال، رفعنا تقريرا مع الأخ مير الآثار إلى وزارة الثقافة على اعتبار أن ترميم القلعة يعتبر حالة إسعافية لكن لا مجيب.
وعن دور مكتب الثقافة في التوعية والترويج لهذه المواقع أوضح شاكر باعتباري مراسل لاذعة صنعاء فأنا أقوم من وقت لآخر بالترويج لهذه المواقع من جهة، وعكس حالتها المتدهورة من جهة اخرى، واقول للمعنين في المحويت: أن نحافظ ونرمم حصنا أو قلعة أفضل من أن نرصف طريق يزول مع هطول أول مطرة ويصبح اخدودا كما هو حال معظم شوارع مديريات المحويت.
أسوأ حالة
حصون المحويت وصلت الى أسوأ حالاتها خاصة في هذه الفترة بسبب الإهمال وعبث الاهالي، هذا حسب ما تحدث به يحيى شداد (نائب مدير مكتب السياحة في المحويت) مضيفا ان هذه الحصون لم تستغل كما في معظم دول العالم التي تصنع لها تراث من لا شيء، والسر أنهم فهموا أن من لا ماضي له لا حاضر له، وعلى اعتبار أن هذه الحصون تعد رديفا للتنمية بل انها المورد الذي لا ينضب.
واضح شداد أن دور مكتب السياحة هو متابعة المعنين وتقديم الخطط بما يخص ترميم هذه القلاع، اضافه اننا نقوم بعمل برشورات وملصقات لهذه المعالم، وعملنا دليل سياحي بدأنا العمل فيه في 2008 والان مكتمل، لكن لم يحدث ان عملنا مهرجان سياحي ترويجي لما تزخر بها المحويت من كنوز، والسبب غياب دعم المجلس المحلي بسب قله الموارد حد قولهم.
مدينة القلاع
المحويت تعتبر مدينة القلاع والحصون التي تجدها متناثرة على طول المحافظة وعرضها، هذه القلاع تكسب المحويت جمالا آسرا يحلق بك في فضاءات من المتعة التاريخية، هذا ما تحدث به نيل مقدام (مدير الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في المحويت) واشار أن بناء الحصون في الماضي كان لأغراض سياسية وعسكرية وأمنية بالدرجة الاولى، ونلحظ ذلك في الأسوار والنوب التي تطوق هذه الحصون كما في حصن (الرخام) وحصن ذهبان وحصن (الزكاتين ) وحصن المصنعة، الذي يرجعها “المقحفي” في كتابه معجم البلدان والقبائل اليمنية “ إنه أول بناء شيد في مدينة المحويت في القرن الثالث الهجري.
وواصل حديثه بقوله: لدينا أربع مدن هي شبام، كوكبان، الطويلة، وحصن المصنعة، هذه المدن نحن على وشك إدرجها ضمن قائمة التراث العالمي الاسلامي، وخرجنا بتوصية في المؤتمر الرابع الذي عقد في صنعاء في نوفمبر 2013، وتم تسجيل هذه المواقع، وكان الملف الوحيد الذي قدم في المؤتمر الرابع، يبقى فقط التسجيل النهائي الذي علق حتى يستكمل الملف من صور ومخططات.
وأضاف مقدام: لدى المكتب خطه تتمثل في توعيه الأعيان والعقال وأبناء هذه المدن وطلاب المدارس وتعريفهم بمعالم كل مديرية، كما نسعى لدعم الأهالي وتعويضهم وحثهم على عدم استحداث أية مبان تشوه بهذه المعالم، وهنا أوجه رسالة إلى المواطنين لا تطمسوا حضارتكم، وأحث الجهات ذات العلاقة في السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية ان تهتم أكثر بهذا الإرث التاريخي، حضارتنا تنهار وعلى الجميع ان يلتزموا بالقانون.
حصون مهملة
تشكل الحصون تاريخا حاضريا عريقا لليمن باعتبارها جزءاً من المعالم التاريخية والتراثية والمعمارية لشعبنا، وجزءاٍ من تراثنا التاريخي، ووسيلة من وسائل الجذب السياحي، وما حصون المحويت إلا صفحه من هذا التاريخ، هذا ما تحدث به الباحث عارف الزبيدي، وأضاف: تمتلك المحويت عشرات القلاع والحصون معظمها مهملة، وأذكر لك بعض حصون مدينة الطويلة والذي منها حصن الجاهلي ( الكافر) هو أحد الحصون المشهورة، يقع إلى الغرب من الطويلة- بني الخياط، ويقع على قمة جبل صخري شاهق ويتم الوصول إليه عبر طريق وعرة، وهو يقع على بعد ( 3 كيلومترات ) جنوباً من بيت مذكور، وعلى الرغم من أن معظم أبنية الحصن قد دمرت إلا أن المتبقي منها يؤكد أن بناءه يعد ظاهرة معمارية فريدة من الناحية الحربية؛ وذلك من حيت الموقع المتميز والتصميم المعماري العام، وكذلك (حصن براش) يقع هذا الحصن في أعلى قمة جبل مرتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي ( 1500 متر ) إلى الجنوب من مركز الطويلة، ويعد من الحصون البارزة والهامة التي ورد ذكرها في أحداث ( 619 - 628 ه ) أيام الملك “المسعودي الكامل “، وكما تشير المخلفات الأثرية على سطح الموقع والمتمثلة في كسر الفخار الملونة، والمقابر والعديد من والعناصر المعمارية التي لا تزال معالمها باقية والمباني التي تزيد من قوة السور من الناحية الشرقية.
واضاف الزبيدي ان حصون المحويت عامة والطويلة خاصة ظاهرة تاريخية فريدة ولوحة بديعة رسمت بفن معماري وتخطيط هندسي اسطوري، نرى ذلك واضحا في (حصن المخير وحصن حجر السيد) والذي يعد واحداً من الحصون الشاهقة والمتميزة الواقعة إلى الشمال من مركز الطويلة، وهو عبارة عن صخرة ضخمة وعرة المسالك ترتفع بحوالي ( 1200 متر ) عن مستوى سطح البحر، ويصعب الوصول إلى قمتها إلا من خلال طريق متدرجة وضيقة لا تتسع لمرور أكثر من شخص واحد، وهي منقورة في الصخر، يغلق مدخل الحصن باب خشبي مكون من إطار خارجي عليه شريط زخرفي مسنن منحوت بشكل المنشار، الحالة نفسها تتكرر في حصن (شمسان) الذي شيد في أعلى “جبل منيع “، يتم الصعود إليه عن طريق مجموعة من الدرج سلالم ملتوية في الناحية الجنوبية، ويتضمن الحصن عدة مكونات منها المدخل المكون من فتحة مستطيلة معقودة بعقد نصف دائري، زود الباب بمصراعين من الخشب، وفي الناحية الشرقية من الحصن بني مسجد يتألف من بيت الصلاة ومحراب مجوف ارتفاعه ( متر واحد ) يفتح من الناحية الغربية، والمدخل يؤدي إلى بركة مستطيلة نقرت في الصخر، وفي قمة الحصن ساحة مكشوفة يحيط بها حاجز جداري عليه عدد من المزاغل والسقاطات الحربية، وهناك يوجد بقايا مدفع تركي مع عربة الذخيرة مؤرخة بسنة (1303ه).
واضاف: كما يعتبر “الحصن الشامخ “ ضمن التحصينات الدفاعية المطلة على مركز الطويلة من الناحية الشمالية، يتألف من بناية معمارية مشيدة فوق صخرة جبلية مرتفعة، ولا يمكن الصعود إليه إلا عن طريق واحد من الناحية الجنوبية، ونظراً لأهمية هذا الحصن فقد ورد ذكره في أحداث عامي ( 818 - 819 ه ) ، ويعرف أيضاً “ بحصن يفوز.
أما (حصن القرانع) فيطل على مدينة الطويلة، وهناك بقايا بناء لعدد من الغرف، وفي الجزء الشمالي من القلعة توجد بركتان لحفظ المياه شيدتا بالأحجار من الداخل وبمادة القضاض.
سحر المكان
شبام كوكبان الساحرة التي تقع الى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء وتبعد عنها بحوالي 43 كيلو متر ا مدينة تجمع بين روعة المكان وسحر والتاريخ وعبقه، من حصونها حصن كوكبان الذي يعد واحدا من الحصون المشهورة، يطل الحصن على مدينة شبام كوكبان بارتفاع (3000 متر) عن مستوى سطح البحر، اسم الحصن ينسب إلى “ كوكبان أقيان بن زرعة “وسمي كوكبان لأن قصره كان مبنياً بالفضة والحجارة وداخلها الياقوت والجوهر، التي كانت تلمع بالليل كما يلمع الكوكب، فسمي بذلك “ وقد اشتهر الحصن منذ أن اتخذه “ المطهر شرف الدين” معقلاً حصيناً أثناء معاركه الحربية ضد الأتراك، واستعصى عليهم إخضاعه لسيطرته عليه، كما كان مركز إمارة “آل عبد القادر من أحفاد الإمام شرف الدين” في نهاية حكم الأئمة من “ بني القاسم”.
عبث الأهالي
في مديرية الرجم والتي تبعد عن صنعاء بحوالي 90 كيلو مترا وعن مركز المحافظة بحوالي 14كيلو مترا توقفنا فيها وطال بناء الوقوق في مشهد يجمع بين كل ما هو جميل، سهل أخضر على امتداد الافق، وحصون تحيط بها من عدة جهات، من بعيد يطل حصن الرجم مركز المديرية، و من حصون الرجم حصن بيت (النظاري) ،حصن (بيت سروم)، قلعه (النويرة) في بني حبش لكن أهالي المنطقة عبثوا بمكوناتها، حصن (معين) وهو الآن مهجورا تستخدم بعض منازله مخازن الأعلاف والحطب وفيه مسجد يعود تاريخه إلى القرن العاشر الهجري، حصن (ذهبان) وفيه جامع يعود الى القرن السابع الهجري، ويعد من أهم المساجد الأثرية في المحافظة حصن (السموأل)الواقع في الشرق من قريه بيت الصياد في جبل شاهق يطل على (وادي لاعه) وحله الحصن شبه منتهية إلا من بعض البرك والمدافن، وهو حصن حكت عنه الكثير من الأساطير.
مع التاريخ
لابد أن تكون مع التاريخ ما دمت في مديرية حفاش التي تبعد عن مركز المحافظة بحوالي 45كيلو مترا، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 2400متر، ومن حصونها حصن القفل وهو أحد الحصون اليمنية التاريخية الشهيرة في عزلة (بني دهمان مديرية حفاش- قرية بيت شخير) ويقع فوق مرتفع صخري محصن، إضافه إلى حصن (منابر) الواقع الى الغرب من مديرية حفاش والذي لم يبق منه سوى أجزاء متهالكة من السور وبعض الاطلال، وحصن ( الشايم) الواقع في عزلة بني أسعد وتبلغ مساحته حوالي 800×400متر، وحصن بيت (الزحيف) في عزلة (الملاحنة)، ومن الحصون المشهرة في حفاش حصن (الصمصام) الذي يرجع تاريخيه الى سنة 1175م ومن قلاع مدينة حفاش قلعة (الصفقين) مركز المديرية، والتي ترتفع عن سطح البحر حوالي 1170مترا، وشيدت القلعة على جبل شاهق يقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة، وأيضاً قلعة (راود).
أما في مديريه الخبت فتمتلك العديد من الحصون والقلاع الحربية ولعل من أبرزها حصن (مخبان) والذي طمست آثاره ومعالمه، وحصن( الزيكم ) وحصن (الوقيعان) الذي يقع في أعلى قمة جبل براش بعزلة “جبع »وحصن (الناعمة نمرة) ومن القلاع قلعة (الصافح نمره).
إهمال الجِّهات المختصَّة
الاعلامي عبد الكريم الفايز تحدث عن حصون ملحان بقوله: توجد بمديرة ملحان العديد من الحصون التاريخية والأثرية من أهمّها حصن الأصابع وحصن (القظع) وحصن (عكابر) الذي يقع فوق مرتفع صخري، ويطل على مركز بني حجاج، ويستخدم حالياً مركزاً للمديرية، ويتألف الحصن معمارياً من مجموعة مبانٍ تبدو في وضع سيء، وفي الجهة الجنوبية الغربية توجد بقايا مبانٍ مهدمة وشقافات متناثرة من الفخار تبعث على الاحتمال أن بقايا الحصن الأصلي أقدم، ومما ذكر على مدخل الحصن من كتابة مؤرخة في الفترة من ( 1361 – 1377 ه ) .
حصن (شاهر) يقع في رأس قمة جبل ملحان في منطقة وعرة على ارتفاع أكثر من ( ثلاثة آلاف قدم ) عن مستوى سطح البحر، وحصن (الخفيع)، وحصن (شاهر)، ويتكون من ساحة واسعة محاطة بسور عال، وحصن (رهقه)، وحصن (اليماني) يقع في عزلة “الشمامرية “، وحصن (قرن حميد) يقال إنه كان معقلاَ “ للحميد بن منصور “ المشهور بالأمثال والحكم الشعبية، وهناك سلسلة من الحصون والقلاع التي كان لها دور هام وفاعل في العصور الماضية وخاصةً في عصر الدولة العثمانية الاسلامية والتي وصلت الى ملحان، حيث لجأت الى تلك الحصون الشاهقة وانشأتها واتخذتها ملجأ وحرزا في حربها ضد ابناء البلاد المناوئين والرافضين للتواجد العثماني على أراضيهم.
وأضاف الفايز وفي العصر الحالي تكمن أهمية الحصون التاريخية بملحان بتصميمها المعماري، وارتفاعاتها الشاهقة، وإطلالتها على مناطق شاسعة، من البلاد التي تتميز بجمال خضرتها وتنسيق مدرجاتها الزراعية الآسرة للعيون الناظرة اليها، والجاذبة للقلوب العاشقة لفنون الطبيعة الساحرة، والأبداع الإلهي العظيم.
وهذا ما يجعلها مركزاً جاذباً للسيّاح الأجانب والزائرين المحليين من أبناء اليمن من مختلف المحافظات؛ بشرط إذا حازت تلك الحصون على الاهتمام الّلازم بها من الجهات المختصة، حيث وللأسف الشديد تعاني مديرية ملحان ومعالمها السياحية الطبيعية عامةً والحصون التاريخية والأثرية خاصّةً إهمال كبير وعدم اهتمام سوى من الإدارة المركزية ممثلة بالمجلس المحلي أو الإدارة العليا ممثلة بالمحافظة ومكاتب السياحة والآثار والسياحة والثقافة، إضافة الى ذلك تعثُّر المشاريع المهمّة والمساعدة على إبراز تلك المعالم السياحية وإشهارها ووصول السيَّاح والزَّائرين إليها “كالطرقات والكهرباء وغيرها..” وكذلك تتعرض أسوار وتحصينات ومباني تلك الحصون إلى انهيارات وتشققات ودمار بفعل العوامل الطبيعية كالهزّات الأرضية التي تتعرض لها المديرية بين الفينة والأُخرى، وكذلك الأمطار وعبث السكان.
صمت البركان
وليس هناك أي التفات من أية جهةٍ كانت إلى هذا الوضع المرير الذي تعاني منه ملحان وما تتعرض له معالمها السياحية من إهمال، متناسين أهميتها ودورها وموقعها من النواحي السياحية والاقتصادية والسياسية والجغرافية، وكذلك ما تجود به من خيرات كالبن والمانجو والهرد وغيرها.
وزاد الفايز: لكن ماذا عسانا أن نقول غير أن نوجّه نداءً عاجلاً عبر هذه الصحيفة المتميزة إلى المعنيين والمهتمين والجهات المختصة بالجانب السياحي ممثلة بمكتب السياحة والآثار ومكتب الإعلام، وإلى المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة، بأن يعطوا ملحان ومعالمها السياحية من حصون وغيرها التفاتةً كريمة ونظرةً حانية واهتمام ٌ يليق بها وبأهلها الصامتين الهادئين كهدوء البُّركان الذي يتربص بهم من حينٍ إلى آخر عبر هزّاته المرعبة دون أن يحرك المسؤولون شعرةً أو يثير فيهم حتى مجرد سؤالاً..
ترميم بنورة
وحرصا من الصحيف على أخذ كل وجهات النظر التقيت بالعديد من سكان حصن (الرجم) وحصن (المصنعة) وحصن (الطويلة) جميعهم اقروا بغياب تام للمجالس المحلية في ما يخص الحفاظ على المدن التاريخية التي بعضها أصبح في خبر كان، والإهمال لهذه المدن أصبح تعريا واضحا يلاحظه الجميع حد قولهم.
و في ذات السياق تواصلنا مع أكثر من عضو في السطلة المحلية وكان رد البعض منهم أنه لا توجد ميزانية وأن الامكانيات محدودة، فيما البعض الآخر وجه إتهام إلى السلطة المحلية بأنها تستنزف موارد المحافظة في ما لا يفيد في اكثر الحالات، وأنها ترصد ميزانيه للترميم بالنورة فقط كما في حصن (الرجم).
في الختام
يبقى أن نقول أن الحفاظ على هذه الآثار يساعد على رسم صورة واضحة للمستقبل، بل ويحفظ التاريخ من محاولات الطمس, والاندثار, والتزوير والتشويه، لكن ليت قومي يعلمون..؟!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.