قبل 6 أشهر كان موقع «يمن برس» الإلكتروني يسطر حكاية «أم عزيز» تلك السيدة ذات الطموح الخيري غير المحدود، ولأن مسيرة عطائها الخيري يجب أن تكون قدوة يحتذي بها الجميع، رأينا في «ليلة القدر» إعادة نشر تفاصيل قصة هذه السيدة الجليلة مع الخير.. فقط اقروا الأسطر التالية بعناية. رغم أنها أُميّة.. إلا أنها تجاوزت كل الشهادات، متربعةً على عرش الإنسانية كنموذج فريد قلّ أن يكون له مثيل في مجتمع لا يزال ينظر للمرأة على أنها عورة وسبب من أسباب العيب. حزنت كثيراً لمّا زارت امرأة تعول عدة أطفال في منزلها المتواضع، بعد أن جاءت قبلها بيوم إلى «أم عزيز» تمد يدها طلباً لما يمكن أن يسد رمق أبنائها، سألتها .. كيف حالك.. فكانت الإجابة التي أيقظت مارد الإنسان في أعماق «أم عزيز» حيث قالت لها تلك المرأة:«والله أني وأولادي بدون عشاء». تقول أم عزيز: «ما إن سمعت قول تلك المرأة الفقيرة حتى عقدت العزم على أن أفتح مخبزاً خيرياً بحول الله تعالى»، وفعلاً وفت بوعدها، بعد أن عرضت الفكرة على نساء أُميَّات مثلها، وظللن ليل نهار وهن يبحث عمن يمول هذا المشروع الإنساني من فاعلي الخير إلى أن تحقق ذلك، تقول أم عزيز:«عرضت الفكرة على عدد من الأخوات الأميات مثلي لا متعلمات ولا يعرفن الكتابة، وكنُّ يمشين معي ليل نهار،، وبدأنا نجمع المال إلى أن حصلنا على دكان للإيجار، لكننا طمحنا أن نشتري قطعة أرض لننشئ عليها المخبز». وفعلاً نجحت تلك المرأة الأمية التي هي في مقام أمُّة كاملة في إقامة مخبز خيري تستفيد منه قرابة 500 أسره في شارع تعز وأحياء الصافية و45 بجنوب العاصمة صنعاء، قبل أن يتوسع نشاطها ليشمل أحياء سكانية أخرى بأمانة العاصمة. والآن وبعد أكثر من 6 سنوات من إنشاء المخبز الخيري تحولت فكرة أم عزيز الخيّرة من مخبز خيري إلى مؤسسة خيرية كبيرة تُعرف ب«مؤسسة التضامن التنموية الخيرية»، تحتوي على مخبز تستفيد منه قرابة 500 أسرة، فضلاً عما يقدمه من مساعدات لمحدودي الدخل في الأفراح والأتراح، بالإضافة إلى معمل خياطة لتدريب النساء الفقيرات، كما قامت باستدانة مبلغ من المال على حسابها الشخصي وقامت بشراء مستوصف نموذجي للأسر الفقيرة، ثم شرعت في تسديد تكاليفه من مساعدات أهل الخير ورجال الأعمال المهتمين بالنشاط الخيري، والذين تعودت على زيارتهم بشكل دائم. «أم عزيزس بشهادة كل من يعرفها ويعلم بنشاطها تمتلك قدرة عجيبة على النفاذ إلى قلوب وعقول الناس وبالذات فاعلي الخير، بل وإلهام الكثير من الشباب ممن صارت لهم كالمنارة الهادية إلى الريادة في العمل الخيري والطوعي. وهاهي «أم عزيز» تطمح الآن إلى فتح فرع متكامل لمؤسستها الخيرية في منطقة دار سلم، يضم مخبزاً آلياً كبيراً، بالإضافة إلى مرافق متكاملة، تقول: «نتمنى من كل من يحبوا فعل الخير أن يساعدونا لإنجاز المخبز الثاني الذي هو حلمنا الآن». كثير من الشباب يعتبر «أم عزيز» مصدر إلهام لهم في الجانب الخيري التطوعي، لإخلاصها وحبها لفعل الخير، وإنفاقها كل وقتها وجهدها ومالها في سبيل إدخال السرور إلى قلب المئات من الفقراء والمساكين على مدار اليوم. أم عزيز كما يحكي عنها عدد ممن عرفوها تحظى باحترام الناس وثقتهم وحبهم لها، ما جعلها رائدةً من رائدات العمل الخيري في بلد مثخن بالجراح، تتجاذبه أيادي الفقر والفوضى والإرهاب. «الرياض» تبدي إعجابها بأم عزيز!! أثارت قصة المرأة اليمنية «أم عزيز» التي أنشأت مخبزًا مجانيًا لفقراء حيّها بصنعاء، موجة من الإعجاب في أوساط المغردين والمتابعين للفيديو المنتشر بشأن مبادرتها. وطالب المغردون الذين رأوا في «أم عزيز» مثالًا وقدوة، بتعميم تلك التجربة، منتقدين أصحاب الملايين الذين يبخلون على الفقراء بمثل هذه المبادرات الخيّرة. الدكتورة رقية نياز غردت، قائلة: «الله أكبر.. من مثل أم عزيز وأخواتها في هذا الزمان؟!.. شدوا الهمة أخواتي وحبيباتي في الله». وقال الدكتور إبراهيم الحقيل: «تعرفون أم عزيز؟!!.. أخجلت وعرّت كثيراً من الرجال». وشارك الكاتب سعد التويم بتغريدة: «عزيمة أم عزيز.. الإرادة التي أخجلت الرجال»، فيما غردت الدكتورة غربية الغربي: «من مثل أم عزيز وأخواتها!!.. بدل أن تشتري طعاماً وتوزعه.. أنشأت لهم مصنع خبز». «تركي فهد الزبن» غرد بقوله:«كم أخجلتنا أم عزيز.. يا ربي وسع لها في رزقها وعافيتها وسعادتها كما وسّعت على الفقراء والمساكين.. وتجارنا يشترون بهايم بملايين». وقال «محب الغرباء»: «أم عزيز.. أم المساكين.. فكرة عمل خيري ولا أروع.. الله يجعله في ميزانهم يا رب»، وغردت«أحلام»: «أم عزيز مثل لكل قادرة في عالمنا الإسلامي.. وما أكثر أبواب الخير المفتوحة.. كتب الله أجرها وزادها من فضله حتى ترضى.. ورزقها فردوسه». وغردت«صمود امرأة»: «في بلد إسلامي.. عجز أصحاب الملايين أن يكونوا مثل أم عزيز وأخواتها؟!.. الله يثبتها ويجزيها خير الجزاء.. نسأل الله من فضله». وكان مقطع منقول عن إحدى الفضائيات اليمنية كشف قصة «أم عزيز» التي بدأت مشروعها بعد تأثرها بأسرة باتت جائعة، فقامت هي وأخواتها من فاعلات الخير بإنشاء مخبز آلي لتوزيع الخبز بالمجان على 500 أسرة فقيرة من الأيتام والأرامل والمعاقين وأصحاب الأمراض المزمنة، في أحد أحياء العاصمة صنعاء.