تنشط عادة في الأعياد والمناسبات السياحة الداخلية في بلادنا التي حباها الله مقومات الجمال ومعها تتعدد الخيارات، فالقرية تدفعك للذهاب إليها لكي لا تخطئ مشاهدة مجيئ الصبح والأثير ينساب من بين الجبال التي تفترش العشب وتلتحف السماء. الشواطئ وما أكثرها فانعطاف الشمس و ظفر الهدوء في محيط يحاكي مسارح السحر يزيد من مخيلة تأملك عن كنه الحياة في فضاء اللا نهاية. . أما المعالم الأثرية بقلاعها وحصونها التي جاءت من ماضٍ تليد فأثيرها يحيا معنا ويذيع مجدنا في الحاضر والمستقبل..كل هذه العناصر كان لابد أن ينساب منها دفء الينابيع الحارة المسكونة بأبخرة الزمن التي لا تعرف قيود الحياة. برنامج سنوي يقول الأخ فارس صلاح: انتظر بفارغ الصبر إجازتي السنوية في عيد الأضحى المبارك كوني أقضيها في قريتي كبرنامج سنوي لا يمكن إغفاله فهي تعيد لي ذكريات جميلة ممزوجة بجمال الطبيعة البكر من جبال ووديان وهواء عليل يجدد الحياة ويبعث فيها النشاط واستجماع القوى لبدء مرحلة عمل جديدة تساعد على الابتكار والإبداع في إطار عملي في المدينة. ويضيف: غير أن ما يؤسفني أن عدداً من هذه المواقع الجميلة لا استطيع الوصول إليها بسبب وعورة الطرق المؤدية إلى تلك المواقع وهذا ما دفع إلى عدم استغلالها كون المستثمر يرى صعوبة في استثمار أمواله في مناطق وعرة كما أن وسائل الإعلام لا تتكلم عنها كثيراً برغم أنها تعتبر مواقع سياحية لابد من استثمارها. وجه غضوب يتوسع الأخ حمود الغابري من أبناء محمية عتمة يعيش في المدينة يقول: كنت انتظر موعد إجازة العيد بكل شوق كي أسافر إلى قريتي بعتمة استمتع بجمال الطبيعة الذي يأسر النفس البشرية أما اليوم لا تخطئ العين ذلك المشهد الذي يطل بشكله وأدوات فرض وجوده ألا وهو القات، تلك الشجرة الآخذة في التوسع بشكل أفقي ورأسي في ذلك المكان البديع، فوجودها وسرعة انتشارها شكل عبئاً ثقيلاً على المحمية وأهلها، وحياتهم المفعمة بعطر النُسيمات، فشوّه الطبيعة وصنع الثارات وغيّر طبائع الناس.. ويضيف بعيداً عن أسباب هذا التوسع إلا أن النتائج ظهرت فكثير من ينابيع المياه والغيول تم استنزافها واختفاؤها وترتب على اختفائها اختفاء الكثير من الحيوانات البرية والطيور التي أجبرت على الهجرة بحثاً عن المياه، علاوة على اختفاء النباتات والأشجار دائمة الخضرة، التي لا تنمو ولا تعيش إلا بجانب المياه..كما أن التوسع في شجرة القات، أدى إلى الإفراط في قطع الأشجار الحراجية المعمرة، وظهور ندرة لبعض أنواع الأشجار الهامة المكونة للغابات. المن والسلوى أما الأخ أكرم محمود فيقول: لطالما يكرر ويعيد أولادي في موسم أي إجازة أن نقضيها في الشاطئ باعتبارنا نقيم في أحد المدن التي لا يوجد فيها بحر غير أن ذلك يتطلب التزامات مالية اعجز بشكل دائم عن توفيرها أو الحصول عليها باعتبار دخلي محدوداً ولكي أكون عند حسن ظن أبنائي أقوم في الإجازة بالخروج معهم إلى أحد المتنزهات السياحية في المدينة التي نعيش فيها والتي طالما حلم بها أبنائي بأنها ستمطرهم المن والسلوى إلا أنها غير ذلك كونها تفتقر لمقومات أساسية ولا يوجد فيها إلا لعبة الحنش الحديدي أو الأرجوحة التي يتزاحم عليها أطفال الحي في طوابير طويلة. وأم الأولاد سألتني لماذا لا توجد في الحديقة أماكن مخصصة للعائلات تراعي الوضع الاجتماعي والتقاليد؟ ويسأل أكرم: لماذا لا يكون هناك شراكة بين القطاعين العام والخاص لتأهيل هذه المنتزهات والحدائق بالوسائل الترفيهية وبأسعار معقولة وتنافسية تتناسب مع دخول الموظفين وأصحاب الدخل المحدود في المدن الرئيسة والثانوية. رسائل إرشادية الأخ رامز النعمان يرى قضاء الإجازة من زاوية أخرى قائلاً : يوفر وقت إجازة الأعياد وخاصة إجازتي عيدي الفطر والأضحى المبارك مناخاً أسرياً يمكن رب الأسرة من توجيه رسائل إرشادية لأبنائه بأساليب غير مباشرة، حيث استغل هذه الإجازة لتعريف أبنائي بالمعالم الأثرية والتاريخية والموروث الشعبي الغني بأشكاله وصوره المتعددة. ويضيف: خلال اصطحاب عائلتي إلى بعض المواقع الأثرية التي تضم الحصون أو القلاع هنا أو هناك لم نلاحظ وجود مرشد أو متخصص في التاريخ والآثار يسرد لنا تاريخ من شيدوا هذه الحصون وكيف سطروا تاريخ حياتهم المليء بالعبر والمواقف والقصص التي خلدها التاريخ. ويضيف: رأينا أن مقومات وعناصر بقاء هذه الحصون والقلاع تتعرض للتدهور والتشويه المستمر.. ويتابع على الأجهزة المعنية أن تقوم بواجبها في حماية هذه المعالم باعتبارها قيمة تاريخية لكل اليمنيين ومصدر فخر لنا جميعاً أمام العالم. الطاقة الإيوائية أما الأخ أحمد النهمي فيقول: استغل مع عدد من أصدقائي قضاء إجازة عيد الفطر أو الأضحى بتخصيص عدد من الأيام للذهاب إلى أماكن الينابيع الحارة و الحمامات المعدنية والكبريتية التي تتوزع في معظم محافظاتاليمن كوننا ندرك أهمية هذه المياه الساخنة للصحة العامة وعلاج الكثير من الأمراض المزعجة لغرض الاستشفاء من الأمراض المستعصية الروماتيزمية والجلدية والمسالك البولية والتنفس وغيرها من الأمراض التي يعجز الطب الحديث عن مداواتها. إلا أن الزائر المحلى والأجنبي لهذه الحمامات المعدنية يشكو ضعف كفاية الطاقة الإيوائية من فنادق و مطاعم ومتنزهات، ومعظم الخدمات فيها ما تزال محدودة وتقليدية لا تشجع الزائر للعودة إليها مرة ثانية. هذا جانب أما الجانب الآخر فإن تدني نقص المهارات والكفاءات السياحية اللازمة لدى القائمين على هذا المقصد السياحي لا تزال على عهدها التقليدي لم تمكن من دخولها أسواق المنافسة العالمية بالتزامن مع ضعف فعاليات ووسائل الترويج السياحي وضعف الوعي المجتمعي لهذا النوع من السياحة. اقتصاد السياحة الأخ إبراهيم العفارة يذهب إلى نقطة هامة قائلاً: كما هو معلوم لدى الجميع الوضع الراهن في بلادنا وما تمر به من ظروف..فالسياحة جزء من منظومة الأجزاء الحكومية الأخرى تؤثر وتتأثر بمجمل الظروف المحيطة فعلى المستوى الداخلي يحجم كثير من أبناء البلد عن السفر إلى كثير من أماكن الجذب السياحي لاعتبارات مرتبطة بالجانب الأمني. أما على المستوى الخارجي فكثير من السياح عرباً وأجانب يرون في اليمن بيئة غير مواتية للزيارة والاستمتاع بما تجود به بلادنا من أماكن ومميزات جذب سياحي لاعتبارات كثيرة الأمر الذي يخسر أمامه اقتصاد السياحة الكثير من الأموال التي يعد ضياعها إضافة مزيد من الأعباء على الاقتصاد القومي من زوايا متعدّدة. فجل ما يتمناه الجميع تحسن الأوضاع الأمنية في البلد،لأن الأمن هو العصب الرئيسي في عمليه النشاط السياحي. الترويج السياحي وعن هذه الجزئية يقول الزميل إدريس العبسي: لاشك أن السياحة في بلادنا تعاني حزمة من الصعوبات حددتها مضامين استراتيجية السياحة. ويعد موضوع الترويج السياحي من المواضيع التي يحتاجها القطاع السياحي في بلادنا أكثر من أي وقت مضى وبرغم ما يقوم به مجلس الترويج السياحي من دعم فعاليات التنشيط السياحي، إلا أن المسألة ترتبط بتحقيق التّوعية السياحية وتحفيز الطلب على المضمون السياحي ونشر المعرفة السياحية وصولاً إلى تحقيق الاقتناع لدى الجمهور الداخلي والخارجي والمستثمر المحلي والأجنبي. فالترويج وبرامجه المتنوعة أحد الوسائل الأساسية الجاذبة والمؤثرة في الآراء والاتّجاهات والمواقف. ويزيد العبسي قائلاً: وبما أن السياحة أصبحت صناعة متكاملة ماركتها مرغوبة فإن الترويج السياحي هو الخيط الناظم لتسويق المنتج السياحي في بلادنا الذي لا زال صناعة متأرجحة. برامج إعلامية فيما يقول الزميل داوود:إن القطاع السياحي في اليمن يحتاج برامج إعلامية مكثفة ومتكاملة يتم من خلالها توجيه الرسائل الإعلامية الضامنة توحيد الجهود والطاقات لتحقيق رزمة الأهداف المسطرة منها رفع الوعي المجتمعي بين الفئات المختلفة من شرائح المجتمع ،وترويج الخدمات والمنتج السياحي عبر برامج مختلفة رياضية، شبابية، معارض ومهرجانات، مسابقات وغيرها، وإشراك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في بناء السّمعة الطيّبة والصورة المشوّقة والمقنعة للسائح والمستثمر إلى جانب دور وسائل الإعلام المختلفة الرسمية منها والخاصة، تكثيف برامج السياحة الداخلية التي تدفع الجمهور الداخلي والخارجي للتفاعل الإيجابي معها بعيداً عن التركيز على الأحداث الساخنة ونتائجها الفورية. ويردف قائلاً: الصورة الإيجابية هي جل ما يجب أن يقوم به الإعلام بكافة أطيافه تجاه السياحة اليمنية من خلال الدعم والتشجيع الإعداد والتنفيذ للبرامج والأنشطة الإعلامية السياحية المتعددة في الصور والأشكال والقوالب والمضمون. الإعلام الإلكتروني السياحي ولكي تكتمل الصورة للقارئ فالتطور السريع لوسائل الاتصال الجماهيري وكذلك الاتساع المضطرد لنطاق التدفق الحر للمعلومات وبشكل قياسي غير مسبوق أدى إلى تحول في طبيعة وأساليب وأشكال وقوالب العمل الإعلامي لصالح طابع الإعلام الجديد. حيث تؤكد التجارب أن الإعلام السياحي الجديد يمتلك القدرة على توصيل المعلومات وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار والابتكارات المتخصصة بالسياحة والمجالات المتعلقة بها بأساليب متنوعةووسائل متعددة يسهل على المستقبل فهمها واستيعابها وفرصة للعاملين والقائمين على السياحة وكذلك المستثمرين للإعلان والترويج لمشروعاتهم وأنشطتهم السياحية والتوسع فيها. ،وعليه فإن المتابع لاستخدام هذه الوسائل في الترويج السياحي لبلادنا يلاحظ عم كفاءة أدائها في دعم السياحة اليمنية وتوجيهها وتنشيطها بما ينسجم مع تجارب الكثير من الدول ومع ما تشهده خارطة الخدمات الإلكترونية السياحية من تجدد متسارع..وكونه كذلك يتطلب الأمر إعادة النظر في تضمين علاقة الخطاب الرسمي الإعلامي بشبكة بالإنترنت وما يرتبط بها من أدوات والتي أصبحت وثيقة الصلة بإنسان اليوم. فما أحوجنا اليوم لاستقطاب العوائد النقدية من العملات الأجنبية وتشغيل الأيادي العاملة ومكافحة الفقر.