سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا يزال دور الطبيب النفساني مغيّباً في منتخباتنا الوطنية، الأمر الذي يعطي تفسيراً لحالة الرهبة التي تصيب لاعبينا خلال البطولات الرسمية عموماً والخليجية على وجه الخصوص.. الحلقة المفقودة في المنتخب
يعتقد عدد من كوادرنا الفنية أن مسئولي الرياضة في اليمن لا يؤمنون حتى اللحظة بأهمية دور الاختصاصي النفساني في تهيئة اللاعبين نفسياً خلال البطولات وفي مختلف الظروف.. وسط هذا الغياب الدائم للطبيب النفساني، يبقى الدعم النفسي هو الحلقة المفقودة بالنسبة للمنتخب.. وأمام مشاركة بلادنا في خليجي22 بلاعبين أغلبهم من الشباب يتساءل كثيرون: كيف سيتعامل لاعبونا في بطولة ينظر اليها المسئولون والشارع الرياضي عموماً بدرجة عالية من الأهمية، وهل قام الاتحاد بتوفير طبيب نفساني لتجاوز حالة تهيب المنتخبات الكبيرة، وماهو المطلوب من اللاعبين أمام جمهور يفوق الخمسين ألف متفرج..؟ «ماتش» بحثت في غياب الطبيب النفساني وغياب الدعم النفسي للمنتخب وخرجت بالتالي: د.أحمد جاسر: مسئولو الرياضة يجهلون دور الاختصاصي النفساني * من جانبه اعتبر د.أحمد جاسر أن العشوائية تطغى على الأعمال المنظمة للعمل الرياضي على السواء في الوزارة الرياضية واتحاد كرة القدم، مؤكداًأن ذلك لن يفضي إلى رياضة حقيقية تخدم البلاد، مدللاً بأنه حتى وقتنا الحاضر لايزال الاختصاصي النفساني يغيب عن التواجد في بعثات المنتخبات الوطنية التي تمثل اليمن في جميع المشاركات الرياضية الخارجية. وأكد الدكتور أحمد جاسر أن المسئولين لا ينظرون إلى أهمية الاختصاصي النفساني من حيث ينظر هو مقدماً شرحاً بسيطاً لضرورة الاختصاصي النفساني في المجالات الرياضية عندما يذكر تكمن أهمية هذا الجانب بأن الاختصاصي النفساني يلعب دوراً كبيراً ليس في كرة القدم بل في جميع الألعاب عامة وكرة القدم خاصة.. وتابع: للأسف الشديد هذا الجانب يلاقي إهمالا كبيرا من قبل وزارة الشباب والرياضة وهي المعني بالأمر وكذا من قبل اللجنة الأولمبية و رؤساء الاتحادات. وقال: سبق أن أقمنا في اللجنة الأولمبية دورة عن أهمية دور الاختصاصي النفساني في الرياضة وللأسف فوجئنا بأن معظم رؤوساء الاتحادات الرياضية أصابتهم الدهشة من مناقشة دور الاختصاصي النفساني، بل قادتهم السخرية إلى التساؤل هل لاعبونا مجانين حتى نعالجهم..؟ وأوضح د.أحمد جاسر: يجب بأن لا نخفي أن هناك أحداثا ووقائع توجب ضرورة وجود خدمة الاختصاصي النفساني الذي سيشكل إضافة مازالت مطلوبة.. وألمح: شخصياً أنا كمدرب إن وضعت في قيادة نادٍ أو مدرب حتماً سأطالب بالاختصاصي النفساني لأنه في النهاية تقوم مهمة المدرب على تجهيز اللاعب بدنياً وفنياً وهناك مشاكل تحصل وقد يتمكن المدرب من التعامل معها من جانب نفسي وهنا تكمن الحاجة إلى الطبيب النفساني. وأمام حالة تهيب اللاعبين في المباريات الكبيرة يتسائل “جاسر”: هل لعبت منتخباتنا مباريات بحضور جمهور كبير، وهل اللاعب اليمني تعود على اللعب تحت صوت واحد يهتف له أو ضده؟ طبعاً هذه الأشياء تحدث إرباكات للاعبين، مع هذا أقول: هناك تدريبات نفسية خاصة تعود اللاعب على التركيز في الملعب وليس على صوت الجمهور، لكن مسئولونا يجهلون هذه الأمور.. ويشير: صحيح رياضتنا تعاني غياب الاختصاصي المتخصص في معالجة الأمور النفسية تقريباً يقع هم تحمل هذه المسئولية على عاتق المدرب بدرجة أساسية والجهاز الفني المساعد له خلال عدم تواجد الاختصاصي النفساني، وإذا كان مدرب الفريق مؤهلا علميا سيعرف كيف يتعامل مع هذه الحالة خصوصاً أننا ندرك بأن اللاعب اليمني مظلوم والأغلب الأعم نجد اللاعب اليمني يتحمل مسئولية أسرة وبعظهم يتحملون آلام عضلية شاقة وأمام هذه الهموم التي تصيب اللاعب نجد الاتحاد لا يتابع حياة اللاعبين ولا يعنيه تحسين مستوى اللاعب من الجانب المادي، وفي الوقت الذي يفترض أن يقف اتحاد الكرة مع اللاعب ويكون له عوناً تجاه الهموم الخاصة التي يعاني منها اللاعب نجد الاتحاد يستنزف طاقات اللاعب وبمجرد الانتهاء من المشاركة كل واحد يذهب لحاله وهذا يؤثر على نفسيات اللاعب، هناك كوارث نفسية تحصل لا أحد يعمل على حلها. قبل أن يختم حديثه د.أحمد جاسر ينصح لاعبي منتخبنا بالتمسك بالحماس والإصرار والتحلي بالعزيمة والإرادة، لافتاً إلى أن تعادل المنتخب في مباراته الأخيرة أمام منتخب الكويت هو بداية الطريق إلى الابتعاد عن الرهبة والتخوف من مواجهات منتخبات الخليج وبخاصة أن اليمن تمتلك مواهب كروية كثيرة جميعها تؤمن بالإخلاص للوطن.. وأشار: قبل أن ننسى أقول بأن المكافأة المادية المجزية تساعد على رفع العامل النفسي بالإضافة إلى أهمية التركيز على التغذية الصحيحة. الغرباني: الإعداد الجيد هو طبيبنا النفسي * على الجانب الآخر يقف لاعب المنتخب الوطني سابقاً الكابتن عبدالسلام الغرباني مؤيداً مسيرة المنتخب الأخيرة بالقول: يجب أن نؤيد هذا المنتخب ونؤازره في بطولة كأس الخليج ال22 بخاصة أنه قدم مباريات كبيرة قبل المشاركة، وقال: تحت ظروف غياب الطبيب النفساني سيكون الجهد الإداري هو البديل لغياب الاختصاصي وسيتعين على الكادر الإداري المرافق للمنتخب أن يبذلوا جهوداً غير عادية وبالأخص مع اللاعبين المنضمين حديثاً للمنتخب حتى يتم تأهيلهم وتجهيزهم نفسياً للتعامل مع بطولة بهذا الحجم، كما وان المباريات التجريبية لا محالة ستكون عاملا مساعدا لدخول اللاعبين الشباب أجواء البطولة. ويقول الغرباني: نحن الآن أمام وضع بديل فظروف الإعداد الجيد سيكون لها دور كبير في تهيئة نفسيات اللاعبين والفترة التي تسبق البطولة جيدة جداً.. وتابع: وبالرغم من ظروف البلد أدى هذا المنتخب مباريات كبيرة وهذا يعطي انطباعا بأن النفسيات مهيأة لتجاوز أية رهبة أو تخوف من مواجهات المنتخبات الكبيرة صحيح بأن ظروف اتحاد الكرة والضائقة المالية التي يمر بها زائدا الحظر الدولي المفروض على الكرة اليمنية كلها ربما تشعرنا بالقلق لكنني أؤكد أن الإعداد الصحيح هو طبيبنا النفسي للحضور في بطولة الخليج. ويضيف عبدالسلام الغرباني: سبق أن تشرفت بالمشاركة مع المنتخب الوطني في خليجي 17 كلاعب وسجلت حضوري في بطولتي خليجي 18 و19 كإداري للمنتخب، ومن هنا أقول إن التغلب على حاجة المنتخب للطبيب النفساني مرهون بتعاون إداري المنتخب الذي بإمكانه أن يلعب دور الطبيب المعالج لنفسيات اللاعبين قبل وأثناء المشاركة، فالاستماع إلى شكاوى اللاعبين ومحاولة حلها سيعني الكثير بالنسبة للاعبين وإذا ما تم ملامسة الهموم ربما يخفف رهبة اللاعبين من المواجهات الكبيرة. ويوضح: في مواجهة الفرق الكبيرة يحتاج اللاعب إلى أن يعطى شحنة معنوية وتوجيها حتى يتمكن من تجاوز حالة القلق، كما يتوجب على لاعبي الخبرة المتواجدين في المنتخب وهم يدرون كيف يتعاملون مع هذه الحالة عليهم بأن يوجهوا زملاءهم لتفادي خطر المواجهات الكبيرة.. قبل أن ينهي الحوار شدد إداري المنتخب السابق عبدالسلام الغرباني: يجب أن نعتز بأنفسنا ونحاول التغلب على المستحيل، علينا أن نستخدم الحماس الزائد كسلاح يمتلكه اللاعب اليمني وأنا متفائل وعندي أمل بتحقيق هذا المنتخب شيئا إيجابي خلال هذه البطولة. التام: يجب أن نكون جميعاً مع المنتخب * في الاتجاه ذاته يذهب لاعب المنتخبات الوطنية السابق الكابتن عادل التام لتأييد رأي الغرباني بقوله: نعم يجب أن نكون جميعاً مع هذا المنتخب وأن نتمنى له حظاً موفقاً في رفع سمعة اليمن في البطولة ال22 لكأس الخليج خصوصاً وأننا شهدنا هذا المنتخب الشاب يقدم نتائج أفضل من أي منتخب سابق ليست هناك هزيمة واحدة خلال تجريب المنتخب اللعب قبل البطولة وهذه حالة إيجابية يجب الإشارة إليها والتفاخر بها. نجم وحدة صنعاء الكابتن عادل التام تابع حديثه: الفرق بيننا وبين المنتخبات الأخرى كبيرة لديهم اختصاصيون نفسيانيون واجتماعيون وكادر إداري لديهم المال لديهم المناخ المناسب وفي ظني لدينا منتخب شاب يستحق الدعم، بحكم المباريات التي تابعتها أنا أعول على هذا المنتخب بمشاركة جيدة.. وفي إشارة منه إلى غياب الطبيب النفساني يقول التام: صحيح المعاناة تحصل للاعب وتعود إلى عوامل نفسية لكن هناك فوارق هناك لاعب قوي الإرادة قادر على تجاوز الحالة ولا يتهيب من اللعب أمام أي منتخب وهكذا يفترض أن يكون اللاعب وحسابات المنتخب يفترض بأن تخضع لحسابات واقعية وهنا أقول بأن فارق الخبرة له دور كبير في التفوق على الحالات النفسية. وأضاف: طبعاً في مشاركة بحجم بطولة كأس الخليج ليس المطلوب من لاعبينا بأن يكونوا الند للند وبصراحة لم نصل إلى درجة أن يصبح المنتخب نداً لمنتخبات الخليج التي تفوقنا بالإمكانات المادية والنفسية والفنية نحن نطالب بمشاركة جيدة تنقل الصورة عن اللاعب اليمني الموهوب، وأجدني هنا أسرع إلى القول أتمنى أن يقدم منتخبنا أداء مميزاً وأن يكرر صورة اللقاءات التجريبية التي خاضها خلال فترة الإعداد وهي التجربة التي حسنت صورة الكرة اليمنية في البلدان التي زارها هذا المنتخب.