إذا كانت الكلمات الجميلة وعبارات الثناء والمدح قد طالت المنتخب الوطني المشارك في بطولة الخليج 22 فإن هؤلاء اللاعبين الرجال استطاعوا أن يعيدوا خارطة التاريخ الرياضي إلى الواجهة وأسعدوا اليمن ولو للحظات، ومن باب الإنصاف فان من حقهم أن ينالوا نصيبهم من المدح والثناء والإطراء.. سيذهب البعض بعيداً وسيتحدث عن الفلسفة الرائعة التي انتهجها المدرب الشاب ميروسلاف سكوب وكيف استطاع أن يجعل من الورافي أكرم احتياطياً للحيفي أحمد ومع ذلك سيقولون إن السنيني عاشق للنجاح حليف للتفوق وسأردد معكم يستحقان أيضاً. سيقفز المتعصبون وسيتذكرون كيف نشر رئيس الوزراء صورة له وهو يرتدي الزي الرياضي، بينما كان وزير الشباب والرياضة رأفت الأكحلي أول وزير في التاريخ يأخذ “سيلفي“ صورة بيده لوزير مع بعثة رياضية.. هنا سنؤكد المؤكد أن مشكلتنا الكبرى حكومية بامتياز وأن الدعم الحكومي موسم مثل موسم التحصين مع قبل كل مشاركة بساعات تتقافز كل الأوراق وهلم جرا.. استطيع أن أثني على معالي وزير الشباب والرياضة روحه الشبابية وتواجده في مقر إقامة اللاعبين في الرياض وعدم تكرار ما يفعله سلفه السابقون حين يتسابقون على التقاط الصور التذكارية والسلام على الأمراء والشيوخ. ولكني ساتحدث عن النقطة الأهم والقوة الحقيقية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم الذي جعل من الفريق قوة تتحرك على أرض الملعب.. هم أولئك الذين هتفوا “شعب يمني واحد“ حين أعلن المذيع الداخلي للحفل اسم الجمهورية العربية اليمنية وكان الرد منهم صارخاً “شعب يمني واحد“ بالروح بالدم نفديك يا يمن. • لكل الجماهير التي حضرت لقاء الافتتاح أمام المنتخب البحريني “بيّض الله وجوهكم“ رفعتم اسم اليمن وهتفتم له.. هتفتم لموطن الحضارة ومنبع الإنسانية. • الى أولئك الجماهير الغفيرة التي ملأت المدرجات وصنعت علماً هو الأكبر في هذه البطولة بلون الحرية والدم وإلغاء عهد الاستبداد.. شكراً لكم بحجم الأرض والسماء.. كنتم خير سفراء.. أفضل من الساسة المتناحرين أنتم.. وأجمل من لغة الرصاص هتافاتكم.. وافضل من نعيق المعلقين والمحللين في قنوات البترول.. أنتم وحدكم من جعلتم الأرض تهتز من تحت اقدامكم وحولتم لاعبي المنتخب الي قوة حديدة في أرض الملعب.. كان دوركم أكبر من دور الجهاز الفني واللاعبين والحكومة واتحاد الكرة. • أنتم فخرنا وعزنا ومجدنا.. ابتعدتم عن الوطن وترابه ولكنكم حملتموه في ثناياكم وحنايا قلوبكم واجبرتم الحساد والنقاد على الاعتذار.. ولسان حال من يشاهدكم من خلف الشاشات يقول “يا ليتني كنت معكم ..فاشجع.. واهتف هتافاً عظيما. • حيوا اليماني حيوه.. وشعب يمني واحد ..وبالروح بالدم نفديك يا يمن كنتم تسمعون من به صمم ويراكم من به عمى ..ولكم لكم الحب وكلمات وعبارات الثناء.. فليس مثلكم في الارض إلا أنتم ..ولن ينافسكم ..سواكم.. ليت شعري كيف كان ردة فعل أمير قطر وهو يصدر مرسوماً ملياً بتحرك طائرات لنقل المشجعين الى الرياض في مواجهة اليمن.. لم يرسلوا مشجعين وهم يقابلون أصحاب الارض ..ولكن هتافاتكم وأصواتكم وحبكم لبلدكم جعل قطر تخشاكم ومثلها المملكة العربية السعودية “ستجمع كل قواها لمواجهتكم“. • شكراً لكم ..وبيّض الله وجوهكم. صدى الفوز قام رأفت الأكحلي وزير الشباب والرياضةاليمني وأحمد العيسي رئيس اتحاد الكرة بتكريم لاعبي المنتخب بألفي دولار لكل لاعب بعد التعادل مع البحرين. أما المحلل الرياضي السعودي عبدالعزيز الدغيثر فقد قام بتقديم اعتذاره للشعب اليمني والجماهير ولاعبي المنتخب الوطني عن تصريحه السابق الذي استبعد المنتخب الوطني من تحقيق أية نتيجة إيجابية أمام المنتخب البحريني في أول أيام بطولة خليجي 22. اعتذار المحلل الدغيثر الذي يعد من اشهر المحللين الرياضيين الخليجيين جاء خلال حديثه لبرنامج “صدى الملاعب“ الذي يقدمه مصطفى الآغا على قناة MBC بعد نهاية مباراة منتخبنا ضد المنتخب البحريني بالتعادل السلبي بأفضلية واضحة لمنتخبنا على مدار الشوطين، الدغيثر قال: “أرفع عقالي معتذرا ولم يسبق أن اعتذرت من قبل على أي تصريح لي، واليوم أعتذر لليمن شعبا وجمهورا ولاعبين وأرفع لهم العقال لأول مرة في حياتي“. أما نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فقد نشروا صورة خياط يمني مغترب في المملكة العربية السعودية أبدى استعداده بتكاليف كل الأعلام التي ستدخل استاد الملك فهد في جميع مباريات المنتخب اليمني.