مؤخراً اختتم في برلين المعرض الدولي للسياحة العالمية الذي افتتح الأربعاء 4مارس2015م بمشاركة يمنية تضمنت قطاعي الحكومة والقطاع الخاص ونظراً لغزارة وفرادة المنتج السياحي اليمني فقد استحوذ جناح اليمن على إعجاب زوار المعرض وأبدى العديد من الزوار الرغبة في المجيء إلى اليمن والتمتع بزيارة الأماكن والمعالم الأثرية وغيرها ... وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية وغيرها تحذر مواطنيها من السفر إلى اليمن جراء الأوضاع التي تعيشها البلاد منذ أشهر وبسبب حالة اللااستقرار السياسي وتردي الأوضاع الأمنية إلا أن المشاركات اليمنية في معارض السياحة الدولية لم تتوقف وظلت معروضاتنا التي تضم الصور الفوتوغرافية ونماذج المنتجات اليمنية والفقرات الشعبية تحصد الإعجاب والرغبة من المستهدفين ( شركات ووكالات سياحية) فيما انعدام الأمن يجعل من مردود هذه المشاركات يتوقف على الرغبة والرغبة فقط في القدوم الى اليمن وأمام هذه الحالة وبالرجوع إلى الوضع الداخلي وما فيه من استقطابات وشحن واستدعاء للأزمات المتلاحقة لا نجد ما يمت للجذب السياحي بصلة بل على العكس تماماً فهل نحن أمام شيزوفرينا سياحية يصدق معها المثل المصري القائل “ أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب” فكأني بحال الزائر لجناحنا يقول: أرى معروضاتكم تأسرني وتجبرني على زيارتكم وأتابع أخباركم أيها اليمنيون فأفر فراري من الجحيم .. ولا أقصد هنا تحجيم الجهود المبذولة من الجميع في الحكومة وفي القطاع الخاص للترويج للفرص السياحية وهي من الثراء والتعدد ما يجعلها تعلن عن نفسها . ولكن وكمتابع للشأن السياحي تتقافز إلى قلمي الكثير من الأفكار إلا أنه يمكن توجيه الترويج في هذه الأوضاع داخلياً من خلال تشجيع السياحة الداخلية وتوفير الدعم للمعالم التاريخية والمزارات السياحية لتحسين مستوى الخدمة وإيجاد مرافق خدمية فيها – لماذا لا يتم التوجه إلى المواطن اليمني وعبر خطوات مدروسة لرفع الوعي السياحي وتشجيع المبادرات الشبابية وهي موجودة لتكون رافداً من روافد دعم النشاط السياحي وبما أن معارض السياحة الدولية محطات تشهدها العديد من المدن والعواصم العالمية فمن دبي – برلين – مدريد – ميلانو – بكين ...الخ. لم لا تقوم سفاراتنا وملحقاتنا الثقافية وبالتعاون مع الجاليات اليمنية بهذا الدور وهو ما سينتج وفراً يمكن الاستفادة منه في أنشطة ومشاريع تحتاجها المقاصد السياحية ،هذا وغيره ما يجب أن يتم الوقوف أمامه في ظل هذا الوضع المأزوم وغيرالمعنى بالسياحة على الأقل لدى الفرقاء السياسيين والتوهان الذي يلف المرافق الحكومية وشلل المنشآت والمرافق السياحية . [email protected]