الموسيقى لا يجيدها إلا من يمتلك الإحساس المرهف والذوق الرفيع, فالعصافير تنساب لزقزقتها، والساقية تنساب لخريرها, أيضاً العازف والمؤلّف الموسيقي ينساب إلى عزفهِ وإحساسهِ المتروك في أذهان المستمعين.. المايسترو والمؤلّف الموسيقي محمد سالم القحوم، أحد المواهب الفنية اليمنية الشابة التي برزت من خلال الكثير من الأعمال الفنية في مختلف القنوات المحلّية والعربية, ولمعرفة الكثير عنهُ نبقى مع هذا اللقاء.. .. بدايةً من هو المايسترو محمد القحوم..؟. محمد سالم القحوم من مواليد مدينة تريم عام1991م, أسكن في المكلا وأمارس أنشطتي فيها موزّع موسيقي ومهندس صوت ومدير لاستيريو صدى الإبداع, أيضاً طالب في كلية الهندسة المدنية سنة رابعة, كما حصلت على مجموعة كورسات من كلية حلوان للتربية الموسيقية في القاهرة. .. ما هي أهم المراحل التي جعلت منك موزّعاً موسيقياً مشهوراً..؟!. في الحقيقة لست مشهوراً بذلك الصدى الصاخب؛ ولكن أظن أن عدد الأعمال التي أنتجتها منذ دخولي المجال قبل حوالي 12 سنة إلى الآن والتي يبلغ عددها أكثر من 600 عمل, وفّرت لاسمي بصمة حيّة نستطيع القول إنها قلبت عقارب الساعة. .. هل أنت راضٍ عمّا تقدّمهُ إلى المجتمع والجمهور..؟. الإنسان غالباً ما يتطلّع إلى تقديم الأفضل مهما كان مستواه, لذلك يكون دائماً غير مقتنع بما يقدّمه ويحاول دائماً أن يبذل جهداً لتقديم ما هو أفضل, طبعاً هذا غير الرضا الداخلي والإخلاص؛ فتوافرهما يعتبر ركيزة أساسية للعمل الناجح. .. ما هي آخر الأعمال التي قدّمتها..؟. هناك العديد من المقطوعات الموسيقية والشارات والموسيقى التصويرية لمجموعة من البرامج التلفزيونية التي اشتغلتها مؤخراً مثل برنامج “أيام في قرطاج” لقناة «اقرأ» وبرنامج “جمال الروح” لقناة «فور شباب» وبرنامج “وادي الأرض والإنسان” عُرض أيضاً في قناة «اقرأ» أيضاً مجموعة شارات لبرامج قناة «المعالي» الكويتية, وبرنامج “طريق النجاح” لقناة «السعيدة» أيضاً المسلسل اليوتيوبي الكرتوني «حضرم تون» وغيرها من الشارات والهويّات الموسيقية التي لا يسعني ذكرها، كما اشتغلت مؤخراً أوبريت «رسالة سلام» الذي قدّم في فعالية بيهاينس والذي تم تطويره حالياً ويجهّز ليصوّر ويُخرج إلى الجمهور، حيث شارك فيه أكثر من 17 فناناً ومنشداً منهم مجموعة من كبار الفنانين, ومن آخر الأعمال أيضاً مجموعة أعمال للفنان الأردني الرائع ايمن رمضان مثل “انهض وتصدّق”. وأيضاً مقطوعة “الحياة”وهي عبارة عن موسيقى تصويرية لفيلم “الحياة” من منظور الإنسان الحضرمي الذي عُرض في تيدكس المكلا، وعمل للفنان العراقي بلال الكبيسي، كما أن هناك عملاً رمضانياً للفنان عبدالقادر قوزع سيُعرض في رمضان القادم إن شاء الله، ومن آخر الأعمال أيضاً عمل “صومالنا أنتِ الأمل” للمنشد الصومالي الرائع عبدالرشيد محيى الدين. .. ما هي الموسيقى أو العمل الفني الذي قمت بصناعتهِ ولا تملّ من سماعهِ أو تشعر بالفخر عند سماعهِ..؟. في الحقيقة كل الأعمال التي أبذل فيها جهداً ليس بسيطاً هي محاولة مني لأن أظهرها بأجمل حُلّة, والأفضلية في الأول والأخير تعود إلى الجمهور المتلقّي، ولكن بالنسبة لي شخصياً فأوبريت “حيارى” من الأعمال التي أثّرت فيّ شخصياً كثيراً جداً وذلك لما تضمّنهُ في محتوهُ من رسالة فكرية تستحق الانتشار, فكل الشكر لكاتب الكلمات الدكتور أحمد السقاف وكل فريق العمل. .. ماذا تعني لك الموسيقى ..؟!. الموسيقى فن العصر، ومطلوب منّا بلورتها إلى رسائل سامية, ولذا فهي وسيلتي لتوصيل رسالتي إلى الناس. .. من خلال ملاحظتنا للكثير من أعمالك وقوّتها؛ وجدنا أنها تقتصر فقط على “الفن الهادف” ماذا يعني ذلك..؟!. لا تهمّني المسميات بقدر ما يهمّني المضمون الذي يعود على المجتمع بالنفع الإيجابي, فكل ما لدى الإنسان من مواهب وقدرات أمانة يجب استخدامها في الخير, وفي إرشاد المجتمع إلى الطريق القويم, خاصة أن العمل الفني وسيلة مؤثّرة على المشاعر سلباً وإيجاباً. .. مستقبلاً، ما الذي تطمح أن تكون عليه..؟!. في الحقيقة طموحات الإنسان دائماً تكون كثيرة وكبيرة، وأكثر ما أتمنّاه هو أن أصل إلى مستوى فنّي عالٍ يمكّنني من المنافسة عالمياً و إن شاء الله من خلاله أستطيع توصيل الرسالة التي أريدها إلى شريحة أكبر من الناس, فأسأل الله التوفيق. .. كلمة أخيرة تود قولها..؟. أولا: شكراً على الاستضافة واللّفتة الكريمة من صحيفة «الجمهورية» أيضاً الشكر لك أخي محمد, ثانياً: رسالة خاصة أوجّهها إلى الجمهور وأقول لهُ: يجب عليكم أن تكونوا أداة لتغيير في الوسط الفني, بحيث يحسن من طرحه ويرتقي بأدائهُ, لأنهُ وللأسف في الآونة الأخيرة أصبح الجمهور يهتم بالأشخاص أكثر من الاهتمام بالأفكار مما أسهم في تدنّي مستوى الطرح الفني, نسأل الله أن يستخدمنا دائماً لخدمة الخير.. وشكراً.