عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد في حوار خاص ل"الجمهورية"
الاحتلال ومرتزقته يشوهون تاريخ تعز الناصع بالعلم والثقافة
نشر في الجمهورية يوم 23 - 10 - 2017

صلف الاحتلال ومرتزقته يشوهون تاريخ تعز الناصع بالعلم والثقافة
تعمل دول الاحتلال على استغلال المعاناة الاقتصادية لتفريغ الجنوب من رجاله ومقاتليه والزج بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا بعير
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ صالح الصماد أن الزخم الكبير والحضور الجماهيري المهيب بمحافظة تعز في احتفالاتنا بالأعياد الوطنية يدل على أن المرتزقة لا يمثلون تعز الثقافة والعلم والسلام ولا صلة لهم بعزة وإباء أبنائها وقال: إن الفعالية غير المسبوقة كانت رسالة مهمة أن تلك الجماهير لن تقبل بغير الحرية والاستقلال.
وأوضح الرئيس الصماد في حوار خاص مع (الجمهورية) تناول فيه القضايا المسكوت عنها بكل شفافية.. أن الاحتلال حول المحافظات الجنوبية والشرقية إلى ساحة للفوضى والاختلالات الأمنية، كما تقود دول الاحتلال مشاريع تقسيم وتمزيق المناطق الجنوبية والشرقية فمكنت للقاعدة وداعش، ونهبت ثرواتها وتعمل على طمس هويتها الوطنية مستغلة المعاناة الاقتصادية التي صنعها الاحتلال والزج بأبناء هذه المحافظات في معارك في ميدي والمخا واستخدامهم دروعاً بشرية أمام الجيش واللجان الشعبية على الحدود السعودية.
وكشف الرئيس الصماد أن هناك الكثير من القيادات الجنوبية راجعوا أنفسهم وهم الآن للوطن أقرب، ونحن على تواصل مستمر معهم، وستتضح هذه الاتصالات على المستوى الميداني أو المستوى السياسي.
وحول الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة، نفى رئيس المجلس السياسي الأعلى أن يكون هناك جديد منها، معتبراً استمرار مبعوثهم استمرار العدوان على بلادنا ولا جدوى في حوارات لا تفضي إلى وقف العدوان ووقف الحصار ومحاسبة مجرميه.. مؤكداً أن أمريكا هي الراعي الاساس للعدوان وإسرائيل مبتهجة وداعمة أيضاً، والنظام السعودي وحلفاؤه ليسوا إلا مجرد أدوات.
وأوضح الرئيس الصماد أن العدوان سبب رئيس في تردي الوضع الاقتصادي من خلال الحصار والسيطرة على مصادر الثروات التي تعد الرافد الأساس للاقتصاد، لافتاً إلى أن حكومة الإنقاذ تبذل قصارى جهدها في سبيل إيجاد معالجات اقتصادية لتوفير المتاح والممكن من المرتبات والخدمات للشعب.
حاوره/ رئيس التحرير
احتفالكم الجماهيري المهيب بالذكرى 54 لثورة أكتوبر المجيدة في محافظة تعز فاجأ الجميع، ما الرسالة التي أردتم إيصالها من مدينة تعز وعبر ذلك الحشد غير المسبوق؟
أولاً أبارك للوسط الإعلامي عودة صحيفة الجمهورية إلى واجهة العمل الإعلامي ونبارك للقائمين عليها هذا الإنجاز الكبير ونشكر كل من سعى نحو إعادة هذا الصوت والمنبر الإعلامي الهام.
ومع احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية والتي توجت بفعالية حاشدة في محافظة تعز بمناسبة العيد ال 54 لثورة الرابع عشر من أكتوبر والتي كانت فعالية غير مسبوقة وفي محافظة تعز الأبية التي تعاني أجزاء واسعة منها من صلف الاحتلال ومرتزقته وما يقومون به من أعمال وجرائم شوهت تاريخ تعز الناصع بالعلم والثقافة والوعي وذلك الزخم الكبير والحضور الجماهيري المهيب يدل على أن أولئك المرتزقة لا يمثلون تعز وليس لهم صلة بعزة وإباء أبنائها ولولا أساليبهم القذرة التي فرضت على كثير من أبناء المناطق الواقعة تحت الاحتلال القبول المؤقت بالواقع وفرضوا قيوداً على حركتهم من وإلى باقي مناطق اليمن لشاهدت أضعاف أضعاف من حضروا ولذلك كانت رسالة مهمة أن أبناء تعز حاضرون في المشهد اليمني الوطني بقوة وأن هذه الجماهير لن تقبل بغير الحرية والاستقلال.
في الآونة الاخيرة بدا واضحاً من خلال أحاديثكم وتصريحاتكم وخطاباتكم في المناسبات المختلفة الاهتمام الرسمي بما يحدث داخل المحافظات المحتلة في الجنوب، كيف ينظر المجلس السياسي الأعلى إلى واقع هذه المحافظات؟ وهل تتوقعون أن ينتفض الجنوبيون ضد الغزاة الجدد كما انتفض الآباء، والأجداد ضد المستعمر البريطاني؟
المحافظات الجنوبية والشرقية ترزح تحت الاحتلال ونقول احتلال قذر حاول أن يجعل من هذه المحافظات ساحةً للفوضى والاختلالات الأمنية وقدم أنموذجاً سيئاً في كل المجالات.
فالاقتصاد رغم سيطرتهم على أغلب المصادر الإيرادية من غاز ونفط ومنافذ ومطارات وموانئ حيوية إلا أنها تُنهب لجيوب الفاسدين على حساب الشعب.
تقود دول الاحتلال مشاريع تقسيم وتمزيق للمناطق الجنوبية والشرقية وتمكين للقاعدة وداعش ونهب لثروات وتراث المحافظات الجنوبية والشرقية وطمس لهويتها الأصلية.
كما تعمل دول الاحتلال على استغلال المعاناة الاقتصادية التي صنعها الاحتلال لتفريغ الجنوب من رجاله ومقاتليه والزج بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا بعير وصلت إلى تجميع الآلاف منهم والزج بهم في معارك على الحدود السعودية ليجعل منهم دروعاً بشرية أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية وهذا شيء غريب أن نرى دماء يمنية تسقط دفاعاً عن المحتل وعن أراضيه كما زجت بالآلاف منهم في معارك في ميدي والمخا وكل ذلك لضرب عصفورين بحجر من جهة تفريغ الجنوب من رجاله الأشداء الذين قد يمثلون خطراً يوماً ما على الاحتلال ومن جهة الاستفادة منهم في الدفاع عن حدودها وخدمة أجندتها.
وهناك الآن صحوة كبيرة عند أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بخطورة الاحتلال وسيتنامى هذا الوعي بالإضافة إلى دور السلطة السياسية المركزية في صنعاء لتحويله إلى مشاريع عمل لتحرير هذه المحافظات من وطأة الاحتلال وسنتفق نحن اليمانيين فيما بيننا حول إدارة بلدنا وحلحلة مشاكلنا الداخلية بما يلبي طموح أبناء الشعب ومطالبهم.
هل هناك أي نوع من التواصل مع قيادات أو مكونات داخل المحافظات الجنوبية المحتلة؟ وماهي الرسالة التي تودون إيصالها لكل أبناء هذه المحافظات؟
من ارتموا في أحضان الاحتلال لا يمثلون أبناء المحافظات الجنوبية وهناك الكثير من القيادات البارزة واقفون بقوة مع الوطن ولهم دور أساس سواء على مستوى المركز أو المحافظات أو السلطة المحلية وهناك الكثير من القيادات انخدعوا بشعارات المحتل وبدأوا الآن يراجعون أنفسهم ومواقفهم والكثير أيضاً في الخارج محايدون وهم للوطن أقرب ونحن على تواصل مستمر مع الكثير منهم وستتضح هذه التواصلات في مشاريع عملية سواءً على المستوى الميداني أو المستوى السياسي في أي حوارات قادمة.
ولا بد أن يفهم الإخوة في المحافظات الجنوبية والشرقية أن الاحتلال لم يأتِ بقظه وقظيظه ويخسر هذه الخسائر الباهظة من أجل سواد عيونهم بل من أجل أهداف تخدم المحتل لا غيره ولهم في العراق وسوريا وليبيا شواهد حية؛ لذلك ندعوهم إلى التكاتف وتوحيد الجهود للخروج من عباءة الاحتلال والعمل بروح وطنية مسئولة مع بقية إخوتهم من مكونات الشعب للوصول إلى تسوية تحفظ للجميع حقوقهم وتحافظ على وحدة الوطن واستقلاله.
الجبهة الخارجية:
الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة. ما الجديد في هذا الاتجاه؟ وهل مازال الشريكان (الأنصار والمؤتمر) تجمعهما رؤية موحدة فيما يخص أية مفاوضات مستقبلية؟
لا يوجد جديد في المفاوضات والأمم المتحدة تركت الحبل على الغارب للعدوان لإكمال مخططاته وعدوانه ودور مبعوثهم هو صناعة المبررات وتغطية العدوان وإلهاء القوى السياسية بقضايا جانبية حتى يكمل العدوان تصعيده فلا جديد واستمرار مبعوثهم هو دليل استمرار عدوانهم والقوى الوطنية تدرك ذلك ورؤيتها واحدة وتتفق حول مجمل القضايا في أي حوارات قادمة ولكن لا جدوى في أي حوارات لا تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار ومحاسبة مجرميه.
أمريكا وإسرائيل باتا أكثر وضوحاً في مشاركتها الفعلية بالعدوان على اليمن. ما تفسيركم لتجاهل إعلام بعض المكونات المحسوبة على قوى مقاومة العدوان، الحديث عن هذه الحقيقة؟
أمريكا هي الراعي الأساس للعدوان وإسرائيل مبتهجة وداعمة أيضاً والنظام السعودي وحلفاءه ليسوا إلا مجرد أدوات للأمريكان فهي من تدعم وتعطي الغطاء السياسي للعدوان والجميع يدرك ذلك ولكل مكون حساباته وأيدلوجياته في تناول قضايا كهذه ولكن الجميع متفق على عدوانية أمريكا ودورها الأساس في العدوان.
الجانب الاقتصادي.
بعد قرار نقل البنك من صنعاء إلى عدن. بماذا تفسرون إصرار البعض تحميل مسئولية تأخير المرتبات حكومة الإنقاذ رغم إدراكهم أن الفار هادي والحكومة العميلة كانا وراء إيصال الأوضاع إلى ما وصلت إليه؟
العدوان سبب رئيس في تردي الوضع الاقتصادي من خلال الحصار والسيطرة على مصادرة الثروة التي تعتبر الرافد الأساس للاقتصاد الوطني واتخاذ إجراءات تعسفية أضرت بالاقتصاد كخطوة نقل البنك وطبع مئات المليارات وذهابها إلى جيوب الفاسدين دون غطاء أدى إلى اضطراب في العملة النقدية والمصرفية وانعكست على أسعار السلع الأساسية.
وحكومة الإنقاذ جاءت في ظروف بالغة التعقيد وتبذل قصارى جهدها في سبيل إيجاد معالجات اقتصادية للوضع وتوفير المتاح الممكن من المرتبات والخدمات للشعب.
ومن حق الشعب أن يعول عليها ويطالب سلطاته المباشرة ولكن في إطار المتاح والممكن، وهناك بعض العوائق أدت إلى عدم الاستفادة من المتاح والممكن جارٍ معالجتها بخطى حثيثة إن شاء الله وإنما المؤسف هو الاستغلال والمزايدة بما هو فوق المتاح والممكن من قبل أي طرف كان خاصة وأن الجميع شركاء في موقع وإدارة الدولة.
خاطبتم حكومة الإنقاذ في غير مرة بضرورة إيجاد معالجات وبدائل اقتصادية لمواجهة الوضع والتخفيف من معاناة المجتمع المتزايدة بسبب العدوان والحصار. هل ارتقت الحكومة في أدائها إلى المستوى المرضي لكم؟
نحن في حالة حرب وعدوان لم يسبق له مثيل وما ندركه الآن قد لا ندركه بعد أسبوع لذا من المهم أن يحمل الجميع ممن هم في موقع المسؤولية حماساً واهتماماً بالغاً وأن نعيش حالة استنفار في جميع المجالات وعلى كل المستويات في مواكبة التحديات وهذا ما يفتقده البعض بسبب طبيعة المراحل التي عايشوها طيلة فترات الاستقرار الماضية التي مارسوا فيها المسئولية فإذا حمل الجميع هذه المسئولية من الاهتمام والحماس لمواكبة التحديات فلا نبالي بعدها ونحن نبذل المستطاع، المؤسف ألا نعيش هذه الروحية ونحن ندرك حجم المعاناة والاستهداف.
ماهي الدعوة التي توجهونها للشعب فيما يخص الحرب الاقتصادية القذرة التي ينتهجها تحالف العدوان ضد اليمن؟
الشعب اليمني شعب مجاهد ومواجه ويتحمل عبئاً كبيراً على كل الجبهات من خلال بذله وتضحيته ودعمه للجبهات بالرجال والمال والقوافل ومن خلال تأمين الساحة الداخلية وصبره على الظروف المعيشية التي فرضها العدوان؛ ولذلك نحن نراهن بعد الله على صمود الشعب ووعيه وتضحيته ونؤكد له أن معاناته وتضحيته لا تغفل عن اهتماماتنا ونحن نعمل بخطى حثيثة للوصول إلى نتائج إيجابية على المستوى الاقتصادي من خلال العمل بكل جهد لتحسين الإيرادات وتقديم المتاح وفي نفس الوقت لا ندير أظهرنا عن أي دعوات للسلام تحفظ للشعب تضحياته وتحافظ على كرامته وترفع معاناته وهو يعلم كم قدمنا من تفاهمات على مختلف المحطات ولكن عندما يكون هناك إصرار من عدو مجرم دنئ لسحقنا فلا بد من شحذ الهمم لمواجهة مختلف التحديات مهما كانت وكما قال الشاعر:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها
كيف تقيمون دور القطاع الخاص في مواجهة العدوان من جهة ومشاركته في التخفيف من آثار الحرب الاقتصادية على الشعب من جهة أخرى؟ .
القطاع الخاص شريك أساس للدولة في مواجهة العدوان واسهم بدور كبير في تماسك الوضع الاقتصادي من خلال التفاعل مع جميع الخطط والمشاريع وكما تعرفون أن مثل هذه الحرب ورغم استمراريتها للعام الثالث على التوالي ومقارنة آثارها على تماسك الجبهة الاقتصادية مقارنة مع بعض الدول التي كانت تملك أنظمة اقتصادية ضخمة ولكنها لم تصمد لأسابيع فانهارت عملتها النقدية ومنظومتها الاقتصادية في أسابيع إلى مستويات كبيرة وعلى العكس من الوضع في اليمن رغم ضراوة الحرب لا زال هناك تماسك وانضباط للمنظومة الاقتصادية رغم شحة الإمكانيات وذلك يرجع إلى الجهد والتكاتف بين الدولة والقطاع الخاص ووعي وبصيرة الشعب الذي هو المرتكز الأساس لكل هذه التحديات.
انتهجتم مبدأ الدعم في الجانب الزراعي تنفيذاً لتوجهات السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله. أين وصلتم في هذا الأمر؟
الزراعة مصدر أساس لدعم الاقتصاد الوطني واليمن أرض خيرة وخصبة واعتمدت الزراعة كمصدر رئيس طيلة القرون الماضية ولأن المنعطفات السياسية ومشاريع الهيمنة الخارجية حالت في الفترات الأخيرة دون الالتفات إلى هذا الجانب وكل ذلك يأتي في سياق أهداف الاستعمار الجديد لجعل البلدان العربية سوقاً استهلاكيةً لمنتجاتهم بحيث تصبح رهينة لقراراتهم وحاجة الشعوب للغذاء الآن أشد من حاجتها إلى السلاح وقد يسهم الإهمال في الاهتمام بالمجال الزراعي في استسلام الشعوب لمخططات الأعداء لذلك من الصعب أن نشهد نقلة نوعية في هذا الظرف إلا أن البدء بمشاريع تنموية لإنعاش الجانب الزراعي هو أول خطوة في الطريق الصحيح وهناك تجارب عالمية لشعوب وصلت إلى نقطة الصفر ولكنها عقدت العزم بالاعتماد على نفسها وبرزت كدول معاصرة تكتفي ذاتياً وتصدر للآخرين، نأمل الآن أن يتحرك الإخوة في حكومة الإنقاذ للالتفات بجدية نحو هذا المجال كونه في الوسع والطاقة ولدينا شعب معطاء يحتاج إلى توجيه وترشيد ودعم وسنجني ثمار ذلك في فترات وجيزة بإذن الله.
الجانب الأمني:
يلاحظ أن البعض المحسوب على أطراف تدعي وقوفها في خندق مقاومة العدوان يسعى بشكل حثيث لشق الجبهة الداخلية من خلال كتابات ومواقف مثيرة للانقسامات الداخلية، ورغم خطورة هكذا أمر إلا أن هذا الطابور مازال يقوم بدوره المتماهي مع العدوان دون أن تحرك وزارة الداخلية ساكناً. كيف تقيمون دور وزارة الداخلية في مواجهة العدوان، مقارنة بالإنجازات العظيمة للجيش واللجان؟
أولاً إذا كنا نريد أن ننظر للآخرين وتقييمهم من خلال كتابات بعض الناشطين من أي طرف كان فالترجمة للمواقف تأتي في الميدان لا على صفحات التواصل ومثل هؤلاء الكتاب بحاجة إلى ترشيد وتوجيه إن كانوا ينتمون إلى أطراف محسوبة على القوى الوطنية المواجهة للعدوان والدولة معنية باستيعابهم في مهام تستوعب حجم الأخطار والتهديدات وتنمي لديهم الأولويات وأهمية توجيه كل الطاقات لمواجهة العدوان ودور الأجهزة الأمنية ممثلة في وزارة الداخلية واللجان الشعبية والأجهزة الاستخباراتية من الظلم أن نقيمه من خلال موقفهم من كاتب هنا أو هناك.
الجبهة الأمنية بكل مؤسساتها جبهة أساسية لا تقل عن الجبهة العسكرية ودورها ملموس والنقلة النوعية في الأمن والاستقرار خلال فترة العدوان واضحة لا ينكرها إلا جاحد رغم الاستهداف والأموال الطائلة التي يبذلها العدوان لزعزعة الأمن والاستقرار غير خافية وغير خاف إنجازات الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه المخططات بل ومشاركتهم حتى في الجبهات العسكرية ويجب أن ننحني إجلالاً لدورهم مع دور الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة ومشكلة الناشطين والمراشقات الإعلامية هي مشكلة سياسية يمكن حلها بين القوى السياسية إذا وجدت الإرادة والنية الصادقة عند الجميع للحفاظ على الساحة الداخلية من اختراق العدوان.
الجانب العسكري:
في هذا الجانب نبدأ من الجبهات الحدودية. فخامة الرئيس، نحن في العام الثالث من الصمود الأسطوري كيف تقيمون أداء الجيش واللجان الشعبية في جبهات؟
يقف الإنسان عاجزاً عن وصف عظمة الصمود وبأس رجال اليمن فقد أذهلوا العالم وأذاقوا العدوان من بأس الله وشدته مالم يكن في الحسبان ولم يخطر لهم على بال فكان العدوان يراهن على حسم المعركة في غضون أسابيع وها هو اليوم يشارف العام الثالث على الانتهاء دون أن يحقق نتيجة لعدوانه.
لقد استطاع الجيش اليمني ولجانه الشعبية التكيف مع طبيعة المعركة والارتقاء لمواجهة أحدث الفنون العسكرية وأحدث الأسلحة وها نحن الآن نشهد إعادة تموضع للمؤسسة العسكرية من خلال ما نشهده من تجميع للوحدات العسكرية بتشكيلاتها القتالية والدفع التي تشهد تخرجها خير دليل على الارتقاء الفني والقتالي والهيكلي للمؤسسة العسكرية وسنشهد قادم الأيام إن شاء الله المزيد من الزخم والإعدادات التي سيكون لها دور أساس في تغيير موازين المعركة والتعجيل بسرعة الحسم وإفشال هذه المؤامرة العالمية بكل إمكانياتها.
التصنيع العسكري المحلي يتطور ويواجه بإمكاناته المحدودة قوى العدوان بكل ما تمتلكه من المال والتكنولوجيا العسكرية الأحدث في العالم. هل يمكن للقدرات اليمنية أن تنقلنا في المستقبل القريب من موقف الدفاع إلى طور الهجوم إذا ما استمر العدوان الظالم على البلد؟
حجم التحدي والاستهداف والحصار فرض على شعبنا اليمني ممثلاً في المؤسسة الأمنية والعسكرية إعادة النظر في إمكانياته التي كانت تعتمد على ما وصل من خبرات ومعدات من مختلف الدول الذي لا يعطون مثل هذه الإمكانيات إلا ويشتركون في إدارتها من خلال الخبراء وصياغة عقيدة من يستخدمها وعدم منح الآخرين تقنيات صناعتها ولأننا في اليمن صرنا في مواجهة مع أغلب تلك القوى المهيمنة كان لزاماً أن نفكر في بناء قدراتنا وإن كانت بإمكانات محدودة إلا أنها تعتبر نقلة نوعية في استراتيجيات الدول وهي الخطوة الأولى نحو الاستقلال والهيمنة على قرارنا وما نشهده من تطور نوعي في الصناعات العسكرية يبعث على الفخر وله دوره في تعزيز الصمود ونلمس ذلك من خلال المخاوف التي انتابت دول العدوان ومن يقف وراءهم وكلما استمر أمد العدوان وطال كلما تصاعدت وتيرة التطور والتقدم في البناء الذاتي لقدراتنا العسكرية رغم محدودية الإمكانات وحجم التحدي إلا أنها تسهم بشكل كبير في حسم المعركة وتحتاج إلى مزيد من الدعم وتوجه صادق من الجميع .
الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي أعلن في مهرجان 24 أغسطس بميدان السبعين عن استعداده لرفد الجبهات بعشرات الآلاف من المقاتلين. هل ترجمت تلك التصريحات على أرض الواقع.؟
حجم العدوان والاستهداف وتسارع الأحداث يفرض على الجميع كل من موقعه مواكبة هذا التحدي وبشكل جدي بعيدًا عن الروتين الذي اعتاد عليه الآخرون فالمعركة على أشدها ونرحب بكل إسهام في دعم وتعزيز الجبهات وفي الآونة الأخيرة لسنا بحاجة إلى أن يزايد أحد على موضوع الجبهات فالأخوة في قيادة الدفاع بذلوا جهود جبارة في إعادة دور المؤسسة العسكرية من خلال إعادة تجميع الوحدات العسكرية فالجيش اليمني معروف ببأسه وتعرض لمحاولات استهداف عديدة من قبل الخارج قبل الداخل من خلال إغراقه في حروب عبثية في الجنوب والشمال سواءً من خلال فرض تحديات أجبرته على خوضه هذه الحروب أو من خلال فرض مسارات لإغراقه وإضعافه وتوجوا ذلك الاستهداف بما يسمى الهيكلة ثم العدوان والآن ومع تحرك قيادة الدفاع الجاد والمستمر كل ما ننشده من كل القوى هو دعم هذا التحرك والذي نلمس أثره وما دام الإخوة في المؤتمر والإخوة في أنصار الله شركاء في إدارة الدولة ويدعمون هذا التوجه لقيادة الدفاع في تفعيل المؤسسة العسكرية فلا يمكن أن نتهم أحد بالتقاعس إلا في حال لمسنا عرقلة لهذا المسار أما والجميع مجمعون على دعمه وتعزيزه فهذا مطلب وطني وضروري والحمد لله ما نلمسه هو توجه من الجميع في المجلس السياسي الأعلى والحكومة لدعم هذا المسار والتوجه، مع الأخذ بعين الاعتبار الدور البارز والأساس لأنصار الله المتمثل في اللجان الشعبية وما يرافقه من دور مهم للقبيلة اليمنية الأصيلة لرفد الجبهات وينبغي أن يستمر هذا الدور المهم والأساس في إطار المسار الذي تعمل عليه قيادة الدفاع لتوحيد الجهود والطاقات من كل الأطراف لمواجهة التحديدات الراهنة.
الشارع اليمني يتساءل عن حجم مشاركة الأطراف الأخرى في جبهات القتال وفي مقدمتها جبهات الحدود لاسيما شركاء أنصار الله في مقاومة العدوان؟ أم أن شراكتهم تقتصر على الجانبين السياسي والإعلامي فقط؟
كما أشرت في الإجابة على السؤال السابق الوضع الآن يختلف نحن شركاء في إدارة الدولة ووزارة الدفاع هي المعنية بإدارة الجبهات والمعارك وتعزيزها والجميع ممثلون فيها وما دام التوجه الرسمي واضح لدعمها فلا ينبغي أن نتهم أحد بالتقصير وينبغي تحويل كل الجهود والطاقات لدعم هذا المسار سواءً على المستوى الرسمي أو الشعبي.
يعتبر مجلس الشورى الغرفة الثانية للسلطة التشريعية إلا أن عملية تفعيل هذا المجلس تأخرت كثيراً. هل لدى المجلس السياسي الأعلى خطة لإعادة تفعيله وتطعيمه بكفاءات جديدة تمكنه من ممارسة دوره الوطني في ظل الوضع الاستثنائي للبلد.؟
مجلس الشورى مؤسسة وطنية مهمة إلا أنها طيلة الفترات الماضية ومع الاضطرابات السياسية تحولت في بعض المنعطفات إلى مؤسسة استيعابية أكثر منها شوروية ومع ذلك لا زالت تضم الكثير من عباقرة السياسة والاقتصاد والإدارة ومختلف المجالات والعمل الآن جارٍ لإعادة دورها الريادي وإضافة كوادر لإشراك مختلف القوى ممن كان لهم دور بارز في مواجهة العدوان ولديهم الكثير من الرؤى والتي نأمل أن يتم إنجاز ذلك قريباً للاستفادة من هذه المؤسسة.
فخامة الرئيس بصراحة: هل أنتم في المجلس السياسي الأعلى مقتنعون بأداء حكومة الإنقاذ الوطني.؟
حكومة الإنقاذ أتت في ظروف بالغة التعقيد وهي المؤسسة التنفيذية لديها برامج يمكن تقييم أدائها من خلال مدى التزامها بهذه البرامج التي لم ترتقِ إلى مستوى التحدي في أدائها أما لظروف فرضتها ظروف العدوان أو للتباينات السياسية ولكنها في الأخير قابلة للتقييم وتحسين الأداء وفي نفس الوقت قابلة للتعديل والتغيير إن تطلب الأمر ذلك ونحن الآن بصدد تقييم لأدائها في المرحلة الماضية وعلى ضوء ذلك يمكن أن نبني على ضوئه أي خطوات مستقبلية.
تحدث الجبير وزير خارجية السعودية في أكثر من تصريح صحفي وتصريحات أخرى لمسئولين روس، ويوم أمس وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني من الرياض، عن استحالة الحل العسكري في اليمن وكلها تحدثت عن وجوب الحل السياسي السلمي فقط. كيف تقرأون هذه التصريحات.؟
النظام السعودي ومن وراءه الأمريكان وجدوا في اليمن فرصة لتعويض خسارتهم في العراق وسوريا ولذلك نحن لا نعول على أي تصريحات أو مواقف تصدر من لديهم وكذلك من أي طرف آخر فالأمريكان والسعوديون وحلفاءهم لا نية لديهم لأي حلول وعندما يتحدثون عن حل سياسي فهم يريدون حلاً سياسياً بالشكل الذي يحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب من خلال إعادة قوى النفوذ وإحكام قبضة القوى الخارجية على القرار وهذا ما لا يقبله أي يمني ومع ذلك أي دعوات أو حوارات تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار أولاً نحن على أتم الاستعداد للدخول فيها والدخول في حوارات جادة لحل الأزمة السياسية بعد إيقاف العدوان ورفع الحصار ولكن بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
هل تلك التصريحات تعني أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة فعلية باستحالة الحل العسكري . أم هي محاولات لإنقاذ النظام السعودي من الغرق أكثر في اليمن والمسارعة إلى ستر عورة المملكة؟
كما أسلفت المجتمع الدولي يهيمن على قراره الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وكلما تصاعد الحرج الأخلاقي والإنساني في العالم ضد الجرائم التي يرتكبها العدوان نسمع مثل هذه الدعوات لتخفيف الحرج على النظام السعودي ومنحه مزيداً من الغطاء والوقت لتصعيده وإلا لو كانوا جادين لكانت ثلاث سنوات من الجرائم والعدوان غير المبرر كافية ليقولوا للنظام السعودي كفى، خاصة وأنهم يعرفون مدى حرص القوى الوطنية على السلام واستعدادهم لذلك.
مؤخراً تم إدراج التحالف بقيادة السعودية في القائمة السوداء بسبب جرائم قتل أطفال اليمن ضمن قائمة الأمم المتحدة. وحالياً تبذل السعودية تحركاً دولياً لإخراج نفسها من القائمة. هل تقدمت وزارة الخارجية بأي خطط أو مقترحات للتحرك مع الأطراف الدولية المتعاطفة مع اليمن للحيلولة دون نجاح السعودية في الخروج من القائمة؟ أم أن الوزارة لا يعنيها كل ما يحدث؟
كما تعرفون أن هذه المشاريع مرتبطة بالتوجه الدولي التي تتزعمه أمريكا والسعودية وكلما استدعى الأمر حلب السعودية وابتزازها سمعنا مثل هذه المواقف ومتى سلمت السعودية والإمارات ما طلب منها سيتم التراجع عن هذه، كله عملية مد وجزر للموقف الأمريكي فاتجاه النظام السعودي نحو روسيا يتطلب من الأمريكي إعطاء الضوء الأخضر لإدراج السعودية في القائمة ومتى ما نفذت السعودية ما تريده أمريكا سنلحظ تغير في الموقف وهكذا.
ووزارة الخارجية تبذل ما بوسعها لإيصال رسائلنا إلى مختلف الجهات وتواكب المواقف الدولية ولكن تعرفون موقف الآخرين من حكومة الإنقاذ وعدم اعترافهم بها يجعل هذه الجهود لا تحقق النتائج المطلوبة فالقرار أمريكي بريطاني سعودي في كل الأحوال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.