قد لا يصدق البعض أن عروسين تم عقد قرانهما بمهر زهيد في زمن شاعت فيه ظاهرة غلاء المهور، لكن هذا ما حدث بالفعل عندما شهد كوكبة من العلماء والمواطنين في ليلة رمضانية مباركة بأحد جوامع العاصمة صنعاء مراسم عقد قران عروسين بمهر مقداره خمسة آلاف ريال يمني، أي ما يعادل(25) دولار. ففي بادرة اجتماعية تعكس الحرص على تجسيد مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الحاثة على تيسير الزواج للشباب، قام الداعية الإسلامي زين العابدين الجفري بعقد قران الشاب محمد أحمد الكبسي على ابنة عبد الرحمن يحيى إسماعيل المروني مقابل مهر مقداره خمسة آلاف ريال يمني. مراسم عقد القران جرت في مسجد الصفاء بالعاصمة صنعاء, بحضور كوكبة من فضيلة المشائخ العلماء، والمواطنين ممن شهدوا صلاة قيام ليلة السابع والعشرين من رمضان، وأحياها الداعية الجفري. وأشاد عدد ممن شهدوا مراسم الاحتفاء بعقد القران من العلماء والمواطنين في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بهذه البادرة، معتبرينها إيجابية خاصة في ظل شيوع ظاهرة غلاء المهور باليمن، والمباهاة والمبالغة في تكاليف الزواج، وتأثيراتها السلبية في ارتفاع نسبة العنوسة في أوساط الشباب من الجنسين. يقول فضيلة الشيخ عمار حسان الحنشلي الأستاذ بدار المصطفى للدراسات الإسلامية وأحد الحاضرين في مراسم عقد القران:" هذه البادرة ليست بالغريبة في مجتمعنا، وتعد أحياءً للسنن المحمدية"، مستشهدا بقوله صلى الله عليه وسلم :"من أحيا سنتي عند فساد أمتي فله أجر شهيد", وكذا قوله صلوات الله عليه:" أبرك الزواج أيسره معونة". وقال الحنشلي:" من السهل على المرء في هذه الأيام أن يؤدي الصلاة، وأن يؤدي الزكاة ويصوم رمضان، لكن من الصعب على البعض التنازل عن بعض الأمور المادية". ومما يروى عن الرسول الكريم بشأن تيسير الزواج وخفض المهور, ما رواه مسلم في الصحيح رقم (1425) عن سهل بن سعد الساعد، حيث قال:" جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعّد النظر فيها وصوّبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست؛ فقام رجل من الصحابة فقال : يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال: فهل عندك من شيء. فقال: لا والله يا رسول، فقال:" أذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا"، فذهب ثم رجع فقال: لا والله ما وجدت شيئاً ثم رجع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ولو خاتما من حديد, فهب ثم رجع, فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتماً من حديد ولكن هذا إزاري فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء، فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليً فأمر به فدعي فلما جاء.. قال: ماذا معك من القرآن ؟. قال: معي سورة كذا وسورة وكذا فقال تقرؤهن عن ظهر قلب.. قال: نعم .. قال :" أذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن".