حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لجنة دراسة موازنة الدولة بالبرلمان تنتقد بيان الحكومة المالي للعام 2009
نشر في الجمهورية يوم 18 - 11 - 2008

انتقدت اللجنة البرلمانية المكلفة بدراسة مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2009م ، البيان المالي التي تقدمت به الحكومة للبرلمان بخصوص الموازنات المستقلة والملحقة والصناديق الخاصة, ومشاريع موازنات الوحدات الاقتصادية .
واوضحت اللجنة في تقريرها الذي استعرضة مجلس النواب في جلسته المنعقدة اليوم ان الحكومة لم توفق في الدفع بوتيرة النمو الاقتصادي إلى الأمام وتحسين وتطوير الموارد البشرية ورفع قدرة الدولة التنافسية لتحقيق التكامل والاندماج في الاقتصاد العالمي, والحصول على أقصى المنافع الممكنة من النظام الاقتصادي الدولي والعولمة.
وذكرت اللجنة في ملاحظاتها العامة على البيان المالي أنه لم يبرز ملامح السياسات المالية والنقدية والإدارية والاستثمارية بما يتناسب وأهميتها, حيث وردت بصورة مختصرة وموزعة بين أسطر البيان المالي وتقسيماته المختلفة وكان المفترض أن يتم إفراد كل واحدة من تلك السياسات بصورة مستقلة بحيث تظهر مفرداتها وعناصرها بصورة واضحة ومفصلة تعكس توجهات وسياسات الحكومة المزمع تنفيذها خلال العام المالي 2009م.
واضافت أن البيان المالي لم يشر إلى جملة التحديات الرئيسية التي تواجه بلادنا في الوقت الحاضر فيما يخص قضايا البطالة والفقر بالصورة
التي تتناسب مع أهميتها وما تحمله من مخاطر وآثار على المجتمع وبالذات الشباب إضافة إلى عدم إيراد مؤشراتها واتجاهاتها, وكذا ما يتعلق
بالمؤشرات المرتبطة بحجم الاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية وتطورها.
ولاحظت اللجنة أن البيان المالي لم يتناول الآثار التي يتوقع أن يحدثها تنفيذ الموازنات العامة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسات
المالية والنقدية التي ستتبعها الحكومة لتجاوز هذه الآثار والتي من المفترض أن يتضمنها البيان المالي وفقا لمقتضيات نص المادة (20) من
القانون المالي.
كما أن البيان المالي لم يتضمن الإشارة إلى أهم الإنجازات التي قطعتها الحكومة على صعيد تنفيذ برنامج الإصلاح خلال السنوات الماضية وما تنوي
الحكومة تنفيذه خلال العام القادم 2009م في الجوانب الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية .
حيث اقتصر البيان في هذا السياق على الإشارة إلى أن الحكومة ستعمل على مواصلة استكمال تنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية
دون أن يحدد البيان بشكل واضح مفردات وعناصر تلك الإصلاحات والتي أشر البيان إلى أنه سيتم مواصلة استكمالها.
و رأت اللجنة البرلمانية في تقريرها أن ما ورد في البيان المالي بشان الأوضاع الاقتصادية العالمية وأثارها على بلادنا لم يقدم صورة متكاملة
عن اتجاهات أداء وتطور الاقتصاد العالمي في جوانب النمو الاقتصادي والتضخم للعام الجاري 2008م والعام القادم 2009م وكذا التوقعات بشان
الفترة الزمنية التي سيتمكن خلالها الاقتصاد العالمي من تجاوز الركود الاقتصادي الناجم عن أثار الأزمة المالية العالمية.كما ان البيان
المالي لم يشر إلى جملة التدابير والإجراءات المتعلقة بالقطاع المالي والمصرفي الوطني والمعالجات التي قامت بها الحكومة لاحتواء أثار الأزمة
المالية العالمية لتعزيز الثقة في القطاع المالي والمصرفي الوطني.
وفيما يتعلق بأزمة الغذاء العالمي ثمنت اللجنة ماقامت به الحكومة من إجراءات للتقليل من أثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلا انها كانت
تتوقع ان يتضمن البيان المالي ملامح السياسات والإجراءات الحكومية الهادفة إلى دعم الأنشطة والبرامج المرتبطة بالقطاع الزراعي في اطار
توجه استراتيجي طويل المدى لتوفير الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي والذي يعتبر من بين ابرز التحديات التي تواجه بلادنا.
وبشأن التطورات الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على موارد البلاد من النقد الأجنبي أشارت اللجنة إلى انه وبالرغم من أهمية ما قامت به
الحكومة فيما يخص إعادة النظر في سعر برميل النفط الخام والذي بنيت عليه موارد مشروع الموازنة العامة الا انه كان من المتوقع ان يولي
البيان اهتماما خاصا بالمجالات التي يمكن من خلالها تعزيز موارد البلاد من النقد الأجنبي ومن ذلك توفير وتطوير البنية التحتية والمؤسسية لقطاع
الصادرات وتوفير الحوافز والتسهيلات لزيادة صادرات اليمن غير النفطية وكذا الاهتمام بقطاع السياحة وغيره من القطاعات القادرة على توليد
النقد الأجنبي بهدف تنويع وزيادة موارد النقد الأجنبي من مصادر أخرى غير النفط وذلك للتقليل من الاعتماد على الإيرادات النفطية والتي تتحكم
فيها ظروف وعوامل خارجية متغيرة من الصعوبة بمكان التحكم فيها.
وحول النمو الاقتصادي بينت اللجنة ان البيان المالي أشار إلى ان الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي وفقا للتوقعات الأولية لأداء الاقتصاد الكلي
سيحقق نموا بمعدل 9،1 % في عام 2009م مقارنة بمعدل نمو يقدر ب 3,7 % عام 2008م. كما أشار البيان المالي إلى ان توقعات النمو المرتفع للعام
القادم سيكون مدعوما بدخول الغاز الطبيعي كمنتج جديد والذي بدوره سيساهم في تحقيق زيادة في الناتج المحلي الحقيقي لقطاع النفط والغاز
تصل إلى 20 %، كما توقع البيان ان تنمو القطاعات غير النفطية بمعدل 6,4 % خلال العام 2009م.
ورأت اللجنة ان تحقيق هذا المعدل أمر مرغوب فيه وضروري بالنسبة لبلادنا حتى تتمكن من التغلب على تحديات تحسين مستوى دخل الفرد ومكافحة الفقر والسماح بزيادة فرص العمل والحد من مشكلة البطالة كما ان معدل النمو الاقتصادي المشار إليه لاشك انه ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية لليمن
2025م ، التي تستهدف تحقيق معدل نمو اقتصادي حقيقي لايقل عن 9 % حتى العام 2025م وبذلك فان تحقيق هذا المعدل الطموح رهن بقدرة الحكومة على إحداث تحولات حقيقية وجوهرية في بيئة الاستثمار بما من شانه رفع مستوى الاستثمار إلى المعدلات المطلوبة.
وتبين للجنة من خلال ما أورده الجانب الحكومي خلال الاجتماع المشترك ان المعدل المشار اليه للنمو 9،1 % سيكون مقتصرا على العام 2009م فقط
وعليه ترى ان الأداء المتوقع للاقتصاد الوطني مخيب للآمال نظرا لعدم قابلية النمو المشار اليه للاستمرار في السنوات التالية لعام 2009م مما
يعد تراجعا عن ما هو مستهدف من النهوض بمستوى معيشة المجتمع وتحقيق أماله وطموحاته في التنمية الشاملة بجوانبها وأبعادها المختلفة
الاقتصادية والاجتماعية. ولفتت إلى انه كان من المؤمل ان يتضمن البيان ما يشير إلى وجود توجهات لإعادة النظر في منظومة السياسات والإجراءات
المرتبطة بوجه خاص برفع مستوى الاستثمار وزيادة معدلاته وذلك للإسهام في الدفع بنمو القطاعات الأخرى غير النفطية التي تواضع أداؤها ونموها
الفعلي خلال السنوات الماضية وبما يمكنها ليس فقط من تحقيق المعدلات المستهدفة لها في خطط التنمية والبيان المالي فحسب وانما أيضا بما يكفل
إسهامها في تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفع وقابل للاستمرار في المستقبل.
وفيما يتعلق بالتضخم أفادت اللجنة البرلمانية ان البيان المالي لم يشر إلى ان معدل التضخم المتوقع خلال العام المالي 2009م سيكون أدنى من
معدل التضخم خلال العام الحالي 2008م والمقدر ب 12.5% وترى اللجنة أن السيطرة على التضخم يعد شرطاً أساسياً وهاماً لخلق البيئة المناسبة
لزيادة وتحقيق معدل النمو الاقتصادي، كما ترى اللجنة بأن التضخم لعام 2009م والذي توقع البيان بأن يكون أقل من 12.5% لن يتحقق وسيتجاوز
المعدل المشار إليه وذلك بسبب زيادة الضغوط على الطلب الكلي الناتج عن نمو الإنفاق العام والإنفاق الجاري منه على وجه الخصوص إضافة إلى نمو
الطلب على الواردات المرتبط بنمو الإنفاق من الموازنات العامة والذي سيؤدي إلى الضغط على سعر صرف العملة الوطنية ومن ثم المزيد من الارتفاع
في اسعار السلع والخدمات في السوق المحلية وارتفاع معدلات التضخم في نهاية المطاف.
وبالنسبة لسعر الصرف أوضحت اللجنة في تقريرها المقدم إلى المجلس أن البيان المالي لم يتطرق إلى موضوع سعر الصرف للموازنات والذي يعد احد
اهم المتغيرات الاقتصادية التي تساعد على تحقيق أهداف السياسية الاقتصادية في الاستقرار والنمو الاقتصادي ولأهمية هذا الجانب فإن
اللجنة ترى أن هناك مؤشرات وأسباب قد لاتتمكن معها الحكومة من التحكم وضبط اسعار الصرف ومن ذلك توقع تراجع موارد الاقتصاد الوطني من النقد الأجنبي بسبب توقع تراجع كميات وأسعار النفط المصدر للخارج وتواضع
العائدات المتوقعة من تصدير الغاز وكذا توقع تراجع التدفقات الخارجية من المصادر الرسمية والخاصة كإنعكاس للآثار السلبية الناتجة عن الأزمة
المالية العالمية على اقتصاديات البلدان الصناعية والمتقدمة.
وعليه ترى اللجنة ضرورة الوقوف الجاد أمام هذه العوامل والمؤشرات والعمل على تبني السياسات الملائمة والفاعلة في المجال النقدي بما يكفل
الحفاظ على استقرار سعر صرف الريال أمام العملات الأخرى، وتجنيب تعرضه لأي تدهور يمكن أن يحدث في المرحلة القادمة، على أن تتكامل السياسة النقدية مع بقية السياسات الاقتصادية الأخرى المالية والتجارية المؤثرة والمرتبطة بسعر الصرف واستقراره.
وبشأن السياسة النقدية والائتمانية ذكرت اللجنة أن السياسة النقدية والائتمانية تلعب دوراً هاماً في جهود الحكومة لتحقيق استقرار الأسعار
والسيطرة على معدلات التضخم وتحقيق أهداف الاستقرار والنمو الاقتصادي ورغم الأهمية التي تمثلها السياسة النقدية إلا ان اللجنة لاحظت عدم
اهتمام البيان المالي بها حيث كان من المفترض أن يتطرق البيان المالي إلى جوانبها المختلفة كالعرض النقدي واتجاهات تطوره وكذا ما يتعلق
بسياسة الائتمان ومنح القروض والسبل الكفيلة بتعزيز دور مؤسسات الوساطة المالية في استقطاب المدخرات وتوجيهها لمجالات الاستثمار المختلفة وكذا رؤية الحكومة وتقييمها للآثار الناجمة عن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة على القروض وذلك على جانب الاستثمار وغير ذلك من جوانب السياسة النقدية والتي يفترض أن ترد ضمن مكونات البيان المالي.
وإزاء عجز الموازنة لفتت اللجنة إلى أن بلادنا شرعت منذ عام 1995 في تنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي بهدف تصحيح مسار الاقتصاد الوطني
ومعالجة الاختلالات التي يعاني منها وافرازاتها السلبية على جوانب النمو والتضخم والبطالة، وكان من بين أهداف برنامج الإصلاح محاصرة عجز
الموازنة العامة للدولة والذي جعل منه البرنامج هدفاً ووسيلة في آن واحد لبلوغ أهداف سياسات برنامج الإصلاح الاقتصادي نظرا للآثار التي
يولدها عجز الموازنة العامة على التضخم وتأثيراته السلبية على مجمل المتغيرات الاقتصادية الكلية.
ويظهر البيان المالي لموازنات العام 2009م ان العجز الكلي لمشروع الموازنة العامة للدولة 2009م قد بلغت نسبة 8.26% من الناتج المحلي
الإجمالي، فيما قدرت نسبة العجز الصافي ب7.37%.
وترى اللجنة ان العجز المقدر في مشروع موازنة 2009م يعمل على تهديد ما تحقق من نجاحات خلال سنوات برنامج الإصلاح الاقتصادي والذي تمكنت معه الحكومة من محاصرة العجز في الحدود الضيقة.
ورغم تأكيد الحكومة على تمويل هذا العجز من مصادر غير تضخمية وتمويله عبر الاقتراض الداخلي الإ أن اللجنة ترى ان لذلك آثارا سلبية عديدة
أبرزها تحويل مدخرات المجتمع بعيدا عن القطاع الخاص والذي من المفترض ان يوجهها نحو تمويل مشاريعه واستثماراته المختلفة بدلا عن تمويل عجز
الموازنة العامة للدولة وبذلك فان منافسة الحكومة للقطاع الخاص على موارد ومدخرات المجتمع يمثل احد أهم العوامل التي ساهمت في تباطؤ النمو
الاقتصادي نتيجة لارتفاع سعر الفائدة التي ساعدت على زيادة الطلب على أذون الخزانة من البنوك والهيئات والصناديق الخاصة والتي من خلالها
يمول عجز الموازنة العامة .
وأكدت اللجنة على ان التوسع في العجز سيؤدي إلى تنامي حجم الدين العام وتزايد أعبائه من سنة إلى أخرى ومن ثم يسهم في زيادة عجز الموازنات
العامة في المستقبل.
وترى اللجنة ان تنامي العجز وبهذه النسب يعكس عدم كفاية الإجراءات والتدابير المرتبطة بضبط الإنفاق وإعادة هيكلته والتراخي عن تطوير
وتحصيل الموارد العامة الضريبية والجمركية والذي جعل بلادنا من أقل بلدان العالم النامي فيما يتعلق بنسبتها إلى الناتج المحلي الإجمالي
التي تصل في بلادنا إلى حوالي 8 % مقابل نسبة 18 % في البلدان النامية و38 % في البلدان المتقدمة.
وتجاه موضوع البطالة أشارت حسب تقديرات الحكومة إلى ان نسبة البطالة وفق بيانات مسح ميزانية الأسرة في عام 2005 / 2006م حوالي 16.1% وتستهدف الخطة الخمسية الثالثة خفض نسبة البطالة إلى 12 % .
ونوهت اللجنة إلى أهمية دقة تلك المؤشرات المنخفضة للبطالة، وترى ان استمرار معدل البطالة عند هذه المستويات إنما يعبر عن حجم التحديات
التي تواجه الاقتصاد الوطني وعدم قدرته على تحقيق معدلات النمو اللازمة لتوليد فرص العمل للأعداد المتزايدة من القوى العاملة الداخلة سوق
العمل خاصة في ظل تواضع دور الدولة في استيعاب قوة العمل الجديدة والمتزايدة.
وفي هذا الإطار تتوقع اللجنة في تقريرها المقدم إلى المجلس ان تتفاقم هذه المشكلة في ظل استمرار جمود أسواق العمل وعدم مرونتها وتطويرها إلى
جانب مجموعة من التحديات الأخرى التي تعمق من مشكلة البطالة وتزيد من حدتها والتي منها ارتفاع معدل نمو قوة العمل بمعدل سنوي قدره أربعة
بالمائة الناتج عن تسارع وتيرة النمو السكاني ودخول المرأة سوق العمل وتزايد مخرجات التعليم الجامعي وعدم ملائمة مخرجاته لاحتياجات سوق
العمل حيث يشكل خريجو الكليات النظرية 85 % مقابل 15 % من الكليات العلمية والتطبيقية وافتقار قوة العمل والداخلين الجدد إلى أسواق العمل
للمهارات التي يتطلبها السوق المحلي او الخارجي مثل مهارات اللغة والحاسوب والمهارات الحسابية وغيرها من المهارات.
وفيما يتعلق بالفقر ذكرت اللجنة ان مشكلة الفقر تعد واحدة من اخطر التحديات التي تواجه بلادنا. وذكرت اللجنة في تقريرها بأنه وحسب بيانات
مسح الأسرة عام 2004م فان نسبة الفقر الاعلى تراجعت من 40.1% عام 98م إلى 34.8% عام 2005م/ 2006م وان نسبة الانخفاض في الحضر كانت أعلى حيث انخفضت من 32.2% عام 98م إلى 20.7%، وفي الريف انخفضت من 42 % إلى 40 % عام 2005م/ 2006م نتيجة لازمة الغذاء العالمية وارتفاع أسعار السلع الغذائية والتي أثرت سلبا على جهود التخفيف من الفقر.
وترى اللجنة انه بالرغم من أهمية ما تحقق من تراجع في معدلات الفقر إلا ان الفقر في اليمن يظل أعمق وأكثر عما هو عليه الحال في منطقة الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا ويرجع جزء كبير من مشكلة الفقر في بلادنا إلى ان النمو الاقتصادي المبنى علي النفط لا يستفيد منه الفقراء وخاصة في
المناطق الريفية.
وفي سياق متصل بمعالجة الحكومة لمشكلة الفقر فقد أشار البيان المالي إلى استمرار جهود الحكومة في أعطاء الجانب الاجتماعي وجهود مكافحة
الفقر حقها من الرعاية في مشاريع الموازنات حيث تم وضع المخصصات الكافية لتنفيذ توجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية
بتعزيز مخصصات شبكة الأمان الاجتماعي بالإضافة إلى أشارة البيان إلى ان مشاريع الموازنات العامة 2009م قد اتسمت بالتركيز على النفقات
الاجتماعية والتي تستهدف تخفيف مستويات الفقر .
حيث يشير البيان المالي إلى انه وبالإضافة إلى نفقات خدمات التعليم والصحة وتكاليف برامج الدعم المختلفة ومن أهمها نفقات دعم المشتقات
النفطية تقوم الحكومة بتنفيذ برنامج فاعل في اطار شبكة الأمان الاجتماعي والتي تتركز في تقديم الدعم النقدي للمستهدفين في اطار
برنامج صندوق الرعاية الاجتماعية والذي تم زيادته بنسبة مائة بالمائة وكذا تخصيص التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع المختلفة في اطار الصندوق
الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة سواء من خلال التمويل الذاتي او القروض او المساعدات الخارجية، حيث قدرت الاعتمادات المرصودة لها
بأجمالي مبلغ وقدره 82 مليار و500 مليون ريال في مشروع موازنة 2009م.
وأوضحت اللجنة البرلمانية في تقريرها انه بالرغم من الجهود التي بذلت وتبذلها الحكومة للتغلب على هذه المشكلة إلا ان هذا الأمر يتطلب المزيد
من السياسات الموجهة نحو الفقراء وايلاء الاهتمام الأكبر بالأنشطة والمشروعات كثيفة العمالة التي يمكن من خلالها فتح مجالات وفرص عمل
أمام الأفراد والأسر الفقيرة والأشد فقرا منها على وجه الخصوص وتكليف برامج التدريب والتأهيل للفقراء لإكسابهم المهارات التي تمكنهم من
الحصول على وظائف وإقامة مشاريع خاصة بهم جنبا إلى جنب مع التوسع في برامج الإقراض الصغرى والمتناهية الصغر وبالأخص في المناطق الريفية التي تتسع فيها دائرة الفقر ولم تحقق تراجعا ملحوظا في معدلاته وذلك وفقا لما جاء في رد الحكومة والمشار اليه سابقا .
وترى اللجنة انه من الضروري الاستفادة من تجارب عدد من البلدان التي نجحت في التصدي لمشكلة الفقر وكان لديها ظروف مشابهة لبلادنا واستطاعت من خلال منظومة من السياسات والإجراءات والبرامج انتشال سكانها من أوضاع الفقر وتحسين أحوالهم المعيشية.
وقد توجت اللجنة تقريرها باقتراح جملة من التوصيات مقدمة إلى المجلس لبلورتها أكثر أثناء مناقشة هذا التقرير وهي تسهم في معالجة بعض
الاستنتاجات المستخلصة من دراسة مشاريع الموازنات العامة لعام 2009م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.