أكدت مصادر عسكرية باكستانية أن إسلام أباد استدعت كافة الجنود الذين كانوا في إجازات الجمعة، طالبة منهم العودة إلى ثكناتهم، ووضعت سائر الوحدات في حالة "الخدمة العملية" وذلك في تطور يأتي على خلفية القلق من احتمال اندلاع نزاع مع الهند بسبب هجمات مومباي الدموية. وذكر مصدر أمني باكستاني طلب عدم الكشف عن اسمه أن الجيش بدأ بأخذ الإجراءات الدفاعية "عند الحدود الدنيا،" غير أنه تجنب تحديد ماهية هذه الإجراءات، في وقت أكد فيه مسؤولون أنه جرى نقل وحدات عسكرية من الحدود مع أفغانستان، حيث كانت تتمركز لمواجهة نشاط تنظيم القاعدة وحركة طالبان، إلى المنطقة الحدودية مع الهند. غير أن أحد الخبراء في الشأن العسكري قال إن هذه الإجراءات تعني إرسال وحدات مسلحة باكستانية إلى المناطق الحدودية مع الهند، حيث من الممكن حصول "عمليات غزو." وأكد مسؤولونأنه جرى نقل وحدات عسكرية من الحدود مع أفغانستان، مشددين على أن القوات نُقلت من منطقة لا تشهد الكثير من المواجهات، في حين لم يطرأ تبديل على وضع القوات في الجبهات المضطربة، مثل وادي سوات وبيشاور شمال غربي البلاد. وأضاف أحد المسؤولين الباكستانيين، رافضاً الكشف عن اسمه: "من الطبيعي أن نقوم بخطوات معينة لمواجهة مد العمليات المتوقع من الجانب الهندي.. لا يمكن لنا القتال على جبهتين، لذلك قمنا بنقل بعض الوحدات من الحدود الغربية لمواجهة العمليات الهندية." وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من اجتماع عقده رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، مع ثلاثة من قادة جيشه الجمعة، قيل إنه خُصص لدراسة الأوضاع الأمنية الأخيرة. ونقلت أوساط عسكرية هندية أن الوحدات المنتشرة في الجانب الهندي من كشمير لاحظت بالقعل تحركات عند الحدود في الجانب الباكستاني. وكانت باكستان قد باشرت أخذ احتياطات أمنية خشية قيام الهند بتنفيذ ضربات عسكرية ضدها بعد توجيه اتهامات إلى جهات في باكستان بالضلوع في هجمات مومباي التي أودت بحياة 160 شخصاً الشهر المنصرم. وكان وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمد قرشي، قد حذّر الهند الخميس من توجيه ضربات لبلاده، وذلك بحسب ما نقلته صحف محلية. وأوردت الصحيفة عن قرشي قوله: "أريد أن أقول للهند أننا نرغب بالسلام ونحمل رايته، لكن (نحذر) من ارتكاب خطأ توجيه ضربات موضعية." وأضاف: "ستقوم أمتنا وجيشنا بالرد على أي أعمال عدائية، ونحن لا نجهل الأصول الواجب تطبيقها في دفاعاتنا." وكانت الهند قد اعتبرت أن منفذي هجمات مومباي، الذين قالت إنهم ينتمون لجماعة "عسكر طيبة،" قدموا إليها من باكستان، واتهمت تيارات في الحكومة والأجهزة الأمنية الباكستانية بدعم ما وصفته ب"الإرهاب" في المنطقة. وانتقدت نيودلهي ما اعتبرته "تقصيراً" من الجانب الباكستاني في مواجهة الإرهابيين، ونشرت "اعترافات" قالت إن المهاجم الوحيد الذي ظل على قيد الحياة في حوادث مومباي قد أدلى بها، وتفيد بأنه تلقى تدريبات في معسكرات ضمن الجزء الباكستاني من كشمير. وسبق للهند وباكستان أن خاضتا ثلاث حروب منذ عام 1947، وذلك على خلفية النزاع حول منطقة كشمير، على أن ذلك جرى قبل أن تتحول كل منهما إلى قوة نووية.